اشاعات بعدد الحصى والرمل

ان اخطر ما تواجهه حكومات دول العالم الثالث هو خطر الاشاعات الذي اصبح ينتشر انتشار النار في الهشيم ينتشر بسرعة قصوى تتطلب من تلك الدول ان تتابع مايرشح من اخبار ومعلومات بنفس السرعة للرد عليها ان كانت اخبار ومعلومات خاطئة
ما اخطر المعلومات والاخبار التي لا تمت للحقيقة بصلة ما اخطر المعلومات في عصر المعلومات التي تتدفق من هنا وهنالك (بكبسة زر ) و(برسالة نصية) فتصل في اقل من دقيقتين الى ملايين الناس واذا لم تكن هنالك ردود وتوضيحات من الجهات المسؤولة فان الاشاعات تتحول الى حقائق والاكاذيب تصبح من الواقع ولهذا فان الامر سيكون صعبا على اي دولة ومهددا امنيا لها ان لم تسارع بنفي او اثبات تلك الاخبار
ان الدول المتطورة تسارع وفي نفس لحظات الاشاعات بالرد الفوري عليها عبر مراكز يتم انشاؤهاً خصيصا ولكننا في السودان نفأجا صباحا اعنى حكومتنا المحترمة تفاجأ صباحا بخبر ملأ القرى والحضر والفيافي ليلا وهي نائمة نوم العوافى واذا استيقظت من نومها العميق يكون ( الرماد كال حماد )
يمكن لشخص واحد ان ينسج اخبارا من بنات افكاره لتحقيق مآرب شخصية له او لجماعة معينة او لاشخاص معينين ويقوم بارسالها الى افراد ثم الى قروبات عبر التواصل الاجتماعي (الواتس آب ) و(الفيس بوك) وفي اقل من دقيقتين يمكن ان تصل الى الملايين
صحيح ان الحكومات ايضا يمكن ان تبث اخبارا (كجس نبض) لبعض القرارات التي تنوي اصدارها ولكن في الغالب الاعم ان معظم الاشاعات تخرج الى السطح لاجل مآرب اخرى (ولهم فيها مآرب )مثل تلك الاخبار التي تناقلها الناس يوم الاول من امس حتى ساعة متأخرة من الليل او حتى الساعات الاولى من الصباح وتتحدث عن تعيين احمد هارون واليا لولاية الخرطوم وتعيين والي الخرطوم الحالي عبد الرحيم محمد حسين في مجلس الوزراء مكان الراحل صلاح ونسي وتعيين حاجد ماجد سوار واليا لشمال كردفان هكذا تم بث الخبر بالتدرج ثم اشار خبر الى تقديم والي الخرطوم الحالي لاستقالته
وهذه الاشاعة بالذات وجدت اهتماما كبيرا من قبل كل اهل السودان وبدأ الناس يشيرون الى ميزات والي شمال كردفان احمد هارون الذي احدث طفرة غير مسبوقة بولاية شمال كردفان تخطيطا وتنمية ومياء وكهرباء ونظافة وهمة ونشاط
ان بعض المراقبين قالوا ان الانقاذ اذا اقامت مسابقة لافضل الولاة لفاز بها سنويا ولاكتسح كل المنافسين من الولاة فالرجل يتمتع بديناميكية مذهلة وحركة دؤوبة وعقل راجح وهمة عالية والذين يعرفونه قالوا انه لا ينام
بل يعتبر رجل المهمات الصعبة في حكومة الانقاذ وسجله الناصع في ولاية جنوب كردفان وانجازاته هي من جعلته واليا لشمال كردفان ويكفي احمد هارون اعتراف المعارضين والمسلحين باعماله وهو اعتراف لم يحظى به احد
ان نجاح احمد هارون لا يعني فشل والي الخرطوم الحالي لان الفترة غير كافية للحكم عليه كما ان اعفائه وان تم لايعني لانه فشل في اداء مهمته في ولاية كرش الفيل (الخرطوم )
المهم ان هذا الخبر حظي باهتمام كبير ومن الاخبار الاخرى الحديث عن اعفاء مجلس ادارة نادي الهلال وعودة الحاج عطا المنان مرة اخرى وعودة سادومبا للهلال واخبار اخرى كثيرة ومتنوعة تبث حسب اهواء واشواق الناس ورغباتهم