العيب ليس في “المذاهب المختلفة” يادكتور

*لاأدري لمصلحة من يحاول البعض تأجيج الخلاف بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية على خلفية أحداث مؤسفة جرت? يسعى الطرفان للملمتها وسط جهود مقدرة لرأب الصدع والدعوة لتوحيد أهل القبلة بعيداً عن العصبية النتنة.
*هناك تصريحات إيجابية صدرت من مسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية في مقدمتها توجيه الرئيس الإيراني روحاني لوزير الداخلية للعمل على كشف الضالعين في حادث الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية بطهران وتقديمهم للجهاز القضائي لتنفيذ العدالة? وقد وصف قائد قوى الامن الداخلي الإيراني العميد حسين أشتري الحادث بأنه مثير للشبهة.
*من ناحيته نفى الامير محمدبن سلمان ولي العهد وزير الدفاع السعودي في تصريحات ل”الإيكونومست” أن يتسبب ماحدث بطهران في زيادة التوتر بين السعودية وايران? وأضاف قائلاً : نحن نحاول ما وسعنا عدم التصعيد أكثر .. نحن فقط نتعامل مع الإجراءات والخطوات التي ضدنا.
* أيضاً قال وزير الدفاع السعودي : نحن نستغرب ما علاقة مواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية وصدر ضده قرار من محكمة سعودية.. ما علاقة ذلك بايران؟!! و أضاف قائلاً : أنه ليس من المتوقع قيام حرب بين السعودية وإيران? ومن يدفع بذلك ليس في كامل قواه العقلية لأن الحرب بين البلدين كارثة كبيرة وستنعكس بقوة على العالم.
*هذا ما جعلنا ننبه مراراً وتكراراً إلى مخاطر الفتن التي تؤجج في بلادنا عبر تعميق الخلافات المذهبية والنعرات الإثنية واستغلالها في إشعال الحروب التي تضررت منها شعوبنا وبلداننا العربية والإسلامية التي أصبحت للأسف بفضل هذه النزاعات والحروب مناطق طاردة لمواطنيها.
*نقول هذا بمناسبة دعوة إمام وخطيب مسجد النور بكافوري الدكتور عصام احمد البشير – الذي كنا نحسبه من المستنيرين – التيارات الإسلامية للتوحد وترتيب البيت الداخلي في مواجهة المشروع الصفوي الإيراني والمشروع الغربي وذلك في خطبة الجمعة الماضية.
*لم يكتف الدكتور عصام بذلك وإنما خص أهل السنة بأنهم وحدهم الاحرص على وحدة الامة والحفاظ على هيبتها وجمع كلمتها .. ويا للعجب عاد في ذات الخطبة ليحذر من داء التعصب الذي أصاب المجتمع الإسلامي والإنساني? وقال إن إجتهادات العلماء ليست مقدسة.
*ما يهمنا هنا هو تأكيد أن السبيل الأقوم لمحاصرة الخلافات المذهبية فيما بيننا? والخلافات الأخرى بيننا وبين العالم واضح في تعاليم ديننا الحنيف ورسالته الهادية للوحدة والسلام والخير والتعايش الإيجابي بين بني البشر على هدي الاية الكريمة “لكم دينكم ولي دين”.
*لم نكن في حاجة لتصريحات الرئيس السوفيتي فيلاديمير بوتين لننتبه إلى تعايش أهل السنة مع اهل الشيعة خارج بلادهم في سلام ووئام وهو يقول بصدق مر : السنة يهاجرون والشيعة يهاجرون ويعيشون جنباً إلى جنب في بلاد الغرب ولا يتجرأ بعضهم على بعض.
* شخصياً عايشت هذه الحقيقة إبان مشاركتي في بعض الفعاليات العراقية في سدني فوجدتهم أسرة واحدة بمختلف إنتماءاتهم المذهبية والإثنية? وأن فعالياتهم تتم بسلام بعيداً عن الخلافات المذهبية والإثنية المحمولة من فوقهم.
* هذا يؤكدقول الرئيس السوفيتي : إن سبب النزاعات والحروب بين أهل السنة وأهل الشيعة ليس في مذاهبهم وإنما في بلدانهم وقوانينهم وشيوخهم وحكامهم .. أي أن العيب – هدانا الله وإياكم يادكتور عصام – ليس في المذاهب ولا في العالم الغربي .
[email][email protected][/email]