يتوحدون… ولكّن… فقط ..عند الإنقلابات !

إسلاميو السودان ..لا يخفى على أحد ذلك الدخان الكثيف الذي خرج هلعاً من عيونهم من أثر حريق عباءة جماعتهم في مصر الذي لم يكن بالطبع بعيداً عن أزرهم الذي سقط تحت الأقدام جراء رجفتهم من ذلك الإنفجار الداوي في أرجاء المنطقة..حدثاً وما تبعه من ردود فعل !
فخرج ثلاثي الأضلاع المتنافرة ..نواحاً على شرعية مرسي مجتمعين من جديد في تلقي العزاء ضمن تظاهرة مخجلة شقت شوراع الخرطوم.. رغم إختلافهم الأزلي حول المسروق الذي استاثر به المؤتمر الوطني ..فأنفلق الى مؤتمرين أطلق أحدهما على كيانه إسم الشعبي تزلفاً لشعب يمقت البعشوم والثعلب معاً.. فيما قبع غراب البين الذي تجني على السلام والعدالة إسماً وفعلاً قبيحاً.. ناعقاً فوق منبره الأسود بين الإثنين متكتئاً على منساة قرابته الرئاسية البعيدة التي ضربها السوس ليستأسد بسلاح حروفة المسمومة وقد عافها حتى القرطاس التي تتوسده !
بالأمس توحد الكيزان عند إنقلابهم على الديمقراطية والشرعية عندنا و التي أقاموا لها اليوم سرادقاً للتباكي عليها وقد تسربت مياهها من بين أيد حماقتهم الإقصائية في مصر فأضاعوا فرصة التماهي في مجتمع الوطن المدني المتحضرالذي يسع الجميع .. وأنحازوا لركنهم الضيق كجماعة.. فركلهم الشارع العريض زحفاً بأقدام مشروعيته التي ساندتهم في إكتساب شرعيتهم المستردة للأمة..وكانت تلك المساندة هناك إضطراراً وليس قناعة !
اليوم تتواتر نظرات الغزل في لحظات الزلزال الذي شعروا به.. وتتعالى نغمات التقارب ..بين الوطني والشعبي ..وسط تسريبات فريق.. ونفي الآخر.. ويُطرح إسم على الحاج ..الذي يملك تحت إبطه الملفات الضاغطة .. بعنوان ..
( خلوها مستورة )..
مثلما يسرت ملفات قوش ..صيامه في بيته وعودته للحلم مجدداً مع النائمين تحت قبة البرلمان ..شريطة صمة الخشم مقاومة لكحة التدخين الذي كان سيشق قلبه الحبيس بين أسرار قفصه الصدري وقد ضاق بسجن الشهور السبعة وهو الذي ظل مفعماً بالرقة تجاه ضحاياه في المعتقلات وبيوت الأشباح لسنوات طويلة !
التواجد في ممرات القصر لا يحتمل..
( حاجين ) ..
من دارفور..لاسيما أن الحاج آدم قد جاء شاقاً عصا طاعة الشيخ المطعون من حيرانه .. لذا فالتضحية به في مساومات الصلح إن صحت التكهنات حولها قد تكون أخف الأضرار بالنسبة للقصر ..أما الحزب فقد يظل فيه ولا يتجاوز دوره عتبة الحديث عن تراكم القمصان في دواليب رفاهية الشعب بعد بلوغه نعمة الإنقاذ ، وهو أى الساطور لم يكن أصلاً في يومٍ ما حاداً في قطع الشك بيقين الفعالية في الشأن الدارفوري.. ولايملك تاثيراً بل وأوراقاً مخيفة كالتي يتوسدها على الحاج في طموحه الأزلي ناحية إعتلاء المنصب الرفيع كنائب ثان ..أما موقع النائب الأول وإن شغر لأى سبب أو طاريء فإن رايته وفقاً للنهج الجهوي والعنصري للنظام ..لن تنعقد بعيداً عن عود القبائل النيلية في ظل تكريس تلك السياسة المقيتة للإنقاذ !
الأنظمة الشمولية الديكتاتورية وفي أى لبوس ولون ومن أى مدخل كان ، هي في النهاية تتصرف كالثعالب والذئاب .. في تكالبها على السلطة ومغانمها.. ولكن يرعبها دائماً زئير الأسود الهادرة في ممرات الوطن.. وحتى بعد سقوطهم تراهم يناوشون ويناورون و يعوون في الميادين مثلما يفعلون الآن بعد أن فقدوا سانحتهم الذهبية في مصر .. فنجدهم هنا الآن في غمرة ربكتهم يتنادون للتوحد من جديد على إثر انقلاب المشروعية الشعبية في مصر على شرعيتهم التي مرت من بين مصارين الجوعى الذين خدروهم وعداً بأنهار العسل .. التي مالبثوا ان وجدوها سرابًا يتمدد في بلقع الوهم !
فهل سينتظرهم أسود شعبنا بهتاف النظر ، وهم يعدون لإنقلابٍ جديد .. تحت ذريعة التغيير من داخل التنظيم الإسلامي والحزبين الذان يحملان مسميات لا يستحقانها..حتى يتوحدوا على تمديد شرور حكمهم التي أجدبت الحقل وأكلت البيدر.. !
مجرد … سؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤال ؟
[email][email protected][/email]
تحياتي القلبية لك استاذنا برقاوي
شغلتنا بعض الطوارئ في بلد العجائب وحرمتنا المتعة بمتابعة طريقتك الجاذبة جدا في تطويع المفردات وصولا لزهن القارئ وقلبه .
ليس في الامر عجب استاذنا برقاوي فكل ما في الأمر انك انت من تحدد مكانك بقدر حجم قبيلتك أو فسادك أو ملفاتك القذرة التي نمسك بها رقاب الآخرين رفاق الفساد أو قوتك العسكرية ومقدرتك على القتال والصمود.
هذا زمانك يا مهازئ فامرحي
ليس هناك أسود ولا يحزنون .. نحن قطيع أغنام لاحول له ولا قوه … نحن أناس فقراء فكره وأبتكار