أخبار السودان

فار في شارع النيل

عزيزي القارئ ، يحدد سعر السلع في النظم الرأسمالية بالعرض والطلب ( وبينهما أمور مشتبهات عندما يسود الإحتكار ) ، وتحدده الماركسية

وفتشت (أنا) عن الكيفية التي يمكن بها تحديد سعر حيوان ما ( كالكلب) ، فلم أجد ذلك في العرض والطلب ولا

ربما كان السعر في هذه الحالة خاضعاً لمزاج الشاري ، ونوع الكلب ، وذكائه بالإضافة للمجهود الذي بذله البائع في تربية الكلب وتدريبه وأي أعباء أخري كالنظافة والعلاج عند البيطري وخلافه .

أما في حالة الفأر ، فيصعب التكهن ولكن الفئران أشكال وألوان وربما كانت فئران التجارب البيضاء غالية الثمن أما أم سيسي والجقور فيمكن الحصول عليها من أقرب ( جحر) بالمجان ، متي ما ساقتك قدماك إلي مشروع الجزيرة أو كردفان ودارفور .

ولا يحتاج الأمر لكديس يطارد ، أو صقر يناور ، فالفئران ( الجيعانة) لا تستطيع الجري وتسقط عند أول لفّة مثلما تسقط الفرق السودانية في الشوط الثاني وتنهزم بالسبعة .

ولكن المؤكد أن أغلي فأر في العالم ، كان ولا يزال يعيش في (وكر مهجور) بشارع النيل بالخرطوم .

ربما ركب هذا الفأر البص من مدني للخرطوم بعد أن شلّعت الإنقاذ مشروع الجزيرة ، ونزل في الميناء البري ، ثم انحشر في أول حافلة قادمة للسوق العربي ، حيث ( ترجل) ولابد أنه صادف كافتيريا أو مطعم فتناول ( سندوتش وحاجة باردة ) ثم انطلق برجليه ناحية شارع النيل ، وتفادي في طريقه العربات المسرعة وزاغ من عسكري المرور حتي لا يدفع الغرامة طالما ليس معه رخصة أو تأمين ، ثم دخل ( توووش) إلي برج من أبراج العمارة الكويتية ، دون أن يلحظه ( بتاع الهدف) ، وسكن أصالة عن نفسه ونيابة عن باقي الجقور دون أن يدفع إيجاراً .

وصادف ( آنذاك) أن كانت المؤسسة السودانية للنفط موجودة في نفس البرج ، فأزعج موظفيها الفأر ( العاطل) ، الذي كان يصول ويجول تحت أقدامهم ، فخافوا أن يفسد عليهم الاستثمارات البترولية متي ما دخل في بنطلون وفد صيني أو ماليزي ولهذا تعاقدوا مع شركة ( ما) للتخلص من الفأر الطفيلي .

ودفعت المؤسسة 54 ألف دينار ( 540ألف جنيه قديم ) خلال شهر من شهور 2001 ، ودفعت بعد ذلك 108 ألف دينار( مليون جنيه قديم ودقداق) لمواصلة برنامج ( سك الفأر) .

وإذا لم تدفع أي أموال أخري ، فإن الفار اللعين كلف وزارة الطاقة والتعدين 162 ألف دينار ( 1.6 مليون جنيه قديم) دون أن نري جثته تشيع للمقابر أو نعي أليم في زاوية في صحيفة حكومية . حاجة عجيبة ؟!!

الميدان

تعليق واحد

  1. جد بستغرب من مثل هذه المواضيع ومثل هولاء الكتاب , ياخي أنا مالي ومال فار وبعدين ياخي قصة منذ 2001 ماهو المغزى من سردها الآن .
    وكأنه كل المشاكل في السودان انتهت ونحن نعيش في مرحلة رفاهية الفكر , ياخي السودان دا كله مشاكل والاجدى بك أن تكتب كل يوم في واحدة منها حتى تفيد غيرك في طرح المشكلة وكيفية الحلول وإلا فلا تكتب عن أشياء تضيع بها فقط زمن غيرك .

  2. دون أن نري جثته تشيع للمقابر أو نعي أليم في زاوية في صحيفة حكومية . حاجة عجيبة ؟!!

    الفأر حيّ ، تسلّل إلي القصر الجمهوري هاربا من الجحور إلي المكيّفات والطيبات
    مستمتع ، يقرض و(يقرّض) يخرّب ويقدّد يسرح ويمرح و(يرقص) كما جيري
    أغدق على خصومه من القطط ( طوم وأخوانه) وباتت قططا ( سمان) تعض وتخربش تحت حماية جيري
    توالدت وتوسّعت ,اصبح لها مجالس ومؤمرات ومؤتمرات ، تموء وتنونو كذبا وتطبيلا ونفاقا
    هجرت الخرابات والكوش وغادرت أحياء الفقراء وأمست في قصور تمور أركانها بالخزائن والموائد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..