فرفرة الاخوان وإنكشاف دابر أوردغان..

بشرعية الشعب سكين الثورة تذبح الطغيان. وفرفرة المذبوح تكشف الحقائق والكثير والمثير عن تنظيم العصابة العالمي.

قبل 30 يونيو قالها السيسي: ده إنجليزي يا مرسي ولكنه لم يفهم..

فللجيش أساسا مهمتان: مهمة الدفاع عن الوطن من العدو الخارجي، ومهمة حماية الدولة من التشرذم والإنهيار. الفريق أول عبدالفتاح السيسي باح قبل يومين بأسرار تحاوره مع مرسي. فقال: أرسلت له برسالة واضحة وصريحة في جملة واحدة وهي أن يقوم بإعلان إستفتاء شعبي على بقاءه كرئيس أم لا. ولكن رد مرسي بالرفض التام؛ لعلمه انه قد انتهي فنتيجة الإستفتاء حتما ستكون ضده. فقد رأى رأي العين الملايين تخرج زرافات في الشوارع ضده وتكفر بسياسة جماعته الفاشية. ولكنه يريد المماطلة والمراوغة والتموهية إلى أن يحله الحل البشير من المحكمة الجنائية أو يخدع البسطاء بنزول جبريل من السماء. ولكن السيسي باغته بالذبحة القاضية وهو يكبر: الله أكبر بسم الشعب والوطن.
إذا السيسي لم ينقلب بل إنحاز للشعب بعدما ركب مرسي دماغه في خوفه من الإستفتاء و إصراره تقسيم المصريين وإدخال البلاد في حالة ضياع. فقام السيسي بواجبه الوطني بعد مشاورات مع مختلف الجهات السياسية في البلاد.

وقلوبهم لدى الحناجر كاظمين تجمع اخوان مرسي للرفس والفرفرة والمقاومة والمراوغة من ميدان رابعة العدوية. الديمقراطية للإسلامويون يا فيها يا نفسيها. وإستخدام سلم الانتخابات مرة واحدة. فإذا وصلت للسلطة كسرته وإن لم تصل أفسدت على من وصل إلى ان تأتي للسلطة بأي وسيلة أخرى. وهذا ما حدث عندنا عقب إنتخابات 1986 التي اتت بحزب الأمة والإتحادي في المقدمة وظل حزب الجبهة يعمل على تفشيل الدولة والمشاريع الوطنية بالإضرابات والمظاهرات وعدم الإستقرار والصحف الصفراء إلى أن كرهوا الناس الديمقراطية ثم جاءوا بإنقلابهم المشؤوم.
والمثال الآخر هو بعد فوز حماس في فلسطين وجبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر بالطريقة الديمقراطية، كسروا السلم وأغلقوا الأبواب، واعتبروا فوزهم حق مطلق لا ينبغي لأحد من بعدهم. حماس نجحت ولكن في الجزائر أوقف الجيش الانتخابات. ولكنهم لم يهدأوا بل فرفروا وآثروا الإرهاب ومسلسل الحرب الأهلية الدموية الطويل وذبح الأهالي والأبرياء وكشفوا عن وجههم القبيح الحقيقي.
وفي مصر يسلكون نفس الطريق وبمحاولات بائسة غير وطنية بالإستعانة بالجهات الخارجية كأمريكا المحتارة في خيبة صفقتها التي أحضرت سفيرة الشر آن باتريسون خصيصا والتي كانت تعمل في باكستان للإشراف على المهمة. فلديها خبرة التعامل مع الإسلاميين وشق الصف الوطني وذلك كله لإرضاخ أي بلد لسياسة الإدارة الأمريكية. ولكن المصريون لم يرحموها ورجموها رجما بالحق لن تنساه.

ومن الجهات الأخرى التي يفرفر الاخوان بها هو الإستعانة بتركيا أوردغان. وهذا ما زاد كشف حقيقته للجميع الآن.

يتفاخر الإسلاميون بما حققه أردوغان للاقتصاد التركى ولكن دون الإشارة لإنفتاحه وتبنيه خط دولته العلمانية. فتركيا أصبحت من الوجهات السياحية الرئيسية في العالم وزاد في ذلك إنتشار المسلسلات التركية في الآونة الأخيرة لتحل محل المسلسلات المكسيكية وذلك ضد التوجه الإسلامي الأصلي!.
وبرغم النجاح الإقتصادي إلا ان الوصمة الاسلاموية رسبت بعض العيوب التي لم ينتبه لها الكثير. فقد أفادت منظمة ” مراسلون بلا حدود ” في تقرير لها لعام 2013 صدر مؤخرا، أن ترتيب تركيا في تراجع مستمر في لائحة الدول لاحترام حقوق الصحفيين وحرية الصحافة والتعبير عن الرأي. وقالت: “تركيا باتت من أكبر سجون العالم للصحفيين” متقدمة على الصين وإيران وسوريا. وأوضحت المنظمة أن تركيا “تحتل” المرتبة 154 من بين 179 دولة التي تشملها اللائحة في إشارة إلى تراجع مركزها.

فوز حزب أوردغان بالانتخابات مرتين على التوالى مكنه من التخلص ببطء من أى معارضة داخل وخارج حزبه. فقد قام بهدؤ بالتخلص من قادة الجيش وتعديل قانون المحكمة الدستورية ثم بالتدريج للتمكين الإخواني لتغيير مفهوم مدنية الدولة. ولكنه لم يستطع تكملة الخطة للنهاية لأن ما تزال هناك قوانين مدنية معيقة لخطته. وعند فشله بدأ يلمِّح بتحويل نظام الحكم من برلمانى إلى رئاسى لأنه ببساطة يريد أن يترشح للرئاسة بدلا من عبد الله جول فى العام القادم ليواصل خططه التمكينية وتغيير مدنية الدولة.

ليس هذا فحسب فإنه يتبنى نفس مخطط الاخوان في كل بلدان ثورات الربيع العربي. فهو السمسار الأول لمشروع الإخوان لدى أمريكا والغرب. صفقة المشروع تنادي بإخضاع العالم العربي للحكم الديني وتقسيمه إلى إمارات على أسس دينية أو مذهبية، لتكون القوى الكبرى فى المنطقة هى الدول غير العربية وعلى رأسها تركيا وإسرائيل!!. ويرجع هو بموحد البلدان الإسلامية وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية.
أوهامه بالقضاء على العلمانية وإحياء دول منقسمة ومنشطرة وهشة وصغيرة وبدون هوية، وتتمسك ببلاهة للهوية الدينية إذ يسهل تجميعها تحت مظلة الخلافة العثمانية واسترجاع نفوذ تركيا فى العالم العربى.
ولكن كتاحة تقسيم وسقوط مرسي المدوي زاد سقوطه دوشة وعطل الصفقة.

ولذلك يحدث أوردغان الآن جلبة شديدة حيث قام بإحضار أعضاء تنظيم الاخوان العالمي للإجتماع في إسطنبول ليقول إنه ما يزال يتمسّك بشرعية مرسي مصرا على رهانه مع أمريكا والغرب والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى وتأجيج نار الفتن.

وربما يستوقفني أحدكم ويقول لي اني ظلمته في موقفه البطولي في منتدى الإقتصاد العالمي بدافوس 2009 حينما انسحب أردوغان من جلسة جمعته مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وعمرو موسى وبان كي مون، احتجاجاً على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على كلمة بيريز بشأن العدوان الإسرائيلي. وبعد انتهاء كلمته صفق له الجمهور قائلاً: (عار عليكم أن تصفقوا لمن يقتلون الناس والأطفال بدم بارد) منتفضا ليسجل الإعلام هذه البطولة الصورية وهو الآن لا ينبس ببنت شفه في سياسة رفقائه الذين يلقون الصبية من أسطح البنايات.

ولكي تعرف حقيقة هذا السمسار الأوردغان أكتفي بما قالت أمريكا عن الطائرات الإسرائيلية التى ضربت مواقع سورية فى اللاذقية. فقد قالت إنها انطلقت من قواعد تركية وبموافقة حكومة أردوغان الذى يضحك على الجميع بتمثيلية الطلاق البائن مع إسرائيل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (( يتفاخر الإسلاميون بما حققه أردوغان للاقتصاد التركى ولكن دون الإشارة لإنفتاحه وتبنيه خط دولته العلمانية))

    تعليق : أيها الكاتب , احترم الواقع على اقل تقدير , فتركيا من ايام اتاتورك دولة علمانية بل و تحارب الكثير من المظاهر الدينية و العلمانية في تركيا قوية ويدعمها الجيش و مجموعات متنفذة من الاتاتوركيين
    و ان لم تكن تعلم فان اربكان اسقط من قبل الاتاتوركيين بسبب تدينه و عندما اتى اردوغان كانت هناك و لا تزال مؤسسات قوية من بقايا اتاتورك تلزمه بتبني العلمانية
    والتحسن الاقتصادي الملحوظ في تركيا اتى بجهود الاسلاميين و توجههم نحو العالم الاسلامي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..