عجباً..!ا

بالمنطق

عجباً..!!!

صلاح عووضة

٭ عفوا عزيزي القارئ…
٭ فحين (شرعت) في كتابة كلمة اليوم – تحت العنوان أعلاه – حذرني زميل بأن إياك و(الشروع)..
٭ فسألته ببراءة : (همّ منعوه واللا إيه) مثل (شاي) عادل إمام في مسرحية (شاهد مشفش حاجة)..؟!
٭ فهذا النوع من (الشروع) – حسب فهمي – هو (مشروع) مثله مثل الشروع في شرب الشاي باللبن…
٭ فهو ليس (شروعا) في اي من الافعال الوارد ذكرها في قوانيننا ذات العقوبات (الحدية)..
٭ ولكن رئيس تحريرنا المهذب – حسبما علمت من زميلي – هو الذي سوف يُنظر الى نشره لكلمتنا هذه على انه (تحدٍّ!!)..
٭ تحدٍّ لماذا ؟!..
٭ لغاية هنا وكفاية..
٭ كفاية علينا – وعليكم – العنوان أعلاه رغم أن (شروعنا) إياه كان بهدف المناصحة المنصوص عليها (شرعا) وليس بهدف الـ (تعرية)..
٭ والتعرية المقصودة هنا هي تلك ذات المعنى (السياسي) وليس (الكِباسي!!)…
٭ و(خلاص بأه ما تودوناش في داهية) على قول القاضي لعادل إمام في المسرحية تلك..
٭ ولـ (نشرع) الآن في سرد قصة ما أكثر الذين يعرفونها ، وما اقل الذين يعتبرون بها..
٭ فما أكثر العبر – كما يقولون – وما اقل الاعتبار…
٭ قصة عمر بن الخطاب مع شاربيّ الخمر في دارهم..
٭ فقد كان عمر يعسّ ليلةً فمر بدار شك في معاقرة نفر الخمر بداخلها..
٭ فتسور عليهم الجدار ليرى صدق ما كان قد شك فيه..
٭ او بلغة نميري عقب تطبيق قوانين سبتمبر : (نطَّ الحيط)..
٭ فنميري كان قد قال تمسكا بالقوانين هذه : (أيوه ، ح نط الحيط،
٭ وح نتجسس ، وح نتحسس، والبنقبضو ما بنخليهو)..
٭ ولكن دعونا نرى ما (ح يفعل ) ثاني الخلفاء الراشدين عقب (نَطِّه) الحائط…
٭ فهو بعد أن رأى صدق ما كان يشك فيه صاح في الشاربين متوعدا: (يا اعداء الله، أظننتم أن الله يستركم وأنتم على معصيته؟!)..
٭ فقد توعدهم – ضمناً – بإقامة حدّ السكر عليهم بعد أن ضبطهم بـ (الثابتة)..
٭ ولكن أحد الفتية أولئك رد عليه بـ (ثباتٍ) قائلا: (يا أمير المؤمنين ، لا تعجل)..
٭ أي ، لا تتعجل في (كشِّنا) واسمع ما نقول..
٭ ثم واصل الفتى حديثه شارحاً : (إن كنا أخطأنا في واحدة فقد أخطأت أنت في ثلاث)…
٭ لاحظ أن الفتى يخاطب أمير المؤمنين (ذات نفسه) وليس واحداً من (عسسه !!)..
٭ وأيّ أمير مؤمنين؟! عمر بن الخطاب..
٭ واستمع عمر بـ (رحابة صدر!!) إلى ما قال الفتى إنها أخطاء ثلاثة من تلقائه..
٭ رحابة صدرلا تماثل اسلوباً لدى بعض قضاة زماننا هذا – في عالمنا الاسلامي – عبر عنه بطريقته الساخرة الأديب يحى حقي في روايته (خليها على الله)..
٭ فالصعيدي أراد ان يشرح للقاضي سبب مثوله أمامه عقب (خناقة) في الغيط مع جاره الفلاح..
٭ قال له: (أصل الجاموسة بتاعتي يا سيدنا الافندي…) ..
٭ ولكن القاضي – حسب يحي حقي – ليس لديه وقت (يضيِّعه) في سماع التفاصيل بما أن هنالك قضايا كثيرة في انتظاره..
٭ فقد قاطع الصعيدي صائحا: (أصل إيه وبتاع إيه؟!.. إنت ح تحكيلي قصة حياتك ؟!.. تلاتة شهور سجن، ياللاّ اللّي بعدو)…
٭ أما أمير المؤمنين عمر – والذي ليس هو مجرد قاضٍ – فقد كان لديه وقت يستمع فيه لأناس يقولون له : أخطأت، وليسوا فقط يدافعون عن أنفسهم..
٭ وفصّل الفتى لعمر ما قال إنها اخطاء من تلقائه..
٭ قال له إن الله يقول: (ولا تجسسوا) وأنت تجسست..
٭ وقال: (وأتوا البيوت من أبوابها) وأنت تسوَّرت..
٭ وقال: (إذا دخلتم بيوتا فسلِّموا) وأنت ما سلَّمت..
٭ والآن إذا ارت ان (تتخيّل) رد عمر على الفتى ذاك من (واقع) زماننا هذا فلعلك تراه قد أرعد وأمطر ، وأرغى وأزبد، وهدد وتوعد…
٭ لعلك تراه فعل ذلك ثم أمر (جماعته !!) بأن يقوموا بـ (اللازم) تجاه الفتى باعتباره قد (انتقص من هيبة الدولة) و(مسَّ رمزا من رموزها) و(وقدح في فقه ولي الأمر)..
٭ أو على أحسن الفروض تراه وقد اتهم بـ (الشروع!!) في الإساءة للـ (مشروع!!)..
٭ ولكنك سترى (عجبا) إن رأيت أمير المؤمنين على (حقيقته) – لحظتذاك – دون استعانة بمنظار زماننا هذا..
٭ فقد تساقطت دموعه على خديه ثم طلب الصفح من (شاربيِّ الخمر!!)..
٭ فقد أخطأوا في واحدة، وأخطأ هو في ثلاث..
٭ ثم عفا عنهم بعد أن عفوا هم عنه…
٭ وكان من نتاج (سماحة) ذاك التطبيق لشرع الله أن تواثق الفتية أمامه على عدم العودة إلى ما كانوا عليه مرة أخرى..
٭ فشرب الخمر خطيئة من منظور الشريعة الإسلامية ..
٭ ولكن كذلك التحسس !!!
٭ والتجسس !!!..
٭ و(نط الحيط) !!..

الصاف

تعليق واحد

  1. استازنا العزيز دعك من بيوت الخمر ودون ذاك – طغاة هذا الزمان بلغ بهم الاستفحال في التجسس حتي دون المذنبين ففي احدي انتخابات اتحاد جامعة الجزيرة ونحن في ايام التصويت علمنا ان مجموعة من رجرجة الشرطة تداهم الطالبات في الداخليات وتهددهم بالفصل من الجامعة اذا لم يصوتوا للمؤتمر الوطني

  2. يا عووضه الحيط القاعد توجه ليهم كلامك ده للاسف الشديد حيط طرشاء..يعني ما ليها (ودان) … دي حيط عاوزة DOZER)

  3. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة . ولاأدري ماهو الاخلآل بالنظام العام اذا كان الانسان في معصيته بينه وبين نفسه أي مخلآ بنظامه الخاص ..

    الهداية من عند الله وهو يقبل توبة عبده . اللهم اهدنا فيمن هديت وابعد عنا المنافقين وقتالين القتلي وناس زعيد وعيط نطاطين الحيط . امين .

  4. اولا اعتقد انه توفيق الحكيم في " يوميات نائب في الارياف" و ليس يحي حقي و قد اكون مخطئا فلك العتبي…. ثانيا امير المؤمنين عمر بن الخطاب هو حاكم " مسلم " و ليس "اسلامي" و المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده…. و ابن الخطاب تولي امر الناس مرشحا من الصديق " ثاني اثنين اذ هما في الغار" و زكاه و بايعه اصحاب الرسول اهل بدر الذين رضي الله عنهم رضاءا موثقا في قرآن يتلي الي يوم الدين .. و لم يات علي دبابة في غفلة من الزمان… و ابن الخطاب اقام العدل بادئا بنفسه و اهله و لم يزك نفسه و يدعي انه احسن الناس و لا وصف نفسه بانه " من اصحاب الايدي المتوضئة" و لا بانه "شيخ" و لا "مجاهد" بل وصفته افعاله و جلائل اعماله…. و ابن الخطاب الذي بشر بالجنة كان يخاف من عظم المسئولية التي اوكلت اليه في حكم الرعية حتي روي انه كان لديه خطين اسودين علي وجهه من البكاء و لم نسمع انه "سمن" و كبرت كرشه" و مات قلبه و انه اصبح " يرقص" في كل زمان و مكان…. و ابن الخطاب اتخذ بطانته و ولاته من اصحاب رسول الله الاتقياء الانقياء و ليس من السماسرة و المطبلاتية ممن لا دين له و لا اخلاق… و ابن الخطاب كان يحاسب ولاته حسابا عسيرا في الحقوق و الاموال و يحصي عليهم ما كسبوه حتي لا يتعدوا علي اموال المسلمين.. و لم يكن " يرقي " الفاسدين المفسدين الي مناصب اعلي و " وزارات اغني" و لم يسكت علي المختلسين و مبددي اموال المسلمين…. و ابن الخطاب استدعي عمرو بن العاص والي مصر لان ابنه " و ليس هو" ضرب احد عوام الناس بالسوط و امر هذا العامي ان يضرب ابن عمرو و لما اكتفي طلب منه ان يضع السوط علي صلعة عمرو بن العاص و لما رفض اخبره انه لو ضربه لما ساءله لانه راي ان ما حدث من ابن عمرو هو استغلال للنفوذ و السلطة التي كانت لابيه…. و ابن الخطاب هذا لما استعصي بيت المقدس علي المسلمين و طال الحصار و طلب القساوسة حضوره للتسليم ذهب اليه في مرقعته و علي ناقته و حين طلب منه المسلمون لبس زي ناعم و اركبوه علي فرس وثير قفز من عليه و هو يرتجف و عاد الي ناقته و مرقعته و قال لهم " لقد كاد اميركم يهلك" من ما يداخل النفس من الكبر و الغرور … لم يركب الفارهات من العربات و الطائرات الخاصة و جيش المراسم و الميزانيات المفتوحة و اسطول سيارات و مواتر الحراسة و " اليخوت"…. ناهيك عن فاخر الثياب من اموال المسلمين و التي تجعل لابسها " اضحوكة" كاي محدث نعمة …….

  5. فشرب الخمر خطيئة من منطور الشريعة الأسلامية.. ولكن كذلك التحسس!!! والتجسس!!!! و (نط الحيط )!!! ولكن مع ناس (زعيط ومعيط ) ديل..الحل شنو؟؟

  6. يعني سيدنا عمر تستر عليهم الا بعد ان عرف انه ايضا مذنب اما كان عليه ان يعاقب نفسه لانه ارتكب اثم ويعاقب الفتية الذين يشربون الخمر لانهم تعدوا حدود الله يعني من زمان كان يوجد مساومات شيلني واشيلك
    المناداة بفصل الشريعة عن الدين رأي صائب الدين اتي لتوحيد الله والشريعة تطبق حسب الزمان والمكان فهي غير محددة

  7. ديننا الأسلام لو تمسكنا به لن نضيع ولن نظلم ولما إحتجنا للأستفتاء .
    عمر الفاروق يحاول البعض السير علي خطاه ولكنهم غير مؤهلين وغير مدركين لمكانته.
    إنه عمر وأي عمر ؟ لم ولن تنجب حواء عمر آخر .

  8. اولاً التحية لك استاذنا الجليل ،صدقاً قصة لها عبر لمن يعتبر ولكن من هو الذي يعتبر ومن نحن لنقول لا ؟ لنظام تسلق سلم الدين ولبس عباءة الشريعة لاستخدامها لاغراض شخصية ليزل بها عباد الله والانسانية التي كرمها الله في كتابه هذا النظام قام لقهر الانسان وانتهاك حقه بستار الاسلام لانه ليس لديه ما يخسره عندما يترك السلطة ولكن نحن مؤمنين ان الله بصير بعباده ولن نقف مكتوفي الايدي حتي يفعل بنا هذا النظام ما يشاء قسما بكل شرفاء هذا البلد سنثار لرد الحقوق وانتهاك كرامة كل مظلوم لاي سوداني انتهك حقه النظام ولك التحية ثانية ولكل الصحيفة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..