قوش خطيباً

بعد ثمانية أشهر قضاها الجنرال هتلر في الحبس متهماً من حزبه النازي بتدبير محاولة انقلاب على الحكم وخروجه إلى الحياة العامة، احتاج الفوهرر هتلر لمدة زمنية أمضاها في التدرب على فنون وأساليب الخطابة قبل أن يعتلي المنابر ويقف في الناس خطيباً، غير ان الجنرال السوداني صلاح قوش الذي أمضى سبعة أشهر في الحبس متهماً من إخوانه في الحزب والحكومة بتدبير محاولة انقلابية عليهم، لم يحتج بعد إخراجه من السجن بعفو رئاسي إلا لبضعة أيام يلتقط فيها أنفاسه ويستقبل فيها جموع المهنئين، ليسارع بعدها للوقوف خطيباً بين أهل دائرته الانتخابية ويظهر مقدرات خطابية كبيرة أذهلت من استمع إلى خطبته او قرأ نصوصها المنشورة، حيث لم يكن أحد ربما فقط العديد القليل جدا من خاصة الرجل والمقربين منه والقريبين إليه- يعلم أنه يمتلك ناصية الخطابة بالصورة التي أبرزها، فلا خلفية الرجل الاكاديمية كدارس لعلوم الهندسة البعيدة عن الانشاء والبلاغة والمعنية فقط بالارقام والمعادلات والاشكال والزوايا والمسافات، ولا خبرته العملية الطويلة في مجالات الامن والمخابرات تنبئان بأن له لساناً ذرباً، كما لم يُعرف عنه طوال سنواته الدراسية بالجامعة وسنواته المديدة في العمل الأمني أنه من الكوادر الخطابية، بل حتى حينما كان يستدعي الامر خروجه للاعلام عندما كان على رأس الجهاز، لم يكن يدلي بأكثر من بضع كلمات في تصريح مقتضب، بالكاد يوصل ما يريد إبلاغه للناس عبر أجهزة الإعلام، ولهذا كنت أظن وقد يشاركني الكثيرون في ظني هذا، أن قوش لو قام في الناس خطيباً فلن تكون خطبته أفضل حالاً من خطبة جحا، جحا «طلعت في راسو» ذات جمعة أن يقف في المصلين خطيباً، استبق الامام وصعد المنبر، وقال يا قوم أتعلمون؟. قالوا لا، قال وكيف أخاطب قوماً لا يعلمون. أقم الصلاة يا هذا، وفي الجمعة التالية أيضاً صعد المنبر وقال، يا قوم أتعلمون، قالوا نعم نعلم، قال الحمد لله انكم تعلمون، أقم الصلاة يا هذا، وفي الجمعة الثالثة اتفق المصلون على أن ينقسموا إلى قسمين، نعم ولا، وعندما صعد جحا المنبر قال عبارته المحفوظة أتعلمون؟ قال بعضهم نعم وبعضهم لا، هزّ جحا رأسه وقال اذن فليعلم العالم منكم من لا يعلم، أقم الصلاة يا هذا، ولكن خطبة قوش افحمتني فبدت لي مثل خطبة الحجاج في اهل العراق، قال الحجاج، يا أهل العراق إن الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والأطراف، ثم أفضى إلى الاسماخ والامخاخ والاشباح والأرواح، ثم ارتع فعشعش، ثم باض وفرخ، ثم دب ودرج… الخ..
وقال قوش فيما قال، إليكم جئت أشكو عصبة من عشيرتي، اساؤوا إليّ.. عجبت فإن الانقاذ أمرها عجيب نسيت الخليط وتجدرت في الصحبة من المحيط إلى المحيط، ما صادقتها إلا صدقت وما ذدت عنها إلا أخلصت، تعجلوا كعادتهم، فإن قومي الذين أعرفهم دائما تسبق سيولهم أمطارهم وتسبق سيوفهم عدلهم، واستمر قوش على هذا النهج البلاغي الذي أعلن في ثناياه عفوه ومسامحته عن كل من أساء إليه ووشى به، وناشد بالمقابل من أساء إليهم وظلمهم أن يعفو عنه، تلك كانت خطبة قوش الأولى، فما تراها تكون خطوته التالية، بعد التجربة القاسية التي عاشها، هل يكرر تجاربه السابقة؟، ام أن هذه التجربة قد أورثته حكمة وأهدت إليه عظة وعبرة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. كدى يا مكاشفى طلع لى رجل دولة واحد من ناس الانقاذ او الحركة الاسلاموية واديك مهلة شهر عشان تبحث وتفكر!!!!!!!!!!!!!
    ياخى ناس الحركة الاسلاموية التافهة الحقيرة ما بيعترفوا بى زول غيرهم من اهل السودان !!!!!!!!
    يظلموا بعض يضربوا بعض يشتغلوا زى المشاطات فى بعض كله ما بيهمنا وجاهم بلا يخمهم كلهم وطنى على شعبى!!!!!
    هسع ناس السيسى العسكرى البطل ختاهم فى علبهم واتمنى من الله ان يلجاوا للعنف عشان يبادوا كلهم وعن بكرة ابيهم ولا بواكى عليهم اطلاقا!!!!!!!

  2. المعروف عن الكيزان عدم الاخلاق والفجور فى الخصومة وحتى ان كان الخصم اليوم هو اخ الامس بعد ان تجرع قوش قليل جدا جدا من جحيم ازاق هو منه الكثيرين كب الجرس والسكليبة بقي يقول البشير ابوى وما عارف شنو حليل الرجال حليل عبد الخالق المحجوب وحليل هاشم العطا وحليل حسن حسين وحليل محمود محمد احمد وحليل مجدى رجال وان اختلفنا مع بعضهم الا انه وصلتنا سيرة شجا عتهم وثباتهم على المبدا حتى لا قوا المشانق والرصاص بثبات عجيب تقبلهم الله ولعن الله اشباه الرجال وزمنهم قال البشير ابونا قال

  3. يا مدحت كلامك صااااح ما فيهم رجل دولة واحد ودى مصيبتنا ومصيبة الوطن المكلومياخى البلد محتاجة لى خطب ما كفاية علينا خطب شيوخ السلطان أخخخخخخخخخخ نحنا اتهرينا مغصه

  4. ده واحد كلب شرب شوية من العملوا في الناس ويمهل ولا يهمل والعاقبة للبقية أنشاء الله عن قريب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..