فلاي دبي – الخرطوم: نقاش وتعليق.

أشكر كل من تداخل بإيجابية وعلق على المقال، وكنت وآمل في مشاركات متخصصة من قانونيين وعاملين في مجال الطيران وسلوكيين في نقد الوقائع وتحليلها. وشكري أيضاً لمن تكرم علينا بمزيد من الهرجلة ليؤكدوا أنها سلوك متنام فينا وليس عابر، وهذا ما قصدت الإشارة إليه من المقال، وما أود مناقشته في هذا التعقيب.
ف “كودو” أعاب “شيوع ثقافة كل شاة معلقة من عصبتها” فينا. مستنكراً عدم تضامننا مع الراكب الذي دفر المضيفة، أو “الوقوف ألف أحمر” كما الفلبينيين والبنغلاديشيين” في هذه الظروف. أما “الزاكي” فقد جزم بتعودنا على العبودية واستحقاقنا للقهر لأننا “لا لكزنا المضيفة ولا جضمناها”. أقول: إن كان من لكز المضيفة قد حقق مصلحة ما (وأشك في ذلك – فقد أساء لنا ولنفسه وخسر سفريته تلك وسفره مستقبلا مع فلاي دبي)، فما هي مصلحة الآخرين في حمايته من العقاب، أو في التضامن معه وتحمل ما وقع عليه؟ أم هي “روح القطيع” في الوقوف مع كل (زين وشين) لمجرد أنه سوداني؟. وقد تجد في “البنغالة” من يشبهوننا تخلفاً. لكني أشك أن تلقى ذلك وسط “الفلابنة”. ثم ما ذنب المضيفة وغيرها من طاقم الطائرة، يعتدي عليها راكب فتشكوه – وهذا حقها – فينتقم بقية الراكاب (لزميلهم) بمزيد من الإعتداء؟ أي منطق هذا؟ وليضع كل منكما نفسه مكان الطرف الآخر، فهل كان سيرضى أن يلقى ذلك؟
المشكلتان اللتا سببتا التأخير كانتا واضحتين ومحددتين – وشرحتا للركاب عبر مكرفونات الطائرة. لكن 95% من تعليقات وسلوك الركاب الذي وصفته بالهرجلة لم يتناول أصل المشكلتين. ففي الأولى إحتجزت الشرطة راكباً فتأخرت الطائرة. وانصب لوم الركاب على الكابتن والشركة ومكنة الطيارة ومكيفها، ما أخاف ركاباً آخرين وزاد التوتر داخل الطائرة. ولعل التوتر تمدد للراكب الذي دفع المضيفة (كما الثيرباك كما شهد أحد المتداخلين” ليوقعنا في المشكلة الثانية. وهنا لم يتحدث أحد عن خطأ الراكب – بل إعترض البعض رجال الأمن وانطلقت التعليقات والأحكام المتجنية فشملت الحقارة وضرورة التضامن وجنسية الكابتن وغيرها. ووقع أكبر الظلم على المضيفة الضحية بأنها معفنة وهي زاتها شنو؟ – وكأنه كان عليها أن تسعد وتفخر بأن سودانيا لكزها. وقد كتبت التعليقات بكلماتها الأصلية لأبين – فوق الهرجلة – مدى الجهل والإستخفاف وسوء الطوية الذي تضمنته. وسادت روح القطيع لتنسينا أننا نتفاخر زيفاً بقيم نسميها “سودانية”، وأننا في شهر الصوم عن اللغو والهرج ” والا ياربي دا هو السبب؟”. وأنه لا فضل لأي منا على أي ممن سببنا “سوى أن تأخذنا العزة بالإثم”. ثم لا قلنا خيراً ولا صمتنا.
شرحت ما وقع لمن يعمل في مجال الطيران لأكثر من عقد، فأكد لي أن ما اتخذ من إجراءات بحق الراكب هو تطبيق لقواعد السلامة الجوية بإبعاد كل من يتسبب في شجار أوإزعاج عن الطائرة. وقال إن الحادثة لو وقعت في طائرة سودانية كانت ستفوت غالباً بعد اعتذار بسيط من الراكب أو تدخل الأجاويد لأننا نتفهم مثل هذه الأشياء – وإن كانت لا تبررها (ربما كان هذا ما يغري بتكرار وقوعها) – لكن موظفي وطواقم وشركات الطيران الأخرى تتشدد في التعامل مع مثل هذه الحالات وفق النظم. واستطرد: سيكون تفكيرهم في إذا ما كان سلوك الراكب بمثل هذه الحدة في هذه الظروف والطائرة على الأرض، فكيف سيكون في الجو إذا ما استجدت ظروف وأحداث أخرى من التي يمكن أن تثير أعصاب الركاب بشكل أكبر؟). وأشار إلى أن حساسية عملية الطيران تجعل من بعض السلوكيات البسيطة مهددات تستوجب أقصى درجات الحذر والجدية في التعامل معها لضمان سلامة الركاب والطائرة.
تذكرت هنا ما قرأته مرة من أن موظف حهاز الكشف على الأمتعة في أحد المطارات سأل راكباً عن شيء لم يتبينه في حقيبته، فرد الراكب مازحاً (قنبلة). فضغط الموظف على جرس الإنذار وأعلنت الطوارئ فعلقت السفريات وأفرغت الصالات وجاء رجال الأمن بكلابهم وبأجهزة كشف وتفكيك المتفجرات وأحيط المطار بقوات الشرطة والدفاع المدني. وجرى تفتيش كامل للطائرات وارجاء المطار رغم ان الراكب كان يعتذر بأنه قصد مجرد المزاح. وحوكم بعدها!!
أسافر منذ سبعة عشر عاماً على خطوط الطيران المختلفة التي تربط الخرطوم بمدن الخليج المختلفة، بدأتها بسودانير، وهجرتها مبكراً لما لم تعد تحترم ركابها. وتنقلت على متن طيران الخليج والإمارات والقطرية والعمانية والكويتية. ثم صارت العربية وفلاي دبي خياري المفضلين لأسباب إقتصادية. ولذا أعتبر نفسي ذا خبرة معقولة بمجريات السفر – ولا أدعي أكثر من ذلك. ومن هنا تتبدى لي عدة ملاحظات سالبة على سلوك نسبة مقدرة من الركاب السودانيين، لا يشاركهم فيها إلا قليل من الجنسيات الأخرى.
أولى هذه الملاحظات تتمثل في “ولع” الركاب السودانيين – النساء خاصة – في مخالفة شروط السفر المتعاقد عليها في التذكرة (من منكم يقرأ هذه الشروط؟). وأكثر المخالفات تقع بحمل عفش يزيد وزنه عن المسموح به (أو المشترى) في شركات الطيران الإقتصادي، كالعربية وفلاي دبي – سواء كان “صحبة راكب” أو مشحوناً، ومحاولات التذاكي على موظفي الطيران بطرق شتى للعبور به إلى داخل الطائرة. وثانيها ” غرام” الكثيرين بالقدوم للمطار متأخرين عن الموعد المعقول لإنهاء إجراءات السفر. ويبدو أن كلا المخالفتين ترسختا بفيض من “فوضى” كرم الموؤدة “سودانير” وتدليلها لمسافريها، هذا طبعاً إلى جانب سلوكيات سالبة أخرى تطبعنا كسودانيين.
غالباً ما يترتب على هاتين المخالفتين “إلحاح، وغلاط بل ولداحة أحياناً” من المسافر مع موظف الميزان حول وزنه وزمن مجيئه. وإن لم ينفع “الغلاط” يتم تفعيل (الخطة ب) “بالتحانيس – المجاني منها والمدفوع (ما تربية سودانير) – والعليك الله ياولدي”، إنتقالاً إلى (الخطة ج) أو اللداحة، حين يصبح دفع الوزن الزائد أمراً محتوماً: “يعني السبعين كيلو دي خلاس ماشة ترمي ليكم الطيارة؟ والمرة ديك هسا ما دخلتو ليها كرتتين وشنطونة ساااي! بت علي البقجة دي؟ أو: متأخرين كيف يعني، ما ياها طيارتكم واقفة”! وكأن ركوب الطيارة زي قعاد البنبر. ونحن ذاتو غلطانين الجابنا ليكم شنو؟ وتكون هذه هي السفرة العشرين مع نفس الشركة ومن نفس المطار. هذا ما كان يجعل موظفي سودانير من السودانيين يتوارون من الميزان في مواسم الإجازات ويوقفون “موهن” الهندي وغيره من الأجانب الذين عاملين فيها ما بيتكلمو عربي ولا تمشي فوقهم الحلايف واللعنات والمداعات.
ثالث هذه المخالفات “حمل الممنوعات”، وممنوعات الطيران (حكمة الله) متنوعة وعجيبة، تشمل السوائل والعطور إلا بمقادير وعبوات محددة، وبعض المواد الصلبة والمسحونة يمنع حملها “صحبة راكب” خشية استخدامها كمهدد أمني داخل الطائرة، فتصادر قزازات العسل والسمن وباغات زيت السمسم وألعاب مثل مسدسات الأطفال أو تلك التي تصدر أضواء وشرار، وسط بكاء الشفع ولجاج الكبار. وصفوف المسافرين في الخلف تطول وزمن الإقلاع يقترب وصاحب المشكلة لسانه: “يا تمشوني أنا يا مافي زول يسافر”. ولا تحل المشكلة إلا بتدخل بوليسي وربما عين حمراء، ويتقدم المسافر السوداني التالي لتتجدد المشكلة معه.
رابع المخالفات “تكليف غير المسافرين لبعض المسافرين، وموافقةهؤلاء على حمل “حاجة ما” لتوصيلها دون سابق عرفة بينهما!. وقد استغل بعض التجار طيبة السودانيين “وغفلتهم” ليرسلوا معهم التمباك المحظور في بعض الدول باعتباره من المخدرات! فيوقعونهم في المساءلة. وهناك من يرسلون أطنان من البضائع المتنوعة دون أن تدفع عليها مستحقات الوزن، قبل أن تفطن لذلك شرطة مطار دبي فتوقفهم. وأظن أن هذه اللعبة السمجة لا تزال مستمرة بمطار الشارقة “أوزن لي الكيس دا معاك – مررو لي من البوليس الفي السلم – وهكذا”. ولهم أيضاً لجاجهم إن تمنعت ورفضت: ياخي إنت ما سوداني ود بلد؟ (في تهديد مبطن لود البلد بنزع جنسيته لو أبى يشيل ليهم حاجاتهم) وتتمدد اللداحة إلى: وانت أصلو حا تشيلها فوق ضهرك؟ – صديقي الرباطابي علي عثمان ماشي على الصالة وليس بيده غير جواز وتذكرة، إندفع نحوه أحدهم بحمولة متهللاً: ياخي لو ماشايل حاجة في يدك …، فقاطعه: وليه أشيل حاجة في يدي؟ دي كتبوها وين والا متين؟
قبل أن أفطن لهذه الحيلة حملت كرتونة صغيرة لحبر طابعةلأحد هؤلاء ” بس خليها تخش مع عفشك الطيارة وتاني ما تجيب خبرها- لما تصل الخرطوم بيستلموها ناسنا هناك” وكان عليها ثلاثة حروف إنجليزية. في مطار الخرطوم كان أحد حاملي أجهزة اللاسلكي ينزل عفشاً مختلف الأشكال والألوان والأحجام، كانت كل قطعة تحمل نفس الحروف الثلاثة. وتجمع لديه حتى مغادرتي المطار حمولة أكثر من نصف دفار!! فإن كانت كل رحلة طيران يضيع عليها ثمن هذا الوزن، فلم لا تخسر وتوقف سفرياتها؟ وبعدين تاني منو البيسفرنا وسودانير مافي؟
خامس المخالفات هو التجمهر والتجمع حول كل من تعترضه مشكلة وإن صغرت، ومن ثم التدخل الفج “بباركوها” والا “هي الدنيا طارت؟”، قد يجدي هذا السلوك القطيعي مع جهات سودانية، فينقذ المخطئ من تحمل تبعات خطئه، وهذا ما يغريه وغيره بتكراره. لكنه مع جهات أخرى يعقد المشكلة ويطيل زمن حلها – ويوقع المتداخلين أنفسهم في مشكلة جديدة.
تطوع البعض بفتاوى وآراء فطيرة وخاطئة وتعليقات مسيئة بالغير. فأنا بكل خبراتي الإليكترونية في تصليح العجلات والمواسير والمسجلات وعمرة موتري والعربات، لم أنتبه إلى بوظان مكنة الطيارة، بينما (نقشته) تلك السيدة بمجرد رجوعها من مقدمة الطيارة، وهي مع كامل احترامي لها لا تبدو ميكانيكية طيارات ولا ركشات. دعك عن “مهندساتية” وخبراء التكييف الجوي المركزي والولائي الذين اتفقوا على رفع شكوى على الطيارة لبوظان المكيف، ولم يستحوا من الشكوى من لسع برودته فور إقلاع الطائرة.
لا يتردد البعض في تحميل سبب أي مشكلة للطرف الآخر، ” شركة الطيران، المضيفة، جنسية الشرطي – الكابتن – كما في الوقائع” وكأنهم هم أنبياء معصومون. ثم لا يرمش لهم جفن في إطلاق النعوت والبذاءات يمنة وشمالاً، دون أن يسأل عن صحة الواقعة وأحقية هذه الأطراف وكيفية التعامل معها. وهنا تتملكنا “أنا” نحن العلمناهم – نحن الخليناهم بقوا ناس – هم الطيارات دي شافوها متين؟ -الحق على حكوماتنا الهملتنا وبقتنا ملطشة – في تجن وفجور بالخصومة – إن اعتبرناها كذلك – وإيذاء بالغين. بعيداً عن كل خلق وعرف ودين. ويصبح كل منا فجأة من الخبراء والمحللاتية الإستراتيجيين في الطب الجنائي أو علم اللاهوت – حسب الموقف – لتأكيد هذا الرأي وتلكم النظرية. فتلك التي (دارسة قانون مهدت لكونها من “الراسخون” في العلم) بتأكيد أن المضيفة “معفنة دي ما فيها كلام…” ولمسكنتي فقد صدقتها، حيث أن صلتي بالقانون زي صلتي بكيمياء اللوغريثمات وفيزياء الطماطم. حتى رأيت صورة مضيفتنا النزلتها أسرة تحرير الراكوبة مع المقال، “الأولى من اليسار” والعفنة منهن كلهن براء. ولكن لأن “معفنة” لديها معان كثيرة، فقد عدت للتصديق ثقة مني بخبيرتنا القانونية – مش سودانية وخلاس؟. ترى أي “بهتان وتجن” يمكن أن يصدر من “أيتها” جهة بحق “أيتها” جهة تانية أفدح من هذا؟ أستغفر الله لك سيدتي، فقد (هجمتيني، يهجمك تمساح نيالا اللا كضب ولا جاب قوالة – أو كما قالت الممثلة يوماً).
لاحظت أن هذه “الغوغائية” يتزايد وقوعها مؤخراً، وغالباً ما تستهل بها الرحلات المتجهة نحو الخرطوم، وليست المغادرة لها! ربما ينتاب السودانيين في هذه الرحلات – ويكونون أغلبية بطبيعة الحال – إحساس بامتلاك الطيارة ومن عليها(أو ربما بينفسو عن بعض ما لقوا، أو ما يتوقعون في مطارنا الحبيب – أو حباً للأستعراض والمنجهة). بالمناسبة، لم لا تخصص جوازات مطار الخرطوم أماكن للنساء وكبار السن، أو تتدخل لتوقفهن في مقدمة الصفوف وغالبهن من الأمهات الصابرات على بكاء وشغب الأطفال قبل وأثناء الرحلات؟ ولماذا ينحصر عدد الكاونترات العاملة في خمسة أو ستة دائماً تستطيل عليها صفوف القادمين من عدة رحلات أحياناً، بينما تبقى عدة كاونترات خالية، وهناك من يقف من شرطة الجوازات ليتفرج على ما يجري؟
خشية من أن يتمدد الأمر فيفلت مرة عن السيطرة – أو حتى لا يصبح “ظاهرة” لا تحمد عقباها، أقترح على سلطات الطيران المدني وخطوط الطيران نشر شروط السفر الجوي وآدابه، وجزاءات مخالفيها، مع ذكر أمثلة لبعض الأحداث، عبر الصحف وتزويد المسافرين بها لدى شراء تذاكرهم. حتى يعود المسافر السوداني عنواناً لبلده، وليتجنب البعض ما قد ينالهم وغيرهم من ضرر أو يوقعهم تحت طائلة القانون. فهنات راكب البص في الميناء البري قد تعتبر جنحة وربما جريمة في المطار.
أخيراً, وليس آخراً. هل كان القول باستدعاء واحد من جهاز الأمن “ليتسلبط” في المضيفة والطائرة مجرد ادعاء أجوف؟ وإن كان كذلك، فمن أين لصاحبنا مثل هذه الجرأة على هذا القول؟ وهل “يطق العود من غير شق؟”. هل يتيسر للجهاز وأفراده مثل هذه “السلبطة” للدرجة التي تغري البعض بالإستعانة بهم لإيقاع خصومهم فيها؟ هل أطمع في رد مطمئن من ود دفعتي بالخرطوم الجديدة “محمد عطا”، مع حفظ الألقاب والرتب؟.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذ سعد الدين ،،،،
    تحية طيبة ورمضان كريم ،،
    نفس المشهد تكرر قبل ما يقارب العامين على رحلة فلأي دبي المتجهة إلى الخرطوم، بسبب تخلف راكب بعد وزن أمتعته، وكالعادة امتعض بعض الركاب ولكن الغالبية تفهمت الأمر وهدأت المنفعلين وتحركت الطائرة بسلام بعد إنزال امتعت الراكب المتخلف …
    وكان اختياري لهذه الخطوط لمثاليتها من حيث المواعيد والتكلفة المادية …
    وتأكيدا لما ذكرت في مقالك هذا والسابق، بعد ترجي حملت لسيدة أغراض على كتفي لأني لا احمل أغراض لظروف صحية، وحملت أغراضها مضطرا خوفا من عبارات الاستهجان والاستنكار …

  2. الأخ عبد الحميد
    شكراً لك على كل ما كتبت فهو عين الحقيقة والصواب ومشكلتنا كسودانيين أننا أدعياء حتى على أنفسنا وبنفتكر أنو مافي زول أحسن مننا في حين أن كل العالم بدون استثناء سبقنا وتجاوزنا حتى من هم كانوا أقل منا شأناً أو علما.
    المشكلة فينا أننا ما زلنا نتعامل مع الناس بعقلية لو ماكنت سوداني وناس الحارة ديل أهلي وهي عقلية لا تفيد إلا في حالات محدودة ولا يمكن اسقاطها على كل المواقف والحالات وإلا لأصبح العالم غابة لا قانون لها.
    إن المشكلة التي حدثت وكنت شاهد عيان عليها تتابعت أحداثه بشكل دراماتيكي ما كان ليحدث لو وعي كل مسافر بحقوقه وما له وعليه أولاً ولو اتبعنا مبدأ احترام الآخر بغض النظر عن لونه أو جنسه أو دينه، فأصل الحضارة هو احترام الآخر واحترام القانون حتى لو كان جائراً.
    الموضوع يبدوا كبيرا فهو يدخل في التربية الوطنية التي يجب أن يتلقاها الجميع والتي تجعل الانسان يعتز بنفسه في ضوء الموقف الذي يتخذه في إطار القانون وليس في إطار ما يعتقده هو صحيحا وثاني الأشياء هو أن نترك الأمور تعالج وفقاً لمجرياتها وليس وفقاً لرغباتنا.
    أنا أعلمً بأن هناك الكثيرين الذين لا يعجبهم هذا الكلام ولكن كل ما أرجوه من المتداخلين أن يكونوا منطقيين، عندها يمكن للحوار أن يثمر وإلا فلن تكون هناك فائده إذا سادت عقلية أنا ومن بعدي الطوفان فنحن في وقت من الأوقات كنا معلمين للشعوب الأخرى ولكن الآن هناك من تجاوزنا ولا بد من الاعتراف بذلك ومحاولة التعلم منهم فالفتي ليس من يقول كان أبي بل الفتي من يقول ها أنذا.
    ودمت أخي عبد الحميد على طرحك العقلاني ومحاولتك الجادة في إعلاء صوت الحق فوق صوت الجهوية.
    مع تحياتي للجميع

  3. كلامك صاح أغلبية المسافرين من السودانيين بيفتكروا أنهم مافي جنسية في الدنيا بتفهم مثلهم ولديهم نظريات تحير أعتى الفلاسفة في التاريخ وممارساتهم في أروقة المطارات يصعب تفسيرها خصوصا ما يتعلق منها بوزن الأمتعة وعموما ثقافة السفر لديهم تساوي صفرا كبيرا

  4. ناس الحج والعمرة عملوا ليهم مجسم كعبه في الخرطوم لتدريب الحجاج..حقو ناس الطيران المدني يشوفو ليهم طائره قديمه يدربو فيها المسافرين قبل السفر لقاء رسوم..(ما ينط لينا جبره)..وكلو بي تمنو..بس ما تنسو حقي..لو طبقتو الفكره

  5. اوفيت و كفيت.. ما ينقصنا هو فن التعامل مع الآخرين يا سيدى و نحن فى هذا الباب لدينا صفر كبير و سقوط مدوى يمنعنا من رؤيته العنجهية و الغرور و شعور بالتعالى…
    نحتاج الى اعادة تربية.. نعم و بكل أسف.. نحتاج أولا أن نحترم “بضم النون” فى وطننا نعيشه واقعا و نحتاج الى تفعيل كل ذلك من المراحل الأولى للمدرسة. و لا اقول البيت لأن البيت نفسه يحتاج لدروس..
    شكرا سيدى للطرح.

  6. والله كفيت ووفيت.. انا في حياتي سافرت مرتين.. السنه الفاتت والسنه دي..
    في عوده الرحله الاولي تشاجرت سيده سودانيه مهندمه وتتحدث الانجليزيه بطلاقه ويبدو عليها انها بت ناس, تشاجرت مع المضيفه لسبب تافه جدا عندما سالتها عن احدي الشنط الصغيره.. همرت فيها همرت عدوك..شئ يندى له الجبين..
    ملاحظ ايضا في ناس بسافروا الخليج بقصد التجاره وبالذات الامارات بقعدو ليهم اسبوع اسبوعين ويرجعوا صراحه يدوك احساس انهم فرحانين فرح شديد وهمجيين لابعد الحدود.. ولا يعرفوا التعامل ولا يفهموه مع المضيفين ناهيك عن التحدث باللغة الانجليزيه..
    غايتو حاجات تفقع المرارة

  7. كلامك فى مكانو والله مواقف ىتحير وتخجل .تصدقو انسة سودانية تسب دين للمضيفة عشان قعدت واحدة مكانا ما عرفت امشى وين لما سمعتها وحاجات كتيرة عجيبة شكلها ماشة زايدة .الله يكون فى العون

  8. الاستاذ المحترم سعد الدين عبد الرحيم
    السلام عليكم اخي الكريم
    مقال رائع كسابقه وحقيقة يكشف عن النفسية السودانية بكل شرائحها. انا من هواة السفر حد الادمان، لذا يمكنني ان اكتب معلقة في هذا الموضوع ، لكن هذه هي الشخصية السودانية وهذا ما جبلت عليه، لا تستطيع ان تغير في الامر شياً، حتى هذه الشركات الاقتصادية اصبحت تتكيف مع هذا الامر وذلك بسبب المنافسة الشرسة وانها ايضاً لا تستطيع ان تتخلى عن رقم مهم كالمسافر السوداني وخاصة التجارالسودانيين الذين اصبحو بالنسبة لها الدجاجة التي تبيض ذهباً، حقيقة ما يهمني في الموضوع هو حال طائرتنا السودانية التي غيبت بسبب عدة اسباب منها المجاملة الزائدة عن الحد، لا اذيعك سراً لو قلت لك ان الخطوط السودانية كانت يمكن ان تكون من اكبر الشركات الطيران في العالم واغناها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..