ضرب غرائب الإبل

ضرب غرائب الإبل

بقلم/ محمد التجاني عمر قش- الرياض
e-mail: [email protected]

قديماً كنا نسمع هذا المثل في حصة المطالعة في المرحلة الأولية و لم نكن نتوقع أن نعيش حتى نرى هذا النوع من الضرب يمارس على حرائر السودان اللائي عرفن بالحشمة إلا من ظلمت نفسها ظلماً مبيناً.فقد شاهد العالم بأسره ما حدث لتلك الفتاة التي أهينت كرامتها و إنسانيتها بطريقة لم يقرها شرعٌ و لا عرف. و مع أنني من الذين يتمنون أن يكون الشارع السوداني منضبطاً و محتشماً إلا أن تلك الغاية لا يمكن أن تدرك و تتحقق بهذه الطريقة الهمجية التي مارسها هؤلاء العسكر الذين خلت قلوبهم من الرحمة تماماً حسبما ظهر لنا في الصورة التي بثها كثير من الوسائط الإعلامية في الآونة الأخيرة. إن القدوة الحسنة و التربية السليمة هما الوسيلتان اللتان من شأنهما أن يقودا الإنسان في الاتجاه الصحيح بغية الوصول إلى السلوك القويم و العفة و الحشمة و ليس العنف و تطبيق النظام بصورة غير مدروسة. و لعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نعاقب مثل هذه المسكينة وبهذه الطريقة التي تتنافى مع كل الأعراف و القيم السائدة في المجتمعات المتمدنة التي تحترم الإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه ولونه، في الوقت الذي تعج فيه أسواقنا بالمحلات التي تبيع الأزياء الخليعة على مرأى و مسمع القائمين على الأمر و كثير من النساء يظهرن في أجهزة الإعلام المشاهدة التي تبث إرسالها من الخرطوم و هن كاسيات عاريات ولم يضرنهن أحد أو حتى يستنكر ذلك عليهن. و لكن إذا ساق سوء الحظ واحدة من الفتيات حتى وقعت عليها أعين شرطة النظام العام تعرضت للضرب و الإهانة و التشهير بحكم القاضي الذي قد يعلم أو لا يعلم أن حكم التعذير إنما يقصد منه التنبيه إلى سلوك قد يكون خاطئاً في نظر المجتمع ولا توجد له عقوبة حدية في التشريع و لذلك يجب أن يكون هذا النوع من العقوبة متناسباً مع حجم الخطأ الذي ليس هو في الأساس جريمة تقابل بكل هذا العنف وسوء التقدير و الحكم التعسفي. للأسف الشديد إنّ هذا السلوك، الذي يتنافى مع عادات و تقاليد وقيم المجتمع السوداني الذي ظل يحفظ للمرأة قدرها و مكانتها و شرفها على مر العصور، قد جاء في وقت تمر فيه البلاد بمنعطف خطر و مرحلة مفصلية في تأريخها الحديث إذ أنظار أبالسة العالم كله متجهة نحو السودان الآن و الأوضاع تسير نحو الأسوأ اقتصادياً و سياسياً و رأس الدولة و رمز سيادتها مطلوب لدى دوائر المحاكم الدولية بتهم لم يثبت منها شيءٌ حتى الآن؛ إلا أنّ مثل هذا السلوك قد يعزز اعتقاد المتربصين بالسودان بأن هؤلاء البشر هم فعلاً يعيشون خارج خارطة الزمن المعاصر. نحن نريد أنّ نسمع رأي وزير العدل و رئيس القضاء و قيادة الشرطة في مثل هذا التصرف الذي لا يسنده نظام و لا قانون حسب علمنا ولذلك لابد من التحقيق القضائي و القانوني و النظامي مع كل الذين اشتركوا في هذا المشهد الذي يبدو أنه قد تم أمام جمهور غفير من الناس وفي مكان مكشوف . و نصيحتي للذين يتولون شأن النظام العام أن يتحروا الأمانة و مخافة الله في تعاملهم مع الناس إذ المقصود من هذا الجهاز الخطير هو حث الناس على الاستقامة و حسن السلوك و ليس تعذيبهم و التشهير بهم. إلا ترون تلك الأماكن التي يلتقي فيها الشباب من الجنسين في المنتزهات و المقاهي و المطاعم الفاخرة و هم يتبادلون النظرات و الضحكات الصاخبة بلا رقيب و لا حسيب و كلهم لا يرتدي إلا ما يظهر المفاتن من الملابس الخليعة ؟ لماذا لا تكون هنالك رقابة استباقية إذا جاز التعبير كما هو الحال في بعض الدول المجاورة؟ ألا تسمعون ما يقوله الناس عمّا يدور في المكاتب من تبرج و سفور تحدثت عنه وسائل الإعلام في أكثر من برنامج؟ نحن نريد لهذا المجتمع بكل شرائحه وفئاته أن يسير نحو الفضيلة ويتجنب الرذيلة و المنكر بكل أشكاله و أساليبه ولكننا في ذات الوقت لا نقبل الذل و الإهانة لأي شخص سوداني ناهيك عن نساء بلادنا الشريفات.
لابد من وقفة تضع حداً لمثل هذه الممارسات التعسفية التي تهدر كرامة المرأة و تسيء إلى سمعة المجتمع السوداني و أجهزته العدلية و النظامية التي بدأت صورتها تهتز لدى كثير من الناس بسبب سوء التقدير و التعدي على حرمات الناس لأتفه الأسباب. كما نريد أن يكون القائمون على النظام العام ملمين بما هو حرام و ما هو مباح إذ الأصل في اللبس أن يكون ساتراً للعورة في غير تبرج أو إثارة وإلا يكون خارجاً عن المألوف و حتى لو لبست فتاة زياً فاضحاً ينبغي التنبيه عليها بأسلوب تربوي يرجى منه تقويم السلوك و ليس التعذيب.

تعليق واحد

  1. لقد شاهدنا في رمضان شهر الصيام ثلاثون يوميا حلقات تبثها القنوات الفضائية السودانية وجل الضيوف من الوزراء والقادة ورجالات المؤتمر الوطني أما النساء فحدث ولا حرج أخر انواع الفجور والحمد لله كله مصور وموثق فضلا عن أنه بث مباشر. عيب عيييييييييييييب

  2. حسبي الله ونعم الوكيل فيمن يحللون لانفسهم ويحرمون لغيرهم ……….حفظك الله ياايتها الانثي الرقيقه وحفظ كرامتك المهدوره ….نحن مسلمون ونعلم ان هذا التصرف بعيدا عن الدين الاسلامي الاسلام دين رحمه لا عنف …………..النظام العام مجرد مصدر دخل غزير يعود للحكومه بالاموال الطائله وهذا هو المطلوب

  3. يا محمد التجاني يا اخوي انت ضارب همبريب الرياض داك وشكلك ما عارف حاجه مسولين شنو البعملوا ليك حاجة قال تحقيق قال قديما قيل اذا اردت ان تقتل شئيا كون له لجنة وهذا ما سيحدث.

  4. I COULD SEE THAT WE ARE ALL ANGERY OVER WHAT HAS BEFALLEN THAT POOR GIRL
    IT ALL DEPENDS ON WHAT WE WANT?.
    DO WE WANT THESELAWS CANCELLED?
    WE ALL KNOW THAT THIS IS NOT POSSIBLE SIMPLY BECAUSE THE PARLIMENTLAME AND ITS MEMBERS BELONG TO THE SAME PARTY
    DO WE WANT REGIME CHANGE? THEN A TOTALLY DIFFERNT COURSE OF ACTION IS REQUIRED.

    HOW MANY OF US ARE READY TO QUIT THE COMFORTABLE LIVES WE ARE LIVING IN THE WEST AND IN THE GULF AND TRAVEL TO SUDAN TO PROTEST

    I B E T N O T A S I N G L E O N E.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..