صلاح قوش ونبيل اديب.. وجهان لعملة واحدة

(هذا المقال نشرته قبل شهور بعنوان(ولاجل ماذا تدافع عنهم يا نبيل اديب) عندما اقدم الاستاذ نبيل اديب ومعه ثلة من المحامين للدفاع عن صلاح قوش واليوم اعيد نشره بعد ان انتهت التمثيلية بنجاح وتم اطلاق صلاح قوش واتمني ان يكون الاستاذ نبيل اديب قد وعي الدرس لان هذه سقطة تحسب عليه وهو وشركائه الذين دافعوا عن صلاح قوش او الذين دافعوا عن موقف الاستاذ نبيل اديب الذي اصبح صغيرا في نظرنا وهو يدعي انه يسعي لاحلال العدالة وترسيخ المبادئ والقيم وهو يعلم انه لا توجد عداله في دولة الانقاذيين ولا يحزنون)
سيظل موضوع الدفاع عن صلاح قوش مادة مثيرة للجدال خاصة في هذه البلاد التي تشكل فيها الانظمة البوليسية حضورا طاغيا منذ الاستقلال سواء اتخذ الجدال شكل الحوار الموضوعي كما نريد او محض المهاترة السياسية كما يريد او يفعل الكثيرون وقد اثارت الخطوة ردود افعال متباينة وبكثافة تفوق كثيرا قيمة تلك الخطوة الغبية في اعتقادي الشخصي.. وهي مغامرة عميقة وخاظئة بالمعايير السياسية والاخلاقية لا يتوقع منها اي مردود موجب لقضية احلال العدالة في الدولة السودانية يناسب كلفتها العالية وان الدفاع عن امثال صلاح قوش لا بد ان يخضع لحسابات دقيقة تأخذ في الاعتبار كافة الابعاد الاجتماعية التي تظلل نظرة المواطن تجاه انظمته الاستبدادية…………………….
يتميز صلاح قوش بشخصية مثيرة للجدال كونه احد اشرس صقور الانقاذ وبمجرد ذكر اسمه فقط ترتعد الاوصال بالرعب والزعر لما يتميز به من وحشية كما انه صاحب حضور خاص نابع من كونه كان مسؤلا عن جهاز الامن في اسوأ المراحل الاستبدادية في تاريخ الدولة السودانية خاصة في العشرية الاولي من عمر الانقاذ ومن الكم الهائل الذي يستند عليه كونه احد ابناء النخبة الحاكمة المدللين الذين مهدت لهم اقدار العقدين الاخيرين الطريق نحو المجد وصاروا من اصحاب المال والسطوة والنفوذ فمن الطبيعي ان يكون صلاح قوش مسؤلا من كل الفظائع والانتهاكات التي طالت العديد من ابناء الوطن الشرفاء وعلي الذين يدافعون عن صلاح قوش عليهم ان يتذكروا دعوات امهات الضحايا والمنكوبين اللائي ما زلن ينتحبن رافعات اياديهن الي السماء متضرعات علي اولئك الذين افقدوهم شهية الحياة وعليهم بأن يتذكروا بأن عدالة السماء ستثأر لجميع الضحايا والمنكوبين………………………………
شخصيا اشك في المحاولة التخريبية المزعومة بأعتبار انها من وحي الملأ الحاكم والهدف منها القضاء علي صلاح قوش وتوجيه رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه بأننا موجودون وتطمين المواطن بأننا عين ساهرة ولكن بغض النظر عن صحتها فهي من باب العظة والاعتبار مما لحق بصلاح قوش لينال جزاءه بأيدي اولي قربته فسلط المولي عز وجل علي هذا الظالم من هو اظلم منه فالجزاء من جنس العمل فأذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك……………………
ان قضية الدولة السودانية معقدة للغاية في محاكمة رموز النظم الاستبدادية السابقة التي حكمت البلاد ومخجل للغاية ولا يمكن حسمها بأليات الحسم التنظيري المثقفاتي فبات من الضروري مناقشة الواقع بوضوح ان اريدت الحقائق كاملة و من هو جاهل بالحقائق كاملة لا بد عارف بها غدا فلقد عاد الرئيس الاسبق جعفر النميري واستقبل استقبال الفاتحين وكأن شيئا لم يكون بالرغم منه ارتكب الموبقات وفليكن لنا في الشعب المصري اسوة حسنة في ذلك بمحاكمة كل رموز الفساد في نظام مبارك حتي لا نتهم بأننا نملك اكبر زاكرة للنسيان كما قال في ذلك د الترابي………………….
ان الذين الذين بدافعون عن صلاح قوش سيخطون لمؤشر خطير في تاريخ الدولة السودانية وفتح الباب علي مصراعية لامثال تلك القضايا سواء بالتعاطف مع الضحايا او لاي مأرب اخري وعلي الذين يتقاضون الطرف عن جرائم الانقاذيين وعلي مدي اكثر من عقدين من الزمان عليهم ان يتزكروا كيف فضحت ازمنة العولمة جرائم الانقااذيين بعد ان تحولت ارض دارفور وجنوب كردفان لمقابر جماعية وحولوا سمائها لغيوم منهطلة علي الاف المخلوقات لابادة الحشرات البشرية فالشعوب التي لا تحاسب حكامها هي شعوب قاصرة اعتادت علي بذل الدم ونحر خيرة ابنائها للنزوات الثورية لزمن انتهي بمثالياته وقضاياه المفلسة………………
لقد تأسفت كثيرا عندما علمت ان استاذنا الكبير نبيل اديب علي رأس المدافعين عن صلاح قوش وهو منهمك في غسل سجلاتهم وتبييض ماضيهم القذر الذي يعرفه الجميع ولن يستطيع التاريخ ان يمحوه وفي رأيي ان الدفاع عن هؤلاء تمثل انتكاسة كبيرة وخطوة للخلف تؤشر لسابقة خطيرة وخذلان لارواح الضحايا الذين عاهدناهم بأسترداد حقوقهم ونبيل اديب يعلم جيدا ان هذه مسرحية هزلية لن تنطلي عن المواطن البسيط ناهيك عن شخص في قامة نبيل اديب لاعود بذاكرتي للخلف واذكر نبيل اديب وشركائه بدماء الدكتور علي فضل والشهيد مجدي جرجس الي اخر القائمة من الشرفاء الذين استشهدوا في بقية غرف الوطن والمنافيء القسرية فهذا يموت في المعتقل بين يدي سجانه وذاك في الغربة بين يدي سجان الغربة وهذا تغتاله كوارث الوطن وغصاته..وفي زاكرتي العديد من احبابي واصدقاء طفولتي الذين هاجروا للمنافيء القسرية لمواصلة الكفاح من اجل لقمة عيش حلال ومن اجل حياة كريمة ومن اجل اسرتهم الصغيرة والكبيرة وأتأمل بأسي لقراصنة الوطن المقيمين علي ارضه يمتصون دم ترابه وفرحه اهله وأتذكر اولئك الذين رضوا بالغربة وعاءا مرا للنضال العزب
ان لم تكن هذه الجرائم ترتكب بأسم الاسلام علي ايدي من جاءوا بذريعه احلاله فأحلوا دمنا وأستباحوا حرياتنا وعاثوا خرابا وفسادا في وطن ادعوا نجدته ولو عدنا الي مربع الحرب تارة اخري او حاولت امريكا اجتياحنا لما وجدنا امامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية سوي بث نداءات عي الوسائط الاعلامية والفضائية ان دافعوا عن وطن هيثم مصطفي ومحمود عبدالعزيز بعد ان تم تغييب المواطن بألية اللاوعي فبات يهتف بأسم جلاديه ويحبوا عند اقدامهم مستجديا عطفهم بعد ان صرفوا عقله لشكليات ثانوية فارغة……………………
ان الشراهة في النهب والعنف الزائد هي لانقاذ ما يمكن انقاذه للخروج بأكبر الغنائم من الدولة السودانية قبل التحول التاريخي واحتمال ما ستؤل اليه الاحداث ولذلك اقنعت الانقاذ نفسها للقيام بدور الوصي علي الكيان السوداني ولكن التاريخ سيكشف عوراتهم والواقع في طريقه لانتاج مضاداته الايدولوجية وهي من جانبها عاجزة تماما عن التخلي عن مكاسبها غير المشروعة في سياق الدولة السودانية
قديما كان السودان ينسب لبعانخي وتهراقا والمك نمر وللامام المهدي والخليفة عبد الله والامير عثمان دقنة وحمدان ابو عنجة والنجومي والسلطان عي دينار وعلي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ والمحجوب والازهري فصار اليوم ينسب للأقصائيين ومن نهبوا ثرواته وأ احالوه الي فندق للبيع وأفلام للرعب وفي سودان كان ينسب للأبطال صار اليوم ينسب الي من يتشبهون بالمناضلين الحقيقين وهكذا حتي وقت قريب كنا نتلقي المدح والاطراء علي كثير خصائلنا الجميلة وما باتت تشهد به قرائن الاحوال في عهد دولة الانقاذييبن فقد زودنا المولي عز وجل نحن السودانيين ببطارية شجن وهموم جاهزة لامدادنا بطاقة من الحنين الي الماضي مهما كان السبب

المثني ابراهيم بحر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 1-
    أخوي الحبوب، المثني ابراهيم بحر،
    بحكم انني قانوني ومنذ اكثر من 42 عامآ، واعمل كمستشار قانوني، افيدك ان ابسط مقومات العدالة الحقة ان تكفل الدولة كل الحريات للمتهميين للدفاع عن انفسهم، وهي ليست بدعة اومنحة من احد وانما حق تكفله كل الدساتير والقوانين في كل مكان. وهذا الحق موجود من قبل عشرات الألآف من السنين وتحديدآ في الحضارات القديمة.

    2-
    لم تكن المحاماة معروفة لدى العرب قبل الإسلام بل كان هناك ما يسمى بـ ( حجاجاً أو حجيجاً ) فإذا حدث نزاع بين رجلين جاز لأي منهما أن يوكل عنه حجاجاً، وكانت صيغة الوكالة هي أن يقول الموكل لوكيله: وضعت لساني في فمك لتحج عني.

    3-
    رابط هام:
    حكم المحاماة وهل كانت موجودة أيام الخلفاء الراشدين?!!
    http://www.sahatksa.com/forum/showthread.php?t=74083

  2. الشعب السوداني كله يعلم أن المفاصلة بين الوطني والشعبي ثمثيلية، ينطبق ذات الشئ على ما يطلق علية بالمؤامرة التخربية + أنها خلافات وتصفيات داخل الحزب الحاكم والدليل على ذلك تصريحات قوش بعد اطلاق سراحه. هو الآن في انتظار المكافأة!! لا ننسى أنه طلب العفو أيضا من كللا الشعب السوداني جراء ما قام به تجاهه طوال فترة تولية ادارة الجهاز!! تمثليات لا تنهتهي، والشعب يحلل ويخزن في ذاكرته القوية.

  3. أخوي الحبوب،
    حليم، تحياتي ومودتي،
    (أ)-
    وبكل صراحة ياحليم دهشت غاية الدهشة من تعليقك المحبط وانت زول مثقف وواعي وتنكر مهنة المحاماة!!…هي مهنة مافيها محاباة علي الاطلاق، ومبدأ “المتهم برئ حتي تثبت ادانته” مطبق في كل الدول، ولايمكن ان ندين احدآ الا بعد محاكمة عادلة ونزيهة يحق فيها للمتهم اخذ كل الفرص للدفاع عن نفسه.

    (ب)-
    ***- هل نسيت ياحليم “محكمة نورنبيرغ”، وهاك نبذة عنها:
    ( تُعد محاكمات نورنبيرغ من أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ المعاصر، وتناولت المحاكمات في فترتها الأولى، مجرمي حرب القيادة النازية بعد سقوط الرايخ الثالث، وفي الفترة الثانية، تمّت محاكمة الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على البشر. وعُقدت أول جلسة في 20 نوفمبر 1945 واستمرّت الجلسات حتّى 1 أكتوبر 1946. عقد الحلفاء جلسات المحاكمات العسكرية في قصر العدل لدى نورمبرغ، ولعل من أهم أسباب عقد الجلسات في القصر المذكور الدّمار الشامل الذي آلت إليه دُور المحاكم الألمانية جرّاء قصف الحلفاء الكثيف إبّان الحرب العالمية الثانية. تناولت المحاكمات بشكل عام مجرمي الحرب الذين ارتكبوا فظائع بحق الإنسانية في أوروبا، ومن بين الفظائع المرتكبة إنشاء معسكرات الاعتقال للمدنيين الأوروبيين والزج بالمدنيين في تلك المعتقلات التي اتسمت بأسوأ الظروف المعيشية. فلم يعبأ النازيون بسلامة المعتقلين ولا بتوفير أدنى سبل الراحة في تلك المعتقلات)…

    (ج)-
    ***- وبالرغم من كل هذه التهم الكبيرة والخطيرة والتي طالت ملايين الضحايا، فقد وفرت لهم الدول التي تحاكمهم كل مايحتاجون اليها هؤلاء المتهمون من محاميين وشهود وادلة واثباتات. وفي رائي ان هذا منتهي الرقي وقمة العدالة، ولايمكن ان نقيم المحاكم لمحاكمة المتهميين بدون منحهم فرص الدفاع حتي وان كانوا مجرميين عتاة.

  4. أخوي الحـبوب،
    حلـيم،
    (أ)-
    سعدت بزيارتك ياحبيب، ولكن يبدو اننا نتكلم عن موضوعين مختلفين تمامآ، وحوارنا كحوار الطرشان!!

    (ب)
    انت تتكلم عن قضايا الفساد ومايجري في بعض المحاكم من عدم نزاهة ورحت تسألني ان كانت: هناك محاكمات عادلة لشهداء يوليو وغير يوليو71 خلال حكم المقبور المجرم جعفر نميري؟…هل تتم اليوم في عهد هؤلاء المجرمين الإسلاميين عصابة عمر البشير المعتوه محاكمات عادلة خلال ال24 عاماً من حكمهم القذر؟…لماذا أعدم للرئيس الروماني شاوشيسكو بعد القبض عليه ؟ ولماذا لم يقدم لمحاكمة عادلة؟…لماذا تمت تصفيته المقبور القذافي فوراً عند القبض عليه؟؟..

    (ج)-
    ***- وانا اتكلم ياحبيب عن دور وأهمية وجود محاميين بالمحاكم حتي وان كانت محاكم كما قلت انت – محاكم غير عادلة ولا نزيهة، كلامي ينصب في انه ولكي تكون المحاكمات عادلة ونزيهة وقانونية شرعآ لابد من وجود محام او مجموعة يدافعون عن المتهم حتي وان هتلر او صلاح قوش. عندما يتم باذن الله تعالي قريبآ البشير ويقاد لمحكمة الجنايات الدولية، ستقوم هذه المحكمة الدولية نفسها بتامين محاميين يدافعون عنه، وستتكفل محكمة الجنايات الدولية بالالتزم الكامل بفع كافة النفقات المالية واتعاب المحاميين، وستقوم المحكمة باستجلاب شهود للمحكمة من اي منطقة في العالم لصالح المتهم البشير ،وتتكفل بمصاريف ترحيلهم واقامتهم في لاهاي.

    ***- بعد فشل محاولة انقلاب ابريل 1990، تم القبض علي الضباط ال28 واعدموا بلا محاكم او شهود او محاميين…صدر قرار اعدام الطالب مجدي محجوب من قاضي عسكري رفض من البداية استدعاء محاميين للراحل مجدي…وتم اعدام اركانجلو وبطرس بنفس الفوضي وانعدام المحاكمات النزيهة…والقصص والاحداث مثل هذه المحاكمات الجائرة كثيرة ولا تحصي ولا تعد.

    (د)-
    ***- انت ياحليم تسرد قصص ووقائع…ولكني اتكلم عن حق قانوني مكفول للمتهم….وارجو ان تكون قد فهمت اليه، وان صلاح قوش يملك الحق وكل الحق في الدفاع عن نفسه بشتئ الطرق القانونية، ولا انت ولا انا نملك حق الاعتراض علي هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..