الجزيرة..والمناقل.. سرة رياح الثورة القادمة !

وزارة الزراعة التي كانت تسمى عن جدارة في سائر العهودة السابقة للإنقاذ ..
( بالوزارة الكبيرة ) ..
وكان يتقلدها أصحاب الكفاءة و الحس الوطني.
لم تعد كذلك الآن بل ربما حازت بعد ترديها الحالي وتقازم دورها على مسمى ..
(الوزارة الصغيرة )..
التي على رأسها أفشل وزير !
إدارة مشروع الجزيرة في كل مراحل الحكم الوطني ما عدا هذا العهد الكارثي ..تولاها فطاحلة من المحافظين ورؤساء مجلس الإدارة والخبراء الأفذاذ الذين كانت ترتفع لمجرد ذكر اسمائهم قبعات الخواجات في بورصة القطن العالمية !
قيادات إتحاد المزارعين التاريخية في ذلك الوقت .. تميزوا بهيبة التمثيل الحقيقي لإرادة جماهيرهم بالقدر الذي أعطاهم قوة وجسارة وتفويض بوطنية خالصة في تلك الأزمنة الغابرة فكانت تقطيبة وجوههم تهديداً بإضراب المزارعين عن زراعة الذهب الأبيص تجعل فرائص المركز في الخرطوم تنتفض خوفاً من العاقبة التي لاتأتي له بالمسرات فيتحرك بكامل مجلس الوزراء الى بركات حاملاً صكوك طلب الغفران وبنود الإسترضاء بتلبية المطالب المشروعة !
الآن كل الموازين أصبحت مقلوبة ، والإدارات العلياء فيما تبقي من أطلال المشروع صارت مجموعة نكرات من أهل الولاء وفاقد الإستوزار تتعاقب على كراسي الإخفاق والنهب الماحق..!
وما يسمى زوراً بإتحاد المزارعين لم يعد إلا .. بوتاً في أقدام الحكومة تدوس به على رؤوس الحقائق لتدفنها وتُغيبّها في تراب المشروع الباكي حسرة عليه بدلاً عن بذور الأمل التي كانت تتوقد قمحاً وقطناً وفولاً وخضروات ورخاءاً في ميزانية البلاد..فتملاّ مائدة الوطن بكل مساحاتها وتفيض عنها خيراً في صحن الجيران بلا منٍ ولا أذىً !
البيان الأخير الذي صدر عن تحالف قوى المزارعين وهو الصفوة المستنيرة المحركة للتيار العريض من أصحاب المصلحة الحقيقية للوقوف في وجه التدمير الممنهج بمعاول الفساد التي دمرت المشروع وزرعت البؤس في مساحاته التي كانت تتبسم بالخضرة ..فبات أهله يحصدون السراب الدامع على أرض العز الآفل ..ذلك البيان وضع كل النقاط المفقودة على الحروف التي سطرت بها الة التغول و الإستهداف المخرّب صفحات قانون 2005 الذي سعى به أصحاب المصالح الذاتية الى تفصيل الأمور على مقاسات طمع نفوسهم المريضة التي غذاها هذا النظام بترياق الأنانية الفاضح الذي مزق أواصر المشروع وبدد مقتنايته من وراء ظهر أهله وبدون طائل أو عائد للذين قوموه بالسواعد أو ماتوا بالبلهارسيا سهراً على سقايته بالرى المنساب مختلطاً بعرقهم النبيل !
هذا التجمع الحادب على إنتزاع المشروع وإعادته الى عنفوانه و أصحابه الشرعيين من بين أنياب الذئاب التي نهشت لحمه ..هو الممثل الحقيقي للقوة الضاربة الرافضة لكل سياسات الحكومة التي أدت الى تحطيم أكبر مشروع موحد في العالم عبر تلك السياسات الأحادية المحُزنة ..وقد جاء في ذلك البيان أنهم قادرون على قلب الطاولة فوق رؤوس عصابات النظام ممن تلاعبوا بمقدراتهم بمغامرات ومقامرات يصبح السكوت عليها عاراً فوق جبين الشرفاء من أهل السودان كله وأحرار المزارعين بصفة خاصة !
بل هم وهذا من عندي ، الذين يملكون أسرع طلقة من أمضى سلاح. وهو الإضراب المدني الشامل من لدن مصالح..وإدارات الرى ومكاتب تفتيش واقسام وليس إنتهاءاً بالحواشات في كل أنحاء الجزيرة والمناقل تلك الرقعة الثائرة والمهمشة كسائر مناطق التململ اللاهب في الأطراف..!
فمن يدرى فقد تنجح عاصفتهم في إيقاظ همة العاصمة التي نامت في خدر الوالي الخضر وجهد المعاناة وبقية الإنحاء الأخرى وهي تنتظر من يقول لها ..
( يا حليلك )!
..وتشتعل من جزيرتنا ومناقلنا سُرة رياح الثورة القادمة ومن حناجر الغضب المحترقة بنيران الغبن فتنطلق كاسحة سيقان العشب السام الذي أجدب خصوبة البلاد كلها وليس المشروع الكبير في حد ذاته ..!
فيدُ الله مع الجماعة المظلومة وليس الجماعة الظالمة إياها طبعاً ..!
إنه المستعان ..
وهو من وراء القصد .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. البوست أدناه نشر فى 26 نوفمبر 2010

    تحت عنوان :

    مشروع الجزيرة برميل البارود القادم والأكبربعد الأستفتاء

    نشر على الرابط :
    http://www.vb.alrakoba.net/t21653.html

    المقال أدناه تم نشره فى 11 يناير 2012 تحت عنوان :

    الحريات الأربع لمزراع مشروع الجزيرة والمناقل أولا

    على الرابط :

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-26573.htm

  2. نقول أن الحل هو الغاء قانون 2005. ثانيا: توفير التمويل لكل المزارعين المسحوقين مع تجويد العمليات ازراعية خاصة الحراثة والكثافة النباتية والتسويق العادل مع ازالة الاتحاد الحالي التابع للانقاذ والذي همه الأول رفاهية أعضاء مكتبه التنفيذي أسوة بوزراء حكومتهم!!! هل يعقل أن نقوم بالصرف على مورد المياه الغالي جدا لنزرع به كبكبى؟؟؟؟ قد يكون المنطق وراء ذلك أن الوجبة الرئيسية للشعب أصبحت الطعمية فطور وعشاء ساندويتشات مدنكلة!!! مبروك عليك عزيزي المتعافي جائزة أكبر منتج للكبكبى في العالم وبأغلى المدخلات. بالمناسبة أخبار القطن المحور شنو؟

  3. أخي العزبز ود العز الاستاذ الشاعر الرقم محمد عبدالله برقاوي أنت وينك وين يانور العين والله مشتاقين أنا كنت ساكن في الرقة دبي كيف أخبار إبنك ماهر . أما عن الموضوع والله أصبت وقلت كلمة الحق وأظهرت الحقيقة ولمن تدور الساقية بتغير وتر الكلام وبتظهر حقيقة الحكام الحرامية اللاءام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..