العقل السودانب بين الأسطورة و الواقع

كتب المفكر الجزائري محمد أركون في كتابه ” قضايا في نقد العقل الديني” شارحا في احدي المتون يقول ( تخطي بعض الشخصيات بالتبجيل و التعظيم و التقديس خصوصا بعد موتها، و هكذا تتشكل عنها صورة خارقة للطبيعة، أو خارقة للعادة، ثم تغطي هذه الصورة التبجيلية شيئا فشيئا علي الصورة الواقعية التاريخية لهذه الشخصية بالذات، و يصبح من الصعب اختراق جدران الصورة الأسطورية المثالية و التواصل إلي الحقيقة أو التاريخية) الأسطورة هي القصص القديمة التي كانت مقدسة عند أصحاب الحضارات القديمة، و هي محاولات لتفسير الظواهر الطبيعية، و تحاول البحث عن الوجود و التوحيد و الآلهة، و هناك العديد من الأساطير مثل جلجامش و الإلياذة و الؤديسة و غيرها من الأساطير، و الأساطير متنوعة في مادتها هناك أساطير التكوين و الطقوس المقدسة و الأبطال و الآلهة و غيرها، و تراجعت الأسطورة أمام العقل و الثورة العلمية، و لكن في الدول التي ما تزال الأمية تمثل نسبة كبيرة في المجتمع، ما تزال الأسطورة تلعب دورا في ثقافة تلك المجتمعات، و خاصة في المجتمع السوداني، لأنها تمثل ركيزة أساسية في عملية استغلال الجماهير، و استلاب عقلها.
إن العقل السوداني تعايش مع هذه الأساطير، و خلقت حوله سياجا متين لا يمكن اختراقه، لا بالمعارف و لا بالتعليم، لأنه أصبح يشكل جزءا كبيرا من ثقافة المجتمع، و أية محاولة للاختراق يواجه بهجمة شرسة، ليس لأن عملية الاختراق تعد خطأ، إنما العملية في ذاتها سوف تشكك في كثير من القناعات التاريخية في المجتمع، الأمر الذي سوف يغير الكثير من القناعات الراسخة بفعل الأسطورة في المجتمع، و اهتزاز القناعات سوف يؤثر تأثيرا مباشرا علي مصالح فئات في المجتمع، اتخذت من الأسطورة أداة لتحقيق مصالحها الخاصة، و تفكيك المنظومة العقائدية تعني إعادة تشكيل الإنسان علي أسس جديدة، الأمر الذي يرفضه العامة، قبل الخاصة، لأن العامة تكيفوا مع الثقافة المنتشرة، و أصبحت محاولات تفكيك هذه الثقافة تعني تغييرا جذريا في وعي الإنسان، و هي مخاطرة لا يريد العامة الدخول فيها. أما بعض النخب اتخذوها مدخلا من أجل البحث ما يسمي بمصالحهم الضائعة، و يحاولون فعل المقايضة بينهم و بين الذين يستفيدون من رسوخ هذه الأساطير في المجتمع، أن يدافعوا عن هذه الأساطير و يلغوا عقولهم، أو يحنطوها مقابل أن يقدم لهم أصحاب المصالح الوظائف و الدعم، لكي يصعدوا علي قمة المجتمع، حالة من حالات الانتهازية و الوصولية، و واحدة من أساليبهم أن يعطلوا أية تصورات جديدة، إذا كانت في البحث عن حقائق الأشياء، أو مراجعة للتاريخ الذي يحتاج إلي مراجعات، باعتبار إن هناك بطولات صنعت صناعة، و هي ليست واقعية، و إن مواقف البعض كانت غير ما يكتب عنها الآن، لذلك كان لابد من البحث لإثباتها أو الوصول إلي معلومات جديدة تدحض القناعات القائمة، و هي مراجعات ضرورية، لأية أمة تبحث عن التحديث و النهضة.
عندما تهم أية نخبة أو المثقفين في أية دولة، تحاول أن تنهض و تغير واقعها، تراجع تجربتها الماضية، و تقيم مسيرتها السياسية بكلياتها، لمعرفة الأسباب التي حالت بينها و النهضة، و هي عندما تجري تقيم تجربتها تتبع المنهج النقدي علي أسس علمية، بعيدا عن العواطف و الانحياز، إن كان حزبيا أو طائفيا أو عشائريا و غيرها من البناءات الأولية، و تجترح القضايا و تنقب في إرثها التاريخي ليس بهدف الإدانة لحزب أو لمجموعة، و لكن لمعرفة العوامل التي أعاقت مسيرتها نحو النهضة، و أيضا تعيد تقيم الفكر المطروح و تجري عليه مراجعات، و تطرح العديد من الأسئلة بهدف مشاركة أكبر قطاع من القوي الفاعلة في المجتمع، لخلق وعي جديد، و فكر جديد، يساعد المجتمع علي النهوض و التغلب علي كبوته، و من أهم عملية المراجعة فحص الأدوات المستخدمة، و معرفة إذا كانت تلاءم الوضع الجديد أو إنها تحتاج لتغير. كتب صالح الديواني يقول ( لقد عطلت الأسطورة التي حملها العقل العربي و الإسلامي محمل الجد في ذاكرته أوقات طويلة مسيرة التقدم الفكري و النهوض العلمي و الإنساني العربي و الإسلامي، و شتت و أجهضت فكر و مشروعات النهضة التي تطلع إليها و بدأها أحيانا، و وضعته تحت سيطرة التسليم بقبول لغة الحكاية الأسطورية، حتى إن و تناقضت مع فقه العقل و المنطق و التجربة العلمية و العملية) القريب في الأمر إن البعض الذين نالوا قسط من التعليم ظلوا حبيسين هذه التصورات، لأنها تمثل نوع من الاستقرار النفسي لهم و تكيفوا معها، لذلك حبسوا عقولهم و جمدوا فاعليتها، و أصبحت الأسطورة هي المعرفة التي تحقق لهم أمالهم، عندما يكرسوا أنفسهم للدفاع عن هذه الأساطير، و التصدي للذين يحاولون اختراقها، و انتشار المعلومة و سهولة الحصول عليها سوف تحطم جدران الأسطورة مستقبلا، و أيضا التوسع في التعليم، و تحيق حرية الدراسات العلمية هي أيضا تهدد مجتمعات الأساطير، و سوف يجد العقل الذي رهن نفسه للأسطورة، و جعل حولها سياجا مقدسا، سوف يتراجع أمام التيارات الجديدة من الفكر، و من الذين يشتغلون به، بهدف إعادة صياغة المجتمع حتى تصبح البيئة قابلة لتقبل معطيات النهضة.
و الملاحظ، إن الأسطورة التي تراجعت بفعل الاكتشافات العلمية في العديد من حقول المعرفة علي المستويين التجريبي و النظري، و أصبح العقل هو سيد الموقف، لكن في السودان يحدث العكس أن الأسطورة ما تزال تقاوم، لأنها تشكل حماية كبيرة علي مصالح أعداد من النخب، الذين حنطوا عقولهم بهدف أن يحافظوا علي ثقافة الأسطورة، بغرض الحفاظ علي مصالحهم، و هناك الذين يحاولون اختلاق معارك دونكشوتية لتقديم ذاتهم، و هي معارك قائمة علي أوهام، دائما تنحرف من بعدها الفكري و الموضوعي إلي معارك يغلب عليها المهاترات، لأنها قائمة علي وعي زائف. كتب أركون في ذات الكتاب يقول ( إن الفكر النقدي، لا يمكن أن تسمح به إلا المجتمعات المتطورة، ذات الأطر الاجتماعية الواسعة، كالمجتمعات الأوروبية، و لهذا السبب فإن المناقشات الديمقراطية و الإختلافية، مزدهرة في هذه المجتمعات، فهي غنية اقتصاديا و مرفهة ماديا، و غير مكبوته اجتماعيا، و بالتالي تستطيع أن تسمح بالاختلاف في وجهات النظر. أما المجتمعات الإسلامية أو العربية، فلا تمتلك الحد الأدنى من التوازن الاجتماعي، أو الرفاه الاقتصادي، فكيف يمكنها أن تسمح بتطبيق الفكر النقدي علي تراثها الديني أو أنظمتها السياسية) و علي الرغم من تباين المجتمعات، و الهوة الكبيرة بين المجتمعات الديمقراطية، التي استطاعت أن تجعل العقل هو مسارها، و المجتمعات في دول العالم الثالث التي ما تزال تتحسس طريقها و تنفض من عليها غبار التاريخ، لأن النخب في الأخيرة دائما تبحث عن مصالحها الذاتية في كل المعاركة التي تقيمها و تصطنعها، و هي تعطل عقلها خدمة لمصالحها، لأنها تتبني أطروحات الفئة المستفيدة من سيطرة عقل الأسطورة، و بالتالي محاربة أية تيار نقدي في المجتمع، و لا تتردد إن تندفع حماية لعقل الأسطورة، و هي التي أدت لتراجع العقل الناقد و النخب التي تشتغل بالفكر، و أصبحت السيطرة لهؤلاء حملة رايات التخلف و هؤلاء هم الذين عطلوا مسيرة الأمة السودانية.
كتب برهان غليون في كتابه ” مجتمع النخبة” يقول (نحن ندعي، أن أسباب الإخفاق العربي اليوم في التحرر و النهضة الانطلاق الروحي و الفكري، ليس المحافظة الدينية، و لكن بالعكس العقلانية العربية. فهي الأيديولوجية السائدة و الموجهة منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم، و هي بقيت في السلطة، و استخدمت الدين سياسيا، و أخضعته لمصالحها، و لم يحدث أن استولي الدين علي السلطة، ووجه نمو المجتمع فهذا مستحيل. و عندما يحدث أن تتحكم فئة متدينة بالسلطة تتنكر هي ذاتها لمسبقاتها الفكرية و تتحرر منها، إذا يفترض الاحتفاظ بالسلطة التكيف مع العصر و الحضارة، و هذا التكيف هو مفتاح التحديث العقلي و ظهور عقلانية جديدة عصرية) حديث غليون عن تراجع السلطة عن راياتها السابقة، يعتمد علي المراجعات الفكرية التي تجريها النخب التي في السلطة، و في السودان إن مشكلتنا العقليات التي لها علاقة وطيدة بالمجتمع، و هي التي تعطل مسيرة النهضة، و تحاول أن تجعل من ولاء العامة حصانة لمصالحها القائمة علي الاستغلال بكل أشكاله، و خلقت لها طابورا خامسا من بعض النخب، التي عطلت عقلها لكي يتلاءم مع الدور المطلوب أن تقوم به حماية لعقل الأسطورة. هي قضية تحتاج إلي حوار نخبوي هادي، إعمالا للفكر و ليس استنادا علي شعارات ولأية فارغة المضامين. و سوف نعود للموضوع من زوايا مختلفة، لكي نري تمدد عقل الأسطورة و كيف يعيق عمليات البناء المعرفي و الثقافي في المجتمع. و نسأل الله حسن البصيرة.
نشر في جريدة الجريدة الخرطوم

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لم يوضح الكاتب ما هي الاسطورة السائده والمسيطره في السودان؟ فعندما تزكر أن هناك أساطير مكبلة انهضتنا فيجب عليك أن تتحلى بالشجاعة وتزكرهاـ نحن لسنا مكبلين نسبة للاساطير نحن ببساطه مكبلين بفعل البشر المعاصرين الذين يقودونا للوراءـ أما إن كان مقالك مقدمة في الإلحاد فنرجوا منك أن تسوّق مقالاتك وتوجهها لأمم إخرى حتى لا يذهب جهدك عبثا وتتحسر حاضرا ومستقبلو وللأبد

  2. لم يوضح الكاتب ما هي الاسطورة السائده والمسيطره في السودان؟ فعندما تزكر أن هناك أساطير مكبلة انهضتنا فيجب عليك أن تتحلى بالشجاعة وتزكرهاـ نحن لسنا مكبلين نسبة للاساطير نحن ببساطه مكبلين بفعل البشر المعاصرين الذين يقودونا للوراءـ أما إن كان مقالك مقدمة في الإلحاد فنرجوا منك أن تسوّق مقالاتك وتوجهها لأمم إخرى حتى لا يذهب جهدك عبثا وتتحسر حاضرا ومستقبلو وللأبد

  3. المفكر السوداني الاستاذ الشيخ محمد الشيخ يري ان البنية االعقلية (او الذهنية) السودانية تسيطر عليها بنية العقل التناسلي. وحسب فهمي لطرح الشيخ محمد الشيخ، فان كل مجموعات وتجمعات وتنظيمات السودانيين (كما جل السودانيين كافراد) تقع _ رغم اختلافها الظاهر _ في نفس المجموعة: يدفعهم في هذه الحياة غريزة وعقلية التكاثر، والتي تحكم جل او كل قيمهم وطموحاتهم.
    هناك _ حسب الاستاذ الشيخ محمد الشيخ _ بالاضافة الي بنية العقل التناسلي بنيتيان اخريتان تحكمان العقل الانساني هما ١. بنية العقل الراسمالي/المادي، وهؤلاء تحكم طموحاتهم وقيمهم المادة وجمع المال والثراء؛ ٢. بنية العقل الخلاق، وهؤلاء تحكم طموحاتهم وقيمهم مدي تمكنهم من الابداع الخلاق.
    ويري الاستاذ الشيخ محمد الشيخ ان لكل انسان كل هذه البنيات الثلاث في عقلة، ولكن بنية واحدة من الثلاثة تسود، وتعمل علي توظيف البنيتين الاخريتين لمصلحتها. في السودان ومعظم الدول المتخلفة اقتصاديا وتنمويا وحضاريا وسياسيا واجتماعيا، فالبنية السائدة هي بنية (او اذا شئت ديموغرافية) العقل التناسلي، ولها يسخر (حتي) الموسر او المبدع السوداني (+ الاغبش محمد احمد فحل بنية العقل التناسلي) ما لهما من مكتسبات وملكات البنية المادية (من مال وعقار ونفوذ الخ) او البنية الابداعية الخلاقة (من مواهب فنية/ادبية/معرفية الخ).
    هذا هو النموذج. وطبعا لكل قاعدة شواذ _ يقول الاستاذ الشيخ محمد الشيخ.

    لا اتفق مع كل ما يقول (وليس ذلك مهما هنا) ولكن طرحه يبدو لي الاكثر اقترابا لسبر غور تركيبة العقل السوداني.

    يري الاستاذ الشيخ محمد الشىخ مثلا ان ألهم الاول لبنية العقل التناسلي هو الحفاظ علي سلامة وصيرورة الوشائج الرحمية، مما قد يفسر مسألة الاجاويد وحلف رئيس الدولة علنا بالطلاق في امر يخص الدولة. ومسألة بركوها يا جماعة. وابشر! وغلبة مفهوم الرجالة وفهمه كمرادف للفحولة.

    حسب فهمي لطرح الاستاذ الشيخ محمد الشيخ، فقد يتبع ادمان السودانيون للخلاف من مركزة الذات (الاكثر حساسية والاصعب تقبلا والاعنف ردا للنقد) في دائرة العقل التناسلي (مقابل مركزة المادة في دائرة العقل المادي/الراسمالي؛ او مركزة العمل المبدع الخلاق في دائرة العقل المبدع/الخلاق).

    وحتي بعد زوال كابوس حكم الاخوانالمسلمين:

    من الصعب جدا تصور حدوث شئ يشبه عصر النهضة في السودان لانتفاء امكانية توفر عامليين اساسيين اديا الي بزوغ عصر النهضة في اوروبا وتطوره الي الثورة الصناعية ثم التكنلوجية/المعلوماتية هما:
    1. انفصال الدين (الكنيسة ونفوذها) من الدولة
    ففي نصوص الدين الاسلامي الحنيف من قرآن كريم وحديث صرح تنظيري لمفهوم الدولة كثيف ومعقد لا يوجد في الدين المسيحي يجعل السعي لفصل الدين عن الدولة تماما شبه مستحيل؛ وربما يتمثل الحل الامثل هنا في النجاح في ابعاد غول وتغول الاسلام السياسي الفاشي (الاخوان المسلمين؛ الداعشيين) بصورة لا رجعة فيها عن تسيير امور الدولة. او لعب اي دور في سن دستورها الدائم.
    2. انفصال مؤسسة الاسرة عن مؤسسة الزواج منذ ستينات القرن العشرين. علي الاقل من حيث المبدأ. طبعا هذا امر مستحيل في مجتمع مسلم ومحافظ كالمجتمع السوداني، وغير مرغوب فيه احتماعيا حتي من قبل اللادينيين. ولكن هذا الانفصال سدد الضربة القاضية لبنية العقل التناسلي التي كانت ما تزال تترنح عند الحبل في اوروبا حتي الحرب العالمية الثانية. فالاوربيون مثلا الان يمارسون الجنس حين يريدون، حتي قبل الزواج. السوداني لا يستطيع ذلك، والسودانية لا تستطيع ذلك البته قبل الزواج، ولو انتظرته العمر كله دون ان يطرق بابها. هذا التحقيق الجنسي والاسري عند الاوربيين مثلا يفتح بنيات اخري في العقل تظل “معصلجة” في عقلنا التناسلي. ما الحل؟ الزواج عند بدء الرغبة في مقتبل العمر؟ هكذا تزوج اباؤنا وامهاتنا. ولكن الدنيا تغيرت. والاخوان المسلمون يجثمون علي الصدور. والشباب والشابات يعانون من العطالة والفاقة وانعدام الامل والحرمان الجنسي. فكيف ينشط في ظل هذا الكبت والقهر والحرمان العقل المادي/الرأسمالي الذي ينتج الفائض اللازم لبناء بلد رخي وغني وعادل ومتمدن ومتقدم. اذ ان مثل هذه الوثبة المادية شرطية لتطور ونشاط بنية العقل الخلاق التي ستبدع كما ابدع غيرنا.

    الخلاصة: في بلد تسود فيها بنية العقل التناسلي وتحكمها المبادئ الاسلامية يلزم للبلد حد ادني من الثراء يمكن كل شاب وشابة بلغ او بلغت سن الزواج ان يتزوحوا ويكونوا اسرة حتي تتفرغ طاقاتهم لتفعيل البنيات الاخري في عقولهم لاثراء الحياة ليس فقط بالبنين، بل ايضا بالمال والابداع.
    ليست لنا موارد قطر او السغودية او الكويت او الامارات، فمن اين اذن هذا “الحد الادني من الثراء”

    ربما يفسر هذا الكثير عن فشل السودانيون منذ الاستقلال!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..