الجفاف والقحط من الظلم!

شهد الإفطار السنوي لرئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التجاني سيسي، حضوراً نوعياً لقيادات دارفور والمسؤولين في الحكومة الاتحادية، والمهتمين بالشأن الدارفوري، وكانت ملمة فرضت على المتحدثين في المناسبة أن يكونوا صريحين مع أنفسهم، ومع الحضور.. وكدت لا أصدق أذنيّ لما سمعت من رئيس الجمهورية المشير عمر أحمد البشير من اعترافات صريحة، وبلا أي “دغمسة” حول قضية دارفور، بلد الخير الكثير كما وصفها.
قال السيد الرئيس: (أنا على قناعة أن الجفاف والقحط الذي أصابنا، وعدم نزول الأمطار ونحن في نهاية يوليو، هو من الظلم الذي يرفع الرحمة.. فكيف نرفع أيدينا لله ونسأله الخير والرحمة، والأمن والأمان وأيدينا ملطخة بالدماء، دماء من؟ دماء أهلنا، دماء المسلمين.. كيف لنا نحن ونقول (نحن) من الرئيس عمر البشير وأخونا د. التجاني سيسي، إلى آخر واحد يحمل السلاح، نقتل المسلمين ونسفك دماءهم لأتفه الأسباب، وأنا أقول لأتفه الأسباب لا تستحق ذبح خروف ناهيك عن ذبح بني آدم، وأحداث دارفور حصدت المئات.. ونحن نعلم تماماً أن زوال الكعبة أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة، ونعلم أن قاتل النفس المؤمنة متعمداً ليس له كفارة في الدنيا، وأنه لن يستلم كتابه بيمينه أبداً يوم القيامة). – انتهى.
يبدو أن السيد الرئيس في حالة إيمانية مرتفعة بفضل صوم رمضان، واستدرك الأخطاء التي وقعت فيها حكومته في دارفور، وفي أهلها وفي اقتصادها، واستدرك أيضاً النفاق السياسي الذي يجتمع فيه المتخاصمون في المناسبات، ويرحبون ببعض نفاقاً، ثم إنهم يفعلون أسوأ الأعمال عندما يرجعون إلى أهليهم أو يخلون إلى أنفسهم، كما قال السيد الرئيس إن العملية تحتاج إلى الإيمان الذي يقر في القلب ويصدقه العمل.
أعتقد أن هذه الاعترافات في صالح إنسان دارفور، وفي صالح وثيقة الدوحة وفي صالح مراجعة الأنفس، وفي صالح السودان المتبقي، رغم أن قناعة أهل دارفور أن حربهم تدار من المركز وفي عهد المشير البشير، في وقت أن أهل المركز يعلمون أبناءهم في أفضل المؤسسات التعليمية بالدول الأوربية التي يسبونها، وهي المعادلة الصعبة التي تبحث عن وزنة!!

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..