فلنرفع السياط عن أجسادهن

فلنرفع السياط عن أجسادهن

اخلاص نمر

٭ ما ظهر على (شريط الڤيديو) المصحوب بالوجع والصراخ والاستغاثة التي تعكس الضرب المبرح الذي أشبعته الشرطة للفتاة يؤكد تماماً (التناقض) الذي نعيش فيه داخل الوطن الذي ترتفع فيه الاصوات عالية تنبذ العنف ضد المرأة والطفل وتعقد له الندوات والمنتديات والمنابر وتفرد له المساحات وتكتب التوصيات وتشارك في المؤتمرات الخارجية (صوتاً وصورة) و(تجلدها) عياناً بياناً أمام المارة ووسط الميادين.
٭ يضحك الشرطي وهو يهوي بالسوط على جسد الفتاة ولا يهم أين يحفر السوط رسمه.. فالجلاد ينتشي كلما استغاثت الفتاة فيزيدها وجعاً وألماً و(جرحاً) جراء ضرب قاسٍ فجر في داخل كل من شاهد الشريط دمعاً هتوناً وحسرة على (قيم) مجتمع أهدرتها (فئة) يفترض فيها حماية أفراده بينما هي وتحت تطبيق خاطئ تماما لشرع الله الذي تنتهجه (دولة المشروع الحضاري) تجدها وقد ألهبت قلب الفتاة (ناراً) تلك النار التي تحمل (عنواناً) يحكي سوء تنفيذ العقوبة التي تبادل (تطبيقها السالب) واستصدارها شرطيان وقاضٍ..
٭ ما فعلته الشرطة (عنفاً) جارحاً لطخت به جبين الانسانية الجمعاء وجبين المرأة السودانية التي اصبحت في هذا الشريط (هدفاً رئيسياً) من أهداف المؤسسة التي لاذت بالصمت على (فعلتها) وتسترت عليها ثم اعترفت بها بعد تداول الشريط غير (آسفة) على ما تم ارتكابه من جريمة ستبقى (وصمة عار) تعلو شعار (الشرطة في خدمة الشعب) وأي شعب.. إنه الذي تتلقى (حرائره) سياطاً..
٭ وحشية واضحة لا تخطئها العين تضمنها الشريط الذي مارس (الجلادون) فيه الاستخفاف بمقاصد الشرع وهو البريء مما فعله الشرطيان اللذان تبادلا (الضرب) على ظهر الضحية، كما لو أنها معركة لابد فيها من (الانتصار)..
٭ قانون الشرطة المقترن او المتصل بالنظام العام اثبت فشله وتتسبب في (احراج) وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم التي شرعت في الخامس والعشرين من نوفمبر في تطبيق نظام جديد يهدف الى توعية الاطفال في المدارس عن العنف ضد المرأة، كما جرى على لسان رئيسة قسم محو الأمية والطفل بالاتحاد العام للمرأة السودانية انه سيتم تخصيص الحصة الأولى في المدارس في ذلك التاريخ – للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة انه ذات العنف الذي شاهده الأطفال (المستهدفون) في الشريط (الفضيحة) فبللت دموعهم الوسائد ومنحتهم (نموذجاً) ومثالاً (حياً) للعنف الذي يمارس في مجتمعهم (الخارجي) بـ (مباركة داخلية).
٭ إن ما نزل من سياط على جسد الفتاة وما سال من دم إثر جرح عميق فيه هو مسؤولية الشرطة ونظامها العام بل مسؤولية دولة بأكملها تسمح بهذا الفعل الشائن والمشين الذي عمد الى (جرح) كرامة المرأة وسط المستهزئين والباحثين عن الضحك حتى ولو على جسد (القوارير)..
همسة:
تركض سيدتي على طاولة التعذيب..
فينهار صمتها..
وترفس العذاب تحت قدميها..
فتنجلي ناراً وبركاناً من الوجع الخصيب.

الصحافة

تعليق واحد

  1. تبّت يدَ الجلاَّد
    قد تبّت يدَاهْ
    انه كالّليلِ
    والنومُ أبَاهْ!

    سوطه الوالغُ
    ما اوْسَعْ مَداه
    مَنْ لم يَمتْ بالسوطِ
    أردَتهُ يدَاهْ!

    هوَ كالطاؤوسِ
    في وقْعِ خُطاهْْ
    يخْنِقُ الزهرَ
    ليستنشِق شذَاهْ!

    عَابسٌ كالموتِ
    ما زلتُ أراهَْ
    نافخُ الكِيرِ
    ويحيّا من قَذاهْ!

    يا إلهي
    ضاعَ سيفُ الحقِِ
    بالجُورِ نفَاهْ،
    حاكمُ السوءِ
    وبالموتِِ جَلاهْ!

  2. ماحدث وشاهدناه على الشريط هو مهذلة ولا يختلف فى ذلك اثنان وانشاءالله سوف يجلد البشير فى لاهاي بواسطة اوكامبو الذى منع البشير من الذهاب حتى للحمام بمفرده والتسوى كريت فى القرض تلقى فى جلدها طال الزمن ام قصر فأنت الى لاهاي ذاهب رضيت ام ابيت ولن ينفعك على عثمان ولا نافع ولاغيرهم فكل عصابة الانقاذ اوكامبو لهم بالمرصاد بخصوص الشريط شاهدته وانا اشعر بضآلتى رغم انى بره السودانى منذ خمسة عشر عاما خلت حصيلتى فيها من الاولاد خمسة لايعرفون شيئا عن الانقاذ ولا تعرف الانقاذ لهم طريق

  3. شكرا للراكوبة لنقلها مثل هذه المواد، وفتح المجال للتعليق. تصعيد وتكثيف النشر والتنوير في مسألة العقوبات والقوانين يخدم قضية التوعية، وقضية تخليص السودانيين من الظلم وذلك بإلغاء هذه العقوبات وهذه القوانين. وجود منابر مفتوحة للكتابة مثل الراكوبة تشجع كل شخص لتسجيل تجربته مع قوانين وعقوبات السودان أو مشاهداته أو ما سمعه من أشخاص لهم تجارب.
    لفت نظري تعليق السيد محي الدين الذي كتب عن أنه شاهد رجلافي العقد الخامس يتم جلده في ساحة إحدى المحاكم وعندما سأل عن السبب قيل له "مخالفات جمركية"؟؟
    هذا المنبر يفتح المجال لكل من يريد أن يفضفض أو يعترف أو يحكي قصص الفساد التي تملأ الشارع السوداني، خاصة وراء تهم ظاهرها مخالفات الزي وباطنها فساد أفظع من الفظاعة نفسها. وقد ذكرت لبنى أحمد حسين طرفا من ذلك، وذكر كذلك ياسر عرمان طرفا من ذلك، عندما قال أن بعض رجال الشرطة يساومون ضحاياهن من النساء، ويمكن للناس أن يتصوروا مبلغ ما يمكن أن يكون مختفيا وراء قصة فتاة الفيديو. لقد انفتح باب نرجو أن يؤدي إلى إلغاء هذه العقوبات حتى ولو كانت حدية وإسلامية وشرعية، فقد اتضح لكل ذي عينين ولكل صاحب عقل أنها لا تزيد عن كونها "أداة لإذلال وتعذيب الشعب وسوقه إلى الإستكانة عن طريق إذلاله". والأخطر من ذلك أنه قد اتضح الآن أن بإمكان رجال الشرطة استخدام هذه القوانين وهذه العقوبات بطريقة لا علاقة لها بالفضيلة أو بالأخلاق، كما رأينا في الشريط الذي حدث فيه الجلد وفي الشريط الذي حدث فيه إلقاء فتاة البنطلون في بوكس الشرطة.
    أهدي القراء ممن لم يسبق لهم قراءة ما قاله الأستاذ محمود محمد طه أمام محكمة طورائ رقم أربعة عن قوانين سبتمبر في يوم 7 يناير 1985:

    ((أنا أعلنت رأيي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ..
    و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين))

    ويمكن مشاهدة شريحة فيديو صورة وصوت للأستاذ محمود وهو يقول هذه الكلمات هنا، ومعها ترجمة على الشريط:

    http://alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=50&page_id=1

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..