من دقنو .. وفتلّو.. ونحن مالنا !؟

من الواضح أن ورطة نظام الإنقاذ قد بلغت أشدها.. وكل الشواهد تقول أنها باتت ترواح مكانها في ثلاثة من تلك الشواهد بصورة جلية ..أولاً أن الحكومة قد إنقطع نفسها من جراء اللهث وراء الحروب في عدة جبهات ، فأنكسرت شوكتها على إثر الأحداث الأخيرة التي رغم إدعاء السلطة بأنها قد احرزت فيها قصب السبق في آخر مطافها الذي لم ينتهي في ابوكرشولة وبقية المناطق المشتعلة ، وثانيها الإعترافات التي ساقها الرئيس البشير طالباً الصفح من ثأرات و دماء الوطن التي تلطخت بها يدا حكمه ممثلاً في شخصه ، والشاهد الثالث إنفراط عقد النظام والتنظيم والحزب من الداخل بحيث أصبحت فئةٌ عريضة منهم تدعو لما تسميه بالإصلاح وليس التغيير الشامل !
وربما يأتي الحدث المصري بانزلاق تجربة الإخوان في هاوية الفشل كارثياً بالنسبة لأهل الإنقاذ فضاعف من مخاوف الجماعة في الخرطوم ، وباتوا يتلمسون الطرق الضيقة لمخارج الحركة الإسلامية المنجية لهم من عاقبة فشلهم الطويل قياساً الى تجربة إخوان مصر القصيرة ..حيث عاجلهم جيشها بالضربة القاضية في الجولة الأولي عند حلبة التمكين !
الآن يتقاذف إسلاميو السودان وحكامهم بأوراق التلاوم المتأخر جداً، فيما يجتمعون في الخفاء لتدبير تمثيلية التعديل الوزاري ، الذي لا يهمنا في شيء أياً كان شكله ومحتواه فهو وإن ضم ما ضم من مفسديهم وإصلاحييهم أو بدّل عواجيزهم بشبابهم فهو لن يفيد الوطن بكثير أو قليل ، فما الفائدة من تفكيك سور الدار الخربة وتحويل الحجارة كبيرها وصغيرها من مكان إلى مكان لإعادة نفس البناء وعلى ذات الأساسات والمونة !
وحتى لو ضموا الإمام الصادق الى سكة تدجين مولانا الميرغني فلن يغير ذلك شيئاً ، وإن كنت أشك في أن الصادق سيقبل الدخول من الباب الواسع ، إذ سيكتفي إن هو شارك بمحاولة الولوج من نافذة ضيقة لن تسع جسده وإنما قد تدخل عناصر هامشية و أقل حجماً ممثلة لحزبه ، فالنظام يهمه مشاركة الحزبين الكبيرين لإعتقاده بأنهما صاحبي الثقل المؤثر في تهدئة الأمور حتى يلتقط أنفاسه المتقطعة ، في ظل إعلان بقية الفعاليات بما فيها الشعبي بالعزوف عن المغامرة معهم في سكة إصلاح قصيرة بل و مقطوعة منذ بدايتها !
إذن لا طائل من إعادة الديكور الداخلي لبيت هو متشقق في كل زواياه .. والإصلاح المزعوم هو قارب نجاة مثقوب في كل جنباته يريد به الإنقاذيون الهروب الى ضفةٍ جديدة من كسب الزمن ، فنقد الإصلاحيين للتجربة أو إعترافات الرئيس لن تغلق ملفات حقبتهم المفتوحة الصفحات على كل مشارف الكنس الأتي و الشامل للنظام ومن ثم المحاسبة العسيرة ، لأن المسالة لم تعد تراوح فقط عند مربع سرقة الحكم الديمقراطي في غفلة حارسه وإنما أصبحت إستحقاق مصير وطن بحاله ..لن تنتهي بتقادم الزمن أو برشة طلاء على وجه نظام بات كوجه الحيزبون العجوز التي تريد ان تعود الى صباها بذات الشعر الأبيض والتجاعيد وإنقطاع إرسال الإنجاب من رحمها المُجدب.. !
فما يجري الآن داخل أروقة النظام والحزب والحركة الإسلامية هو محاولة قفزة يائسة في الظلام في أوج أزمة نظام حكمٍ كسيح ..لا يعنينا كشعب حلها على طريقة ..!
( من دقنو .. وفتّلو ) ..
بل أن القضية بكل أبعادها بالنسبة لشعبنا، هي باقي وطن مهدد بأن يكون أو لايكون ..!
ومنطق المعادلة يقول ..فلتذهب الإنقاذ بكل متاعبها وفكرها وأهلها .. ليبقي الوطن ..وشعبه..ويقول لهم وقتها الحساب ولد ، لا أن يذهب الكل وتبقى الإنقاذ ..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ابدا نفس الشخوص الهلامية ونفس المنهح الجديد فيها سوف يستخرجون لهم شهادات تسنين احلق شواربي لو لقينا جديد والحل معروف الفرتيك صامولة صامولة وورده ورده وبرشام يرشام مع المحاسبة غيرها لم ولن نقبل طلاء الوجوه وشد الجلد مع الطلاء

  2. تحياتي استاذنا برقاوي
    فشل الكيزان في حكم السودان بعد سرقة الديمقراطية والهاوية السحيقة التي ادخلوا فيها البلد من تقسيم وضياع لكرامتنا وثراؤهم الفاحش على حساب اخلاق الشعب هي كلها مرارات نتجرعها منذ 89 ،
    لماذا لا نكون عادلين في حكمنا اخي برقاوي ، إن ما حدث في مصر انقلاب عسكري على حاكم شرعي كان يجب ان يكمل دورته حتى نهايتها، واختلافنا معه في الفكر أو التوجه لا يجعلنا بالضرورة نقف ضده.
    ليس كل تجارب الكيزان فاشله ودونك رجب تركيا ومهاتير ماليزيا .
    يا استاذي برقاوي لابد أن نكون عادلين ولا نسقط حالتنا التي نعيشها على الغير حتى نكون فعلا ديمقراطيين وليس ادعياء ديمقراطية

  3. الخوف والشك هما أكبر معوق للعمل الجماعي .. لابد من تجاوز هذين المعوقين ولابد من دفع الثمن والا أصبحنا وأمسينا في المربع الاول .. الى متى نخشى الاختراق …
    أدعوكم الى تكوين حركة تمرد السودانية .. من يرغب في ذلك عليه الاتصال بالرقم 0123652351

    أو اللقاء بي شخصيا في عيادتي الخاصة جنوب حوادث النساء والتوليد ( مستشفى بحري ) للتفاكر والتشاور ووضع خطة التحرك ..
    فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا

    0123652351

  4. والله فعلا من دقنو وفتلو لا فرق بين احمد وحاج احمد هذا شأن يعنى اصحابه فقط ولا دخل لنا فيه هى من الوسائل التافهة التى يشغل بها الحاكم شعبه ويظن ويوهم نفسه انه يعمل فى شيئ يصلح الناس !!!!!!!

  5. الاعزاء ابو المكارم – الغضنفر – المتفائلة جدا – لكم التحية والشكر على ردودكم ، والشكر اجزله لأستاذنا برقاوي الذي اثبت بجداره أن مواضيعه محل اهتمام حقيقي .
    من اجمل ما يقدمه الاعلام الحر للناس حرية ابداء الرأي والنقاش المفيد وكتر خيرهم إدارة الراكوبة على النضال و التعب لكن كلو يهون في سبيل السودان .
    ما أريد أن اوضحه هنا اخوتي أن فكرة الكيزان في مصر والسودان هي واحدة لأن الفكرة عندنا مستوردة من مصر .
    وصول الكيزان للسلطة عبر انقلاب 89 كشفهم على حقيقتهم ومن المؤكد انكم تتفقون معي انه لا مستقبل للكيزان في حكم السودان – خلاص كوشة الحسن –
    انا بفتكر لو الكيزان في مصر اكملوا دورتهم دون أن تترك لهم المعارضة الفرصة في التمكين ( ودا ممكن عبر الضغوط ) ح نعرفهم على حقيقتهم بالبيان الواضح ، وبذلك نكون ضمنا استمرار الديمقراطية والما نافع كلو بيمشي كوشة الحسن بهدوء ومن غير خسائر .
    انا احب ا}كد أني مع الشرعية اينما وجدت وضد تدخل العسكر في السياسه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..