المياه بين الخرطوم و ستوكهولم

بلادنا يجري بها نهر النيل وتهطل بها الامطار ونشكو من مياه الشرب ونعاني من العطش والسبب كما ذكرنا سابقاً اننا فشلنا في تنقية المياه واننا كل عام نعاني من (العكورة) ولا أحد يعترف بالفشل! وقلنا استعينوا بالخبرات الأجنبية لوضع حد لمعاناة المواطنين… ولكن اسمعت حياً اذ ناديت!
في كل عام تتكرر نفس المعاناة وتكثر التصريحات التي ما قتلت يوماً ذبابة ولا تحل المشكلة إلا بانحسار النهر.
ضحكت الاسبوع الماضي وانا اطالع هذا الخبر:ذكرت تقارير إخبارية، الأحد، أن فريق بحث سويدي تمكن من استخلاص ماء صالح للشرب من الملابس الممتلئة بالعرق البشري.
وترتكز آلية النظام الجديد على عصر الملابس المليئة بالعرق بسبب ارتفاع الحرارة لاستخلاص العرق منها، وتحويله من خلال الطبقات الدقيقة إلى ماء صالح الشرب.
وذكر أحد المشاركين في تصميم النظام الجديد، أن المرشح يعد من أكثر الأجزاء تعقيدا وتطورا ليمر بخار الماء من خلاله، ليتم التخلص من البكتيريا والأملاح المتواجدة في العرق.
وخلص العلماء إلى أن الناتج المستخلص من العرق في الملابس “أنظف وأنقى” من ماء الحنفية، في الوقت الذي قام نحو ألف شخص بتناول الماء المرشح دون تعرضهم لأي مشكلات أو أضرار صحية له.
ويأمل العلماء في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، أن يلقي تطوير هذا النظام الضوء على حقيقة افتقار نحو 780 مليون شخص حول العالم لمصادر مياه نظيفة صالحة للبشر.
تمنيت ان يكون المسؤولون بولاية الخرطوم قد سمعوا بما قام به العلماء في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم وهم لا يعانون من العكورة!
ومن جانب اخر فاننا في السودان عموماً وفي العاصمة على وجه الخصوص ننتج كميات من العرق خيالية في هجرتنا اليومية من ميدان جاكسون الى شروني والى الاستاد.
فاننا نسير في طرقات محفوفة بالاسواق وينتشر بها الباعة وتفتقر الى البرندات التي يمكن ان نسير داخلها فتقلل من حرارة الشمس.
كما ان التشجير وضعه لا يخفى على ذي بصر!
ارج وان تستعين ولاية الخرطوم بهؤلاء العلماء من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم ولو عن طريق اتفاقية او توأمة او تشجيع للبحث العلمي وكل شيء بثوابه!
ان استخراج الماء التقية من العرق كما جاء في الخبر ينفي الاتهام عن مياه الخرطوم بانها تستعمل مواد مسرطنة ويمكن ان ترد بان العرق مسؤولية صاحبه… وان مياه الخرطوم لا دخل لها اذا حمل اصحاب العرق أي مواد مسرطنة فهي غير مسؤولة… خاصة وان الخبر جاء يه: الناتج المستخلص من العرق في الملابس “أنظف وأنقى” من ماء الحنفية! ولكن المقصود حنفية ستوكهولم ام حنفية العاصمة القومية؟
انهم بلا شك يتحدثون عن حنفيات ستوكهولم لانهم لو شاهدوا لون المياه هنا او رائحتها او ما يوجد فيها احياناً من طحالب وديدان لقالوا ما لم يقله مالك في الخمر عن مياه العاصمة.
والله من وراء القصد

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..