التعديل الوزاري لن يخرجنا من عنق الزجاجة!!

٭ كثر ويكثر الحديث عن التعديل أو التغيير الوزاري.. والناس يسهبون في تحديد المواصفات للوزير الناجح ويحددون سبب فشل فلان وعلان.. في الاسبوع الفائت انتبهت لحديث قاله دكتور غازي صلاح الدين في أن المسألة لا تعني تغيير الاشخاص وإنما هى أكبر من ذلك بكثير.. هى ضرورة الاصلاح وانكباب على تصحيح المسار.. وأيضاً خط جاء في احدى الصحف يقول أن الرئيس البشير وزع اوراقاً بيضاء لاعضاء المؤتمر لترشيح وزراء.
٭ وفي رأيي أن أزمة الحكم قد بلغت مداها وتجربة الانقاذ على مدى العقدين ويزيد من الزمان قد سجلت فشلاً في أكثر من مجال وادخلت الشعب السوداني في عنق الزجاجة.. حشر الشعب السوداني في عنق زجاجة منذ زمن طويل.. عنق زجاجة تم حشره فيه بالقوة حيناً وبالخدعة أحياناً وبالحيلة والكذب أحياناً أخرى.. وداخل هذه المساحة الضيقة.. تباينت التفاعلات قطاعات صغيرة واحياناً كبيرة تحاول التحرك والخروج من هذه المساحة الضعيقة الخانقة.. وهناك الذين يحاولون وينادون بكسر الزجاجة وتهشيم عنقها والخروج للهواء الطلق.
٭ في فترات من التاريخ عديدة مرت السياسة السودانية بأزمات متفاوتة.. ولكن الازمة الحالية التي تمر بها السياسة السودانية لم يسبق ان عاشها انسان السودان أنها أزمة مركبة شملت تفاصيل الحياة اليومية.
٭ انسان السودان الذي عرف وخبر التعامل مع كل أنواع مشاكل السياسة وأزماتها ومشاكل الحكم وتعقيداتها وفي كل العهود.. عهود الاستعمار والقهر وعهود الديمقراطية العرجاء والغبشاء.. وعهود الهبات والثورات والانتفاضات لم يسبق له أن وجد نفسه في حالة مثل التي يغرق فيها الآن.
٭ انسان السودان اليوم منه الذي يعاني من التوهان.. التوهان الكامل تختلط أمامه الدروب يتلفت الى الاحزاب الى الانقاذ.. الى حركات دارفور.. الى جنوب كردفان.. الى الشرق.. الى الجبهة الثورية.. الى ابيي.. الى أزمة المياه.. الى أزمة العيش.. الى غول الأسعار الى غلاء وإنعدام الدواء.. الى … الخ المنقصات ولا يدري ما يفعل سوى التلفت الحائر العاجز.
٭ انسان السودان اليوم منه المهتز المتردد الذي تتبدل مواقفه وأقواله مع مطلع شمس كل يوم أو مع تحرك الاحداث.
٭ انسان السودان اليوم منه الانتهازي الذي يبحث عن فرصة الخطف والنهب والنصب والاحتيال والغش..
٭ انسان سودان اليوم منه الذي ينتظر قدوم الامريكان أو أى قوات أجنبية في ابيي أو في غيرها ولا يهمه شيء ويردد في طرب دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شليه.
٭ ولكن.. ولكن مكررة مع كل ذلك انسان سودان اليوم منه الذي لم تفارقه الحكمة والبصيرة وهو الذي يفهم جيداً ان الوطن يمر بمرحلة الخطر مرحلة ان يظل موحداً بعد انفصال الجنوب أو يذهب مع الريح تمزقاً واحتراباً.
٭ هذا حال أهل السودان داخل عنق الزجاجة والأزمة نعيشها وتحاصرنا من كل الجهات ولا نحتاج لشرحها وتفصيلها في زمان التمدد الاحادي الغاشم والعولمة الظالمة.. وأيضاً لا نحتاج الى شرحها من منطق أهل الانقاذ الذي لازال يصر على أن تحل الامور على يدهم وبرؤيتهم مع حديثهم عن التعديل الوزاري والتغيير الوزاري وعن التعددية والديمقراطية.
٭ ولم يبق أمامنا إلا أن نلتف حول أهل الحكمة والبصيرة وندفعهم لأن يقودوا السفينة وسط هذه الأهوال ويبحروا بها نحو المرافيء الآمنة وإلا ضاع السودان بكامله ولم يجد أهل الاسلام السياسي أو غيرهم ما يتصارعون حوله أو من أجله.. الوقت أزف الوقت أزف ومواجهة الذات أعلى درجات النضال.. أنه الجهاد الأكبر.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا استاذة امال كما يقول المرحوم مصطفى سيد احمد لقد انقطع نفس اقلامنا وهى تكتب وتحذر من ان السودان فى طريقه الى الهاوية وظل اهل الانقاذ فى صلفهم وغرورهم وكبريائهم الزائف لايستمعون لنصح ولايلتفتون لتحذير وهم ربطوا مصيرهم بمصير البلد كافة ونفس الشىء الان يطبقه اخوة لهم بشمال الوادى ولقد نجح الامريكان فى الايقاع بنا فى شراك الفوضى الخلاقة بتمكينهم لهذه الجماعات من الوصول للسلطة فحققوا بذلك هدفين الاول شغل العرب والمسلمين بحروب وفتن داخلية والثانى الهاء جماعة الاخوان بالسلطة حتى لايفكروا فى ارتكاب عمليات ارهابية ضد الغرب ومصالحه وقد سددت الشعوب العربية والمسلمة فاتورة بالغة الكلفة دما ودمارا ودموعاوتشريدا وتقطيعا لاوصال البلدان وفتنة دينيةوطائفية وعرقية سيمتد اثرها لعشرات السنين وان شئت مئات السنين اللهم دمر اهل الغلو والتطرف والعنف الذين شوهوا دينك القويم وشريعتك السمحة اللهم خذ بناصية عبادك المستضعفين فى السودان وسوريا ومصر والصومال والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر وافغانستان اللهم اهلك هذه الفئات الباغية وشتت شملها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..