ما الذي ينقصنا يا باشمهندس عثمان ميرغني؟

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في مقال أخي العزيزالباشمهندس عثمان ميرغني بتاريخ 4/7/2013م تحت عنوان (المحكمة الدستورية) انه تلقى مكالمة من أحد القراء وساله سؤالين: متى يكون لنا (اعلام) مثل الاعلام المصري؟ ومتى يكون لنا (شعب) مثل شعب مصر؟
ركز الباشمهندس على ا(لقضاء) المصري و(المحكمة الدستورية)، واقتراح (المعارضة) المصرية. أنهى سيادته المقالة بسؤال من عنده (ثالث) وهو: مالذي ينقصنا؟ وطالبنا نحن كقراء أن نجيب على السؤال.
تمنى سيادته أن تكون لنا (مؤسسات) مثل ما للشعب المصري (تقيم القانون) ولو على حد سيف السلطة، ولا تخشى في الحق لومة لائم مهما كان اللائم مدججا بالسلطة. كما تمنى أن تكون لنا محكمة دستورية يسلمها الشعب البلد كله كأمانة في حالة (الفراغ الدستوري) لتعيد اليه مؤسساته الدستورية سالمة بعد أن ترتب الأوضاع وفق القانون.
كما قال أخي عثمان اننا بلد يستحق هذا، ومؤسساتنا ضاربة في عمق التاريخ، ولنا أساطين الفكر والقانون والسياسة والعلوم جميعا، وقبل كل ذلك لنا (شعب كريم الخصال) لا يستحق الا مزيدا من التكريم والكرم.
عليه ، يبدو أن أخي عثمان كان يفكر بصوت عال (كتابة طبعا)، وسؤاله في رايي الشخصي وجيه و تصعب الاجابة عليه رغم سهولة السؤال والاجابة (ظاهريا). بل نقول الاجابة معروفة حتى لراعي الضان الشهير بالصحف في الخلا.
سأحاول أن أجيب على السؤال من وجهة نظري الشخصية وأرجو أن يتحملني الجميع، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
ما الذي ينقصنا مقارنة بما يجب أن يكون، ومقارنة بما حدث بمصر وغيرها من دول الربيع العربي علما بأننا من علمها ذلك في أكتوبر وابريل؟
أولا: ينقصنا (الحب الحقيقي والعملي لوطننا) حكاما ومحكومين. الكل يفكر في نفسه فقط، والذي يغيظني أكثر من ذلك أن (طموحاتنا) أصبحت رزق اليوم باليوم مأفراد ومؤسسات وهيئات ووزارات وحكومة بما في ذلك البرلمان و(نوامه)، والسودان يأتي في آخر قائمة كل منا.
ثانيا:ينقصنا العمل (كأمة واحدة) مع تعمق الجهوية والقبلية وتغلبها على الفكر القومي أو كما يقولون (ثقافة الوطن والمواطنة). بدأ هذا منذ أيام الحكومة الائتلافية الفاشلة بين حزبي الأمة والجبهة القومية الاسلامية التي استمرت لتسعة أشهر فقط، وكانت هي السبب وراء تخطيط الجبهة للقيام بانقلاب 30 يونية 1989م.
ثالثا: ينقصنا الحكم العادل على (كل المستويات) مصحوبا بسيطرة الحزب الحاكم على كل مفاصل الدولة، وتركيزها على قهر المواطن الضعيف مع الاهتمام باضعافة بصفة يومية .ينطبق ذلك ايضا على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، مع تحكم الحزب والحكومة في السلطة القضائية (دستورية وغيرها) والقوات المسلحة والجهات الأمنية والشرطية.
رابعا:تنقصنا (المعارضة الحقيقية الجادة والمتجردة) مصحوبة بضعف المعارضة السياسية (الأحزاب) وعدم مقدرتها أو جديتها (كارادة سياسية) على التوحد أو الاتفاق على حد أدنى، أو الجلوس معا ل للتفاكر حول كيفية حل مشاكل السودان التي تعقدت وتزداد تعقيدا كل يوم، والسبب في ذلك نجده في أولا أعلاه.
خامسا: الحركات المسلحة لم تستطع الاعلان عن برامج تقنع المواطن السوداني، هذا ان كان لها برنامج، مع عدم توفر وسائل اعلام تتبع لها مصحوبا باحساس المواطن بأنها حركات جهوية ولديها اجندة خاصة بها، وسقفها هو تقاسم السلطة والثروة مع الحزب الحاكمن وليست لها أهداف وطنية / قومية حقيقية تجعل المواطنيين يلتفون حولها.
سادسا: ينقصنا برلمان قومي يقود الجماهير ويعمل على الارتقاء بكل مايهم الوطن والمواطن ويستطيع ايقاف الاستبداد والفساد الذي يقوم به التنفيذيين على كل المستويات. برلمان يخيف الجهاز التنفيذي ولا يرتجف أمامه.
سابعا: ينقصنا دستور يضع الوطن والمواطن أولا، وكل شئ آخر يأتي بعد ذلك.
ثامنا: ينقصنا الشباب الواعي والمشبع بحب الوطن والمؤمن بقدراته (الوطن والشباب) والذي يؤمن بأن مستقبل هذا الوطن له هو ولأجياله القادمة.
تاسعا: ينقصنا الاعلام الحر البعيد عن المهاترات وتزييف الحقائق أو تبني أفكار الحزب الجاكم بالقابل، الاعلام الذي يرفع من وعي ومقدرات الشعب والذي يوضح للمواطن حقوقه ووجباته مع وضع الخطوط الحمراء للسلطة المدججة بالسلطة والسلاح وتجعلها خادما للشعب بدلا من أن تكون المذل الأول للشعب والطارد له من موطنه واجباره على الهجرة الى أي مكان في أى ركن من أركان الكرة الأرضية.
عاشرا: ينقصنا الايمان (الحقيقي) بالله، وأن الايمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وبأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأن كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته، ووالدليل على ذلك أننا ندخل المسجد ونخرج منه كما دخلنا!!!
حادي عشر: ينقصنا الضمير الحي. الدليل على ذلك تفشي الظلم والفساد واغتصاب الأطفال (بواسطة الأقارب والأساتذة) بما في ذلك المعاقين ذهنيا والنساء المسنات، وتفكك الأسر ومعاشرة الأبن لخالته والانجاب منها، والظواهر الغريبة على المجتمع والغش في التجارة وفي كل المعاملات والتسول..الخ.
لكن رغما عن كل ذلك فانه لا يأس مع الحياة. ولا بد من زوال دولة الظلم. وكل أول له آخر. والثورة قادمة أرادت الانقاذ أم لم تريد، سواء أن كانت مدججة بالسلطة وبالسلاح وبالمال أم غير ذلك. فلابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر وهذه سنة الله في الأرض وفي خلقه. فاين شاوشيسكو واين صدام وأين نميري وأين زين العابدين بن علي وأين القذافي واين موبوتو سيسي سيكو وأين بوكاسا وأين عيدي أمين وأين منجستو وأين سياد بري واين مبارك وابناؤه وغيرهم كثر. اللهم أنصر شعبنا واغفر لنا وأرحمنا وأنصرنا على كل من أراد أو خطط لذلة هذا الشعب العابد لك والمؤمن بك وبنبيك صلى الله عليه وسلم وملائكتك وكتبك، وبقضائك وقدرك، كما نسألك اللطف (آمين).
احداث وتعليقات
? موقف (الاتحاد الافريقي) من الثورة المصرية غير عادل ومخزي ولا يحترم رأي الشعوب ويصر على حماية الحكومات (الدكتاتورية والعميلة) علما بأن أغلب الحكومات الافريقية الحالية أتت عن طريق الانقلابات العسكرية.
? حكومة الانقاذ بالسودان وحكومة الأخوان المسلمين برئاسة مرسي بمصر أثبتت أن المسلمين والاسلاميين لا ينتمون لذات المجموعة الدينية (المسلمين)!!.
? الانقاذ ومرسي اثبات دامغ على أن الاسلاميين يطلقون شعارات مقلوبة ولا يؤمنون بها مثل (لا لدنيا قد أتينا ) رغما عن افعالهم اثبتت أنهم دنيويون حتى النخاع ويتحكم فيهم (هواهم).
? الأخوان المسلمين بمصر لم يتعلموا من أخطاء الانقاذ في السودان والنتيجة المتوقعة هي تدمير وبغباء لجهد استمر لمدة 86 عاما ، وأنه لن تقوم لهم قائمة بمصر بعد الآن مع تخوف بقية الدول من ما يحدث في سوريا وتونس واليمن وليبيا.
? غباء الأخوان في مصر أنهم اصروا على التحكم في كل مفاصل الدولة وبأسرع فرصة ممكنة رغما عن أنه كانت لديهم فرصة اربع سنوات لتطبيقها تدريجيا دون شعور بقية الشعب بهذه المؤامرة.
? الجيش المصري لعبها بطريقة (مثالية) تجنبا لقيام انقلاب حقيقي بواسطة صغار الضبط الذين قد لا يتنازلوا عن الحكم لفترة قد تطول وتمتد الى 25 عاما على الأقل مع صراع دموي عنيف ودموي مع الاسلاميين وعدم استقرار أو انهيار الدولة المصرية.
? يا ناس الانقاذ: بيع مصانع السكر خط أحمر. الغاء قانون مشروع الجزيرة 2005م ضرورة وملحة أيضا.
? د/ عصام أحمد البشير: أليس من الأولى (البكاء والنحيب) على حال الوطن السودان والمواطن السوداني بدلا عن البكاء على ما حدث لاخوان مصر الذين أجرموا في حقها وحق شعبها!!!
? د/ غازي صلاح الدين: نصيحتك للأخوان بمصر كان (الأولى) بها أهلك من ناس الاتقاذ. السودان أولا ثم الحزب.
? زمان قبل البرير كنا نقول الهلال غالب كم. بعد ذهاب (البرنس) أصبحنا نقول نتيجة المبارة بين الهلال وأي قريق آخر، حتى وان مان درجة ثانية، كم!!! الفرق شاسع، وسيدي بيه الذي ارتدى الرقم 8 لن يصبح من عباقرة الكرة السودانية كما كان ولا زال (البرنس). كنت أظن أن البرير سيحترم الرقم 8 ويحيله الى (التخليد) بعد ذهاب/ شطب سيدها!! بختك يالمريخ!!
? الله يستر على مصر من البرادعي.
? انقذوا الجامعات السودانية من الدمار. كما أتمنى الاهتمام البحث العلمي.

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
4/7/2013م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تنقصنا المبادره و عدم (الإتكال) علي (حيطه مايله) ، والحيطه هذه والتي نعّول عليها كثيراً وننتظرها هي (الإمام) من جهه و (قوي الاجماع)
    من الناحيه التانيه .
    ثورات مصر قادها الشباب ، يا شباب السودان .

  2. * تنقصنا القياده الرشيده متمثله فى الأحزاب “الوطنيه” القويه ذات الإستراتيجيات و البرامج و الخطط القوميه، السياسيه و الإقتصاديه و الإجتماعيه و الإنمائيه، التى تستهدف المواطن السودانى اولا و اخيرا. و هذا يمكن له ان يتاتى فى مناخ الحريه و الديمقراطيه و الشفافيه و حكم القانون، مع وجود منظات المجتمع المدنى و التنظيمات الشبابيه الواعيه القويه، و التى يمكن ان تقف حارسا قويا و رقيبا لصيقا لأداء اجهزة الدوله.
    * و كل ذلك ممكن، و لكن فى غياب الطائفيه و تجار الدين. هؤلاء اس البلاء.

  3. في كلمة ونص تنقصنا المؤسسات والمؤسسية.
    المؤسسات تجبر رئيس كرئيس أمريكا ان يستعدي صوتك حتي يتسنى له ان يمرر برامجه.
    المؤسسية تجبر الكل للامتثال للدستور والقوانين واللوائح حتي لا يستطيع صاحب العقار ان يغير لون سقف منزله كما يريد إذا لم توافق عليه إدارة المنطقة.
    نواب الشعب يمطرون حساب البريد الإلكتروني حتي ترضي عنهم وتعدهم بحضور ليلة سياسية مش كمان صوتك
    القانون واللوائح تحكم كل شئ. لم اسمع طيلة أربعين سنة قضيتها بالعالم الحر ان أحدا تعدي علي قطعة ارض مملوكة لغيره وسجلها باسمه. ذلك لم ولن يحدث أبدا. اللوائح والسجلات تعطي كل ذي حق حقه
    مافي زول كبير علي القانون. قبل أيام رصدت علي حسابي بالتواصل الاجتماعي أسماء أعضاء بالكونجرس في قائمة لأكثر المسؤلين فسادا في الارض. هذه القائمة تنشرها الصحف السيارة بكل شفافية واطمئنان بلا خوف أو وجل. صحافة حرة. قد تكون موالية لجهة أو حزب ولكنها حرة فيما تكتب وكذلك الآخرين أحرار في ردهم عليها.
    قضاء حر يخشي الناخب أكثر مما يخشي السلطان إذ لا ولاية للسلطان علي القضاء. أليس هذا خلق الاسلام المفتري عليه؟
    لا حصانة لاحد فيما يفعل رئيس الجمهورية استجوب في علاقة غرامية كادت ان تودي به في السجن . رئيس إيطالية سجن . حتي رئيس إسرائيل أودع السجن. ونحن نتشدق بمكارم الأخلاق
    مغتصب الأطفال يودع سنتين أو ثلاثة في السجن ويخرج في نصف المدة بالواسطة. مغتصب الأطفال أو المتحرش بهم في بلاد الكفر والفسوق والعصيان يودع في السجن الي الأبد
    الكلمة النابية في أماكن العمل أو التحرش بالعاملات كرت احمر فورا
    ابعد كل هذا نقول ماذا ينقصنا؟
    قول يا بروف مذا تبقي لنا ونحن خير أمة أخرجت للناس

  4. ببساطة تنقصنا معارضة قوية تحرك وتقنع هذا الشارع المحتقن والقاعد علي الهبشة .. الحل في حزب جامع لكل قوي الوسط وببرنامج قوي .. وواضح المعالم .. وإلا فنحن جميعاَ نعتبر مشاركين في جريمة سحل هذا الوطن العزيز

  5. ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى كامل الاركان امثال السيسى وبشبش عليهم الانسحاب الى معسكراتهم وترك السياسة للسياسين اما حكاية كل ما اخطا رئيس تطلع حركة تمرد بالتحرير لاقالته يعنى هذا حكم الشارع اى حكم الفوضويين وهذا من علامات انهيار الدول وليس ممارسة ديموقراطية و لان القضاء المصرى فاشل وغير عادل الآن مصر امام تحدى كبير اما ان تقمع وتبيد ثلث الشعب المصرى واما ان تعود لمرسى القبيح قالها العالم يا بروف قبل حكماء مصر .

  6. طبق دسم للنتائج يابروف لكن ما ينقصنا هو الحكم الوطني الراشد و المعارضة البناءة و الباقي نخلي أكل الفول شوية صحيح يابروف إنه الفول غني بالتربتوفان و هو ما ينتج عن تمثيله الغذائي خامس هيروكسيد التربتومين ( الدوبامين)؟ و هل هو المسئول عن الترخيم على الكراسي لمدة 25 سنة؟ دا مجرد سؤال يا بروف؟ و المحارسة اليومية لستات الشاي في محاولة للصحو؟؟
    و استلف هذه الابيات الحلمنتيشية من القائل
    الفول و الدكوة البللدن علمانا
    الوزراء الكبار يضحكو الحزنانا
    بالكضب القلاد زرعنا كل صحرانا
    من طويل التيلة نسجنا كل كسانا
    السودان عرض و الترقص الخمجانة

  7. الحقيقة يا بروف نحن لا سبقنا شعوب الربيع العربي في الثورات لا حاجة . الشعب السوداني ( أكسل ) من أن يقوم بثورة ودي الحقيقة حتي وإن كانت مرة . نحن شعب مستكين ومسكين وشغال بنظام تاكل تاكل . ثورة 64 نجحت عشان عبود كان زاهد في الموضوع من أساسه ، أما نميري فربنا ما سهل ليه يجي راجع وإلا كان حتشوف الناس حتشتت كيف لو بس وصل المطار .

  8. يا بروف نحنا شعب جبان لا كرامة له يفضل المهانة و الذل علي التضحية لأجل التغيير ودي حقيقة لا يجب تجاوزها كم عدد شهداء أكتوبر و أبريل و حتي الاستقلال هل يتعدوا العشرات و ما تقول لي كرري و شيكان كلنا نعلم من هم أبطال تلك الملاحم

  9. والله إنت ديك وتور “بعد ذهاب (البرنس) أصبحنا نقول نتيجة المبارة بين الهلال وأي قريق آخر، حتى وان مان درجة ثانية، كم!!! الفرق شاسع، وسيدي بيه الذي ارتدى الرقم 8 لن يصبح من عباقرة الكرة السودانية كما كان ولا زال (البرنس). كنت أظن أن البرير سيحترم الرقم 8 ويحيله الى (التخليد) بعد ذهاب/ شطب سيدها!! بختك يالمريخ!!

    ده كلام مشجعين مش كلام دكتور ومال ناس الرشيد عمر على والجمصى وداؤد وخالد عزالدين و المشجع المطبلاتى الجاهل الفكى، يقولو شنو!!! حسبنا الله وتعم الوكيل إذا ده كلام بروفيسور، أوعى تكون تحصلت على الدكتورة من جامعات الإنقاذ أو فى زمن الإنقاذ! ولو من مكان تانىـ نقول فقط “القلم ما بزيل بلم” وإنت ببساطة أحد اسباب الفشل الذى يعانى منه السودان اذا كان ده فكرك فى الرياضة وغيرها، حسبنا الله ونعم الوكيل فى بروفيسورات الزمن ده!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..