الرقص يطيل أمد الحكم .. البشير نموذجا

نكتة تُحكى هذه الأيام أن مرسي التقى البشير و قال الأول مندهشا و مستغربا: كيف شعبك قدر يصبر عليك أربعة و عشرين سنة رغم البلاوي اللي إنت عاملها فيهم و أنا شعبي ما قدرش يصبر على حكمي سنة واحدة؟ رد البشير باقتضاب شديد: عشان إنت ما قاعد ترقص!!

هل بالضرورة أن طول أو قصر فترة حكم حاكم ما دليل على صلاحه أو طلاحه؟ لماذا نجد أن حاكما سيئا بدرجة امتياز تدين له أركان الدولة و يخضع الشعب لأمره فيمارس فيهم سادية مطلقة بينما في الجانب الآخر يطيح الشعب برئيس آخر بعد أقل من سنة من تقلده الحكم؟

قطعا إن سوء الحكم و الحاكم يرتبطان ارتباطا وثيقا بتخصيص قدر هائل من إمكانات الدولة بكافة أصعدتها لحماية ذلك النظام ولو كان ذلك على حساب ثوابت مثل الحفاظ على أرض الوطن و كرامة شعبه بتقديم كل ما من شأنه يجلع ذلك يحس آدميته من خلال مقابلة حقوقه الأمنية، الصحية و التعليمية في أجواء من الحرية و الإحساس بالمواطنة الحقة عدلا و مساواة بين كل أفراد الشعب حاكما و محكوما و كل ذلك ليس منة و لا تفضلا من الحاكم و لكنه حق في مقابلة ما قام به من واجب.

بالجانب الآخر فإن شعبا آخرا من الشعوب لا يراهن على استمرارية حاكمه من إماراته الإنعراجية الأولى و يرى أن خلعه قبل تمكين نفسه أسهل و أحفظ لدولته و شعبه و المصير القادم. يستند هذا الشعب على فلسفة أن الوقت ليس للمراهقة الحاكمية أن تجرب ذاتها متأرجحة بين قليل نجاح و كثير فشل سيما أن حكامنا الأفارقة و العرب يقسمون على الدستور و ينفذون أمزجة شخصية تصل لدرجة الحلف بالطلاق الذي لا نعرف إن كان وقعه على الزوجة الأولى أم الثانية! إن الشعوب من خلاله مسيرتها الطويلة ينبغي أن تكون قد استوعبت سيكولوجية الحاكم و أن تعمل على نحو احترازي بعدم تقديم من تنطبق عليه الأعراض التقليدية للحاكم الإفريقي العربي و بالتالي يوفر على نفسه و دولته عناء الهرجلة التي تشهدها سماوات الدول الإفريقية العربية على نحو خاص.

إن رئيسا كالبشير كان يستحق أن تسحب منه الثقة منذ سنته الأولى لسببين اثنين أما أولهما فلأنه اغتال حكما ديمقراطيا تراضى الناس عليه بغض النظر عن سوء ذلك العهد من صلاحه لأن الوسيلة الشرعية للإتيان أو عزل حاكم ما هو الشعب. أما ثاني الأسباب فلأنه كذب عندما تلى بيانه الأول و نفى نفيا قاطعا تبعيتهم لأيما تيار أو حزب و قال بأنهم ضباط أحرار ثم سرعان ما انكشف الأمر بأن بالترابي كان المهندس الأول و الأخير للنظام.

عندما أرى شعبا يضحك عليه حاكمه بكلام أجوف أبدا يحلق في سماء اللا معقول .. عندما أرى شعبا يسحقه الجوع و تعضه أنياب الحرمان من الحرية .. عندما أرى شعبا يصمت صمتا على تجاوزات حاكمه فإنه ليس مستغربا أن نستخلص أن الرقص يطيل أمد الحاكم لأن الشعب أدمن التصفيق و لا يريد للستار أن يُسدل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لىس الامر كما تظن لنظام مرس بطشا اجرامىا فاطلعمره وتاكد ان رد الفعل سىكون اغنف وماحدث للقافى لىس ببعىد وانا واثق ان هاب ه\ النظام القر سىكون عبرة لمن ىعتبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..