مقالات سياسية

تحصيل الطرق وخيبة الوزارة..!

خروج:
في المنطقة الواقعة بين مدينة الحوش وقرية الشريف مختار في أقصى جنوب الجزيرة؛ عرف الناس ذلك الشخص الهمام باسم (الوالي).. لا يعرف كثيرون اسمه الحقيقي.. وحتى صباح اليوم يعمل الرجل باجتهاد لردم مداخل الكباري من الآثار التي تسببها المياه (الهاملة) بمشروع الجزيرة..! بل لا يقتصر عمله قرب الكباري، إنما كل عقبة وقع عليها بصره على طول الطريق يعالجها بأدواته… يقوم (الوالي) بعبء كبير فيمنحه العابرون نظير ذلك شيئاً قليلاً يكفي (حاجاته).. تزداد عليه الخيرات مع اقتراب أي عيد.. وفي جميع المواسم تشاهده ممسك بحفارته التقليدية و(كوريقه) فتعرف أن الطريق آمن وسالك.. كل الناس يحييونه: (سلامات يا والي.. كيفنك يا والي.. شغلك نضيف يا والي).. أما لقبه فقد استحقه؛ فهو (الوالي) الذي يعرفه أهل المنطقة وينتفعون من عمل يده..!
النص:
* ثمة لهجة لحد الغباء اسمها (الطريق تابع للوزارة..!).. فكلما سألت عن هذه الكيلومترات التي تربط بين مدينتي كوستي وربك؛ والتي تعتبر الأسوأ في الحفر والمطبات والمرتفعات قالوا لك أنها لا تتبع للولاية، ولذلك يظل الحال على ما هو عليه.. كل جهة ترمي فشلها على الأخرى.. بينما المواطن الذي يعبر الطريق بسيارته ويكيل السباب هو نفسه المواطن التابع للجهتين ويدفع لهما (وزارة الطرق الاتحادية وحكومة الولاية) فما ذنبه؟ كأن وزارة الطرق خاصة بدولة أخرى..!! والحال كذلك في الشارع الرابط بين الخرطوم وسنار عبوراً بود مدني؛ إنه عنوان بليغ لسوء المسؤولين؛ فرغم أنه بضعة كيلو مترات تبدأ من سكة حديد ود مدني وتنتهي بصينية السوق المركزي إلاّ أن يد الوالي الرابض في ود مدني لا تطاله بالإصلاح؛ ولا تأبه وزارة الطرق لـ25 عاماً ظل فيها الطريق (القومي) بود مدني مثالاً فاضحاً لعوار أهل الشأن؛ وهو يشبه تماماً متاهة مصطنعة؛ فبين كل متر وآخر حفرة (عميقة) تجعل السير فيه كمسابقة لكفاءة السائقين..!
* لندع الحكومات الولائية تصون (عرض) شوارع مدنها الداخلية إن هي أرادت؛ ولا أظنها فاعلة بواقع العين..! لكن كيف ندع وزارة الطرق في حالها والأموال تنهمر عليها كالمطر عبر (الحصّالات..!).. أين تذهب؟!
إنه سؤال فرعي للسؤال الأكبر: أين تذهب موارد الناس في عهد الإنقاذ (برمته)؟!
فمن حق المواطن أن يشكك ويغضب للرداءة التي يُجابه بها في كل اتجاه.. وكلنا ثقة بأن الوزارة إذا أرادت رصف هذه الطرق بقطع النقود (المعدنية) التي لديها لكفتها عن (الخرصانة)..!!
ــ ما الذي فعله المواطن وهو يغذي خزنة (الأكشاك الحجرية) في كل مكان ولا يجد أثراً نافعاً لدفعه؟!
أعوذ بالله
ـــــــ
الأهرام اليوم

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ود شبونة انت ما عارف بعنى موارد حصالات المواطن قعد تمشى وين السارح بالضان فى الخلا عارف ومتاكد كمان لكن احسن تعمل فيها داقس عشان ما يحرمونا منك كفاية علينا عووضة الله يفك اسر قلمو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..