الأخوان المسلمين.. وتجربة حكمهم في كلا من السودان ومصر..!

الأخوان المسلمين -بعد تجربتيهم في كل من السودان ومصر، يمكن للمرء وبكل سهولة أن يصفهم بالأخوان المخربين، كونهم حركة ناحجة في التخريب ووضع العراقيل، والتفنن في رفع الشعارات الخالية من المضامين، التي تفيد الناس في حلهم وترحالهم، وكسب قوت عيالهم، وهذا ما فطنت له الأغلبية من الشعب المصري وقواه المستنيرة، التي خرجت بالملايين، تعبيراً عن حالة اليأس والقنوط منهم ومن سياساتهم البائسة، لفشلهم في تقديم برنامج واضح يقنع الشعب المصري، ويحقق طموحاته في حياة حرة كريمة، وتجلى ذلك في الطريقة الإقصائية القمعية التي إتبعها مرسي في تصريف شؤون الدولة.
ولمعرفة مدى دقة وصحة هذا الإتهام لا بد من النظر في التجربتين، والمقارنة بين السياستين (الأخوانية السودانية، والأخوانية المصرية) حتى يتسنى لنا الحكم الموضوعي والإلتزام بالحقائق بعيداً عن التهويل والإتهام دون دليل وبرهان.
جاء الأخوان المخربين في السودان للحكم تحت جنح الظلام وبخديعة ماكرة، هذا للقصر وذاك للسجن، لكن المكر حاق بأهله، فمن ذهب الى القصر، مكر لمن ذهب للسجن، حينما شعر أن الأمور دانت له، لذلك بنى هو ومن معه، سياستهم على أساس العصبة الجهوية أولأ.. والحزبية ثانياً..! فمكّنوا أهلهم وأقربائهم وأبناء عشائرهم، هذا إذا إفترضنا أن لهم عشائر في السودان من الأصل.. من مواقع السلطة والقوة العسكرية والأمنية والإقتصادية والسياسية، وقرّبوا بعض المغفلين والإنتهازيين من مناطق الهامش السوداني الأخرى، كتابعين أذلاء وواجهات مجردة من أي نفوذ أو سلطة فعلية، وجعلوا منهم أدوات تنفذ إرادتهم ولا ينالون ما يريدونه إلا بالذل والتملق والنفاق كما فعلوا مع الصادق المهدي، وأبناءه ومحمد عثمان المرغني وأبنه المدلل من صغره. أما الأغلبية المسحوقة من الشعب فأثقلوا كاهلها بالفقر والمعانأة.
أما أخوان مصر، فقد جاءوا للحكم عبر صناديق الإقتراع والتصويت الحر، وطبعاً هذه النتيجة أملتها ظروف خاصة منها وقوف قوى المعارضة المصرية الآخرى معهم خشية فوز أحمد شفيق، لذلك صوت بعضهم إلى جانب الأخوان المسلمين، لكن الأخوان المخربين في مصر، أخذتهم العزة بالنفس، وأغرتهم تجربة إخوانهم المخربين في السودان، لذلك نسوا أن الديمقراطية ليست عدد أصوات فقط، فتجاهلوا ضرورة التحلي بالقيم الديمقراطية وهم يصرفون شؤون الدولة والحكم. فوقعوا في الأخطاء، ومن أبرز أخطاءهم، قرار مرسي، القاضي، بتأميم القضاء، وهو ما ظهر بقرار فصل النائب العام الأسبق، وضياع الأمن والأمان، وتحول مشروع الأخوان المخربين في مصر، للنهضة بمصر وشعبها إلى وهم كبير.. أصبحت مصر في عهد الأخوان المخربين، في مؤخرة الدول الفقيرة – كحال السودان التي حكموها ربع قرن حتى جعلوا منها وطنا للجهوية والعنصرية والحروب والفقر والفساد بكل أشكاله وألوانه- وتراجع مصر هذا، أورده تقرير التنافسية العالمية، إذ تراجعت مصر، من المركز 94 الذي كانت تحتله في عهد المجلس العسكري، إلى المركز 107 وهذا التدهور والإنهيار والتراجع السريع، يحدث والأخوان المخربين لم يكملوا العام في حكم مصر.. فقد زادت معدلات الفقر، والبطالة، والبلطجة، وتوقفت عجلة الإنتاج، ليس هذا فحسب بل شرع الأخوان في بيع مصر وتأجير قناة السويس، كما فعلوا أخوانهم المخربين في السودان إذ باعوا أراضي السودان للغير، وبددوا ثراوته في ملذاتهم وشهواتهم.. هذه الأخطاء ليست من نسج الخيال، هذه الأخطاء يتم تناقلها الآن وبقوة على صفحات التواصل الإجتماعي، ويؤكدها حال الشارع المصري، الذي أعلن التمرد على مرسي، وأخوانه المخربين..!
وكما يقول المثل: (الفي البر عوام) فالأخوان ظلوا في المعارضة في كلا من السودان ومصر وغيرها من الدول العربية من أبرع العوامين في بر المعارضة عبر رفعهم للشعارات وإطلاقهم للوعود حد السذاجة والحمق والتهور الذي لا يبالي بمستقبل الأوطان والشعوب المبتلاة، وكل ذلك بمنطق مليء بالخبث من حيث كونه يُغرر الجهلة العوام بزخرف القول وسحر الكلام ويصرفهم عن واقعهم البائس، بل هو لون من الدجل والسحر لشعوب مغيبة ألفت الجهل والهزيمة يُزين لها التعايش مع الورم والوباء والطاعون والبلاء المقيم، ويقدم لها السم على صورة الترياق المجرب والدواء الشافي.
لذلك ليس غريباً البته أن يفشلوا في تحمل مسؤولية الحكم وتصريف شؤون الدولة، وتوفير مطالب الشعوب، لأنهم عجزوا عن إمعان النظر في كل الإتجاهات والحفر العميق عن الجذور لهذه الأوضاع المتردية والبحث في أعماق تاريخنا ومقارنته بتواريخ الأمم المزدهرة وتأمل ظواهر الواقع لتشخيص المرض وإقتراح العلاج.. وتصحيح الأخطاء من خلال رؤية علمية تفهم الواقع وتستجيب لتحديات العصر عبر رؤية سياسية موضوعية فاحصة وناقدة وبانية، لإستكمال شروط الإنطلاق والإبداع والتحرر من قيود التخلف بتغيير طريقة التفكير لتتفتح العقول وتتغذى من تدفقات العلوم الحديثة، وتستضيء بأضواء الأفكار النيرة، التي تبني الأوطان. وهذا ما غاب عن الأخوان في كل من مصر والسودان..!
الطيب الزين
[email][email protected][/email]
قلناها .. إن الأخوان المسلمين ملغومون .. وإن ( الشرعية الدستورية ) مجرد غطاء .!!
د. أبا الحكم
المقدمة :
استعجل البعض من الكتاب والصحفيين في أحكامهم وقالوا ( إن العسكر أجهض الحكم الديمقراطي في مصر، وأجهز على الشرعية الدستورية ) !!
وأظهر البعض حماسه، وبالغ فيه، كما لو أنه “المرشد” الذي فقد فرصته التاريخية، وضيَعها في مسالك ودروب لا تخدم الشعب المصري، إنما تدفع به، وهو الثائر على الجوع والاستعباد السياسي وغيره، نحو المزيد من الركوع لرغبات الخارج، بل الأتعس والأخطر من كل هذا، هو بيع مصر أو جزء منها لتسويات، هي في حقيقتها تمثل الفقرة المهمة في الأجندة الأمريكية الإسرائيلية الإخوانية، على طريق تفتيت القضية الفلسطينية والانتقاص من السيادة المصرية ، ولم تكن في حسبانهم حدوداً أبعد من هذا التصور، وهو وكما تم عرضه لم يتعد التسطيح في الفهم والتحليل، حتى أن البعض أخذ يذرف دموع التماسيح على ( نظام ديمقراطي ) و ( تجربة ديمقراطية رائدة في الشرق الأوسط ) قد أجهضها انقلاب عسكري .!!
قلناها بصراحة .. وقبل عزل مرسي بإرادة الشعب والجيش المصري العظيم، أن خيار أمريكا ينصب على ( الإسلام السياسي ) ، وهو خيار إستراتيجي يشمل المنطقة والعالم الإسلامي، قد دخل مرحلة التنفيذ، ليس الآن، إنما منذ عام 1979، حيث مجيء ” خميني ” إلى السلطة في طهران، ودفعه إلى العدوان على العراق ثمان سنوات، ثم دعم وتدريب ( إسلامويين ) وزج عناصرهم في تنظيمات إسلامية، لتشويه صورة الإسلام الحنيف بارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية تحت يافطة ( الله وأكبر ) ، هذا من جهة ، والعزف على إسلام معتدل وجماعات إسلامية معتدلة وأنظمة إسلامية معتدلة من جهة ثانية .
الاتصالات الأمريكية السرية مع الأخوان المسلمين في مصر على وجه التحديد، كانت على أوجهها قبل دعم مرسي في الانتخابات المصرية بفارق بسيط جداً، تكللت بتوقيع وثيقة سرية رسمية أمريكية يتم بموجبها بيع 40% من أراضي سيناء لأمريكا مقابل ( 8 ) مليارات دولار تسلمها أخوان مصر ( المرشد ومحمد مرسي وخيرت الشاطر ) ، وهي في شكل صفقة يتم بموجبها تقديم الأراضي المصرية إلى ( حماس ) ، والهدف كما هو واضح، له طابع إستراتيجي.. كل ذلك حصل قبل أن يتسلم مرسي رئاسة الدولة المصرية، وهو أمر يحاسب عليه القانون والقضاء المصري، ليس ذلك فحسب، إنما سيطال القانون الأمريكي الرئيس الأمريكي “أوباما” نفسه، الأمر الذي يمكن أن يطلق على هذه الصفقة غير القانونية المشبوهة بـ ( سيناء غيت ) ، بالتمام والكمال، التي قد تضع نهاية لولاية “أوباما” الثانية .
والإشكالية في هذا الأمر، هي أن الصفقة الرسمية هذه بين أمريكا والأخوان المسلمين لم تتم، أي لم تنجز بعد، لأن أحد أطرافها ( المرشد ومرسي والشاطر ) باتوا خارج السلطة، ومن هنا قد يبدأ مسلسل استجواب “أوباما” في الكونغرس الأمريكي بشأن ملف أسمه ( سيناء غيت ) .. والملف الصفقة ، هو جزء من صفقة كبيرة ( أمريكية- أخواني ) تستهدف توسيع ( غزة ) أو انضمامها إلى مصر، وحل القضية الفلسطينية من خلال ( ترانسفير ) فلسطينيي غزة إلى سيناء، كمرحلة أولى تأتي بعدها مرحلة ( ترانسفير ) فلسطينيي الضفة صوب الأردن الوطن البديل .. وبهاتين المرحلتين تنتهي القضية الفلسطينية.. وكل ذلك يحدث في ظل غياب ثقل مصر الغارق بالفوضى، وغياب ثقل العراق المحتل أمريكياً وإيرانياً .
أمريكا تورطت بعلاقاتها مع الإخوان المسلمين، وخاصة ( أخوان مصر ) الذين تلهفوا للوصول إلى الحكم بأي ثمن حتى لو كان على حساب مصر وعلى حساب القضية الفلسطينية .. وورطتها قد تؤدي بولاية “أوباما” كما أسلفنا، وتلك مسألة يعير الكونغرس الأمريكي لها اهتماماً بالغاً على الرغم من كل التبريرات، التي تقدمها قيادة البيت الأبيض .. فالوثيقة السرية التي نشرت، هي حقيقة ثابتة لا أحد يستطيع نكرانها أو طمسها بعد نشرها على نطاق واسع .
وكما تورطت أمريكا مع ( أخوان مصر ) ، تورطت مع أخوان الساحات العربية الأخرى، حيث أخذ تورطها يتسع ليؤثر على حزب “أردوغان” الذي يحكم في أنقرة ، فيما تترك أمريكا العنان لملالي طهران وقم ليتسلحوا تدريجياً بسلاح غير تقليدي .. فأمريكا تراوغ العرب وتكذب عليهم وعلى العالم، لكي تمكن إيران على امتلاك السلاح النووي، ما دامت إيران تعادي العرب وتخرب الإسلام ولا تضمر عداءً للكيان الصهيوني بشهادة ” شارون ” المرافقة، والدليل على ذلك هو منطق الإدارة الأمريكية المخاتل الذي يقول ( إن من السهل التورط في مسألة الحرب، ولكن من الصعب الخروج منها ) ، والمقصود هنا إيران قبل أن تكون سوريا .. والعقدة التي تتحكم في القرار الأمريكي هي الغزو الأمريكي للعراق والاستنزاف الذي أصاب بنيتها العسكرية والاقتصادية والنفسية والاعتبارية إلى درجة التردد والخوف من إعادة التجربة، والاكتفاء بسياسة مراوغة تجمع بين ( السياسة والضغط الاقتصادي ) وترك الأمور للزمن لكي يدفع باتجاه التغيير من دون إعلان حرب وسفك الدماء وهدر الأموال، كما حصل في العراق الذي قصمت مقاومته الوطنية ظهرها، حيث كانت تفكر طويلاً كيف ستخرج من مستنقع دخلت فيه حتى باتت خوذ جنودها تكاد أن تغرق فيه، فهربت القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية، وتركت الفريسة التي لم تستطع هضمها لوحش الكهوف المظلمة القابع في عمق التاريخ الطائفي، الذي يحمل من الحقد والظلامية والمكر ما يحمل أمريكا على الاعتقاد بأنه الضامن لمصالحها في العراق، وأمريكا الضامن للنفوذ الإيراني في العراق، وللكيان الصهيوني الأمن والشراكة الإستراتيجية في المنطقة .
راوغت أمريكا وضغطت سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، بحجب المساعدات المالية ووقف تزويد مصر بالطائرات الحربية المتعاقدة معها، وحاولت أن تمسك بالعصا من الوسط، التزمت الصمت حيال مفاجأة عزل “مرسي” وتحفظت في وصف حركة الشعب والجيش المصري بالانقلاب العسكري على ( الديمقراطية ) ، لأنها متورطة في صفقة سرية فاحت روائحها النتنة سريعاً، فيما أظهر الجيش المصري تماسكه الوطني ومسؤوليته الكبرى في حماية الشعب وحماية الأمن القومي المصري، لأنه مؤسسة وطنية وليست طائفية كما هو حاصل في القيادات العليا للجيش السوري الذي يقاتل الشعب السوري بطريقة وحشية، باتت موضع ارتياح واشنطن وتل أبيب وطهران .
فهل يمكن للشعب والجيش والوطنيين المصريين السكوت على مثل هذا الخرق لأمنهم الوطني تحت يافطة المحافظة على ( الشرعية الدستورية ) مدفوعة الثمن مقدماً في شكل ( 50 ) مليون دولار لانتخابات “مرسي” الرئاسية و ( 8 ) مليارات دولار ثمن بيع 40% من أراضي مصر في سيناء، لإنهاء القضية الفلسطينية؟!
نحن وصلنا لقناعة – وهي :
أن يحكمك يهودي أو حتي من لا دين له خير من ان يحكمك أخواني أو كوز نجس