ضياء الدين بلال ومقال بقامة " أكلت قليل خبز فأكثرت منه "اا

ضياء الدين بلال ومقال بقامة ” أكلت قليل خبز فأكثرت منه ”

سارة عيسي
[email protected]

مع الإعتذار لكتاب البخلاء للجاحظ ، قرأت المقال الذي كتبه الأخ ضياء الدين بلال اليوم وهو يوجه قلمه ضد مناضلي الكيبورد وكتاب الاسافير وأعداء الإنقاذ التي غلبتهم ببقائها في الحكم ردحاً من الزمن ، وعرفت كيف أنفعل الأخ ضياء الدين وكتب عن الحادثة بعد مرور ربع ساعة على مشاهدته لمقطع الفديو في قناة الجزيرة مباشر ، وبما أنه كان منفعلاً وقد تملكه الغضب الشديد نصحه الوارعون والراسخون في العلم وخلان الوفاء بعدم الكتابة وهو تحت ظرف هذا البركان الهائج من حمم الغضب ، طلبوا منه التريث حتى تهدأ الأحوال ، ولكنهم لم يطلبوا منه بأن يتوضأ ويمسح خفيه بالماء ، فالماء يطفئ نار الغضب كما تعلمنا في السنة النبوية الشريفة ، المهم لم تفلح الجهود في ثني الكاتب ضياء بلال عن موقفه حتى ولو وضعوا الشمس عن يمينه والقمر عن شماله ، فخرج المقال كالطلقة السيارة ، لكن الذي استغرب له أن الأخ ضياء الدين بلال يكتب عن اعداء سلفاكير في الجنوب ، ويكتب عن مكان الدكتور خليل إبراهيم ، وقد كتب وتعشق في جنرال المخابرات قوش ووصفه بالشخص الذي يراى ما وراء الأكمة وما خلفها ، فكيف به لا يعلم بحادثة جلد هذه الفتاة ؟؟ والجلد من الطقوس المتعارف عليها في المحاكم السودانية ، والصحافة التي تهتم لشئون المجتمع تخصص صفحة لأقسام الشرطة والمحاكم ، وهذا يحدث في مصر ، وعلى ذمة صحيفة ” الرائد ” والتي تقوم بنشر السيرة الذاتية لهذه الفتاة في حلقات وتنسبها لمصدر مجهول في الشرطة السودانية ، تزعم صحيفة الرائد أن تاريخ هذه الفتاة مع الفسق والفجور بدأ منذ دراستها بالجامعة حيث تم فصلها ، ولها ثلاثة جنح في كرري وامدرمان والخرطوم ، كما أنها متهمة بترويج الهيروين والمخدرات ، ووفقاً لصحيفة الرائد أن هذه الفتاة جُلدت 80، 40، 80 جلدة على التوالي في عدة أقسام وهذا في خلال الفترة من 2008 إلى 2010 م ، طبعا الصحيفة تكتمت على مصدر المعلومات ولكن كما هو واضح أن الإنقاذ بحكومتها وإعلامها تتخذ موقفاً من هذه الفتاة والتي بصرخاتها جعلت رجال الإنقاذ ينكشفون أمام العالم ، لذلك هم يحاول النيل من سمعتها وتشويه صورتها عن طريق الكذب والتلفيق ، بعد كل هذا ، كيف يجهل الأخ ضياء الدين بلال هذه السيرة الذاتية ، فالصحافة هي ضمير الشعب وصوت الضعفاء .
وفي مقاله الأخير ، والأخ ضياء الدين وهو يرد على كتاب الاسافير واصحاب الالقاب الوهمية وقع في خطأ آخر ، وقد كتب وهو في حالة الغضب وحمل معه متاع الآراء المسبقة ، وهو يتحدى أصحاب هذه الاقلام بأن الإنقاذ باقية في الحكم مهما طال الزمن ، وأن إستغلال هذه الحادثة لن يسقط النظام ، لكن هناك شيء فات على الأخ ضياء الدين ، وقد كنت أعتقد أنه محلل سياسي حصيف ولا ينعطف على هذه الكبوة ، هذا الحديث يبدر من أصحاب المستوى الأخير في حزب المؤتمر الوطني ، ويصدر من افواه الذين كانوا ينشدون :-
الليل ولى وجاء دورك يا صباح
وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح
أتوقعه من هؤلاء ، لكن لا أتوقعه من صحفي يهز الأفاق ويكتب عن المؤامرات ورجال المخابرات ، فهذا النظام قد سقط منذ أن رايت دبابات الحركة الشعبية وهي تدخل مدينة جوبا ، وقد سقط في العاشر من مايو عندما اقتربت قوات حركة العدل والمساواة من مخدع الرئيس ، وقد سقطت الإنقاذ عندما دخلت القوات الأممية السودان ، وسقطت الإنقاذ عندما نفر الزعماء والملوك من رئيسها كنفيرهم من البعير الأجرب ، وصار لا يسافر للخارج إلا بعد الضمانات والفحص والتمحيص ، أما السقطة الكبيرة فكانت هذا المقطع الذي رايناه ، فكيف برجال الإنقاذ الشجعان وهم يبنون فضيلتهم على الجلد والتعذيب ، وهم بالفعل شجعان ويستحقون الأوسمة والنياشين إن كان ما يحاربونه هو إمراة ضعيفة لا تقوى على إحتمال لسعات السوط ، يكفي انها أنتزعت الرحمة من قلب ضياء الدين بلال وجعلته يكتب بغضب وهو يتجاوز الحدود ، فلا زال كل من والي الخرطوم ودكتور خالد المبارك يجلدونها كل يوم ، وقد نسوا أن الإنسان في الإسلام عندما يُقام عليه الحد يُعتبر بأنه تطهّر من الذنب كيوم ولدته أمه ولا يتم توصيفه بأنه فاسق أو زاني ، فالقصد هو الإصلاح وليس الهدم ، فكما قال السيد/المسيح : فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر ، قرأت في الاثر الكريم أن بغية من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة لأنها سقت كلباً كاد أن يموت من العطش .
سارة عيسي

تعليق واحد

  1. الرائعة سارة عيسي
    لك التحية وانتي تتصدي لمثل هؤلاء الكلاب مع انهم لايستحقون التعليق علي كتاباتهم لانهم يسترزقون بها
    بس المحيرني فعلاً لماذا لايظهر اولاد بلال العاملين فيها صحفين واعلاميين بلا استثناء الا في ظل الانظمة الشمولية والقمعية والظلامية ؟؟؟؟
    مجرد ان تهب نسائم الحرية يتواروا من الانظار
    عجبي !!

  2. الفاضلة الأستاذة سارة عيسي كتبت منذ يومين تعليقا على مقال الأستاذ ساتي عند تناوله موضوع ندوة الشرطة مع الصحفيين أن لم يتفاجأ الصحفيون للأحداث كما العامة وتعجبت أن لم يوثق أي صحفي سوداني لأي مشهد من مشاهد الجلد التي طالت 43 ألف فتاة خلال عام واحد في مدينة واحدة هي الخرطوم أم أن الصحافة أصبحت صحافة ( delivery ) والمحاكم ( take away ) وحتى اليوم لم نسمع بأن صحفيا حاول الوصول لمنزل تلك الفتاة الغلبانة التي لا زال جماعة الإنقاذ يلوكون سيرتها ويقذفونها ويسبونها القذف الحلال والسب البلال الذي لا يستوجب جلدات ( قدو قدو )
    لما لا توفر الصحافة لتلك الفتاة الملاذ الآمن فيعلم الله ماذا فعلوا فيها خلال الأيام اللاحقات لنشر الشريط ولعلهم طمسوها من الوجود لم لا تشكل الصحافة لجنة لتقصي الحقائق عن تلك الفتاة وتأمينها من السرور التي قد تحيق بها أم تراها تخلصت من حياتها بعد تلك الإهانة القاسية التي تعرضت لها .

  3. اختى سارة هؤلاء يدافعون عن لقمة العيش
    ويعتقدون بانهم ان تركوا الانقاذ جاعوا وتعبوا
    التنابلة وحارقو البخور موجودين ماوجد السلطان
    وعليك ياختى الطعن فى الفيل وترك الظل.

  4. مساء الخير عليكم
    ضياء الدين معروف ومليون بالميه لم يكن يعلم بامر الفديو الا بعد عرضه فى المباشر الخبر سبق المباشر بكثير القنوات العربيه اخر من علمت بامر الفيديو وهو لم يأكل خبزا بل اكل بصلا كثيرا ومعه كمية من التوم وتوضأ ذاهبا للمسجد نسي ان الجمعه ممنوع فيها التوم والبصل لكى لايؤذينا بالرائحه الكريهة .الفديو اقلق منامهم جميعا وكل تحركهم الان لدرء اثاره وهم من دفع الملايين لتحسين صورته عبر العالم وفتح مكاتبه بالخارج حزب له مكاتب خارجيه عجبى
    اتركينا من البصل والتوم واكتبى لنا عن اخوات مهيرة والكنداكه ورابحه الكنانيه وميرى وفاطمه من تحرك ضميرهم من اجل تغيير قوانين العذاب العام والبطش وقهر النساء وطبعا لان مسيرتهم كانت بالكاميرا فقد تعاملوا معهن بلطافه وادخلوهن السجون للتحقيق بلطافه اكثر فهم يخافون البى بى سي وسى ان ان والجزيره مباشر ورفيده يسين فى العربيه .تعرفى الناس ديل خفافيش عديل لكن لو النور والكاميرا شغالات ببقو نحل يدوك عسل نحل طبيعى وصافى اول مايشيلو النور والكاميرا القدو قدو يشتغل والله اول مره افرح بالتقنيه لانها حدثتنا عن الحريه بالصور والله لو جابو هوليود وبوليود لى 3دقائق ياثروا فى البشريه دى بى شئ زى ده يمين الله يغلبهم كلهم مرة تانيه شكرا للتكنك ومن الليله اى واحد يشيل لى جوال ابوكاميرا ونضال ابو كيبورد صدقونى الناس ديل بجنو بى الراى العالمى ده وبعملو لى مليون حساب
    كسره زمان فى قصيده سمعتها بعد شالو ابوعاج فيها قل لى بحق الله كيف جاءك الوحى هل كان لابسا ام عاريا خافتا ام راكعا اسمها ياحضرة الامام عليكم الله محتاج ليها البلقاها يكبها يكسب ثواب
    ………تصبحوا على وطن

  5. يا اخت سارة والله فهمك في الدين احسن بكثير جدا من الترابي وتلامذته يا ريت لو كنت حكمت السودان بس المشكلة انك مراة وزي ما بقول المثل السوداني المتخلف (المراة لو بقت فاس ما بتقطع راس) !!!وكمان حيقولوا لينا اصحاب دولة الشريعة لا يجوز تولي امراة الحكم وفي دي عندهم حق طبعا ولا رائك شنو؟

  6. مقالاتك ممتعه….وفيها الحقيقه… تشد الواحد اليها وتجذبه..
    نعم (الانقاذ) سقطت من زمان …نحن في انتظار البديل القوي.

  7. الاستاذه/ سارة ماذا كنتى تتوقعين من امثال هؤلاء غير تقديم الولاء والطاعة (لكفلائهم) والعلاقة بينهم وبين الانقاذ صورة طبق الاصل من نوع العلاقة بين السودانى او اى جنسية من شرق آسيا او مجاهل افريقيا تسعى لحياة كريمة حسب إعتقاده واى مواطن من دول الخليج ليشهد العالم نوع جديد من الرق الممنهج او ان شئتى المقنن وهذه هى العلاقة بكل اسف التى تربط امثال هؤلاء الصحفيون (السكة) والانقاذ والشاهد على ذلك ان 99.999% من اجهزة الاعلام المقروءة او المسموعة او المشاهدة هى ملكية خالصة وحصرية لنظام الانقاذ!! ولا أحد سوف يتجراء لدحض هذه المعلومة وأسماء القيمين عليها وجلهم من مجلس شورى الانقاذ وبعض النافذين ويديرون هذه الاجهزة من وراء ستار!! وعلية فهؤلاء الصحفيون جلهم مجرد(انفار) يعملون تحت كفالة اولئك!!فماذا تتوقعين منهم غير تجميل كل ما هو قبيح!! ام تريديينهم يتشردوا 0 واى صحيفة محترمة سوف تقبل بهم ولو فى وظيفة ساعى؟0

  8. الستاذة سارة اسمحى لى عبركم ان اوجه نداء لكل اامة الاسلام ان يفتونا فيما حدث لان اهل الانقاذ مازالوا يصرون على ان هذا شرع الله فوا لله لو افتونا بصحته لتركنا لهم هذا الدين##### افبعد هذا يفونا بالردة

  9. المحيرني الزولة دي من دون خلق الله دائما ناطة للاستاذ ضياء الدين

    في حاجة تقيلة خلاص قاعدة ليها في صدرها من الزول دا …..

    ربنا يفك كربنتها ذي ما بتقول حبوبتنا عليها الرحمة…….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..