الذهب.. اهتمام متزايد

لا يختلف اثنان إن التعدين الأهلي للذهب أصبح من الأنشطة الاقتصادية الرئيسة في البلاد، حيث يعمل فيه أكثر من مليون شخص، ويكاد يحتل المرتبة الثانية تشغيلاً للعمالة بعد الزراعة التي يعمل بها (70%) من سكان البلاد، حيث انتشر نشاط التعدين الأهلي في كل الولايات ، بل لا توجد اسرة بلا معدن، وبات الشباب ينظرون إلى الحجارة التي يركلوها بأرجلهم، ويقذفون بها الاشياء بلون الذهب، أو بلون الدولار الأخضر.

نعم ان التعدين الأهلي هو جهد وابتكار خالص من الشباب المثابرين الذين هجروا المدن بقوا شهوراً بل سنوات في الخلاء يواجهون الصعوبات، والمعاناة، من أجل ان يثبتوا للناس ان بامكان الشخص العادي بمعوله البدائي، وبالماء ان يستخلص ذهباً خالصا، وليس من بينهم جيولوجيون وما أكثرهم في بلادي، ورغم الشكوك التي التفت حولهم حينها، ثبتوا وأثبتوا لبقية الشباب ان الذهاب للخلاء، والبحث عن الذهب خير من عطالة المدن، فكانت موجات الهجرة إلى الجبال والفيافي البعيدة بحثاً عن الذهب في كل مكان بعد ان كان محصوراً في النيل الازرق فقط في بادي الامر.

لم تهتم الاجهزة الحكومية الرسمية بهذا النشاط ولم تقدم له أي خدمات تذكر، وكانت تنتظر نصيبها من الشركات المعدنة مثل شركة ارياب للتعدين، ولما زاد عدد المعدنين وحجم انتاجهم وفاق انتاج الشركات، كان لزاماً عليها التدخل خاصة ان الوضع الاقتصادي وفقدان (النفط) جعلها تبحث عن نشاط مدر للعملة الصعبة، فأنشأت وزارة للمعادن.
زيارة قصيرة نظمتها وزارة المعادن إلى ورشة لتصنيع معدات وآليات انتاج الذهب بالكدرو أمس الاثنين أكدت لي ان حجم الاهتمام الحكومي بالتعدين الرسمي أو الشعبي ارتفع الى أوّجه، بل يبدو ان هناك جهداً فكرياً وعلميا، بدأ يصب في هذا النشاط الذي كان يوصف بالعشوائي، حتى في الاوراق العلمية التي تقدم في المنابر العلمية، ولكن ذاك الفهم اندثر تماماً، والآن هناك فهم وتفكير مختلف حول كيف يوفر للمواطن المعدن المعدات والآليات والخدمات التي تجعله أكثر انتاجاً، وهو توجه ايجابي، وخطوة متقدمة تدفع بزيادة الانتاج إن أحسن ادارتها.

أحداث ومؤشرات
د. أنور شمبال
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..