نفير ، المجتمع المدني والإجابة العملية على سؤال البديل

بسم الله الرحمن الرحيم
نفير،المجتمع المدني والإجابة العملية على سؤال البديل

عرف معجم القرن الأمريكي المجتمع المدني – Civil Society- بأنه مجموعة المنظمات والمؤسسات الغير حكومية والتي تسعى إلى عكس اهتمامات ، مصالح وإرادة المواطنين ، إذاً المجتمع المدني القوي والمتماسك في أي دولة يدل على تقدم وتطور مستوى الوعي لدى مواطني هذه الدولة كما أنه يدل على التصاق وتفاعل المواطنين مع قضايا دولتهم .
المجتمع المدني شاسع ومتنوع المجالات بتنوع تكوينات واهتمامات المواطنين فهو يضم على عمومياته كل نشاط إنساني غير حكومي وغير ربحي ؛ النظرة الخاطفة على الوضع في المجتمع السوداني توضح مدى ضخامة وكبر هذا المكون من المجتمع والذي يطلق عليه في كثير من الأحيان – القطاع الثالث ? بعد الحكومة وقطاع الأعمال .
نفير .. مجموعة من الشباب تفاعلوا مع الأمطار والسيول التي ضربت أطراف كثيرة من ولايات السودان فكانت المبادرة استجابة لسقوط المنازل وحصار النساء والأطفال والشيوخ وسط المياه التي لا تبقي ولا تذر ، المبادرة التي اختير لها اسم غاية في الأصالة من صميم التراث السوداني ليتكامل المظهر مع الفكرة وبالتأكيد جاء الفعل مصدقا وموافقا للنوايا فكانت تبعا لذلك الاستجابة العفوية والمباشرة من جماهير الشعب السوداني مع المبادرة بتقديم الغالي والنفيس من أجل مساعدة إخوانهم المنكوبين .
سؤال البديل الذي ظل مطروحا لفترات طويلة يلوَح به من حين لآخر في وجه كل حراك يسعى إلى التغيير ، راودني بينما يقوم المتطوعون في نفير بتنظيم أنفسهم وتقسيم العمل إلى لجان متخصصة وتوزيع العمل على مختلف المجموعات وكان الجواب حاضرا هناك ، البديل هو هؤلاء الشباب ، ليس الشباب في ذواتهم ولكن هي تلك القيم التي يحملونها والنوايا التي يعملون من أجلها ، البديل هو هذه المنظومة التي حققت كل هذا الحراك المجتمعي المدني ، ليس فقط في نفير ولكن في صدقات وشوارع الحوادث الممتدة وآخرون كثر .
على الجميع أن يعي أن هذه الموجة الشبابية من الحراك الطوعي المدني لن تتوقف في هذه المحطة ،وعلى من ينخرطون من الشباب في هذا العمل أن يبحثوا أعمق في مجموعة الأسئلة الأكبر من التي يسألونها الآن فلينتقلوا من شوارع الحوادث التي يرابطون فيها إلى منظومة الصحة المتهالكة ، ومن الجائعين الذين يناولونهم بعض الطعام إلى الاقتصاد المنهار ، ومن البيوت التي أسقطها الخريف إلى البنية التحتية المعدومة .
وعلينا نحن وهم أن نفهم تلك المشكلات الأكثر عمومية وأن نسعى بنفس القدر إلى مخاطبتها وإيجاد الحلول الناجعة لها ، علينا بنفس القدر أن نتمكن من التفاعل مع الحرب التي تدور رحاها في السودان وتقتل آلاف المواطنين الأبرياء ، معسكرات النازحين واللاجئين المنتشرة بطول البلاد وعرضها .
كل ذلك يحتاج مثل هذا النفير وأكثر …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اين ديوان الزكاة وما هو دوره فى المحنة دى ….ان الصور والتحقيقات التى تعرضها القنوات الفضائية تبكى الكافر ….ديوان الزكاة يقوم بدوره على استحياء كانه فى كوكب اخر ….ولعلم القراء معظم اموال الزكاة التى يتم جمعها بالعفية والغصب من المغتربين تذهب لبند العاملين عليها ….ومدير ديوان الزكاة يأخذ راتب قدره 100مليون ( مية مليون جنيه ) بالقديم ..غير المخصصات الاخرى ..ولا نراه ( يبلل اقدامه فى سبيل الله ) فى اى من المواقع التى تدمرت بالكامل بس قاعد تحت المكيف البارد ……

  2. لو ان أي عمل قصد به وجه الله لكان خيرا . لكن ان تكون المقاصد تحمل مقاصد اخرى غير العمل الذي من اجله قامت لاصبح نوعا من التجاذبات والاستقطابات التي قد تجر البلد الى ما لايحمد عقباه . عند حدوث أي امر جلل مثل الكوارث والنوائب ينبغي ان تضع المعارضة يدها مع الحكومة , لا مع العدو . لكن للاسف بعض احزابنا السياسية استخدمت مطية للاعداء وعلى راسها الحركة الشعبية لتحرير السودان من العرب .

  3. نتمنى ان يصل الوعي إلى تلك المرحلة وأن ترتفع حساسية المجتمع الطوعي ويبدأ الشعور بقضايا السودان الحقيقية .العمق وليس هذه القشور

  4. فلندع نفير وتعليم بلا حدود وشارع الحوادث تكبر وتكبر ولا نستعدي عليها السلطة علها تخجل من قصورها ترجع الى الصواب في خدمة المواطن.. وان استجابت السلطة او لم تستجب فالمواطن في غاليه الاعم بات يعرف ان السلطة هذه كالدواء منتهي الصلاحية الذي اصبح داء وسيقوم بلا تحريض من المبادرات تلك وبلا تنسيق معها باتخاذ موقف من السلطة اما عدم مناصرة في الانتخابات او صورة شعبية عارمة او او او او او .. اما هذه المبادرات دعوها لما انشأت له سرا وعلنا الا وهو عون المغلوبين على امرهم ودعوا المواطن ياخذ درسه بنفسه .. وهذا افضل لا نريد ديوك العدة وثيران معرض الخزف ان ينقضوا على المنقذين العمليين للضعفاء دون من ولا أذى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..