الحق على المجلود .. وليس من يجلده !

الفقر ابتلاء والحرب إبتلاء..والموت جوعاً ابتلاء كذلك وحتى تقسيم الوطن ذاته فهو محض ابتلاء ، مثل تقاسم ثرواته على الذين إبتلاهم الله بحكمنا وهم راغبون عن ذلك لورعهم عن ثقل المسئؤلية ، وزهدهم في السلطة مثل عدم الإختشى ..أما المطر فهو رحمة من الله في نظر أهل الإنقاذ حينما يريدون لنا ذلك وإبتلاء في نظرهم حينما يقصرون في إتخاذ أبسط التحوطات له .. فلا بأس ان نرضى طالما أنهم يسخرون أكف مسئؤليهم خلف علمائهم لترتفع الى السماء الماطرة بغزارة وهم يدعون لنا بكل خشوع من تحت بيوتهم الخرسانية المحصّنة عن السقوط أو حتى التسريب ..بقولهم ..
( حوالينا ولا علينا يا رب العالمين )
فماذا سيفعل المساكين أكثر من ذلك جزاهم الله عنا خير الجزاء أمام هذا الإبتلاء الذي أضيف الى كل الإبتلاءات التي سكتنا عليها ربع قرن من الرضاء بقدر الله وقدره بما فيها الإبتلاء الأكبر وهو كارثة الإنقاذ نفسها !
رئيس البلاد كثر الله من أمثاله وحينما عادت طائرته..
( الدقندي )
مكسوفة الكابينة ومكسورة الجناح بعد أن منعها السعوديون من دخول أجوائهم مثلما يحرم على الركشات عبور الكباري عندنا .. لم يحتمل أن يضيع ما تبقى من بترولها سدىً او يخسر المليوني دولار قيمة إيجارها دون طائل، فتكرم بجوله هوائية من على متنها ليستمتع بمنظر الغرق من الجو.. والناس تنظر اليه من تحت ، وهم يتغنون له ..
(ياسليم الذوق لو تعرف الشوق ..أبقي أنزل يوم من علاك الفوق..)!
ألم يقل الرئيس لمذيعة الجزيرة ، حينما سألته عن قسوة تعذيب الفتاة المجلودة أمام سياط جالديها ، بأن الحق عليها لأنها لم تركز جيداً للبطان !
إذن ماذا سيقول لشعبه الذي عوده على الركوز طويلاً أمام الإبتلاءات.. وهو في صمتٍ مطبق تقبلاً لها ، ولم تخرج مسيرة ولو من مائة مواطن على خلفية كارثة السيول بالأمس ، لتقول له شبعنا ابتلاءات ، نريد التحلية أن تكون ذهابك أنت ومن معك ، وأتركونا لنواجه ابتلاءات الله لنا بصبر وإيمانٍ عرفناه منذ الأزل وليس ما تصدرون به فرماناتكم وآخرها دعوة ..الصحابي عبد الرحمن بن عوف الخضر الذي حلّ كل مشاكلنا بنظرية .. التسلّح بذلك الفتح المبين من تجليات عبقريته وقد تملكت الإنقاذ كل حقوقه الأدبية وسجلت براءة إختراعه رسميا ًمنذ بزوغ غرابها تغوطاً على رؤوسنا !
بالأمس في المغرب الشقيق ، أخطأت إدارة السجون بإدراج أحد مغتصبي الأطفال المغاربة ضمن كشف بالعفو عن مساجين إسبان بمناسبة زيارة العاهل الإسباني .. فقام الشارع هناك ولم يقعد حتى تراجع الملك محمد السادس شخصياً وطلب من أسبانيا إعادة الرجل المحكوم بثلاثين سنة ليكمل حبسه المتبقي وهو سبعة وعشرون عاماً فقط لاغير !
ثم أقال مدير مصلحة السجون فوراً!
فهل بعد كل ذلك سينتفض شعبنا ليخرج من سجن الإبتلاءات طويل العنبر ويطلق سراحه بنفسه ، أم أنه سيرضى بها الى ما لا نهاية .. لأنه تشبع بإيمان الإنقاذ الفريد..وأول سطور أدبياته .. هو صبر المجلود على الذي يلهب ظهره بالسياط من قبيل الركوز الذي هو من شيم الرجال عندنا والنساء على حدٍ سواء .
وأبشروا بالخير القادم !

محمد عبد الله برقاوي..
bargawibargawi@yahoo.

تعليق واحد

  1. اليوم فى صلاة العيد قال الإمام إنه إتصل بصديق له ممن جرفت السيول منزله بالكامل ، ليواسيه فى مصابه فكان أن قال له صديقه – حسب رواية الإمام – إن بيتى قد خر لله ساجدا لنعمة الامطار التى أنعم الله بها على عباده.
    ماذا تقول فى ذلك؟

  2. ابسط حاجة كان ممكن تتعمل من قبل حكومتنا الرشيدة انها تتنازل عن كل الرسوم والضرائب والجمارك المفروضة على سلعة الاسمنت . ليتمكن الغلابة من بناء مأوى لا نقول بالخرصانة المسلحة ولكن علي الاقل عليه طبقة من البياض بالاسمنت تحول دون ( موصانه )وتلاشيه في شوية مطيرة .
    تخيلو ان اكثر من ثلاثة ارباع سعر كيس الاسمن هو جمارك وررسوم وضرايب .
    علمت من احد المهندسين بأحدي مصانع الاسمنت ان تكلفة انتاج كيس الاسمن حتى يخرج الى السوق هي فقط عشرة جنيهات وان كل الباقي هي رسوم وجمارك وضرائب؟
    يا ولاة امرنا هل سلعة الاسمنت ليست من ضروريات الحياة؟ مثلها مثل شاشات الLCD والسيارات الرياضية , وسيارات الدفع الرباعي , وطيور الزينة والذهور المستوردة؟
    هل يعتبرالبناء بالاسمنت رفاهية؟
    هل يعقل ونحن في القرن الواحد وعشرين وما زال الناس في عاصمة البلاد يبنون بالطين اللبن ويعرشون بالجريد والبروش كما كان قبل عشرة آلاف سنة؟
    بالله عليكم يا من ولاكم الله امرنا
    لا نسألكم دعم سلعة الاسمن ولكن فقط ارفعوا يدكم عنها واستغنوا عن الضرائب والجمارك والرسوم.
    فقط لعشر سنوات وسترون التحول الذي سطرأ على العمران في البلاد.

  3. يا برقاوي عيدك سعيد
    وبما انك تحاول وتحاول وتعاود الكرة المرة تلو المرة عسي الله ان يهديهم الصراط المستقيم
    فانا عندي راي تاني الا وهو
    لو ان هؤلاء القوم نزل اليهم امر من الخالق ( وهذا لن يحدث طبعا لان نبينا محمد هو اخر الانبيا والرسل) ولكن حتي لو نزل عليهم امر من الخالق في اي صورة من الصور بانكم يا اهل الانقاذ اذا لم تستقيلوا وتتركوا هذا الشعب التعسي لمن يخافني ويعدل في امر هذا الشعب ويبذل من الجهد ما يجازي عليه في حمل الامانة التي ابت السماوات والارض والجبال ان يحملنها والا لخسفت بكم وبه الارض لانه رضي بالاهانة والذل الذي مارستموه تجاهه 24 عاما لما استقالوا
    في امتر من كدا

  4. مقال شجاع وجرئ ورب الكعبة من إنسان جسور وشفيف في آن واحد ولا يعرف الدهنسة والدغمسة ولا يعجبه الحال المائل،لك ألف تحية أستاذنا الجليل برقاوي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..