التعليم فى السودان ومألات الانهيار

ان نلامس فى هذه الزاوية مسألة التعليم كمكون اساسى للمجتمع ، فالواقع يحتم على ان اتعامل مع الحقائق بشئ من الشفافية لايصال المعلومة الصحيحة دون خوف او وجل و لاننا قضينا سنوتنا الاولى فى تعلم النطق تقضى الانظمة الحاكمة بقية عمرنا فى تعليمنا الصمت ، وهى التى تتسبب فى نكبتنا الثقافية والفكرية بمنهجيتها المغلوطه .
التعليم فى السودان فى عشر سنوات ماضية عان الامرين مر التخبط وذلك بالتجارب التى يقوم به القائمين على امر التعليم ومر اخرى بسبب منحنى الانحدار التى اتخذته بسوء تقدير لاهمية الثورة الفكرية التى كانت ستجعل من السودان دولة ذات تصنيف متقدم ولكنا الان داخل دائرة الترتيب الاقتصادى الذى حتى الان خارجه وسنظل خارجه لطالما اننا ننتهج منهجية القضاء والقدر فى مسألة التعليم هذا ، وعلى اسوء تقدير كان يمكن ان نقضى على الامية المستشرية …
اذا ما القينا نظره على سلم التعليم فى السودان الذى ضاع وسط زحمة الاهتمامات الاخرى نجد ان التعليم ماقبل المدرسى الى التعليم العالى والبحث العلمى انه لا منهجية للدولة فى رسم ملامح جديدة من خلال ثورة تعليمية بوضع استراتيجية زمنية اى بوضع سقف زمنى لذلك مثل خطة عشرية تعلمية لازالة الامية اوتخريج كادر اهل او خطة لانتاج بحث علمى ووضع منهج تتماشى وثورة الحداثه فى العالم الذى اخذ يتقدم بسرعة مخيفة بالعلم ، اذا ما اخذنا مثال لدولة سنغفورة بعد وضع خطة ممنهجة للتعليم فى فترة زمنية نتج لها ذلك وضع استراتيجية اقتصادية محكمة لتصبح الان من اكبر المنافسين اقتصادياً فى العالم بينما نكتفى نحن بموقف المتفرجين …
ان التعليم فى السودان اصبح المشكل الذى يؤرق كل الشارع السودانى فمع وجود التعليم الخاص ومدارس يدفع فيها بالدولار الا ان المشكل مايزال والنتيجة التعليم يقبع مكانه وكذلك الشارع تطور الى الاسفل فقط ليس لقلت ماينفق على التعليم فى السودان ولكن بفعل التجارب التى تجرى على ابنائنا كل سته اشهر بتغير منهج جديد حتى اصبحت ساحة التعليم فى السودان حقل للتجارب غير المدروسة ، بالاضافة الى عدم مراعاة المراحل البنيوية العمرية فى المدرسة و ذلك بدراسة طفل فى الصف الثالث الابتدائى مع اخر فى الصف الثامن وهو فى طور المراهقة وعدم مراعاة الاحتياجات المختلفة للطلاب والتلاميذ فى هذه المراحل بالغاء المرحلة الوسطى ، نجد الاشكال يبلغ اقصى مراحل تجلياته فى ذلك المنهج الذى يدرس العالم يدرس الان العلوم التى تساهم فى بناء التلاميذ فكرياً ليساهموا لاحقاً فى اضافة بحث علمى محترم يساهم فى تغير الواقع الى الافضل بينما ندرس نحن ابنائنا حتى الان تواريخ علوم فقط فى متى تم اكتشاف المصباح الكهربى وغيره ، بالاضافة الى عدم مراعاة فارق الامكانيات بين الولايات فى السودان عند وضع المنهج كأن توضع مادة للحاسوب على اعتبار ان معظم الطلاب كل فى الخرطوم يملكون اجهزة للحاسوب بينما هناك مدينة بها مدرسة ثانوية وسكنها لم يروا الكهرباء بعد ناهيك عن وجود حواسيب فى مقهى حتى …
ان التنافس العلمى فى السودان اضحى معدوما نظراً لما تقدم من اسباب ، اذا ما نظرنا الى المبالغ الطائلة التى تدفع فى التعليم الابتدائى فى السودان مقابل النتائج نجدها مخجلة حقاً ، ففى السودان نجد المبالغ مرتفعة جداً والعكس تماماً لما يدفع فى التعليم فى اسرائيل مثلاً منخفضة جداً فى التعليم الابتدائى والنتيجة افضل من السودان اما فى مجال البحث العلمى نجد ما يدفع فى اسرائيل بنسبة 4% على عكس ما يدفع فى البحث العلمى فى الدول العربية بأكملها ربع من واحد فى المية اذا ما اعتبرنا السودان دولة عربية لذا كنتيجة طبيعية لذلك فأن براءة الاختراع عند العرب بما فيهم السودان 104 براءة اختراع من 2007 بينما اسرائيل لوحدها اكثر من الف براءة اختراع ، بالمناسبة المقارنة هنا مع اسرائيل من حيث الانجاز الذى يقدم فى مجال التعليم فقط ليس من باب الاعجاب بها او التعامل مع المثال من منطلق صهنويتها او غير ذلك هذا للمتطرفين فكرياً .
ان التعليم بحاجه الى خبراء تعليم وتربوين على دراية كاملة بحاجة التعليم فى السودان ليضعوا الاصلاحات بمكامن الخلل اكثر من احتياجه للمال لوضع مقرر يتوافق مع مراحل التعليم المختلفة مع زيادة الانفاق على البحث العلمى واعادة النظر فى فلسفة تعريب التعليم العالى ومع كل ذلك وضع منهجية تعليمية ذات استراتيجية ببعد زمنى لسد ثغرات او الفراغ الذى خلفه نظام التعليم الفاشل فى السنوات الماضية الذى جاءت مع النظام الحاكم .
ولطالما ان نظام التعليم فاشل فأنه لا نتيجة ترتجى من كادر درس وتخرج فى تلك الحقبة ، ومع كل ما ذكر ان المسؤولية فى فشل نظام التعليم فى السودان لن تكون تضامنية اى يتحملها الشعب والنظام بل يتحملها النظام فقط لانه من يعمل على تخطيط منهجية التعليم ووضع الاستراتيجية التى وضح انعدامها تماماً من خلال التخبط المستمر …لاعادة صياغة واقع افضل علينا بثورة فكرية … وما كل قارئ متعلم .
ولكم حبى
احمد محمد ادريس محمود
انهيار التعليم والثقافة في السودان هذا هو أساس البلاء في السودان وبامتنان عظيم لكاتب المقال وتأييدا لكلامه فاننا نري ان مفردات التعليم والتنوير والتثقيف حتي فترة ماقبل النميري نجد ان هذه المكونات كانت عالية وبارقة في السماء بدون اي وسائط اخري لاتلفزيون ولا صحف بعديدها ومحتوياتها حتي نجد ان التعليم وان كان مختصرا في حجمه وانواعه الا انه كان مكثفا في توجيهه وتركيزه علي المنطلقات الداعمة الي ترسيخ الأطار المكون لعقلية الفرد وموجهة له في انطلاقه نحو الأطلاع والتفكير ولا ننسي المكتبات العامة التي كانت قبل النميري والتي تتبع مجالس بلديات المدن والتجمعات العمرانية في الوطن فكنا ندرس جغراقية الوطن في المدارس حتي بأهازيج رائعة قي القولد التقيت بالصديق حيث تكونت لدينا وترسخت معاني الوطن والوطنية كيان ملموس يري ويسمع ويشم وطن حي وانظروا الي تعليم اللغات في ذلك الزمان عندما كان يطلق علي السوداني لقب الأنجليزي الأسود ومن طه القرشي ومان آند ذا بان تخرجت اجيال لا زالت هي حتي الآن العقول المتعلمة الواعية والمثقفة قي السودان وماعداه زبد وسراب ولكن السياسة والسلطة والتسلط علي الناس قرض علي الشعب اسلوب حياة وتعليم ومناهج وطرق وتوجهات اضاعت كل شيئ اولها الضمير والوطنية والألتزام والنتيجة جهل مطبق وحاملي اقلام ومدعي ثقافة ومنافقي فرص وظروف ومواقف دمروا البلد واحالوا الكيان الي ركام لعنهم الله تعالي القلم لا يزيل بلم وقد صدقت استاذي الكريم ما كل قارئ بمتعلم شاكرا لك وليتهم يحسون ويشعرون مثلك ولكن لاحياة لمن تنادي
من وراء ذلك كله انهم من يخططون خلف الكواليس انهم المنافقون الجدد المندسون من بيننا من العلمانيين والماسونييين وعملاء تحطيم القيم ونشر الرزبلة في المجتمع السوداني. انها في الواقع حملة منظمة تعمل بالسر وتمرر اجندتها بشتي السبل مستهدفة تغيير نمط الشارع حيث يبدو اكثر خلاعة، تدمير مؤسسات الاقتصاد بالبلاد تدمير التعليم وتلقين العامل والموظف باكل المال العام او التستر عليه ووو الي اخره
كما يرجي مراجعة هذا الرابط:http://marsad-news.net/index.php/reports.html