مقالات سياسية

قصتان قصيرتان..!

“1”
(شهادة تحرّش)..!
* كان يلمحها من طرف الشباك.. يعصر على عيونه لعل طاقة النظر تستدرك رغبته في تفاصيل طمستها المسافة.. تعوي في داخله الشهوة كلما انزوى الرِّدف وراء الستارة.. يطول الزمن على وقوفه حتى تخور مناعته، فيتهاوى فوق فراشه قلقاً.. يرتفع زئبق اليأس قليلاً.. فتنخفض بهجة الروح بالجسد..!
* ذات يومٍ طرقت الفتاة (الملفوفة)الباب.. فتح.. ولم يصدّق.. هو ذات الفستان الذي يكمشه والهواء ويفرّه.. ألجمته المفاجأة.. فانصبّت على رأسه الدوائر.. سألته إن كان من الممكن خدمة… أجاب بلا تردد: نعم.
قالت: إذن رافقني..!
حين أدخلته لتلك الحجرة (النظيفة) هاله أنين صادر من أحد الأركان.. وبتماسك غريب طلبت منه نجدتها لحمل جسدٍ مطعون استعصى عليها أن تبلغ عنه..! برهة.. وصرخ: أبوووي…!
“2”
(طفل الخوف)..!
* منذ ربع قرن إمتدت يدي لشيء.. ليس هو بالكبير في عرف تلك الأيام.. فثمة حقل لرجلٍ غريب قطعتُ خلسة من سيقانه المستوية… كانت باسقات (العنكوليب) مغرية للشفاه الظامئة… في المساء فتل الرجل حبلاً غليظاً ولفّه حول عنقي… طلب مني أن أتوب واستغفر.. فلم أفعل…! لقد صحوت مذعوراً قبل أن يكمل وعيده..! في صحو اليوم التالي ــ ومع الصباح البليل ــ امتدت يدي لحبل البقرة الوحيدة التي ماتت في جفاف 1984.. حملتهُ وتوجهت لمنزل الرجل الذي جاءني في الحلم؛ طلبت منه أن يربطني ويجلدني أو (يعفو لي) فاغرورقت عيناه..!!
* بالأمس إشتريت حبلاً متيناً من (سوق الإنقاذ) ولففته حول بطني قبل أن أصنع منه مشنقة وأعلقها على زاوية حديدية.. فقد راودتني بشدة فكرة تعليق (طفل الخو ف الأخير)..!!!
خروج:
* لا حاجة لنا بأطفال الخوف.. فلا تحسنوا تربيتهم..!!!‏
ـــــــــــــــــ
الأهرام اليوم.

تعليق واحد

  1. شبونه،افتش في مقالك ده من امس، وقد جاء بغير ما اطمح، كل سنه وانت طيب، وربنا يبعد عنك الكوابيس.

  2. آسف اذا كان تعليقي غير لائق،فانا من المتابعين للاستاذ شبونه، ويكفي انه يعبر عنا بفكره وقلمه،ويتحمل ما يتحمل نتيجه لذلك..شكرا لك…ودمت لنا..

  3. شكرا ايها المتالق دوما (كنجم) فى ليل الصحافة (الكئيب) شكرا ايها النبيل المتفانى فى (النبش) حتى النخاع.. ولانك (نقى) لا تنفذ اليك (نظرات) عميان البصيرة (ليشوفوك) .
    مررت هنا واردت ان ارد لك بعض الجميل (بالتحية)
    شكرا (تانى) ايها الرائع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..