يا أهل الانقاذ: افهموا بقى اصول اللعبة

بسم الله الرحمن الرحيم
يتحدث الشارع السوداني حاليا، نتيجة متابعته للأحداث وبعمق، عن أن ناس الانقاذ( المؤتمر الوطني) الآن في ورطة كبيرة جدا وحيرة من أمرهم، ويحاولون وبعد مرور ربع قرن من الزمان أن يراجعوا أنفسهم وسياساتهم وأفكارهم وممارساتهم وخططتهم (طبعا للسن أحكام)، وكل ما قاموا به طوال هذه السنوات من الحكم والمكابرة والاستبداد بالرأي والانفراد بالسلطة وكل شئ آخر. سمعت منهم شخصيا أنهم غير راضون عن (نتيجة) حكمهم للبلاد طوال هذه السنين وعن أنفسهم، وأنهم ارتكبوا أخطاء شنيعة في حق الوطن والمواطن.
من الواضح جدا لكل المراقبين من (خارج حلقة المؤتمر الوطني) أن الأخير أصبحت به ثلاث اتجاهات/ فصائل مختلفة (كما فعلوا بالأحزاب الأخرى). لكل منها وجهة نظر في التنظيم والنظام والسياسات والاجراءات، ونظريات ومستجدات تختلف عن الأخريات. هل يقود ذلك الى محاسبة النفس (كأفراد وكحزب حاكم) ومحاسبة الآخرين من داخل الحزب؟ أم يقود الى أشياء أخرى يصعب التكهن بها؟ فهذا متروك للجهات الثلاث وللزمن وارادة القاهر فوق عباده مالك الملك!!!!
كيف يفسر من هم داخل دائرة المؤتمر الوطني، ومن هم خارج هذه الدائرة الاجتماعات المطولة لقيادات الحزب بالدكتور الترابي والدكتور غازي صلاح الدين والفريق صلاح قوش وقائد السائحون ود ابراهيم والاجتماعات المكثفة مع قيادات حزب الأمة، والاجتماع المزمع عقده مع مولانا السيد/ محمد عثمان الميرغني، وما يرشح عن امكانية عودة الدكتور علي الحاج وتوليه منصب رفيع بالحكومة القادمة (عفى الله عما سلف!! وخلوها مستورة)، والحكومة القادمة نفسها (محاصصة أم قومية أم انتقالية)، واحلال قيادات جديدة من شباب المؤتمر الوطني والصف الثالث، وابعاد بعض كبار السن بالحزب، وما يحدث حاليا بدارفور من مشاكل عويصة ومهازل (كبر وجاليكوما وكاشا وموسى هلال والجنجويد الذين أطلوا مرة أخرى وبقوة)، والموقف الحرج للأحزاب الاسلامية بكل الدول، وما حدث مؤخرا بمنع طائرة الرئيس من دخول الأجواء السعودية في طريقها الى ايران، ثم اعتكاف الرئيس للخروج بمبادرة لانقاذ ما يمكن انقاذه!!! كل هذه الأحداث والموضوعات يتناولها الشارع السوداني في كل مجالسه من بيوت أفراح ومآتم وافطارات رمضانية وبالمكاتب والمنازل..الخ (رمضان بقي/ بأه وكل سنة وانتم طيبون).
الشارع السوداني ايضا (ينظر بعمق ويحلل) ما يدور في مصر وسوريا وتونس واليمن وقطر وموقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويحاول أن يربط بين كل هذه الأشياء والأحداث، كما أن عينه على ما قام به وزير الدفاع المصري وجيشه. وهل هو انقلاب أم انحياز للثورة الشبابية؟ كما يقوم أيضا بمقارنة (الجيش المصري) كأحد أقوى جيوش المنطقة، وموقف (الجيش السوداني) الذي أنهكته الحروب التي أدخلته فيها سياسات المؤتمر الوطني غير المفهومة وغير المبررة للشعب وللجيش أيضا!! فهل نحن في طريقنا الى أن نتصومل؟ وان حدث هذا، فستكون هذه نهاية أعرق دولة وحضارة انسانية في العالم كان اسمها السودان. أم سيحدث لنا ما يحدث الآن في سوريا؟ فان حدث فلن تقوم لنا قائمة بعدها، وقد (نصبح مطمعا) لكل من هب ودب نظرا للتشظي المتوقع. الاحتمال الثالث أن يكون حال بلادنا كما هو الحال الآن في مصر(فوضي غير خلاقة)، مع العلم بأن الجيش المصري هو الحارس الأمين للدولة المصرية، ولن يسمح باستمرارية هذه الفوضى وضياع مصر (حاليا هو يمد حبال الصبر فقط، لكن على رأي الست “للصبر حدود”)).
عليه نقول أن (اللعبة غير واضحة) للشعب المغيب والتائه والمكتوف الأيدي والغرقان في مطالب الحياة اليومية بفعل فاعل منذ ربع قرن من الزمان.
ما يدور في أذهان الفصائل الثلاثة للمؤتمر الوطني أيضا غير واضح بالنسبة للشعب الفضل ولمنسوبي الحزب الحاكم وقياداته أيضا، مع غموض الأهداف لكل فصيل (والله يستر منهم كلهم!!)، والى أي فصيل ستميل كفة السلطة داخل الحزب، هذا ما ينتظر الجميع نتيجته. هل ستتغلب العقلانية أم ستتغلب السلطوية والمكابرة والخوف من المصيرالمظلم وما يحمله المستقبل غير المضمون؟؟!!
(أصول اللعبة) تتطلب تحليل ودراسة متأنية من من يحكمون هذا البلد بالفعل، واضعين نصب أعينهم الوطن أولا، والمواطن المسحوق ثانيا، على أن يتناسوا أنفسهم ولو لبرهة قليلة، ويكفيهم تفكيرا في أنفسهم طوال ربع قرن من الزمان.
سمعنا وقرأنا وعلى لسان النائب الأول للرئيس أن السيد رئيس الجمهورية ( رئيس المؤتمر الوطني، والقائد الأعلى للجيش)، في حالة اعتكاف للخروج (بمبادرة) تنقذ البلاد من الضياع. أصول اللعبة يا سيدي الرئيس كما أفهمها أنا المواطن البسيط (المتألم جدا) تتطلب اشياء كثيرة جدا أرجو أن تضعها في الاعتبار وهي:
أولا: الاعتراف بكل أخطاء الانقاذ، والاعتذار للشعب السوداني (ان قبل الاعتذار أو لم يقبله) الذي تحمل كل هذه الأخطاء، آملا أن يجد الحل الناجع والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم في نهاية النفق المظلم الذي أدخلته فيه السياسات الخاطئة للمؤتمر الوطني طوال فترة حكم الانقاذ. أرجو أن لا تحدثونا عن الانجازات، فنحن لم نحس بها مهما كانت الأرقام!! نحن كشعب نعتبر أنفسنا أتعس شعوب العالم أجمع (دون مبررات منطقية).
ثانيا: المصالحة الوطنية، على أن يقوم بها السيد الرئيس شخصيا و بالدعوة لمؤتمر يجمع فيه قيادات الأحزاب ، وقيادات الادارة الأهلية وشيوخ القبائل و وشيوخ الطرق الصوفية وقيادات المجتمع المدني والمفكرين والقانونيين، (يستمر) النقاش فيه لأطول فترة ممكنة للوصول الى (الحد الأدنى) من الاتفاق عن كيفية حكم السودان والمحافظة على وحدة ترابه واعادة الكرامة لشعبه الصابر الممكون، على أن يترك السيد الرئيس (امر التنظيم و الاعداد) للمؤتمر هذا لجهات محايدة وأقترح أن يكونوا من أساتذة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والجامعات الأخرى مع توفير الامكانيات والبيئة اللازمة لانجاحة.
ثالثا: تكوين لجنة قومية فنية (أكاديمية و مهنية) لوضع مسودة دستور دائم للبلاد، على أن تقوم بعرضه على لجنة أكبر بعد الانتهاء منها على الأحزاب وقيادات المجتمع المدني، ثم الاستفتاء عليه شعبيا على مستوى الشعب مع ابتعاد البرلمان الحالي عن ذلك الأمر.
رابعا: تكوين (حكومة قومية مؤقتة) يرأسها الرئيس الحالي مع ضرورة وجود رئيس وزراء تكنوقراط من خارج كل الأحزاب، الهدف منها اعادة اصلاح الخدمة المدنية والمصالحة الوطنية وتوزيع السلطة والثروة بطريقة عادلة والقضاء على التهميش، والاستفتاء على الدستور والاعداد لانتخابات نيابية حرة ونزيهة، والقضاء على الفساد، واعادة تأهيل الجيش السوداني حتى يستطيع حماية الدولة والدستور.
خامسا: المشكلة المستعصية الحالية هي البرلمانات المركزية والولائية. لا بد من حلها أثناء الفترة الانتقالية، وتعيين نواب مؤقتين بالتمثيل النسبي للولايات، (أو) اضافة عدد مواز للموجودين الآن والذين يمثلون المؤتمر الوطني فقط حتى تكون هنالك معارضة تستطيع أن تحكم تفلتات الجهاز التنفيذي بطريقة سليمة ومقبولة حتى قيام الانتخابات النيابية النزيهة المرتقبة.
سادسا: تخفيض حجم الحكومة على أن لا يزيد عدد الوزراء (التكنوقراط) عن 15 وزير والغاء وظيفة وزراء الدولة ووزراء الولايات (يسيرها والي ومدراء الوزرات الولائية)ن وتخفيض المخصصات بنسبة 50%.
سابعا: بالنسبة لدارفور الكبرى لابد من بناء القرى النموذجية وبمعاونة الدول العربية والدول الصديقة والأمم المتحدة (كل دولة تقوم ببناء قرية نموذجية) ، وتكثيف وجود الشرطة والجيش والأمن، واعادة الادارة الأهلية المنتخبة، وتشجيع الاستثمارات الزراعية بهدف تأمين المواطنين بالأمن واطعامهم من جوع، اضافة الى أحساسهم بوجود الدولة التي غابت عنهم طوال ربع القرن.
ثامنا: العلم يا سيادة الرئيس هو أساس تقدم الأمم. الجامعات الحالية لا ترقى الى مستوى الجامعات بأى معيار من المغايير والأسباب كثيرة جدا جدا. كذلك الهيئات البحثية التي تزخر بالباحثين ذوي المقدرات الضخمة مع غياب الامكانيات العملية والابداعية. فلنبدأ الثورة العلمية بمبادرتكم المنتظرة هذه.
تاسعا وأخيرا: ماذا أنتم فاعلون بخصوص التربية الوطنية وحب الوطن والايمان الحقيقي بالله. ما يحدث الآن لا ينم الا عن عدم الاكثراث على كل المستويات بالوطن وما سيجري له وما هو عليه الآن. أما عن التدين، فهو قشرة و(منظرة) ومتاجرة ووجاهة ونفاق. يجب أن نغير ما بأنفسنا حتى يرضى عنا سبحانه وتعالى ويفاخر بنا صلى الله عليه وسلم يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى.
سيدي الرئيس، أردت أن اضعك في الصورة التي قد تكون غيبت عنها بواسطة من تعرفهم من الذين يدورون في فلككم. نحن كشعب نأمل الكثير ونستحق الكثير حيث أننا نملك كل شئ وفي نفس الوقت نفتقد لكل شئ!!! أللهم نسألك اللطف (آمين).
أحداث وتعليقات.
? على من تسببوا في فساد (بذور القمح) بالمخازن والتي كان من المفترض أن تزرع بعد شهرين من الآن أن يدفعوا قيمتها من جيوبهم (كعقوبة) وأن يقوموا باستيراد البديل وبسرعة جدا ومن (جيوبهم أيضا) وتحت اشراف ادارة البذور والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ، وقسم الحجر الزراعي بوقاية النباتات المركزية، مع عدم تدخل مديرها العام الذي لم يهتم للأمر ويركز على الجراد القادم من اسرائيل!!
? بمناسبة مديرها العام، يا سيادة الوزير حان الوقت لحل المجلس الحالي للمبيدات ومنتجات مكافحة الآفات مع تغيير تركيبته بحيث تغلب على التركيبة المتخصصين في كل (مجالات المبيدات والآفات) أسوة بالمجالس المتخصصة الأخرى كالصيدلة والسموم والمجلس الهندسي والمجلس الطبي والمجلس الزراعي..الخ. سنفرد حلقة خاصة عن هذا المجلس.
? رغما عن ضعف خريف هذا العام، وغياب الأمطار طوال شهر يولية، فقد حصلت كل الولايات والمحليات على (درجة الرسوب) عند هطول الأمطار في أعسطس!!
? السيد والي الجزيرة نرجو الاهتمام بالطرق داخل المدينة حيث أصبحت الحفر بالطرق المسفلتة من أهم أسباب الحوادث واعطاب السيارات!!
بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة
1/8/2013م
الله يسألك انت مصدق في زول عاقل في الحكومة دي بيسمع كلامك ده
سمكرة في عربية شاسيها مشقوق
مكياج بعد 25 سنة زواج
المحاسبة قبل الاعتراف و الاعتذار …
المواطنة قبل المصالحة الوطنية…