الخفاء و رائعة النهار :- بين حضور المؤلف و عزله

(الخفاء و رائعة النهار) :-
بين حضور المؤلف و عزله
( 1 )
البدايات الأولى
كانت الأحاجي
إبتداءً
لم تكن أحاجي الحبوبات
لجلب الكرى فقط
و ليست للإستمتاع بمتابعة
الأحداث المشوقة ؛؛؛؛؛
بل لطرح التساؤلات لاحقاً
أيهما أكثر غرابة
الواقع أم الخيال !؟!؟…
لماذا السارد هي الحبوبة
و ليس الجد !!؟…
ألان “شهر زاد” من أكتشف
سحر السرد !!؟!!…
و إستخدمته في تطويع عنجهية الرجل و سطوته ؛؛؛؛
لعل القراءة ضربة الفرشاة الأولى
في الحفر عميقاً ….
للوصول الى مياه الإبداع الجوفية
هل كان الإنتقال من المسموع الى المقروء عسيراً !؟!؟…
ربما التدرج وئيداً
خطوة ثم خطوة أخرى
هو الأجدى
من مجلتي (الصبيان و سمير)
و لاحقاً معاقرة الورق المطبوع
و العب عباً من رحيق مجلتي
(صباح الخير و روز اليوسف)
و عبر بوابتيهما المشرعتين
دلفتُ الى عالم الكتب
ذلك العالم الساحر
المركب
السهل
العصي
الميسور
الممتنع
الذي ليس له بداية
و لا نهاية !؟!؟…
تنبسط أمامك عتباته
تملأ رئتيك من هواء نوافذه الرخو
تُفتح أمامك الأفاق الرحيبة
تتسع مداركك
تسقط أستار العتمة
تتبين معالم طريقك
يمشي بخطى ثابتة
صوب مفاتن عالم الكتب
تاريخ الفنون الإنسانية
و معارج المعارف و كشوفاتها
أليس هذا بديلاً إيجابياً
لمرحلة العمر الرطيب !!؟…
* * *
تتعدد مراحل الإنتقال
من طفولة الى صبا
الى مرحلة الوعي
و إدراك تفاصيل
ما يدور حوله
الإجتماعي
الثقافي
السياسي
دلالات هذه المفردات
حفرتُ عميقاً
في الوجدان ؛؛؛؛؛
كنتُ قارئاً نهماً
إنفتح على عالم الأدب المترجم
لا يفلت من بين دائرة بصري كتاباً
قرأت معظم أعلام الأدب الإنساني
إستهواني الأدب الروسي
نهل من معينه
حتى إرتويتُ
و لاحقاً جلس
تحت أيكة أدب أمريكا اللاتينية
* * *
لم يمض طويل وقت
حتى إقترنتْ القراءة بالكتابة
يبدو أن الإنطواء و الكتابة قرينان
حاديهما التأمل
بدأ يقارب الكتابة
في وقت مبكر
معزولاً
و حيداً
أطيل التفكير
إجترحتُ الرسم بالكلمات
من خلال تدوين الأحداث اليومية
التي تدور الحياة حولها
المألوف و العادي
من الأشياء و الناس
ثم تطور فعل الكتابة
فخرج بها عبر دفتي كراسة المذكرات
الى النشر في الصحف و المجلات المحلية ….
كنتُ ما أنشره عبارة
عن خاطرة
عن تعليق
عن فكرة
ثم أخذ يجرب
بحثاً عن ذاته
كتبتُ الشعر
نسج من خيوط أحلامه
جنساً هجيناً
لم أجد صدى
عاد على أعقابه
بدأتُ بالشكل الأُرسطي
طفق يرصد حركة
كتاب القصة القصيرة
أردتُ أن أكون أحدهم
لم يكن الأمر ميسوراً
خرج من قوقعته
إنضممتُ الى الجمعيات
ذات الصِّلة بفن السرد
لم يكن رقماً مهماً
بين رفقاء الحكي !!!؟…
إنسلختُ عن جسمهم
نشر أحد أقصوصاته
في مجلة (الصياد اللبنانية)
إنتميتُ الى تجمع (أبادماك)
تعددتْ نشاطاته
تم إختياري لتنقيح منهج اللغة العربية
إبان ترسيخ السلم التعليمي
إنضم الى نقابة المعلمين
جالستُ “التجاني كدودة”
عشق حوار “بدرية بشرى”
إتسعتْ دائرة معارفي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “A portrait of the artist as a young man”
    جيمس جويس حدثنا عن بداياته نثرا في روايته الاولي اعلاه.
    وفي هذه القصيدة يختار فيصل مصطفي قالب الشعر ليشركنا ذكرياته وخواطره عن بداياته مع القراءة والكتابة.

    ويفعل ذلك مرة بلسان الأنا {كنتُ قارئاً نهماً}، ومرة بلسان الأنت في مناجاة داخلية {تنبسط أمامك عتباته
    تملأ رئتيك من هواء نوافذه الرخو
    تُفتح أمامك الأفاق الرحيبة
    تتسع مداركك
    تسقط أستار العتمة
    تتبين معالم طريقك}، ومرة ثالثة بلسان الغائب المفرد {إنفتح على عالم الأدب المترجم}

    وتتداخل هذه الشخوص السردية في هارمونية عبر بحر القصيدة.

    هذا اقتدار رائع في توظيف عدد من زوايا السرد في اطار قصيدة واحدة لتحكي قصة نفس الشخصية من جوانب مختلفة.

    شكرا للمبدع فيصل مصطفي. ونعشم في المذيد.

  2. سعداً لي بك أخي (سوداني)
    أن تلحقني بأحد أهم ساردي العصر
    الروائي الأعظم (جيمس جويس) و هو
    يتحدث عن بداياته الأولى نثراً بينما
    (فيصل مصطفى) يكتب عن ذات التجربة
    بالشكل الكتابي المختلف الذي يمازج
    بين الشعري و النثري ويبتدع مساراً
    مفتوناً بالهجنة !!؟…
    و لا يكتفي بذلك بل يجنح الى تداخل
    الضمائر فيتلون الخطاب بين الأنا و
    و الأنت و اللهو في إيقاع هارموني
    ألم أقل من ذي قبل أن المتلقي يشارك
    في إبداع النص !؟!؟…
    أو على الأصح الناقد (سوداني) هو
    من كشف مفاتن هذا النص
    شكراً جميلاً
    مع دوام الود و التواصل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..