فائض القيمة ( الإسلامي)

في إعلانات رمضان والعيد وما بعدهما رأيت كما رأي غيري كيف يتم توظيف الدين في الدعاية من أجل تسويق المنتجات ، وفي مرحلة سابقة كانت كلمة إسلامي تضاف للنشاط التجاري لا من أجل ذر الرماد في عيون البسطاء والمغرر بهم ، وإنما لأجل الإعفاء الضريبي والجمركي . فشهدنا الأفران الإسلامية والمدارس القرآنية والقنوات الفضائية الإسلامية والبصات الإسلامية وفي كل هذه المؤسسات كان الإحتيال والسوق الأسود سيد الموقف .
الشركة التي تبيع الكلام ، وأقصد بها شركة إتصالات دأبت علي الدعاية لواحد من عروضها باللافتات الملونة ( الغالية ) التي تقول أنا أحب رمضان ، واستهلكت الساعات الطوال في دعايات تلفزيونية ( بالشي) الفلاني علي نمط ( أنا أحب السحور وأنا أحب التراويح ) ، وما دام الشئ بالشئ يذكر فلماذا لم نسمع هذه الدعاية في أعياد الميلاد تقول ( أنا أحب الكريسماس) !!
وبينما تنفق المليارات في الدعاية ( الإسلامية ) كان يمكن إنفاق المئات لتوفير وجبات للطلاب الفقراء أو للمشردين ، لكنه الإسلام السياسي بالأسلوب الدبلوماسي .
وشركة بوهيات لا تروج لمنتجها ، إلا بلقطات للصلاة والتهجد ، أو حادث حركة يقتل أحد الخارجين لتوه من ( الجامع) ، في خطاب عاطفي للمستهلك ( المسلم) من أجل شراء البوهية ( المسلمة) .
وفي كل هذه الأحوال ، وبرغم الدعاية ? المسلمة ? فإن مدخلات هذه المنتجات ، وموادها الخام من دول ( كافرة) بحسب فكر الإسلاميين ونظرتهم للغير ، وأن الأرباح التي تجني تحول للدولار الأمريكي ( الملحد) لأن الجنيه السوداني ( المسلم) لا قيمة له .
وغير بعيد عن هذا الموضوع ، تلك الدعاية عن تلكم الداخلية الفارهة للطالبات ، بأنواع الرفاهية المختلفة ، ولا ينسي الإعلان أن يذكر المفاجأة وهي أن الرسوم فقط 450 جنيه !! وكلمة فقط هنا تعني أن المبلغ زهيد ( وببلاش) ، بينما هذه الرسوم فوق طاقة العامل أو الموظف أو المزارع ، وعليه فإن بنات هؤلاء مصيرهن البركس والداخليات الأخري البائسة التي يتكدسن بها تكدس البصل في بكاسي تمبول ، دون أن يجدن حق الفول .
ولأن التعليم ? طبقي ? في بلادنا ، فإن مثل هذه الداخليات مصممة لبنات الأثرياء اللائي يجب ألا يختلطن ببنات العامة ، وللمعلومية فإن ساكنات الداخليات ( خمس نجوم ) أيضاً يدخلن كليات الهندسة والطب بنسب متدنية عن طريق القبول الخاص ، بينما تحظر علي بنات الفقراء وأولادهم متي ما نقصوا ( ربع) درجة عن النسبة المحددة ، وهؤلاء أيضاً ( أولاد الفقراء) يحرمون من الدراسة متي ما عجز ذويهم عن تسديد رسوم التسجيل ، ثم إن تخرجوا يحظر عليهم التوظيف لأنهم معارضة.
والساقية لسة مدورة ، والحال دا كدة ما ( بمش) كما تردد الأغنية .
الميدان
مع ملاحظة ان90%أو تزيد من نسبة المقبولين للمدارس النموزجية(الرافد الوحيد لكليات الطب والهندسة) خريجيي المدارس الخاصة ومعلوم رواد المدارس الخاصة يعني بالفصيح تاني مافي خريج مدرسة أساس حكومية حايدخل جامعة حكومية وجامعة الخرطوم الكانت مقفولة لأولاد الغبش من الولايات راحت عليهم وياحليل الشباب الكانوا بناهضوا شهادة لندن ومجانية السكن والأعاشة وجيل مطلع التسعينات في جامعة الخرطوم كان شاهد وجماعات الجهل النشط كانت بتدعم في الحكومة على حساب أهاهم الكادحين.