يا وجعي

٭ النزاع المسلح بين المعاليا والرزيقات أضاف جرحاً جديداً لدارفور، فالفشل الذي لازم حل مشكلة دارفور مازال يوغر صدر مواطنيها ويجعلهم يرزحون دوماً تحت العذاب اليومي وطرقعة السلاح تطغى على الحياة، فلا بال يهدأ ولا قلب يطمئن إلى اللحظة الآتية، إلى أن برزت مشكلة الرزيقات والمعاليا، إذ قدم الطرفان من الضحايا والدماء ما ارتوت منه الأرض وفاضت.
٭ دارفور تنام على وسائد الوجع يومياً وتحلم بالمستحيل، فلا ليل أعقبه صباح جميل ولا حزن مسح تفاصيله فرح قادم، وظلت كذلك تنزف أركانها وتلعق الأرض دماءها، ورغم ان المركز انتبه الآن فقط وأرسل وفوده العسكرية و«الجودية» إلا أن ذلك جاء متأخراً، فالتحقيق الذي تود السلطات البدء فيه لمعرفة الحقائق ما هو إلا «انتباهة» متأخرة هي الأخرى لما كان يجري ويدور كعادة طرح الحلول في وطني الذي يتلاشى فيه الاحتراز والحذر. فالآن فقط وفق حديث عضو لجنة المساعي الحميدة أحمد علي بدأت لجان أمن الولايات الثلاث بزيارة إلى أم سعونة لتقييم الوضع ومعرفة الحشود الموجودة هناك، موضحاً «هل هي من الحركات أم انها خلاف ذلك وفق ما ورد على لسانه». وهذا فشل آخر يضاف لسجل فشل الولاية في تعقب نواة المشكلة وتقديم الحلول لها، فبعد أن سالت الدماء وغادر الفانية الكثيرون من القبيلتين يأتي السؤال زحفاً للتأكد من هوية الحشود!! لتبقى الإجابة مرهونة بما تقدمه اللجنة التي يبدو أنها كانت «نائمة» بينما النزاع يعلو سلاحه ويلتهب في السماء.
٭ ولم يعر ذات الأشخاص والهيئات اهتماماً لما جرى بين القبليتين في بداية انطلاق الشرارة الأولى، وظل الجميع خارج دائرة المتابعة والمعرفة، والآن فقط بدأ نفض الغبار عن العيون ومحاولات تصحيح النظر بالولوج لقلب المشكلة «لاتخاذ تدابير احتواء النزاع والبدء في التحقيق الفوري لمعرفة الحقائق»!! هذا وبعد فقدان الأرواح والممتلكات يأتي البحث عن الحقائق الغائبة.. أين كان ذلك «البحث» والإخوة يتصارعون؟ أين كان ذلك «البحث» والقتلى يتساقطون؟ أين كان ذلك «البحث» والأطفال للآباء يفقدون؟
٭ وبما أن القرار الأخير جاء بالاتفاق على هدنة بين الطرفين، إلا أن ذلك لا يعفي مركز الولاية من تجاهل الصراع قبل أن تتسع دائرته ويقضي على الأرواح.. إنها مسؤولية عظيمة لم يستطع المركز أن يحملها من أجل حقن الدماء.. فسالت جداول وضاع السلام الاجتماعي.
همسة:
لاحت على كفي القدر ثورة
بشرَّت بأفراح المستحيل
وغرَّدت على بوابات الزمان لحظة
كادت أن تكون هي الخلاص
الصحافة
الوجع راقد يابت نمر .. وكل الوجع صنيعة المؤتمر الوطنى .. الله المستعان