دفاع الوالي. عبد الرحمن.. وخطب علماء السلطان..واختلاط البيان..

دفاع الوالي. عبد الرحمن.. وخطب علماء السلطان..واختلاط البيان..
محمد عبد الله برقاوي
[email protected]
الازمة الاخيرة التي اشتعلت جراء عرض شريط تنفيذ حكم الجلد التي باتت صنوا لازمة المحكمة الجنائية تقريبا.بالطبع القت بظلال كثيفة من التعاطي الأعلامي فتح ثغرة في جدار التعتيم الذي واكب تنفيذ مثل تلك الاحكام لاسيما في النساء ..سواء علي مستواها الحدي الذي لم يكن لكائن من كان ان يتحدث فيها ..وان صاحبها قصور في اتباع الخطوات الشرعية في اثبات الحالات التي غالبا اما يكون فيها رجال الضبط هم الخصم والشهود ..وفيهم من يكون وراءه الغرض الذاتي كطبيعة كل البشر.. فيما يكون القاضي ملزما تلقائيا بتوقيع الحكم وفقا للادلة والاثباتات والشهادات التي تقدم اليه وتتطابق مع مفهوم اكتمال دائرة الجرم وفقا للقانون الذي امامه.. مع ان هناك جرائم مثل الزنا مثلا وتبعا لرؤية المشرع في درء مبدأ الأخذ بالشبهات ..وهتك ستر الناس بالتلصص يصعب اثباتها بصورة قاطعة ويمكن درء الحد فيها اذا تراجع المتهم عن اعترافه.وا ن أ دلي به مسبقا…حتي في الدول التي تطبق احكام الحدود الشرعية فيها بصرامة..وعلي مدي عقود طويلة. لان الأصل في الشرع هو التبرئة لا السعي وراء التجريم..مثلما الأصل في التحليل وليس التحريم…أما فيما يتعلق بقانون النظام العام الذي يطبق علي مستوي ولاية الخرطوم .. فقد صاحبه لغط مستمر منذ اقراره في بداية تسعينيات القرن الماضي..ووجه بانتقادات حادة من القانونين ومنظمات المجتمع المدني لعدم وضوح رؤاه فيما يتصل بالمعايير والضوابط في تصنيف النظام العام من حيث هو وحدود مخالفته التي تستوجب معاقبة الفاعل او الفاعلة..بينما لاذ علماء الدين المنادين بتطبيق الشريعة علي اصولها وتوقيع حدودها تبعا لمقتضيات الثبوت وليس الاشتباه.بالصمت أو التجاهل.. فاضر اختلاط الامر ما بين ماهو قانونا شرعيا .. ونصا وضعيا ايما ضرر جراء ذلك الصمت المريب..من رجال.. قيل فيهم انما يخشي الله من عباده العلماء..
وحيال الازمة التي اشعلت شرارتها الاولي سابقة بنطال لبني و التي لن تنتهي بالطبع بمشاهد جلد الفتاة أخيرا…نلاحظ ان خطوطا كثيرة تداخلت وتباينت الي حد التناقض حتي في افادات الرسميين..الذين ازعجهم الامر من حيث النشر في حد ذاته والتوقيت الحساس علي مستوانا الداخلي أو تحريك الموضوع اعلاميا علي نطاق العالم كله…فالسيد/ والي الخرطوم الذي دفع به موقعه لابعاد ماتم من حكم علي الفتاة ونفذ عن دائرة قانون النظام العام . الذى ينضوي تحت سلطته قد دخل في دائرة اختصاص سلطة عدلية او قضائية يفترض انها مفصولة تماما عن الجهاز التنفيذي وكان من الأجدر ان يترك تفاصيل الحكم و كيفية التنفيذ التي قال انها من اختصاص سلطة قضائية..ان يترك الحديث فيها لتلك السلطة مباشرة..ولا يقحم نفسه في تفاصيل لاتقع في دائرة اختصاصه..طالما انه نفي بصورة قاطعة تبعية الامر لسلطته..
أما دخول اصحاب الفضيلة من علمائنا الأجلاء علي الخط محاباة للسلطان من قبيل انا واخي علي الغريب.. مدافعين عن السقطة برمتها دون ان يقفوا عند الحد الفاصل في انتقاد العقلاء لكيفية التنفيذ في حد ذاته دون التعرض مباشرة لاحكام الشرع أو الدفاع عن من يخالفها ان كان في البلاد عدالة شرعية حقا تعني بها السلطة التي تحيز لها العلماء في انكسار واضح.. تحقيق العدالة في الناس سواسية .. دون تفريق بين ضعيف اقاموا عليه الحد اذا سرق وبين قوي يختال الهوينا منتفخ الجيو ب متباهيا بما سرق مادا لسانه لشريعة يطبقها نظامه الحاكم
.. كخصم وحكم في من لا يحسب عليه..
وربما أضر تدخل علماء السلطان في كل كبيرة وصغيرة هي اقرب الي معترك السياسة ونجاستها منها الي محراب خطابة المساجد وقدسيتها ..أكثر مما صب في مجري الاصلاح الذي يأمله العامة منهم..وقد لاحظنا كثيرا من المداخلات التي مستهم بالتجريح و التقليل من مكانتهم في عيون الناس واهتزاز صورتهم فيها..وهو موقف كان من الممكن ان ينقلب لصالحهم لو انهم..نادوا السلطان بضرورة مراجعة النفس عن ظلم الناس في معاشهم واصلاح حالهم في الخدمات ورفع معاناتها صحة وتعليما وخلافه عن كاهلهم.. بما يوفر لهم الطمأنينة وراحة البال وذوبان الغبن ..جراء محاباة فئة قليلة مقابل السواد ألأ عظم من الشعب الذي ما ارتكب القلة منه من الاخطاء والمعاصي ان هو فعل الا مكرها ..لا يدعي في ذلك بطولة أو تباهي….ثم حض السلطان من قبل علمائه المبجلين علي وجوب الحفاظ علي كرامة الناس بالقانون والشرع ..لا المخالفة بازهاق تلك الكرامة بباطل مزاجية الذين في اياديهم السياط ويلف ادمغتهم ظلام الجهل الذي يجعلهم يضحكون ويسخرون من انسانة ولو افترضنا انها اقترفت ما أوقعها في قبضة القانون..دون ان يعلموا ان أ حكام الشرع والقانون تنفذ للاصلاح وليس للتشفي ثم يفلتوا من جرمهم باجراءات شكلية مستفزة للراي العام والضمائر الحية.. فينطبق علينا القول باننا في زمن.. المال فيه في جيوب البخلاء والسيف بيد الجبناء أما ثالثة الأثافي ان يكون القلم في اياد الجهلاء.. والله من وراء القصد
أين أنتم …؟.
أين أنتم يا فقهاء السلطان ويا لاعقي جزم الحكام ويا علماء السودان بزعمكم؟؟!!
أما آن الأوان لأن تبرؤوا أنفسكم وساحة الشريعة الإسلامية من هذا العبث وهذا التجني ؟ أما آن الأون لأن تقولوا كلمة الحق في ما ينسب للشريعة الإسلامية وللدين من أحكام وتطبيقات شائهة، أضرت بالإسلام ونفرت عنه حتى منتسبيه؟ أم أنكم تخافون أولياء نعمتكم، أن يسلبوكم وظائفكم، وامتيازاتكم التي اكتسبتوها، بإطلاقكم لهم الفتاوي المدفوعة الثمن؟
ولتعلموا أيها المدعون، الصامتون عن كلمة الحق، لم يعد أمر الدين حكراً عليكم وحدكم، ولا على أحد مهما كان، ومهما ادعى . الدين اليوم ملك للجميع، ونحن منذ اليوم لن ننتظر منكم ومن أمثالكم أن يفتوا لنا، الدين موجود في المصحف والمصحف كلام الله، وكل انسان يقرأ المصحف يكلمه الله، والمصحف لاينطق عن نفسه وإنما ينطق عنه الرجال المتقون الورعون، العفيفون الشرفاء. والمسلمون اليوم لاينقصهم العلم بقدر ما تنقصهم القدوة الحسنة والنموذج الأحسن، وهذا ما لاتملكونه، فاتركونا وخلوا سبيلنا، ويكفينا غثاثة منكم وقوفكم مع الطغاة، وفتاويكم التكفرية لكل مفكر حر يعارض أولياء نعمتكم .
أما آن الأوان لأن تتحلوا بصفات الإسلام، وتتحلوا بالصفات السودانية الأصيلة، والتي لا ترضى بإهانة كرامة المرأة، وإذلالها . أين النخوة؟ أين الرجولة ؟!أين الشهامة ؟!
أين أنتم يا زعماء السودان ويا أحزاب المعارضة ؟؟ … لا أسكت الله لكم صوتاً …لماذا لا تقفون مع مسيرة بناتنا وأمهاتنا المقهورات ((لا لقهر النساء)).. هل أنتم غير مقتنعين بالقضية، أم أن أمر بناتنا وما يجري لهن في حراسات الإنقاذ لايعنيكم بشيء؟ وبالله عليكم قولوا لي ألم يؤلمكم المشهد وبنتنا المكلومة تجلد كما يجلدالبعيروتستغيث بأمها وأنتم تسكتون؟ لقد كان اغتصاباً على قارعة الطريق ولم يكن جلداً، فبالله عليكم قولوا لي: ما الفرق بين الجلد والاغتصاب في مثل ذلك المشهد؟ أم أنكم قبضتم التعويضات وخرصتم وتخرصتم؟
أين أنتم يا زعاء التصوف ويا أهل الطريق ويا رجال الدين؟ لم نسمع لكم صوتا كذلك !! ماذا حل بكم ؟ اليس الدين عندكم هو إغاثة الملهوف ورد الظلم وكلمة الحق أمام سلطان جائر؟ أين أنتم من كل هذا؟ أم صار الدين عندكم هو الدروشة والمديح ولبس المرقع الفاخر والعربية الفاخرة والمرأة الفاخرة والحساب الفاخر وادعاء التقشف والزهد الكاذب؟
أم صار الدين عندكم سوق المريدين لتأيبد الطغاة ومبايعتهم وتمجيدهم؟ ..
صدق الأستاذ محمود محمد طه حين قال (( لم يعد التصوف هو التصوف )) وقد دعاكم لكلمة سواء، دعاكم لترك ما أنتم عليه واتباع طريق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وقال بطريق محمد تتوحد الأمة ويتجدد دينها ، وأصدر كتاباً في ذلك ، ولم تستجيبوا. ثم ماذا كان بعد رفضكم السير خلف طريق محمد ، سلكتم الطريق الآخر.
وقعتم في براثن الحكام والطغاة ،( نميري وعمر البشير )، فلم تختاروا طريقاً حراً بين الطرق ودخل الحكام عليكم بمداخل شتى ، ترغيباً وترهيباً ، فلم تمتنعوا ،
رضيتم بالدنية في دينكم وسكتم.
أين الشعب السوداني الفَضَل؟ أين الشعب السوداني الأبي؟ أين رجاله المجروحين ونساؤه المقهورات؟
ولكن..
إذا الشعب يوماً أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي * ولابد للقيد أن ينكسر
لما الليل الظالم طول
فجر النور من عيدنا اتحول
قلنا نعيد الماضى الاول
ماضى جدودنا الهزموا الباغى
وهدو قلاع الظلم الطاغى
جانا هتاف من عند الشارع
قسما—قسما لن ننهار
طريق الثورة هدى الاحرار
والشارع ثار والكل يا وطنى حشود ثوار
اذا فسد السلطان فلينتظر الطوفان
ومهما طال الليل فان الصبح لا محالة ات
سلام
علماء آخر زمن .. ضلاليين … منافقين ..
لا أعترف بهؤلاء علماء ..
وكما قالوا أعطي العالم فرخة يعطيك فتوى ..
مازالت اكن لشيخنا الذي احسبه جليلا الدكتور عبدالحي يوسف كل الاحترم وحتى لا افقد هذ الاحترام اطلب منه الاجابة علي السوال التالي : الا يوافقني ان زمن الانقاذ هو الزمن الانسب لايقاف كل الحدود الشرعية اسوة بايقاف سيدنا عمر لحد السرقة عام الرماده لا هذه السنين الغابرة تعتبر كلها اعوام رماده؟.