إعلام الفِتنة و التضليل!

أُصبت بصدمة و خيبة أمل كبيرتان وأنا أُحاول تتبع الأحداث الدامية التي تطحن أبناء الجارة اللصيقة مصر، فقد أثبتت وسائل الإعلام وخاصة القنوات المرئية منها فشلها التام في الحيادية الرسالية لتوصيف الأحداث وإرتدت كُل منها رداء يُناسب توجه الجهه التي تمتلكها أو الدولة التي ترعاها، فكل قناة تعمل على رسم صورة غير حيادية ولا موضوعيه مما يُساهم بشكل مؤثر وفعال ومباشر جداً في تعميق شقة الخلاف بين الطرفين وتأجيج الصراح وإراقة المزيد من الدماء.
ساقني الحظُ العاثر أن أتابع الأحداث بين نقيضين، فما بين تقليب الريموت بين قناتي العربية والجزيرة يُخيل إلي أن القناتان تنقلان حدثان مختلفان تماماً أحدها في الإسكيمو والآخر عند خط الإستواء! ولأن الإعلام يُرضى جميع الأذواق فقد تجد ما يُناسب ذوقك تماماً، فإن كنت تحب مشاهدة الرئيس المؤمن الذي تعرض للخيانه وكان ضحية مؤامره كافرة علمانية عليك بمشاهدة قناة الجزيره التى تتخذ عدستها زاوية واحدة لا تنظر إلا من خلالها، وفي المقابل إن كنت ترغب في مشاهدة بطولات الفريق السيسي و تنفيذة لإرادة الشعب عليك بقناة العربيه والقنوات المصرية الحكومية والخاصة وسوف تشاهد ما يُرضى ذوقك، و تظل الحقيقه تائهةُ بين شاشات قنوات التضليل الإعلامي وهي أن مصر الثكلى تبكي حِداداً على دم الإخواني مثلما تبكي على دم الليبرالي بذات القدر ولسان حالها يقول (كلهم أبنائي!).
وسائل الإعلام سواء أن كانت المرئية أو المسموعة أو المقروءه أصبحت ملطخة بدماء البشرية لما لها من دور سافر فى تأجيج الصراع الدائر بينهم حول العالم، دماء شعب سوريا عالق بعباءة الإعلام و رائحة دماء أهل مصر تفوح من الشاشات وصفحات الصحف، وأخشى أن معظم الصراعات في بلادنا العربية ماهي إلا وهمُ صنعه الإعلام بغباءه وتخليه عن موضوعيته وأمانته ورسالته الحيادية.
(صحفيون ضِد العُنف القبلي في دارفور): تماشياً مع الدور الرِسالي للإعلام أطلقت مجموعة من الصحفيين المهمومين بقضايا السودان مبادرة إعلامية لوقف الإقتتال القبلي في دارفور، إيماناً بالدورالكبير و المتعاظم الذى تلعبه وسائل الاعلام و التاثير العميق الذي تخلفة بين الناس من خلال تغطيتها للاحداث في دارفور سلباً او إيجاباً، ويتولى الصحفيون خلال المبادرة مسئوليتهم الاخلاقية فى المساهمة فى كل ما من شانه ايقاف نزيف الدم بدارفور وتمتين التمازج الاجتماعى من خلال الدفع بآليات الحوار و المصالحات وتجنب التأثيرات السلبية للتناول الصحافي لقضايا النزاعات القبلية في دارفور، تعاهد الصحافيون الذين التقوا حول المبادرة، التي ستعمم على كافة اهل المهنة في السودان، على الالتزام بالدقة والتحري في توثيق المعلومات ونسبة الأقوال والأفعال إلى مصادر معلومة طبقاً للأصول المهنية السليمة التي تراعي حجم المأساة والمعاناة في دارفور وتأثير النشر الصحافي عليها، وتجنب الاثارة والتسويق للصحف بنشر الأخبار التي تعزز العنف القبلي والعرقي والجهوي أو تلك التي تؤدي إلى تأجيج الصراع أوإطالة أمده ،،، وفقكم الله وأثابكم.
هسمات – عبير زين
[email][email protected][/email]
قالت الكاتبة : (يُخيل إلي أن القناتان تنقلان حدثان مختلفان)؟؟؟ جـننت لغـة العـرب جـن يا عـبير!! أسـتغفر الله هي لغة القرآن قبل كل شئ لذلك تجـد الاهـتمام من الناس أما العرب فلا يسـتحقون أدنى اهتمام..
والله يا استاذة عبير نحن شغالين مع الاعلام بنظرية ( إذا كانت القنوان مجنونة فينبغي نحن المستمعين أن نكون عقلاء) فالحياد الكامل عزيز حتى وانت تشاهد ال CNN أما عندنا في السودان فالامر مختلفٌ جداً .. وقد افرزت الحرب الاخيرة بين الرزيقات والمعاليا مسخ من الاعلاميين بلا ضمير ولا سراجٍ منير همهم الاول التزييف بل كانوا هم جنرالات بمسلاخ صحفيين وظنوا أنهم بتزييفهم هذا سوف يطمسون الحقيقة ولكن كانت خيبتهم كبيرة فقد أظهر الشعب السوداني أنه شعب معلم يعرف من بكى ممن تباكى وما مبادرة ( صحفيون ضِد العُنف القبلي في دارفور ) إلا ضربة موجعة لهؤلاء الفهلوية الظانين أنهم بمكرهم وتخطيطهم المسبق سوف يغبشون الحقيقة وقد نجحوا تكتيكياً وفشلوا مآلاً ,وقد اثبتوا أنهم اعلام الفتنة والتضليل فهم يطعنوا الظل ويتركوا الفيل .
كما اعتدنا الهمسات التى تضرب في الوتر الحساس وتدغدغ الاحساس استاذة عبير
فعلينا وعلى الجميع ان نكون مع الحق دائما وابدا واينما كان فالباطل زاهق والحق باقي
أنتهت قصة النمرودبباعوضة
وقصة فرعون بماء
والاحزاب بالرياح
وغيرهم بالنمل
وهتلر بالانتحارو قصة أبرهة الحبشي بحجارة من سجيل
وانتهت قصة قارون بالخسف
فالطاغية والظالم مهما طغى وظلم وتكبر فمصيره كمصير هؤلاء سيقضى الله عليه بابسط الاشياء ولكل يوم