ألا يكفي أننا سودانيون؟

ألا يكفي أننا سودانيون؟
قبل سنوات زار السودان خبراء من تركيا في الطرق وانتقدوا (الخلطة) التي ترصف بها الطرق في السودان يومها وقفنا في مقام الطرق ولكن قبل ان يجف المداد خرج علينا الوالي عبر برنامج تلفزيوني صباح يوم جمعة ليقول لنا إن سبب حفر ومطبات الشوارع ان الناس يستعملون الصابون والصابون يتفاعل كيميائياً مع المادة المصنوع منها الاسفت فتؤدي الى خراب الشوارع!
قلنا له ان الشوارع التي بها حفر ومطبات ليس داخل الاحياء حتى نقتنع بنظريته وانما الحفر والمطبات موجودة داخل الكباري والشوارع الرئيسية وبعيداً عن المناطق السكنية وصابون المواطنين… وقلنا له قد شاهدنا في بعض الدول الشوارع تغسل ليلاً ولا يصيبها تلف او تظهر بها حفر ومطبات… وكررنا ان الخطأ في (الخلطة) حيث يضاف الى مواد رصف الطرق الرمال كما ان طبقات الاساس لا يهتم بها كثيراً.
بعد كل تلك السنوات أقرَّت حكومة ولاية الخرطوم بعدم مطابقة الطرق المشيَّدة للمواصفات والمقاييس المحددة، وأكدت أن المواد التي أُنشئت بها الطرق لم تكن في محلها وظهر خلل تصميمها عقب السيول والفيضانات التي اجتاحت الولاية في الأيام القليلة الماضية. وأشار والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر إلى ضرورة منع إنشاء أي طريق جديد لا يُراعى في عملية تصميمه مصارف المياه حتى لا تتكرر الأزمة، وشدَّد في ذات الوقت على أهمية تفعيل القانون الذي يحرِّم إنشاء المساكن في مجاري المياه الطبيعية، وكشف الخضر في موتمر صحفي أمس عن خطط إستراتيجية وضعتها الولاية على المديين القريب والبعيد لمعالجة الأضرار التي نجمت من سيول خريف العام الحالي، بدأت بتشكيل فريق فني لوضع دراسة عاجلة يُشرع في تنفيذها قبل خريف العام المقبل.
والذي يهمنا من حديث الأخ والي الخرطوم اقراره (بعدم مطابقة الطرق المشيَّدة للمواصفات والمقاييس المحددة، وأكدت أن المواد التي أُنشئت بها الطرق لم تكن في محلها)!
ونتساءل لماذا لم يؤخذ برأي الفريق التركي الذي زار السودان؟ واين خريجو كليات الهندسة؟ وأين وزارة الطرق والكباري؟ وأين الشؤون الهندسية؟ وهل كان السيد والي الخرطوم دكتور عبدالرحمن الخضر سيقر ويعترف (بعدم مطابقة الطرق المشيَّدة للمواصفات والمقاييس المحددة، وأكدت أن المواد التي أُنشئت بها الطرق لم تكن في محلها) اذا لم تتأثر الطرق بالأمطار وتحدث الكارثة؟ لقد نصحت قومي بمنعرج اللوى ولم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد!
فقد كتبنا أيام قام احد المهندسين العباقرة بدفن مصارف الامطار بالخرطوم شرق حيث كلن يقع مقر صحيفة الرأي الاخر وقال إن الشوارع ستصرف مياه الأمطار! وجاء الخريف ولم تصرف الشوارع مياه الأمطار وظلت المياه حبيسة في الشوارع تبحث لها عن مصرف! يومها كتبت تحت عنوان (لقد اقتنعنا فمن يقنع الشوارع)!
وهكذا نكتب من اجل الوطن ولكن لا أحد يهتم بنا نكتب! لماذا لا ندري؟ ما المطلوب منا حتى يجد ما نكتبه الاهتمام؟ ألا يكفي أننا سودانيون؟ وان امر البلد يهمنا؟ واننا بقينا بالسودان نعاني حين هرب الاخرون؟
والله من وراء القصد

د. عبداللطيف محمد سعيد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اغلب الكتاب والمثقفون فى السودان هم أس البلاء وهم الكارثه
    وهم سبب تخلف الحكام وخاصه البشير
    وسبب تخلف كتابنا هى التقليه + ام فتفت + السفة

  2. الفساد رائحته كريهة في السابق كنا نعرف محطة المجاري برائحتها عندما نركب المواصلات من السوق العربي للكلاكلة و الان اصبحنا نشم و نسمع و نرى الفساد ولكن من يقول البغلة في الابريق نعرف اشخاص قبل الانقاذ لا يستطعون شراء طلب فول الان يتكلمون عن الملياردات بربك من اين لهم هذه الاموال ؟

  3. ومن قال لك يا دكتور إن من خرجوا من السودان مرتاحين وهل تعد الخروج لمساعدة الأهل وتحمل مسؤولية أكبر عدد منهم هروبا… إنه لعمري غير ذلك فيكفي أننا نتحمل الابتعاد عن الوطن والأهل ونيران الغربة وتحمل نظرة أنك وافد… وفوقك ذلك مسؤولية الأسر الممتدة والجيران والأصدقاء وفوقها ضرائب وزكاة ومساهمة وطنية وبث فضائي للتلفزيون (مع العلم أن الإرسال غير موجود لأوقات كثيرة لعدم دفع القائمين على أمر التلفزيون بتسديد أموال الشركة التي برفع الشارة) ألا يكفي ذلك يا عزيزي بل وتعده هروبا… ألا يكفي ضياع أعمارنا وتفويت فرص الإستفادة مثلكم وزملائنا من فرص الدراسات العليا ألم يوفرها لكم وجودكم في الوطن؟

  4. ألا يكفي أننا سودانيون؟ الأجابة : لا لا يكفي يجب أن تكون مؤتمر وطني ؟ !!!هل أنت مؤتمر وطني ؟!!

  5. مقال جميل ولكن لاداعى في خاتمته ان تصف من خرج من الوطن في سبيل اعالة الاسر الصغيره والكبيره بالهروب فهؤلاء ناس لاذنب لهم وواجهو الغربه ومراراتها

  6. الإجابة لا؛ إذ ثبت أنه لا يكفي أن نكون سودانيين و لكن يجب أن نكون “تضامن نيلي” كما حدثنا الدكتور ذات مرة في بعض مقالاته عما يضمنه (التضامن) لبنيه من امتيازات ، و رغم أن الدكتور ينتمي بالجذور الي (التضامن النيلي) إلا أن ذلك لا يشفع له لانه جعلي (صعيد)، فلا يقرأ له إذا كتب و لا يستمع إليه إذا خطب و لا يواسي إذاانتحب، و كأني بالدكتور ليس له علي ضياع حكمه و نصائحه التي يقدمها العتب و لكن أسفه علي مداده الذهب الذي سكب.
    و لذا يا دكتور مع (هؤلاء):
    (السيف اصدق انباء من الكتب * في حده الحد بين الجد و اللعلب)،
    فيا سديد الرأي أذا انثلم اليراع لم تبق تجريد الصارم العضب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..