بشارة وزير المعادن وتجربة البترول

قبل أعوام وعند تصدير البترول كنا نحلم بحياة رغدة ونحن نشاهد كل الدول البترولية تعيش الرفاهية والعز والغنى فنحن لا بد اننا سننعم بخيرات البترول… وان الوقود سيتوفر والغاز سيهبط سعره إلى ادنى حد … وكل المنتجات البترولية ستتوفر بأسعار لا تقبل المنافسة.
ولكن بعد تصدير البترول وبعد ان صرنا دولة بترولية انقلب الحال وصرنا في كل عام وفي كل موازنة نتوقع زيادة الأسعار واعلان رفع الدعم عن المحروقات بل يرفع الدعم بعد اعلان الميزانية… وترتفع أسعار كل السلع والمنتجات التي لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالبترول، فبائع الخضار الذي يرحل خضاره من السوق المركزي الى محله يرفع السعر لان صاحب السيارة التي ترحل الخضار رفع السعر لان البترول زاد سعره… وصاحب الحافلة يرفع قيمة تذكرة الرحلة لان البترول والزيوت كلها زاد سعرها… وهكذا ترفع الأسعار بمجرد ارتفاع سعر الوقود وسبب ارتفاع سعر الوقود ان الدولة التي تصدر البترول تدعم الوقود!
ان اكتشاف وتصدير البترول لم ينعكس رخاءً على المواطن انما زاد المعاناة ورفع الأسعار وتمنينا لو اننا لم نكتشف البترول ولم نصدره!
واليوم نقرأ: بشَّر وزير المعادن كمال عبد اللطيف المواطنين بأن الذهب في المرحلة القادمة سيدخل جيوبهم، كاشفاً في ذات الأثناء عن إعفاء المعدنين التقليديين من أية ضرائب أو رسوم أو تراخيص. وقال كمال لدى مخاطبته ملتقى مجلس التنسيق الولائي السادس للتعدين إن الجهود التي بذلتها القوات المسلحة ستساعد في تخصيص المزيد من المربعات في مجالات التعدين.
الذي يهمنا هل سيدخل الذهب جيوب المواطن حقاً ام سيحدث له ما حدث بعد تصدير البترول؟
هل الذهب لم يكن يصدر من قبل؟ اننا في عام من الأعوام وفي قراءة للموازنة تساءلنا أين عائد صادرات الذهب وقد لاحظنا يومها ان هذه العائدات لم يرد ذكرها في الميزانية!
واليوم نعود لنقرأ بشارة وزير المعادن كمال عبد اللطيف المواطنين بأن الذهب في المرحلة القادمة سيدخل جيوبهم؟ هل المرحلة القادمة بعد أشهر ام سنوات؟ وهل المرحلة القادمة قريبة أم بعيدة؟ وهل سيدخل الذهب جيوب كل المواطنين أم سيدخل الى الجيوب الكبيرة؟ ان جيوب المواطن لا تستقر فيها العملة الورقية الخفيفة الوزن فهل تحمل الذهب الثقيل؟ وهل المواطن يملك جيباً؟
الأخ وزير المعادن لنا تجربة مع البترول ولنا احلام ماتت… ولنا امنيات لم يحققها تصدير البترول ولا ما نسمعه من اكتشاف حقول جديدة… وصرنا لا نهتم إذا فتحوا البلف او لم يفتحوه! واليوم توعدنا بان الذهب في المرحلة القادمة سيدخل جيوبنا! ارجو ان توضح لنا كيف سيدخل؟ وما دليلكم على ذلك؟
ان تصديق ما يقال صار من رابعة المستحيلات لان تجربة البترول ماثلة امامنا ونضيف اننا نسمع همساً يدور بان هناك اتجاهاً لرفع الدعم عن المحروقات وان كان الأمر اشاعة سوداء او بيضاء فالمواطن يتمنى ان يتوقف الأمر عند هذا الحد ولا يتوقع انفراجاً بل يخاف الزيادة.
والله من وراء القصد
د. عبداللطيف محمد سعيد
[email][email protected][/email]
كفرنا بكل كلمة او عبارة ينطق بها هؤلاء في بداية تصدير البترول سمعنا عن تخفيض اسعار الغاز والبنزين وبعد اشهر قليلة صارت أسعارها اعلي من المستورد زمان وعشنا أحلاما وردية تبخرت بمجرد ان امتلأت العاصمة بناطحات السحاب وانتشرت الفارهات وملأت شوارع الخرطوم وناءت البنوك في الخارج بالحسابات الخاصة بالصحابة وبالمناسبة فان الذهب يصدر قبل البترول بواسطة شركة ارياب وغيرها ولا اثر له في الموازنة العامة للدولة والآن يبشرون به بعد ربع قرن من بداية تصديره ويتحدثون عن رفع الدعم وهو غير موجود اساسا وما يقصدون هو زيادات تم اختيار اسم رفع الدعم وهو اسم علي غير مسمي
صدقت