السيد البدوي … جورج غالاوي المصري

السيدالبدوي …جورج غالاوي المصري
ضحكت كثيراً عندما علمت أن سلطات مطار القاهرة منعت السيد البدوي من السفر إلى السودان ، وحسب تسريبات الصحافة المصرية أن قرار المنع صدر في عهد الرئيس المعزول مرسي ، لكن ليست هذه هي المفارقة الوحيدة ، المفارقة هي أن مصر الثائرة حديثاً ضد الإستبداد لا زالت رموزها السياسية تحن للإستبداد وتتمسك به ، فإن لم يجدوا مبارك أو مرسي في مصر فهناك البشير في السودان ، والمبكي في الحدث أن زعيم حزب الوفد يختصر علاقاته مع السودان في شخص الدكتور نافع علي نافع ، ولا أريد المجازفة بالقول أن السيد البدوي هو ضيف على كل الموائد حتى لو تطلب ذلك منه السفر والترحال ، لكن هذا يعيدني لذكر مقولة شهيرة للواء عمر سليمان أن مصر ليست جاهزة للديمقراطية ، وربما يكون الراحل عمر سليمان يقصد هذه النخبة التي تتلون كقوس قزح مع كل أمطار تغيير جديدة ، وكل النخب المصرية كانت تقول أن الديمقراطية ليست صندوق إنتخابي ، فالصندوق الإنتخابي هو جزء من آليات الديمقراطية لكنه لا يمثل قيم الديمقراطية الشاملة مثل الحرية والإعتراف بحقوق الآخرين في السلطة والثروة ، ولا أعتقد أن الدكتور نافع علي نافع يمثل هذه القيم ، فهو من صقور نظام البشير ، وهو قاد الحرب بنفسه في جنوب السودان ضد الحركة الشعبية ، وكل يوم يتحدث الدكتور نافع عن المقابر التي حفرها النظام لدفن خصومه ، ومن دون ثورة شعبية لا يلوح في الأفق أن نظام البشير مستعد للتغيير .
إذاً ما هو سر جاذبية الدكتور نافع التي جعلت منه كعبة تزورها قيادات الأحزاب المصرية ؟؟ فمصر الأن تشهد تحولاً لا يقل درامتيكية عن ما يحدث في السودان ، فهناك دستور جديد وحرب شعواء في سيناء ، والمحاكم المصرية تعرض رموز نظامين للمساءلة ، وذلك غير حظر التجول وإعلان حالة الطوارئ ، إذاً ما هي الضرورة التي الحت على السيد البدوي وجعلته يهرع للقاء الدكتور نافع علي نافع وبلاده تمر بهذه الظروف العصيبة ؟؟ فالسبب لا يخفى على أحد ، فلطالما كان حزب الوفد متحالفاً في السابق مع الإخوان المسلمين ، وقد وصف الدكتور الراحل فرج فودة في كتاباته هذا التحالف بزواج المتعة حيث يقتسم الشريكان الدوائر الإنتخابية من دون الإلتقاء على أطر فكرية واضحة ، لكن علاقة السيد البدوي بنظام البشير تطوق أيضاً الأطر الفكرية ، فهناك استثمارات ضخمة للسيد البدوي في السودان مكونة من مزارع دجاج والبان ومصانع للطابوق ، وينعم السيد البدوي بستهيلات إستثمارية غير مسبوقة بحكم علاقته مع صقور النظام ، لكن الذي لا يعرفه السيد البدوي إنه ليس بافضل من اسامة بن لادن في هذه المخاطرة ، فزعيم القاعدة كان يستثمر أمواله في السودان ويظهر في وسائل الإعلام السودانية وفي معيته الرئيس البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين ، ولكن عندما وقعت الواقعة طردوه شر طردة وباعوا اصول شركاته بسعر بخس في المزاد.
وأعتقد أن هناك تشابهاً بين السيد البدوي والنائب البريطاني المثير للجدل جورج غالاوي ، النائب غالاوي في العادة يحط ضيفاً على قادة أنظمة تشتهر ببطشها لشعوبها وقهرها لتطلعاتها ، فهو كان يحل ضيفاً على كل من صدام حسين والقذافي وبشار الأسد ونظام حماس في غزة ، لكن النائب غالاوي يفعل ذلك لأجل الشهرة ، لكن بعض الصحف اشارت أنه ربما يكون قبض الثمن من صدام حسين فيما يُعرف وقتها بكوبونات النفط . فسفر السيد البدوي للسودان القصد منه تأمين الإستثمارات ، فالمعركة الإنتخابية القادمة في مصر سوف يحسمها المال ، اما النسبة للفوائد التي يجنيها نظام البشير من دعمه للأحزاب المصرية العتيقة ليست خافية على أحد ، فمصر من اهم المربعات الآمنة التي كان يخصها الرئيس البشير بالترحال وهو آمن من بطش المحكمة الجنائية الدولية ، ومصر تعتبر محطةً إعلامية هامة للتواصل مع الخارج ، وهناك تخوف من أن يتجذب النظام الجديد في مصر المعارضة العسكرية السودانية كما كان يفعل نظام حسني مبارك ، والشواهد على ذلك أن نظام الخرطوم لا يخفي دعمه لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي ، صحيح أنه بخبث شديد أدعى بان ما يحدث في الشارع انه حركة عفوية تجتاح الشعب السوداني ضد العنف الذي مارسته السلطات المصرية في فض إعتصام رابعة العدوية ، لكننا راينا من بين الحشود قطبي المهدي والزبير أحمد الحسن ، وهاذان الشخصان لا يعرفان النعومة في التعامل مع المعارضين ، وعفوية الشارع السوداني تقتصر الآن على إنقاذ ما يُمكن إنقاذه من اثاث ومتاع داهمته السيول والأمطار ، الشعب السوداني غارق في الطيب والوحل ولا أحد يهتم بما يجري في مصر ، وغير كل ذلك إن الإعتصامات غير مسموح بها في السودان ناهيك عن الإهتمام بكيفية فضها . إذاً خلاصة الأمر أن السيد البدوي هو أشبه ما يسميه الناس في مصر بنواب ( الكيف ) ، فهؤلاء تدفع لهم الإنقاذ ليكونوا أبواقها في مصر .
سارة عيسى
[email][email protected][/email]
لا يا استاذة سارة جورج غالاي لا يحتاج الي شهرة فهو مشهور اصلا وهو بدا الوقوف مع القضية الفلسطينة عندما كان شابا يافعا وعندما اتهم بانه اخذ رشوة من الرئس صدام ذهب الي امريكا وفضح اعضاء الكونغرس وقال انه التقي الرئس صدام لحسه بالسماح لمفتشي الامم المتحدة بالتفتيش حتي لا يعطي ذريعة لبوش وتحدي الكنغرس وقال انا قابلت صدام لهدف نبيل اما رامسفلد قابل صدام لغرض اخر
اما لقائه بالقذافي قال عندما كان هو يقول القذافي طاغية توني بلير كان بقبل في ارجل القذافي في خيمته بالصحراء
انا حضرت لقاء مفتوح لغالاوي في لندن وتيقن لي ان هدفه نبيل وليس للشهرة
هذا الرجل له مواقف ثابتة تجاه الظلم ونتيجة لانتقاده الشديد لحكومته طرد من حزبه واسس حزب جديد ودخل البرلمان ويوجد قطاع عريض في بريطانيا يؤجده بقوة
thanks sara you did great job