ماذا يضير اذا حدثنا من اساليب النضال

لست متشائما بالقدر الذي يمكن ان تتخيلوه ، لكن أجد في نفسي الموضوعية والمصداقية الصادقة التي تطلعني علي حقيقة مواجهة الواقع علي علاته والتصدي لمضامينه بما تتبدي من مرارة أو حلاوة قد تخل أو ترتبط بشكل التصور لمعطيات الراهن ، وبناء علي هذا لا أجد الحرج في الاحتشام بالتركيز علي النقطة المثارة حول ضعف الأدوات السياسية التي تتسلح بها المعارضة في مسيرة الكفاح ضد السلطة ، لأنها أدوات نافدة لتاريخ الصلاحية ، ومتكررة في أسلوب الممارسة حتى صارت محفوظة عن ظهر قلب لدي عقلية النظام ، فمن غير المعقول والعالم يختزل ذاته داخل مصطلح القرية أن يكون التمرد المسلح وجه من أوجه التغير أو أن تكون قيادات المعارضة خارج أسوار الوطن وهي المفترض أن تلعب دور الدينمو المحرك لنوازع الجماهير عن طريق انصهارها بين قطاعات الشعب ، فالتمرد لا يستطيع بحال أن يحقق النتائج غير أنه يساهم بصورة أو أخري علي ألحاق الضرر بفئة أهل المنطقة التي تتفق المعارضة علي التضحية بهم ، لأن منطق الحروب في هذا العصر منطق خسيس ولا يراع مصلحة القيم البشرية التي تحض علي عدم الزج بالأطفال والنساء والشيوخ في حلبة الصراع ، والأمثلة علي قفا من يشيل كما يقول المثل ، ففي دارفور لوحدها تقدر الهيئات والمنظمات المتخصصة في حقوق الإنسان ضحايا الحرب بعشرات الملايين من النساء والأطفال والشيوخ الذين قتلوا بسبب تواجدهم في مناطق النزاع ، وفي النيل الأزرق الأعداد متضاعفة وكذلك في جبال النوبة تقول تلك المنظمات من الصعب محاولة تحديد أرقام تقديرية تفصل حجم الضحايا في إشارة ألي الأعداد المبالغة ، و بعد كل هذه القرابين الباهظة هل استطاعت المعارضة أن تحقق الأهداف ؟ طبعا يدرك الجميع أن السحر قد أنقلب علي الساحر ، وظلم المسكين في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة ظهر عيانا بيانا علي وحدة المعارضة ، فتفرقت أيدي سبأ وبالكاد تناضل لتبقي ، وبناءً علي هذه الحيثيات لا يستطيع عاقل أن يقر بحقيقة العمل المسلح كواجهة سريعة تحقق للمعارضة فرصة الوصول للسلطة ، إذا هي خيار غير حضاري وطريقة عتيقة كانت تصلح في أواخر حقبة الثمانيات وما قبلها من الحقب ، أما بخصوص هروب الرموز السياسية للخارج من أجل معارضة النظام ! هذه ظاهرة لا تنم عن الجدية الكافية التي تعطي الشعب خلفية الإحساس بالتغير ، فالشعب المصري عندما قاد ثورته ضد الطاغية حسني مبارك كانت جميع قيادات المعارضة بالداخل فهي صمدت رغم ما لاقت من ويلات ، لم تهرب الي السودان أو أثيوبيا بحجة التضيق الأمني وملاحقة الأجهزة الاستخبارية ، كانت داخل أسوار الوطن تحرض الشعب وتفعل العضوية ، وتنازل النظام بشرف يليق بسمو المتحضرين أصحاب القضايا الفكرية العميقة ، فكان حصادها الظفر بملامح الديمقراطية . فأساليبها في التعبير كانت مواكبة لمتطلبات اللحظة بدليل وصولها الي سدة الحكم ، ومسألة انتزاع الشرعية منها بواسطة العسكر مسألة وقت وسيعيد الجيش السلطة للشعب ، وحيلك حتى تصل المعارضة السودانية لمثل الذي حققه المعارضين في اليمن وتونس وليبيا ومصر ، فالحوثيين في اليمن عندما ركبوا الصعب وتبنوا خط التمرد لازالوا علي قارعة الطريق يتخبطوا يمنة ويسرة دون هادي يرشدهم لضحالة الوسيلة التي انتهجوها في الوصول ، أزا كل هذا وكعادة المعارضة السودانية ربما يتهمني البعض بالموالاة للنظام وقد يذهب آخرين علي وصمي بالقائد العام للكتائب اليكترونية التي يعتقد البعض أنها تحارب علي ميدان المواقع الاسفيرية ، وكل هذا لا يحرك شعرة من رأسي فالذي يهم ويحتل الحيز الوافر من تركيبة تفكيري ، هو ماذا يضير المعارضة إذا حدثت من أساليبها في النضال .
د. مجتبى عبد الرحيم
[email][email protected][/email]
الشعب السوداني مش مقتنع بالمعارضة الحالية من يمينها الى يسارها.