فيصل محمد صالح.. الشرف الباذخ

قديماً عرفت نقابة الصحفيين في فرنسا الصحفي الجدير باسم الصحفي بأنه” يأخذ على عاتقه تبعة كل كتاباته حتى ولو كانت غفلاً من الإمضاء،فيعتبر الطعن والتشهير،والقذف، والاتهامات التي لادليل عليها من أشنع أخطاء الصنعة، وهو لايقبل إلا المهمات التي تتفق مع كرامة المهنة، ويمتنع عن ادعاء لقب أو انتحال صفة ليحصل على الخبر، وهو لا يأخذ مالاً من عمل حكومي، أو منشأة خاصة يمكن أن تصبح فيهما صفته الصحفية أو علاقاته، أو نفوذه عرضة للاستغلال. وهو لايوقع باسمه مقالات للإعلان التجاري أو المالي البحت، وهو لايرتكب سرقة أدبية، ولايسعى في أخذ مركز زميل له، ولا يعمل على فصله بان يتقدم للعمل بشروط أدنى. وهو يحفظ سر المهنة،ولايسيئ استعمال حرية الصحافة بقصد مغرض”.
الأخ الأستاذ فيصل محمد صالح،إبن حواء السودانية الولود،الذي يضيق كثيرا بلبس (الكرافتة) ولا يعنيه أن يلم بمهارات ربطها حول عنقه، هو كل ما تعنيه كلمة الصحافي الجدير بحمل اسم الصحافي، وأكثر من ذلك. هو مثال للصحافي الوطني القابض على جمر مبادئه، الملتزم دوما بثوابته الأخلاقية الصعبة في الأزمنة الصعبة،وهو دوما الكاتب الموهوب صاحب القدرات المهنية واللغوية الرفيعة والمعارف الموسوعية، وكل ذلك مجتمعا يطرحه كقدوة، ليس فقط لناشئة الصحافيين، ولكن لمجايليه ولمن سبقوه في محراب الصحافة، ولعموم الناس. فيصل رجل استثنائي في كل شيء.
منح الأستاذ فيصل جائزة بيتر ماكلر الصحفية لعام 2013م،تقديرا لشجاعته ونزاهته، وقالت مديرة الجائزة أنه “في الوقت الذي نستعد فيه للاحتفال بالذكرى الخامسة لتأسيس الجائزة، ما من شيء يجعلنا أكثر فخراً من تكريم الصحفي فيصل صالح”. وقد ظلت “غلوبال ميديا فوروم” بالتعاون مع الفرع الأميركي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” تقدم هذه الجائزة تمنح سنويا منذ عام 2009 تخليدا لذكرى بيتر ماكلر الذي كان رئيس تحرير مكتب وكالة فرانس برس في أميركا الشمالية، توفي إثر إصابته بأزمة قلبية في 2008، وأمضى ثلاثين عاماً في خدمة وكالة فرانس برس، وأدار العديد من مكاتبها في آسيا والولايات المتحدة. وكان أيضاً شغوفاً بالتعليم وتدريب الصحفيين، وأنشأ لهذه الغاية منظمة “غلوبال ميديا فوروم”.
قال الإعلامي السوري المحترم الأستاذ حسان غانم في مناسبة تكريم صحفية “كم هو رائع وجميل أن نقوم بتكريم أشخاص قدموا عصارة جهودهم في سبيل خدمة أبناء وطنهم ودفع عجلة الرقي بمجتمعهم وكم هو رائع أيضاً أن نكرمهم في حياتهم وليس فقط حينما يرحلون عن هذه الدنيا .فالتكريم بحد ذاته ظاهرة حضارية وقوة دفع , تجعل من المكرمين في حالة من التألق والعطاء, كما هو أيضاً أمثولة للنشء الجديد الذين سيلحظون ذلك التفضيل الجميل والتكريم لجهود عظيمة ,أعطوا الكثير من الخدمات الجليلة لمجتمعهم ، ولأن التكريم يعني وضع الشخص في مكانته المناسبة لعمله وإنجازاته و يدل على ثقافة أبناء المجتمع , وينم عن وعي الآخر و يدل على الاعتراف بالجهد الذي بذله المكرَِّم حتى ساعة تكريمه والإحساس بعطاء الآخرين..وللتكريم صوراً متعددة لا تقتصر فقط على إقامة مراسم الاحتفال وتكريم المحتفى به ,ولكن يجب أن نشعر المكرم أنه دائماً محط الأنظار والاهتمام ,وأن هناك الكثيرون الذين يثنون عليه وعلى جهوده وأعماله الرائعة حيال أبناء وطنه ,وبذلك يعطيه هذا التكريم تألق أكثر وحيوية ورغبة في تقديم الأفضل وإنجازات كثيرة نحن بحاجة إليها ، وبهذا يجعله التكريم ينتقل من دائرة مضاءة إلى أخرى أكثر ضياء”. ويواصل الأستاذ حسان القول بأن “تكريم أي صحفي هو تكريم للقلم الملتزم قضايا الجماهير، وهموم الوطن والمواطنين، كما هو في الوقت عينه تكريم للرجال الذين يحوّلون الواقع المدقع والمظلم إلى ضوء مبهج بالجهاد، والعناد، ومغالبة الصعاب، والانتصار على الفقر بالكدح الشريف، عبر المهن المتواضعة، والجهد الخلاّق الذي يحوّل الحياة إلى مناجم إبداع، ومنابر إشعاع”.
حصول فيصل محمد صالح على جائزة بيتر ماكلر لعام 2013م تشريف لفيصل بكل ما يحمله فيصل من جمال ونبل، وهو بنفس القدر تشريف للجائزة نفسها.
(عبدالله علقم)
[email][email protected][/email]
قدر ما اقول مافيش فايدة يلوح الضوء فى اخر النفق . لك الشكر الاستاذ علقم على الاضاءة
كسرة(شنو مافى حفلة وهجيج ومكرفونات وحلاقيمومبارزة طواحين الهواء والا هى لله)ولا ازيد على قولك سواء انه رجل والرجال قليل)
احببت كتابات فيصل كثيرا لامانته وفكره واحترافيته والاهم انك تجد الجديد في مقالاته ناهيك عن شجاعته وحدبه علي مظاليم الوطن مما عرضه لمضايقات شتي , المفارقة ان النكريم جاء من غرباء لنا بالمسافة واخوان لنا في الانسانية ! كنت قد قرأت مقالة المرحوم مصطفي محمود “حوار مع صديقي الملحد ” وتعجبت لاني لمست التهافت بيدي ولم استطع تفسيره حتي اسعفني فيصل بالقول الفصل وهو ان مصطفي خلق خصما هشا استطاع تدميره والتغلب عليه يسهولة ! ذلك ما كان يفعله الدكتور اسماعيل الحاج موسي في مقالاته الاخيرة التي انفض من حولها الناس فالناس ليسوا يالغباء الذي يصدقون فيه ان اي احد لايستطيع التغلب علي كائن لم يخلقه ءي العالمين ! تهانينا لكاتب المقالات الحقيقي فيصل