ضمير

٭ كل ما يرد الآن على لسان المسؤولين يجىء مقرونا بـ «اعتبار ما سيكون» من دراسة وتخطيط وتجهيز لبناء الوطن القادم بعد كارثة السيول، والامنيات الآن تترى بأن يصبح السودان على ذلك فعلاً، ليظل ما ورد دائما هو المحور القادم للعمل في السودان بعد الاستفادة من الاخطاء السابقة، فوزير البيئة حسن هلال وعد بعدم السماح لاية خطة اسكانية الا بشهادة خلو من الأثر البيئي، وهذه محمدة لوزارة البيئة ووزيرها الاتحادي لكن .. كيف ستمنع الوزارة خروج شهادات اخرى مغايرة لا تمر امام طاولة السماح؟ وتتسلل من نوافذ اخرى بسند قوي تذوب امامه المتاريس وتقفز فوق الطاولات، وتتعداها سريعاً لتخرج فجأة خطة إسكانية «ظلامية»! تنسرب بقدرة «كائن» من حسابات الأثر البيئي وتبرز عالية على سطح الارض.
٭ أولاً يجب أن نتخذ من الضمير الوطني حائط صد ضد كرات المحسوبية لتحقيق الامنيات على ارض الواقع، فمخالفات الاراضى كثيرة فى وطني، والبناء العشوائي موجود على خريطة المدن الثلاث داخل العاصمة الحضارية، فثورة من قبل معتمدها عمر نمر بدأت بازالة بعض الاسوار خارج المنازل لم تغير كثيراً في شكل العشوائي او مداهمته للشارع العام، لأنها لم تكن الا وليدة لحظة او ربما «مشوار» في شوارع المدينة التي ضاعت بسبب غياب الضمير الذي ترنح مع زيد وتمنع على عبيد وكل حسب «شيكاته».
٭ اخطاء كثيرة صاحبت قيام احياء ومساكن ومدنو ومازالت الدولة تخطئ في منح الاراضي في مناطق لا تصلح للسكن ولا يصلح طقسها الذي يفتقد للمقومات الصحية للوجود فيها، فعيوبها لا تحتاج للنظر مرتين. لكن رغم ذلك وبحجة هيكلة مدينة نحو المدنية والحضارة قفزت الحكومة على رقاب المواطنين واذنت لجرافاتها بازالة الممكن والمستحيل، فبرزت العديد من المشكلات واولها هجر الطلاب لمدارسهم لمعاونة اهلهم على الرحيل، فبذرت الحكومة بذلك بذرة امية استمرت مع اوجاع وتدفق الرحيل. فقد ترك الطلاب الفصول لجلب المياه فزادت الحكومة بفكرتها العرجاء صغاراً فى سن التحصيل الى سجل الأمية المتضخم يوميا!!
٭ غياب الضمير وظهور ثقافة «فلان مسنود» جعل الأوراق تتداخل مع بعضها، فما يأمر به «فلان» لا يجد تعاوناً من «علان»، وتتجلى هنا الولاءات وفروض الطاعة وطريقة تقديمها، فالتصنيف مهم لخطوة البداية التي تحتاج الى آلاف الخطوات بعدها.. ويفقد المواطن الحقيقة أو ربما يلمسها لكن بـ «دغمسة» وتغبيش، فيعجز عن الحديث فيها بأمر يمنع ذلك لكنه يستثني هذا
٭ وذات الأمر سالف الذكر يحول دون تنفيذ استراتيجيات اساسية لطريق واضح يتم فيه تنفيذ الخطط بجلاء خالٍ من الشوائب، مما ينعكس على البيئة وأثرها لتبقى هي الضحية وتبقى محاولات تعميرها من قبل المواطن فاشلة بالبرهان والدليل وفق المستندات الرسمية الممهورة بالاستثناءات التي مازالت هي السبب في «توهان» البلد في مستنقعات الفساد الموثقة لدى المراجع العام، والتي قصمت ظهر الشفافية في بلدي فاتت في مقدمة الدول التي ترعرع فيها الفساد، وما ألعنه هذا الفساد الذي قاد بعضهم الى محاولات الثراء والاستثمار فى آلام الوطن والمواطن الذي غادرت جثث أطفاله مع السيل وهو مكتوف الايدي!!
٭ إذن خطط وزارة البيئة التي تعتزم مهرها بإمضاء وزيرها لن تتحرك قيد أنملة ما لم يستيقظ الضمير وتعف اليد واللسان، وإلا فلا شهادة كالهلال نصاعةً لـ «هلال» تخلو من الأثر البيئي سيتم اعتمادها في وزارته لإسكان المواطن!!
٭ همسة:
إليها أزف تحيتي
امرأة شامخة.. نخلة
عالية نجمة
قادمة من رحم مهيرة
صدق وبهاء

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..