مَقتَلِ السُلطَان كُوَالْ .. وَمَحوِ آثَارِ الجّرِيمَةِ !!

مرت حتى الآن ، ما يقارب الأربعة أشهر ، منذ مقتل السلطان كوال دينق كوال 5 مايو 2013 ، وفى الوقت الذى يهرول فيه المؤتمر الوطنى بعيداً عن أرض الحدث ، هرباً من جريمته ، ويعلن فبركته الفطيرة على لسان إنتباهته ، بأن الجبهة الثورية كانت موجودة فى محيط مسرح الجريمة ، وهى من إطلقت عليه الرصاص بواسطة قناصة ، وأن مبرر تزامن تواجد مجموعات مسلحة منتمية للمسيرية ، مع ساعة الجريمة ، هى المطالبة بالأبقار المنهوبة ، والإحتجاج على زيارة القتيل لا غير ، إلا أن سلوك المؤتمر الوطنى بعيد الحادثة ، تشير من عدة أوجه أنه متورط بشكل ما فى تدبير وتنفيذ الجريمة ، إما بالمشاركة المباشرة ، أو توفير الغطاء التبريرى ، أو السعى فى التأثير على مجريات التحقيق ، ونراه ينجح حتى الآن ، فى إقناع قصار النظر ومحدودى الأفق.
لقد وقعت فئات شتى من الشعب السودانى ، ضحية لإستغلال الإسلامويين ، وخديعتهم ، إلا أن ما تعرضت له قبيلة المسيرية ، يفوق التصور ويثير الدهشة ، ويطرح التساؤلات عن ماهية المكاسب التى تجنيها خلف عصابة لا تحتكم إلى أخلاق ، ولا تلتزم بميثاق ، ولا تحفط عهداً !!
إخترق المؤتمر الوطنى ، قبيلة المسيرية منذ فترة مبكرة ، أيام التمرد الأول ، فإتخذ من بعض أفرادها جنوداً تأكلهم نيران الحروب مقابل مغانم صغيرة ، كالإطراء والمدح ، والوعود التنموية الكاذبة ، فى الوقت الذى ينقل منسوبيه من الخرطوم جواً للعمل فى مهن لا تحتاج إلى مهارات خاصة ، ويمكن لأفراد القبيلة ملء شواغرها ، كحراسة المنشآت ، وسائر الوظائف العمالية ، بل عمل على مصادرة إداراتها الأهلية ومنابرها ، وأعيد تطويعها لتنطق بما ينطق به ، وتغضب لم يغضبه ، وتعمل بسياساته الإجرامية ، التى لم تأت يوماً بخير ، له ، ولها ، وللسودان !!
شكّل المؤتمر الوطنى ، مليشيات موالية لها ، من المسيرية لأجل الإستفادة من مهاراتها القتالية ، وليتخذ منها أدوات إجرامية لتعيث بأرضها ، وأرض غيرها فساداً وقتلاً ونهباً ، ولترتكب بإسمها أشنع الجرائم ، ولتتورط فى أقذر العمليات ، بينما يتبرأ المجرمون الحقيقيون ، وينأون بأنفسهم ، فيهربون كما فى حادثة كوال ، ثم يقبلون مرة أخرى ، للعب دور العقلاء والوسطاء والحكماء ، وصائنى السيادة الوطنية !!..
لا شك أن المؤتمر الوطنى ، هو الفاعل الحقيقى فى حادثة سلطان دينكا نقوك ، وتؤكد على ذلك سلوكياته ما بعد الحدث ، وأولها إتهامات الإنتباهة للجبهة الثورية ، التى تنعدم لديها المصلحة والدوافع ، ولا تتوفر لديها غبينة تدفعها فى التفكير فى مثل هذا السلوك الطائش ، وعدم محاولتها أو نجاحها حتى الآن ، فى إستثمار الحدث ، رغم مرور أكثر من ربع العام ..
أما الناظر مختار بابو نمر ، فبعد تعازيه للدينكا فى فقد سلطانها ، وتأكيده أن فقد كوال ، هو فقد للمسيرية (وأحسبه صادق فيما يقول ) ، فقد صرف الإتهام بعيداً عن الكل ، واتهم قوات الامم المتحدة “اليونسفا” بتدبير وإرتكاب الجريمة ، ولن يخفى عليكم أن محاولته هذه ، هى لصرف الإتهام إلى جهات دولية ، وتفادى الدخول فى صدام مع جهات محلية ، والتخفيف من تداعيات الورطة الخطيرة التى دخل فيها ، هو وقبيلته ، بفضل المنهج الإجرامى وإضطراب عقلية المؤتمر الوطنى ، رغماً أن الفكرة نفسها تفتقر إلى إمكانيات التسويق..
أما عجائب الوطنى ، وسلوكه المدفوع ، بوساويس ما بعد الجريمة ، فقد تجلت فيما أفاد به مصدر ميدانى فى أبيى على الوجه التالى :
وافق على تكوين لجنة التحقيق الأفريقية المشتركة ، وإحتفظ بعضوية فيها ..
شارك كجانب سودانى في هذه اللجنة ، وتمسك (تضليلاً) بحقه فى إجراء التحقيق والتحرى ومحاكمة الجناة ، فى مقتل السلطان ، وأيضاً عدد من المسيرية .
وبحقه فى ضرورة أن يتم التحري أيضاً ، في تلك الأحداث بواسطة لجنة موازية ، سماها الوطنية (؟؟) وتم تشكيلها من قبل وزير العدل لتحقيق مبدأ السيادة الوطنية !!
ثم تحفظت !! وإعترضت إستباقاً !! ، على كيفية وصول اللجنة الأفريقية (الدولية) إلى النتائج حول التحقيق ، ووكيفية إعداد تقاريرها !!
فإقترح عليها بواسطة ممثليه ، ضرورة الإستعانة باللجنة الوطنية .. (؟؟)
فأقبلت اللجنة الوطنية ، على أداء مهمتها ، ولكن .. وقبل أن تفرغ من أعمالها ، تدخل المؤتمر الوطنى ، وطالبها بالتركيز فقط على الوصول إلى الحلول ، وليس إلى الجناة .. !!
ومنع التحقيق بالأسلوب الذى قد يوصلها إلى المجرمين ، أو كشف القناع عنهم !!
أو تظهر تورط أحدهم …!!
أو تلقى إتهاما على جهة ما …!!
أو تبنى قضية تصلح لتقديمها إلى القضاء …!!
والمهم فى الأمر … الوصول إلى حل ، والإتفاق على مخرج …
بمعنى آخر … البحث عن التسويات ، وإن شئتم … إخفاء آثار الجريمة ، منع التحقيق الجنائى ، منع تحقيق العدالة ..!!
ألم نقل لكم أن المؤتمر الوطنى ومنسوبيه من المسيرية ، متورطون فى هذه الجريمة.. ؟؟
أليس ذلك بسلوك المجرمين ؟؟ حتى التقليديين ؟؟
ستحرر القبيلة من بالوعة الإسلامويين يوماً !! وحتماً !! ومتأكدون من ذلك ، عندها فقط ،،، ستسمعون صوتها العقلانى الحقيقى ، وليست الأبواق الكريهة التى تصدر عن الوطنى .. بإسم المسيرية ..
اتفق معك تماما الاخ الاستاذ ابكر يوسف في ما اشرت اليه بأن الحكومة
استغلت المسيرية وما زالت تستغل حماستهم الزائدة للحرب والقتال
وباندفاع اعمى بغير حكمة وكانت مصلحة المسيرية في عدم الاندفاع ومحاربة
جيرانهم الجنوبيين لان مصلحة المسيرية وابقارهم واراضيهم تكمن في حسن الجوار
وفي عدم انفصال الجنوب عن الشمال ولكن قادة المسيرية لم يقدروا الموقف
خير تقدير ما بين وعود المؤتمر الوطني الكاذبة لهم وما بين حسن جوار مع الدينكا
والان يحصدون ما زرعوا لا ماء ولا مرعى ولا ارض ولا سلام ولا نسبة من بترول اراضيهم
ارجو من المسيرية ان يراجعوا حساباتهم وينفضوا يدهم من المؤتمر الوطني قبل ان
يفتنهم فيما بينهم .