هلموا إلى صحنِ الفول!

همسات
قال الله تعالى: “فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ” (سورة البقرة- الآية61).
ظلّ صحن الفول بطلاً للمائدة السودانية عبر عقودٍ من الزمن، ورُغم تضجر الكثيرين منه إلا أنهم يحنِونَ إليه سريعاً إذا ما غاب عن المائدة لأيام مُتتالية فهو الحبيب الذى لا غنى عنه حتى فى موائد الأثرياء، ووجبة الفول ليست حصراً على الشعب السوداني وحده بل يُنافسه في ذلك الشعب المصري الذي يعيش غالبيتهم على صحن الفول كوجبة رئيسية وكذلك فإن للشعب السوري ولاءً لصحن الفول وكذلك الشعب السعودي فهو رغم رفاهيته وإزدحام موائده بالمحمر والمشمر و(البيتزات) و(الكنتاكي) إلا أن صحن الفول يشكل حضوراً على إستحياء.
لكل من يظن أن الفول (عقاب رباني) فقد نُشرت دراسة مؤخراً خُلاصتها أن تناول صحن من الفول عند الصباح كافياً ليجعلك سعيداً طيلة ما تبقى من اليوم وأقلّ عُضةً للتقلبات الإنفعالية وأشدّ إستغراقاً في النوم، لأن الفول من البقوليات الغنية التي تحتوي على نسبة عالية جداً من البروتين وتعتبر بديلاً اقتصادياً عن اللحوم (صحن فول ولا أجعص جدادة)، كما يعتبر الفول مصدر للألياف الطبيعية التي تساعد على على إفراز مادة (السيراتونين) التي تلعب دورا مهما في تنظيم مزاج الأنسان مما يُسبب السعادة ويبعد شبح الكآبة، وتزداد أهمية صحن الفول وفائدته للجسم إذا ما إضيفت له المحسنات و قُدّم مُصَلَّحَاً (مخلوطاً بمكونات أخرى) مثل: الطماطم،البهارات،البصل،الجبن،اللبن الرائب، الطعمية،البيض،لحم التونا المُعلبة و الطعمية وغيرها مما نعرفه جيداً ونبرع فيه.
الفول مُفيد جداً لمرضى السكر (أو السُكري) فقد أوضحت نفس الدراسة أن تناول الفول هو من أفضل الوجبات في تغذية مرضى السكري لإحتوائه على نسبة مرتفعة مِن الألياف الغذائية وبخاصة «الصموغ» التي لا تهضم ولا تمتص في الجهاز الهضمي للإنسان، فتقوم بامتصاص جزيئات السكر من على سطوحها الكبيرة نتيجة انتفاخها بالماء داخل الأمعاء، مما يساعد على تخفيف حدة ارتفاع مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى أنه يساهم بمد الجسم بالكربوهيدرات والبروتين اللازم لمريض السكري.
أما لأصحاب (الريجيم) والوزن الزائد فقد أتاكم الفرج الرخيص (على الأقل هو أرخص من الفواكه التى تستخدم لملئ المعدة أثناء الريجيم)، فمن الملاحظ أن هضم الفول يستغرق مدة طويلة لإحتوائه على نسبة عالية
من مادة التانينات التي تثبط عددًا كبيرًا من إنزيمات الهضم مثل التربسين والببسين لذلك فهو يستغرق مدة أطول في هضمه ويعطي إحساسًا بالشبع.
لا يمكن مُغادرة الحديث عن الفول دون التطرق لذكر سيد الوجبات الشعبية السودانية (البوووووش)، وهو ليس مجرد وجبة وحسب بل هو من أكبر وأعمق مظاهر التكافل والمشاركة بين أفراد المجتمع السوداني، فهو صديق شبه دائم لتجمعات العمال والموظفين الذي يحتمل فقرهم وفلسهم عند خواتيم الشهر فما يدفعه البعض يكفي عن الباقين فى دنكلة صحن البوش المصلح ليألكوا منه جميعاً بالبركة، فهو يحتوي القليل من الفول الكثير من الخبز وبعض المحسنات القليلة الأخرى ليخرج لهم في أبهة حُلة أشهى وألذ من خروف محشي وبارك اللهُ في طعامٍ كثرت فيه الأيادي.
أخيراً: (الفولُ فولي زرعتهُ وحدي وحصدته وحدي وسآكُلُهُ وحدي)
عبير زين
[email][email protected][/email]
بالهنا و الشفاء يا عبير الزين
حكامنا اللصـوص الكذابين يرددون بأفواههم (لا للسلطة ولا للجاه هي لله) قد نهبوا وافسدوا كل شئ حتى الحرث ولم تعد الارض تنبت ما يكفي وذلك لتدميرهم المشاريع الزراعية وبيعها وانتفخت كروشـهم من أكل المال الحرام حتى صار بعضهم لا يستطيع المشي يزحف زحفا.. المهم صحن الفول ذاته لم يعد في متناول الكثير من الأسر.. لذا ما تقولينه كلام فارغ.. شـكلك يوحي بأنك كوزة والعياذ بالله..
ليس الفول وحده ما تجود به أرضنا الطيبة المعطاءة (أو المعطاء) فقد سمعت سيدة لبنانية (عجوز) لها برنامج محضور ومشاهد عن العلاج الشعبي، ذكرت هذه السيدة، أنها كانت في إيطاليا وتعرفت في سوق البقوليات على (الحبة السحرية) التي يبلغ ثمن الكيلو الواحد منها حوالي 35 دولاراً. ولم تكن تعتقد أن هذه الحبة السحرية التي تعالج الكثير من الأمراض كما أنها سهلة الهضم وغنية بكثير من المواد التي لا استحضرها الآن. زارت هذه السيدة السودان وفوجئت عند تجولها بسوق البقوليات في أمدرمان، بكثرة ووفرة هذه الحبة السحرية التي لا تجبل أي إقبال يذكر من المشترين. ولما سألت عن اسمها قيل لها أنها تسمى (عدسي).!! وأن العدسي يستخدم في رمضان فقط كبليلة فقط؟؟؟ وتساءلت هذه السيدة عن سبب إغفال وإهمال السودانيين لهذا المنتج الرائع!!!
* لا يغرنك (المحمر والمشمر) فهي لا ولن تصل لمستوى (الشية والنية) التي عندنا (النية هي المرارة وأم فتفت وكبدة الإبل). ولا تصل إلى (المحمر والمقمر) بتاعنا وهو (كباب الحلة وكباب الفرن). دليلي على ذلك هاتي أي ولد صغير من بتوع السودان وأطلبي منه أن يصارع ابن مغترب (من فصيلة نباتات الظل التي تعيش على الكنتاكي)، تأكدي أن الطفل الذي تربى في السودان سوف يصرع (نديده) المغترب بكل سهولة.
* سوف أذهب الآن لطبخ بليلة عدسي أرسلته لي زوجتي وقد وصل بعد انتهاء رمضان لكن لا بأس من أكله الآن لكي نعيش معكم الأجواء الخريفية التي تحفز على كتابة مثل تلك الموضوعات الشيقة.
استاذة عبير ..حرام عليك ..برضو فول ؟ والله عملت للحكومة مخرج من نقتنا ..وحانكابسهم فى اللحمة ..واقلبي الصور خليهم ياكلوا فول ونحنا ناكل اكلهم ..ولله فكرة ممكن يتخارجو من بلد تحرم على المؤتمر الوطنى اللحوم ..وبما انهم عشاق لاطايب الطعام فقطعا سيذهبون .. وقطر عجيب .. يودى مايجيب..وكل بوش وانتى طيبة..
ياختي مالك علينا ! اسي تلقي الجماعة شمروا للتصدير ! الكيلو بي ربع مليون جنيه ! طيب البترول الكتّل نص اهلنا دا دايرين بيه شنو ؟
يا مرة انتي ما عندك شغلة ؟
إيه دا ؟ صحن فول وصحن بوش وصحن كلنتون ، انتي عايزة تتكلمي عن إيه ؟
ذكرتيني بقصة (الدجاجة الصغيرة الحمراء ) شكلك كدا دفعتنا .