أسباب عجز الرئيس عن الوفاء بشروط التوبة النصوحة

لم يكن إقرار الرئيس بتاريخ (الأربعاء 23/7/2013) بأن أياديهم ملطخة بدماء المسلمين إلا إقرار بالذنب وما إرتكب نظامه من الآثام والموبقات في حق الرعية إلا أن ما أصاب البعض بخيبة أمل أن ذلك الإقرار بالذنب لم يكن كافياً لشروط التوبة النصوحة فالإقرار لم يتبعه الرئيس بإقلاع عن الذنب والعزم علي عدم العودة ولم تكن الشروط عصية علي الرئيس فلم يكن المطلوب منه سوي حزمة من القرارات تقنع المعارضين أن هنالك تحولاً في المواقف المتشددة للنظام وأن التوبة كالإسلام يمكن أن تجب ماقبلها.

غير أن المقربين من صنع القرار والذين يدينون بالولاء للرئيس وجناحه لا يداخل نفوسهم الشك في أن عزم البشير علي التغيير تعترضه صعوبات وعوائق يعجز هو ومن إتبعه عن تجاوزها بلا تضحيات أو حروبٍ شاملة في مواجهة كل من يقف حجر عثرة في سبيل إبطال أي جهود لتصحيح مسار المشروع الإسلامي (إن كان موجود أصلاً) بعد حمي الفساد التي إجتاحت رموزالحزب الحاكم ووباء (غياب الضمير والوطنية) الذي ضرب بأطنابه في كل أركان النظام حتي أقعد بالبلاد عن اللحاق بركب الأمم وأعجزها عن التطور والنماء.

وفي الوقت الذي يبدو فيه أن أهم الصعوبات التي تعترض البشير هي مذكرة القبض عليه والتي صدرت في العام (2009م) وحدت من تحركاته دبلوماسياً ودولياً يعجز الرئيس والموالين له عن إيجاد أي أسبابٍ أو أعذار للفكاك من الشباك التي نصبت في الأجواء لإقتناصه ..يضاف لذلك أن الرئيس نفسه في (حالة إنكار) لذلك الواقع ولا يهديه (تحليل) الأحداث إلي الوصول لدلائل وبينات تؤكد له أن قراراته السالبة في معالجة (أحداث دارفور) هي التي وضعته في رأس قائمة المتهمين وأن الأمر قد قضي وفي نظر المجتمع الدولي أن رئيس النظام في السودان ومنذ العام (2003م) كان يشجع ويأمر جيشه النظام بإرتكاب المجازر التي تشيب لهولها الولدان ولم يأمر بتشكيل لجان للتحقيق أو يقوم بدحرجة بعض الرؤوس من أعوانه ليثبت للعالم أجمع أنه لم يأمر بتلك المجازر .

إذاً رئيس الدولة في حالة (خطر دائم ) وقد أفلت مرتين من تنفيذ أمر المحكمة الجنائية في مواجهته في أقل من أسبوع (نيجريا والسعودية ) وهذا مؤشر يؤكد أن الخناق قد بدأ يضيق حول عنق الرئيس وظني أن المقربين منه ربما نصحوه بأن يكون في حالة (سكون ) حتي تمر العاصفة ليبحثوا له عن تدبير آخر للتسلل لدولة أخري (خفية) ليثبت النظام للعالم أنه يتحدي قراراته في أسلوب (ساذج) للإلتفاف حول الأزمة بعد العجز عن فك رموزها وإزاحتها عن صدر النظام وإيجاد مخارج مؤقتة للرئيس لإسترداد أنفاسه .

كما أن النظام في حالة خلافات دائمة ويأكل بعضه بعضاً وليس في كنانته حلولاً ناجعة لأزمات الوطن وتعقيداتها بالغة الصعوبة فالحروب تنتشر في طول البلاد وعرضها والدولة تعاني من العزلة الدولية وتتمسك بعلاقات دبلوماسية (مشبوهة) مع أنظمة شيعية متشددة وتنتهج مواقف ضبابية في علاقاتها مع دول الجوار ومجتمعها الإقليمي والعربي فهو ينشيء علاقة دبلوماسية ثابتة مع نظام (طهران) العدو الرئيس لمجلس التعاون ويتذمر من غل دول المجلس لأياديه عن الوقوف مع البلاد في أزماتها ويصادق النظام السوري (رغم أياديه الملطخة بدماء الشعب السوري) ويبيع السلاح سراً لمعارضيه ثم ينتهج سياسة (دس الأنف) في الشئون الداخلية للدول ويضج بالشكوي لتدخل الآخرين في شئونه مما يؤكد (خبل) النظام وفقدانه لبوصلة (الحكم الرشيد) والدبلوماسية الحكيمة.

النظام الإسلامي ودولة (الكيزان) تعي تماماً أن قوات الجبهة الثورية تشكل عاملاً ضاغطاً في مواجهة نظامه (الفاشي) والإقصائي ولا بديل لقوة المعارضة لتحقيق أحلامها سوي إزاحة النظام ومحوه من الوجود وتقدم رموزه للعدالة والقصاص ولكن هذا البديل الذي يمكن تحققه لا يصادف هوي عند الغالبية العظمي من الشعب الذي لن يقبل إبدال نظام (دموي ) و(فاشستي) بآخر تقوم (أيدلوجيتة) ووجوده علي ثوابت تفتقد للقومية وتغليب مصلحة الوطن .

البلاد تدخل في نفق مظلم ومستقبل شديد السواد وأرض تتهيأ للدماء وغبار الصراع في غفلة النظام وعجزه عن قراءة الواقع المؤلم للبلاد التي (أفل نجمها ) ولا حت بوادر فنائه بفعل (تخبط) النظام وفشله في إدارة البلاد وعجزه التام عن تدارك أخطائه أو معالجتها وقد لاحت بوادر (التململ) و(علامات) الطوفان القادم وإزدادت وتيرة الإحتجاجات الشعبية التي ضاقت بنظام فاسد ( ينخر) السوس في عظامه وينظر لخطوة (التعديلات الوزارية) نظرة ملئها الشكوك والريبة بحسبان أنه تدبير لن يزيح (كابوس) هذا النظام بل يكرس لبقائه .

وما هو مؤكد أن هنالك أصوات تعلوا وهي تنادي بالمصالحة الشاملة وتوجيه ركب البلاد إلي حكومة قومية شاملة وفترة إنتقالية وهي المخرج للنظام ورموزه وإنقاذه من نهايته المحتومة إلا أن المنادين بذلك الحل يواجهون رموز وأجنحة متصارعة تغلب مصلحتهم الذاتية وتضعها حتي فوق مصلحة الدين والوطن وهم أعداء العقيدة والوطن وصنيعة النظام عبر سنين فساده ودولة ظلمه وهؤلاء علي إستعداد أن يذهب كل الوطن ويبقوا هم في أبراجهم العاجية وجزرهم المعزولة عن هموم الشعب ومعاناته ولا يخفي عنهم أن أي تغيير في خارطة الحكم يعني ذهاب دولتهم وإندثار العز والنعيم الذي فيه يرفلون .
التغيير يبدو بطيئاً ولكنه قادم والصبر علي مكاره النظام يزيد من (فاتورة) القصاص وعودة الحق المسلوب لأصحابه ولن يبتسم (متعجباً ) من (إجتراء) هذه العصابة علي الله وحلم الله عنها ففي إطالة أمد النظام رغم ظلمه وفساده (وهم يعلمون) حكمة لا يعلمها إلا الله وعلي الشعب أن يصبر ويأخذ بأسباب التغيير لعلهم بذلك يفلحون.
عمر موسي عمر – المحامي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا الخنزير الخائب أدمن الفساد والإنحراف وكل أصناف الرزيلة فكيف له أن يقلع عنها وكما يقول المثل لا يستقيم الظل والعود أعوج فهذا الخنزير قضى جل عمره في الرقص والمجون يستهتر به الصبيةالمراهقين من الجبهة النفاقية يغنون ويعزفون له وهو يرقص كالعروس في للة زفافها حتى جعلوه مصدر سخرية وتهكم من شعوب ورؤيساء دول العالم وذهبوا بوقار وهيبة ورمزية البدلة العسكرية التي يرتديها وأصبح وصمة عار في جبين المؤسسة العسكرية التي ينتمي أليها وأصبح رمز خزي وعار يندى له جبين كل جندي
    واهم من يظن أن هذا الخنزير يمكن أن يستقيم وينعدل حاله لأن المثل السوداني يقول أرجى سفيه لا ترجى باطل فالسفيه الصعلوك يمكن أن يتوب وينعدل حاله ويستقيم ولكن الباطل يستحيل أن ينعدل حاله ويستحيل أن يسترد نخوة رجولته التي فرط فيها بمحض إختياره وارادته فهو سوف يظل على خيابته وعمالته وخيانته وانحرافه وفساده إلى أن يغادر هذه الفانية
    واتحدى أي شخص يراهن على أن يخرج هذا الخنزير الخائب من حالة الاعتكاف التي يبشر بها أفراد قطيعه بقرار مفيد أو رأي سديد بل سيكون خروجه بكارثة جديدة على البلاد والعباد هذا الخنزير السافل الواطي الفاسد التافه المنحرف الخائب الحرامي الحل الوحيد هو إبادته هو وافراد قطيعه وحرقهم في ساحة عامة أحياء ليكونوا عظة وعبرة لمن تبقى من خنازير الإسلام السياسي في المنطقة

  2. يا أستاذ عمر ، لك التحية ،أنت محامى و المحامون دائماً حريصون على إختيار ألفاظهم بعناية و لى مأخذ عليك فى قولك (النظام الإسلامى و دولة الكيزان تعى تماماً أن قوات الجبهة الثورية تشكل عاملاً ضاغطاً).
    يا أخى هذا ليس نظاماً إسلامياً ، نعم دولة الكيزان لكنهم بعيدون كل البعد عن الإسلام و تعاليمه السمحة إنهم ثلة من الماسونيون و تعرفون تماماً ما هى المنظمات الماسونية و فروعها و ما هى أهدافها حول العالم و ما فصل الجنوب و خلق الفتن و النزاعات القبلية إشعال الحروبات فى كل بقاع السودان و سفك دماء الأبرياء بدم بارد إلا جزءاً من تلك الوسائل التى تحقق لهم الإنفراد بحكم و خنق الشعب ليعيثوا فساداً و إفسادا و سيظل صراع الشعب السودانى معهم صراعاً بين الحق الشعبى و باطل الكيزان فإذا كان للباطل جولة الآن فسيكون للحق صولات و جولات بإذن الله .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..