قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (UNISFA) تخرق قرار مجلس الأمن 1990

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم أن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي و التي يرمز لها إختصاراً ب(يونسفا) قد أُنشئت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1990) بتاريخ 27 يونيو 2011م ، بعد توصل حكومتي جمهورية السودان و جنوب السودان لإتفاقية الترتيبات الأمنية المؤقتة لمنطقة أبيي الموقعة بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا في 20 يونيو 2011م ، و قد حدد القرار مهام هذه القوة بجلاء للمساهمة في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في الإتفاقية المشار إليها ، حيث تم نشر (4200) جندي من القوات الأثيوبية بالمنطقة و أكملوا إنتشارهم بعد إعادة نشر القوات المسلحة السودانية و قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان من منطقة أبيي لتؤول إلى هذه القوة مهمة حفظ الأمن بمنطقة أبيي حسب خارطة هيئة التحكيم الدولية بلاهاي .
في البدء مارست هذه القوة مهامها بجدية و حيادية أشاد بها جميع سكان منطقة أبيي من المسيرية و دينكا نقوك ، و هذا حق يُقال فقد قامت بمهامها في حفظ الأمن و مساعدة المدنيين بكفاءة و حيادية تامة طيلة سنتها الأولى في أداء مهامها بل خلقت صداقات مع المجتمع المحلي ، و ساهمت في تقديم الخدمات العلاجية و توفير المياة و الترحيل في حالات الطوارئ متجاوزة أحياناً القوانين الخاصة باستخدام وسائل و مركبات الأمم المتحدة لغير الموظفين ، و لكن بعد فترة من التبديلات الروتينية للقوات و متابعات الحركة الشعبية من خلال إدارتها المشكلة من طرف واحدة و المتواجدة بالمنطقة و غياب جانب السودان و ممثليه بدأت هذه القوات تغير في سياساتها بالمنطقة مما جعلها تنحاز بشكل واضح و فاضح لجانب جنوب السودان و دينكا نقوك ضد السودان و المسيرية و الشواهد على ذلك كثيرة و بينة مما يجعلها تقع في خرق قرار مجلس الأمن الذي أنشأها و يخرجها عن مبدأ الحيادية الذي تمارسه الأمم المتحدة و وكالاتها كافة ، فقد حدد القرار (1990) مهامها كما جاء بالفقرة (2) في :
(أ‌) رصد إعادة نشر أفراد القوات المسلحة السودانية و الجيش الشعبي لتحرير السودان من منطقة أبيي على النحو الذي حددته محكمة التحكيم بلاهاي و التحقق من ذلك ، و تكون منطقة أبيي من الآن فصاعداً خالية من أية قوات عدا أفراد القوة الأمنية المؤقتة و دائرة شرطة أبيي .
(د‌) تيسير تقديم المساعدة الإنسانية و حرية تنقل العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية بالتنسيق مع الهيئات المعنية بمنطقة أبيي على النحو المحدد في الإتفاق .
الفقرتان أعلاه وردتا ضمن فقرات أخرى في البند (2) و قد ذكرناهما لنبين مدى خرق هذه القوات لمهامها ، ففي مجال رصد إعادة إنتشار القوات المسلحة و قوات الجيش الشعبي إلى خارج منطقة أبيي نجد أن :
? قوات الجيش الشعبي أعادت إنتشارها مجدداً إلى داخل منطقة أبيي ، بل هنالك شواهد على معسكرين في كل من تاج اللي إلى الشرق من مدينة أبيي و منطقة أقوك إلى الجنوب من بحر العرب ، و قد ظل معسكر تاج اللي يمارس عدوانه على المسيرية و بعض ممارسي التجارة مع منطقة ميوم من السودانيين ، حيث سُجلت عدة حوادث قتل كان آخرها قبل أسبوع في مقتل ثلاثة شباب من المسيرية بمنطقة أم خرائط برصاص الجيش الشعبي و كان قبلها عملية مقتل (8) من السودانيين و جرح (11) في ذات المنطقة و بشهادة هذه القوات الأممية التي لم تحرك ساكناً .
? تواجد أعداد مقدرة من قوات الجبهة الثورية بمنطقة أم خرائط و إلى الجنوب منها و هي تمارس نشاطها دون تدخل من هذه القوة الأممية التي من مهامها حماية أبيي من أية قوة عسكرية عداها و دائرة شرطة أبيي ( التي لم تؤسس بعد) .
بينما نجد الفقرة (3) من القرار 1990 المستندة للفصل السابع ، تقرر الآتي ضمن مهام أخرى:
(د) القيام دون المساس بالمسئوليات المنوطة بالسلطات المختصة ، بحماية المدنيين المعرضين لخطر العنف البدني الوشيك في منطقة أبيي .
(هـ) حماية منطقة أبيي من الغارات التي تشنها عناصر غير مأذون لها على النحو المحدد في الإتفاق .
(و) كفالة الأمن في منطقة أبيي
هنا نستطيع أن نقول باطمئنان أن هذه القوة قد إنحرفت عن القيام بالمهام المنوطة بها وفقاً للقرار 1990 بحيادية و نزاهة بل نستطيع أن نجمل تجاوزاتها في عدة نقاط هي :
? أن هذه القوة منعت المدنيين السودانيين من التحرك بحرية داخل المنطقة و منعت رعاة المسيرية من الوصول إلى مصادر المياة و مدينة أبيي ، بل أغلقت الطريق المؤدي إلى مدينة أبيي من بلوم التي تبعد حوالي 37 كيلو متراً ألى الشمال من مدينة أبيي ، في الوقت الذي سمحت لمواطني دولة جنوب السودان بحرية الحركة دون قيود و فتحت الطريق لكل التحركات و النشاطات بما فيها التحركات الحكومية لدولة الجنوب و جيشها.
? منعت الإدارة الأهلية للمسيرية من التواصل و الوصول إلى مدينة أبيي في الوقت الذي إصطحبت الإدارة الأهلية لنقوك للوصول لكافة مناطق أبيي بما فيها مناطق المسيرية في الشمال لأكثر من مرة ، و آخرها كانت التي بصحبة السلطان كوال دينق مجوك و نائب رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة دينق مدينق في 4 مايو 2013م ، و التي أدت لإغتيال السلطان كوال و (13) شاباً من المسيرية برصاص هذه القوة التي من مهامها حمايتهم.
? تهجير المسيرية من قراهم ، و ما حدث من تهجير سكان قرية (قولي) التي تبعد ثلاثون كيلو متراً للشمال من مدينة أبيي خير شاهد على ذلك ، حيث أبلغ القائد الأثيوبي مواطني قرية قولي بإخلائها خلال ثلاثة أيام و إلا فإنه غير مسئول عن حماية أمنهم بعد ذلك الوقت ، في الوقت الذي يشكل سور لحماية العائدين من الدينكا نقوك و توفير الأمن لهم .
? غض الطرف عن قوات الحركة الشعبية التي تعسكر بالمنطقة و تشن غاراتها بشكل متواصل على طريق دفرا ميوم و قتل العابرين .
إن هذه القوة قد خرجت عن تفويضها الممنوح لها من مجلس الأمن الدولي و بدأت تمارس الإنحياز الواضح و المفضوح ، و لكن نقول أن تأثير الحركة الشعبية بتواجدها على الأرض و فرض رأيها في ظل غياب جانب السودان و بقاء ممثليه في الخرطوم قد ساعد في هذا التحيز ، و لو نظرنا بموضوعية للأمر فإننا نقول أن غياب حكومة السودان ممثلة في لجنتها الإشرافية و هياكلها التي تحمل اسم أبيي و لا تعرف عنه شيئاً ساهم في هذا التحول لهذه القوات بإتجاه محاباة الجنوب و دينكا نقوك ، مما يجعلنا نطالب حكومة السودان بتفعيل لجنتها الإشرافية و إلزامها بالتواجد بالمنطقة إسوة برصيفتها في جنوب السودان لتساهم في تقديم الخدمات و خفض التوتر .
أمبدي يحيى كباشي حمدوك
الأمين العام للهيئة القومية الشبابية لمناصرة قضية أبيي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. برافو عليك يا أمبدي تكلمت بلسان معروف لذوي الألباب و ليتك لوذكرت إنحياز قائد اليونسفا للنقوك و تمكين المسيرية من قتله و قتل سلطان المسيرية بدم بارد و الإنحياز واضح عند سكوت اليونسفا و عدم ردها علي العدوان عند فقد قائدها و أفراد من قواتها في ذلك الحادث و أخيراً كنت قايلك أنت فاهم أن الحكومة معتمدة عليكم في حسم هذه المتاهة لكن لقيتك تستجير بالحكومة و الناس كلها عارفة أن الحكومة جات من لاهاي مفارقة أبيي فراق الطريفي لناقته و الحكومة قالت علي لسان بشيرها بالفوله مايو 2011م للمسيرية أن يحاربوا الجنقاي و هم واقفين بدون سواتر أو سترات واقية من الرصاص كما توصي قواتهاالخاصة لكن أمثالك يا أمبدي لا يفهمون الوافع الا ضحي الغد (الله يكون في عونك يا إخونا في الإنسانبة)

  2. أخى أمبدى نحيكم على متابعكم لقضيتكم وقضية الوطن ككل ولولا اهمال هذه القضية الحساسة لماصبحت ازمة بهذه الصورة المقززة التى تبين لنا أن المؤتمر الوطنى الحاكم لن يفيد ولن يكون حريصآ للمواطنين وعلى ارض ابيي، فبالله عليكم كيف لنا أن نطمئن بعد التجاوزات الخطيره لبعثت UNISFA التى ذكرتها والتى تعلمها حكومة السجم… والقادة فى الجنوب يعتلون المنابر فى جوبا ويطلق تصريحاته دون أن تصدم بالحواجز الدولية والقانونية.
    وانتم في معركتهم المصيرية تحتاجون الى لجنة حقيقة تخدم القضية لا مدعين واساطين يوظفون القضية لخدمة ذواتهم أو بمعنى آخر انتم الشباب أصاحب القضية .. لأن الذى يهمة مواطن قولى يسطيع يسع كل هموم المسيرية وآمالهم وأمانيهم ولا يشغله منصب أو وظيفة حتى ولو كانت في قمة الهرم الوظيفي أو السيادي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..