الدعوة لتجمع قوى الأستناره والتحذير من الأخوان!

وجدت نفسى مضطر للتوقف مؤقتا عن المواصلة فى نشر حلقات كتابى الذى انتهيت منه بعد ثورة 25 يناير المصريه وقبل ثورة 30 يونيو، التى اعادت لنا ذكرى ورائحة ثورة 21 اكتوبر وانتفاضة 6 ابريل، بعنوان: (خطر الأسلام السياسى على قضية المواطنه والديمقراطيه ? مصر نموذجا)، وسوف استمر فى نشر الكتاب خلال الأيام القادمه أن شاء الله.
كان ذلك التوقف ضروريا لتوضيح امر لابد من توضيحه من أجل رد الحقوق لأهلها، الذين لم يسعوا لجنى منفعه ماديه من خلف ما يقومون به من جهد فى مجال (الأستناره) والتنوير وما يقدمونه من فكر .. وفى الأدب العربى هناك باب يسمى (بالسرقات الأدبيه) وهى لا تعنى سرقة بالمعنى (الحرفى) المعروف، ويحدث كثيرا أن تتطابق (فكرة) شاعر أو قصيدته مع شاعر آخر لا يعرفه ولم يسمع به ولم يقرأ ما كتب، رغم ذلك تطابق فكرته تماما مع مكتبه ذلك الشاعر أو الأديب ويسمون هذا النوع من السرقات (بوقع الحافر على الحافر) .. وهناك نوع آخر يسمى باستراق السمع.
لذلك كثيرا ما يشفق شاعر على فكرته ويسعى لنشرها قبل أن تخطر مثلها على ذهن شاعر آخر فينظر للشاعر الأول وكأنه سرق تلك الفكره من الشاعر الثانى الذى عرضها على الملأ قبله.
ولقد قال لى الفنان (مجذوب اونسه) ذات مرة أن شقيقه الشاعر الرائع (الحسين أونسه) كان يتضائق كثيرا بسبب تجميد (مجذوب) للأغانى التى يكتبها له ويتباطأ فى اخراجها للناس رغم اكتمالها وكان يقول له أن (فكرة) القصيده يمكن أن تخطر على مخيلة شاعر آخر، فتقضى على نفس الفكره التى صاغها شاعر قبله لكنها لم تظهر للناس.
على كل حال لا يضير الأنسان شيئا اذا تبنى أنسان آخر فكرته أو اذا تلاقيا فى ذات الفكره طالما كانت تخدم الأنسانيه.
الشاهد فى الأمر لقد طرحت فكرة تجمع للقوى (الديمقراطيه والليبراليه) فى المنطقه، يضم افراد وأحزاب وكيانات من الدول العربيه والأفريقيه بسبب تنامى مد (الأسلام السياسى) فى المنطقه وخطره على دول مثل السودان شمالا وجنوبا ومصر واثيوبيا وارتريا ويوغندا وكينيا وليبيا وتونس والمغرب ودول الخليج بل والعالم كله، بعض حكموه وبعض آخر يسعون لحكمه، وذلك الأقتراح طرحته فى مكتب الأستاذ/ نبيل عبد الفتاح (مدير مركز الدراسات التاريخيه والأجتماعية) بمؤسسة الأهرام ، فى حضور الدكتور/ أحمد عباس رئيس (الجبهة السودانيه للتغيير) ومعه الدكتور / صالح خلف الله بابكر عضو مجلس قيادة الجبهة.
وكان ذلك خلال الفتره الأنتقاليه لثورة 25 يناير وقبل فوز (محمد مرسى)، مرشح الأخوان برئاسة جمهورية مصر.
أما التحذير من خطر جماعة (الأخوان المسلمين) ولهفتهم الشديده على حكم مصر لتاسيس دولة الخلافه (الكبرى) التى تبدأ بالدوله الأسلاميه فى وادى النيل ثم تتمدد بعد ذلك ، ذكرته فى العديد من الندوات فى مصر وبعض القنوات الفضائيه وأهمها الندوه التى قدمتها قبل اربع سنوات تقريبا فى دار (الجمعية المصريه لحقوق الأنسان) بشبرا، التى يرأس مجلس ادارتها الدكتور الرائع (نجيب جبرائيل) الذى كان مستشارا قانونيا للبابا السابق (شنوده)، وهو (مسيحى) لكنه عضو فى (رابطة العالم الأسلامى) وجمعيته تضم عدد من المسلمين والمسيحيين وكان بجانبى أخى وصديقى (مبارك مانكادان) الذى وصلتنى الدعوه عن طريقه، وفى تلك الليله تحدثت لأعضاء الجمعية عن تجربة الأخوان المسلمين المريرة فى السودان، وكيف انهم ابادوا حوالى 2 مليون و500 الف سودانى معظمهم من الجنوب ودارفور وكيف تسببوا فى انفصال الجنوب بتبينهم لمشروع (الدوله الدينيه) رفضا للدوله (المدنيه الديمقراطيه الحديثه)، ومن الصدف الغريبه فى تلك الأمسيه وخلال حديثى وردت معلومه عن تعيين شيخ الأزهر الحالى الدكتور/ أحمد الطيب، خليفة لمن سبقه، وعندها استاذننى الدكتور (نجيب جبرائيل)، لكى يذيع ذلك الخبرعلى اعضاء الجمعيه ففرحوا جميعهم مسلمين ومسيحيين وصفقوا سعداء بذلك الأختيار.
ثم واصلت فى الندوه وشرحت المعنى الذى نقصده فى السودان (بالأسلاميين) وقلت لهم أنه يطابق ما تقصدونه فى مصر (بالمتأسلمين)، وهؤلاء جنس آخر غير (المسلمين)، أنما المتاجرين بالدين وبالأسلام ووقتها تضائق الكثيرون من اعضاء الجميعة لهذا الشرح وقالوا أنهم لا يعترفون بهذا التعريف ولا يرونه صحيحا ويرون أن (المسلمين) شئ واحد، بل اشفق على بعض (المسيحيين) وقالوا لى مثل هذا الحديث يمكن أن يعرضك لمتاعب كثيره فى مصر، وكان ردى عليهم ربما يكون هذا الفهم صعب عندكم فى مصر بسبب الأرهاب والهوس الدينى الذى لم ار له مثيل، لكن فى السودان وعلى الرغم من اننا محكومين بنظام (اسلاموى) باطش ودموى ، لكننا لا نخشى من البوح بمثل هذا (التعريف) ومن الحديث عن افكار اشد عن ذلك من الصعب البوح بها فى مصر.
فى الختام يسرنى ويشرفنى ذلك ولا يضرنى فى شئ أن يتبنى تلك الأفكارأى انسان طالما كانت تفيد الأنسانيه، لكن ليت اؤلئك المفكرين يحفظون حقوق الآخرين الأدبيه، طالما لا يجنون فوائد ومنافع ماديه من وراء ذلك.
والله من وراء القصد.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email] تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]