طبيز عديم الميز

بشفافية
«طبيز عديم الميز»
حيدر المكاشفي
وفي رواية أخرى «طبيز قليل الميز» وفي ثالثة «جغميس قليل الميز»، هذا ما أفادني به من طلبت عونه لمزيد من الشرح والتوضيح لهذا المثل السوداني القح، لا أدري ما هو السبب الذي جعل من سألتني عن معنى هذا المثل والمناسبة التي يُضرب فيها تختاره من بين كل الأمثال السودانية الأخرى، ولكن الذي فهمته ضمناً أنه ورد على لسان واحد ممن ضمتها معهم حلقة نقاش ساخنة حول موضوع ساخن كان في ذاك اليوم هو موضوع حديث مجالس المدينة ومنتدياتها الخاصة وبرلماناتها الشعبية التي تعقد على «المساطب والبروش» أمام المنازل وأمام «كناتين» الأحياء ودكاكينها، سائلتي تقول إن هذا المثل أثارها واستحوذ على اهتمامها ليس فقط لأنها تسمعه لأول مرة، بل لأن من جاء على لسانه ظل يردده بين الفينة والأخرى وبطريقة غاضبة جداً تنم عن غضبٍ عارم على الشخص الذي كان يتمحور حوله النقاش ويصفه كل مرة بأنه «طبيز عديم الميز»، لم يكفها الشرح العام للمثل الذي تفضلت به عليها ولا الأحوال التي يُضرب فيها – حالتي الكلام «الدراب» أو الأفعال الخرقاء -، لم يكفها ذلك، وطالبت بالمزيد وبالقصة-، قلت، لا أعرف قصة المثل، ولكني أظن أنك ستكتفين إذا قلت لك مثلاً إن «طبيز» هو كل شخص، رجل أو امرأة، يمسك بأصبعه بطوعه واختياره وحالته المعتبرة شرعاً و«يطبز» به عينه وعلى ذلك قس، لم يكفها ذلك، فاضطررت للاستعانة بصديق لم تزد إضافته عن روايتين أخريين للمثل هما ما ورد ذكرهما في البداية، مع إحالة إلى قصة ومسدار، أعجبني المسدار وهو مسدار اللوري للشاعر الشعبي الدكتور قريب محمد راجع – متعه الله بالصحة والعافية – فآثرته على القصة رغم أن «طبيز قليل الميز» قد وردت فيه لمرة واحدة وفي منتصفه تقريباً عند الإشارة لطيشان التنشين على الهدف، وهكذا كل «طبيز» يلقي القول دون تدبر أو يقدم على الفعل دون تفكر، يقول قريّب:
سائق التيمس الفي طبعو باقي مقلب ** قال لي مساعدو ناوين السفر ادرب
هاك ام الورق جيب ليك رغيف ومعلب ** وباكو من السجار اوع القديم ومهرب
ودع بقعة المهدي وتوجه غرب ** شال سارة وبقيت في نار جمر اتقلب
ممكون إلا صابر والعلي بطلب ** وصفات من طبيب درس الحكاية وجرب
بعد مانط فتاشة وعديل إتصلب ** طلع قوز ابو ضلوع جسم المساعد كلب
جبد السري دخان اللديتر علب ** صادف زنقة عداها وعليها تغلب
تقول كاسر قيود كان في البنية مكرب ** وصادف غفلت الحراس مرق واتهرب
قدامو الطريق ساهل نقوع وجررب ** قبل التاسعة فوق أم اندرابات تلب
من ام اندرابة توهد الخيران ** وإتراجع من السرعة وعمل سكران
قصدو القاصدو تب مافات على الزملان ** يبيت صدر أب تبر ويصابح الغزلان
قشة عينو من النوم لمحلو عنيز** قدامها الوعيرة وبي وراها قويز
شال جيهة المهب نشن قليل الميز **كرفت ريحتو خزت وعوضته فزيز
شبيهة سارة سلمت من أذى الرصاص** ورجع صاحبنا آسف واللدين يباس
بتشبه سارة في الهيف والحشا المزرود ** والجيد المبوبح والعيون السود
تمتاز بي نفوراً مابحدو حدود ** وتمتاز سارة بي العفة وليانة العود
عقب لامح قطيع جنب القصيبات ماشي ** وراح بشويش مباريهو وعمل نواشي
قبض نيشانه واقف ومثل الدياشي ** وقالت بو وراح كل القطيع متلاشي
فرك ايدينو حسرة وعض للسباب ** وقال ياليته كان ماخالف الركاب
قدامو الوحل وتردم السحاب** وزاد الناس كمل والرحلة لسة صعاب
قال يا مسعادي اطلع منع الكراب ** هُرب ابو حوت تحتنا والطريق دراب
نزل وادي اب جداد وعلب الدكناب ** وفات وادي المخنزر وعدا بالحجاب
عقيدات الدمر مراها سيل منساب ** تقول شارد اضاليم ماسك الدوداب
ختم من جبرة عفواً لاسلام لاحباب** ونزل ام قرفة ممهول والنهار ماغاب
بات مبسوط يشاغل ناس يضاحك ناس ** ونامت سارة نوماً هادي غير هلواس
حتى مساعدو راح ضارب الرمال وإنباس ** آخر نومه وإرتاحت بقية الناس
صحا من نومه واصل منزعج مزنوق** وفات ام صيقعون لمحة وعقب خازوق
يغير في التعاشيق الشقي الصعلوق ** يحاول جهدو حاري اليوم جريجخ سوق
وصلت سارة ناسة وعشيرة ابوها** وجوها شفاقة مشتاقين تقول ياكلوها
دي آخر محطة الليل يواصلو لبارا ** وللركاب تأسف واعتذر بي مرارة
وصلت سارة موطنها وبلدها الرائق** بوابيرو بتدق صباحي والتور سائق
وإتخلفت في جريجخ حبسني العائق** في بحبوحة لكن الضمير ماطائق
الصحافة
والله يا استاذ حيدر طبيزك دة بعد لولوة كلامك دي كلها نحن عرفناهو والرقيب بتاع الصحافة ذاتو طلع طبيز لأنو ما عرفك قاصد رئيسو الكبير العامل زي ديك العدة محل ما مشي محل لقي ليهو دلاليك تدق قام خرمج وقال كلام بره من رأسو……
شكرا يا حيدر المكاشفي
طبعا طبيز قليل الميز هو البشير..
في القضارف شال اصبعو طبز بيهو عينو
والله يا شيخنا طبيزك دا بشيل اصبعو وبتبظ بيه عينو لكن تبيزنا نحنا داير يقدد عيون السودانيين كلهم والسودان قبلهم دحين شوفو ليه صرفه.
هذا درس فى فن الصحافه يجب ان يدرس لطلاب كليات الاعلام هربت من الرقيب وقلت القالو كل السودانيين واقسم بالله اننى عندما سمعت طبيز قليل الميز يتحدث فى القضارف فتحت فمى من الدهشه وقلت ==ده شنو الزول جن=
ليته كان طبيز قليل الميز لان الميز وان كان قليلا فيساعد علي تبين الطريق المفروش بالعشب الذي سار فيه الفيل الظالم دون ان يميز ان العشب عبارة عن غطاء لهوة سحيقة سقط فيها ودق عنقه
والله جبتها يا المكاشفى من الاخر وحلبت الراجل بدون محويت عفيت منك
شكيت محنك يا حيدر والله موضوع رائع قلت النضمي القاعدين نوسوس بيهو
زاويتك دي الليلة لو ما خايفين عليك من قدوقدو واخوانو كان قلنا ود المكاشفي ده لفاها- وفي رواية برمها- قبل ما يكتب ولا شنو؟
طبيز سيد الاسم هو عبارة عن شخصية تراثية لم يتم التنقيب عنها بالشكل الكافي , ولكن الآن الشئ بالشيئ يذكر فنحتاج الي تحليل شخصية طبيز عسى ولعل يساعد ذلك على معرفة مضار الجغمسة والطبز وايجابياتها – لها ايجابيات طبعا وهي قليلة كمنافع الخمر – فأول صفات طبيز اقحام نفسه في كل امر دون الحذر من العواقب هذا اولا , ثم الحديث والفتوى دون علم , وكذلك من صفاته عدم تقدير المضار والمنافع (ان كانت هناك منافع) ومن صفاته التسرع في القول والفعل ولكن يجمع بين كل هذه الصفات مضرته لنفسه
ولطبيز درجات
الاول طبيز قليل الميز
والثاني طبيز عديم الميز
والثالث طبوزك (وده حالتو متأخرة)
ولكن لا يدخل في هذا التصنيف ما اسميته انت في مقالك ب جغميس , لان جغميس هو وصف لطبيز وليس شخصية اخرى مستقلة , فنقول طبيز جغمس جغميس وليس العكس
والله عاوز نشارك ودالكاشفي الماقصر طبيزهو الزي لايعرف البصلحو من البضرو وهوو ايضا كادير عر الخلوهو في الضل مشي الحر