ذكريات من القوات المسلحة

٭ تقودني قتامة الواقع في كثير من الأحيان إلى اللجؤ إلى تقليب أوراقي والاطلاع على الأرشيف الذي احتفظ به لكثير من المجلات العربية ولاسيما.. أرشيف مجلتي روز اليوسف وصباح الخير المصريتين.
٭ بعد أن كثر الحديث عن الجيش المصري في الآونة الأخيرة تساءلت كثيراً عن نفسي.. الجيش المصري الذي نقلت طلائعه في مطلع خمسينات القرن الماضي المجتمع المصري من ظلام الملكية والاقطاع إلى نور التطلع إلى العدالة الاجتماعية وتغيير الحياة إلى الأفضل.. قمت في عفوية واضحة إلى أرشيف روز اليوسف القريب عام 2010 وفتحت صفحة أحمد حمروش «أوراق شخصية» التي كتب فيها ذكريات من القوات المسلحة، قال فيها:
«أمضيت هذا الأسبوع وقتاً طيباً في ادارة القوات المسلحة بمنشية البكري أعاد لي ذكريات فترة من حياتي عشتها في الجيش قبل أن أغادره للعمل في الصحافة والمسرح بعد انتهاء فترة الانتقال التي تقررت بثلاث سنوات تتولى فيها قيادة ثورة يوليو مسؤولية الدولة وهي السنوات الخصبة التي تحققت فيها الانجازات الانية.. جلاء القوات البريطانية عن مصر في يونيو 1955.. اصدار قانون تحديد الملكية الزراعية في 9 سبتمبر 1952. اقرار مجانية التعليم في جميع مراحل الدراسة.. اصدار قانون بمشاركة العمال في مجالس ادارة الشركات. بداية العمل بقانون التأمين الصحي.. إلى غير ذلك من القوانين التي جعلت الشعب ينتصر في معركة محاربة الفقر والجهل والمرض وهو الشعار الذي كان يتردد قبل الثورة.
٭ وكنت قد غادرت الجيش في رتبة صاغ أو رائد بعد أن تخرجت في كلية أركان الحرب بعد أن عملت مدرساً في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات بجناح الأنوار الكاشفة بالمعمورة بالاسكندرية.. وشغلتني الحياة المدنية التي مارستها في عالم الصحافة والثقافة والسياسة ولكن بقيت لي من سنوات العمل في القوات المسلحة أعز الذكريات مع أعز الأصدقاء.. وخلال ذلك منحت معاشاً استثنائياً كان قد تقرر للضباط الأحرار من جمال عبد الناصر وقدره 150 جنيهاً شهرياً واستمر ذلك إلى أن قرر أنور السادات اعطاء جميع الضباط الذين خرجوا إلى المعاش دون تحقيق معاشات رتبهم وكانت دفعتي التي كان الأول فيها هو وهيب زكي قد وصلت إلى رتبة اللواء التي منحتني معاشاً قدره 160 جنيهاً شهرياً.
٭ وكان تحقيق شخصيتي قد بقى يحمل رتبة رائد وفي جلسة مع زميل السابق في الدفاع الجوي اللواء الراحل يوسف صبري أبو طالب وزير الدفاع الأسبق أبلغني عن حقوقي كضابط سابق في المعاش في الحصول على تأمين صحي وبطاقة علاج وقد جاءت وقتها مع تقدم العمر واليقين في ان العلاج بالقوات المسلحة هو أمر ضروري للمحافظة على صحة العسكريين.
٭ وكانت زيارتي في هذا الأسبوع إلى ادارة تحقيق الشخصية في القوات المسلحة بمنشيه البكري لتجديد بطاقة التأمين الصحي بعد أن شغلتني عن تجديدها مشاكل الحياة.. وهناك أعادت لي الساعات التي أمضيتها مع شباب الضباط ذكريات عزيزة للسنوات السبع عشرة التي قضيتها في صفوف القوات المسلحة الرسمية.
٭ كان الضباط من مختلف الرتب قد اجتمعوا لتجديد بطاقاتهم الصحية والعلاجية وكانت أحاديثهم المشتركة تبادلاً لذكريات عزيزة ونسجاً لروابط مشتركة وتأكيداً لمشاعري الخاصة في الارتباط بسنوات العمر في الدفاع الجوي والتي أتاحت لي فرصة زيارة فلسطين عام 1947 قبل أن توجد اسرائيل عندما ذهبت في بعثة مع عدد من الزملاء الضباط إلى مدرسة الدفاع الجوي البريطانية في قرية الطبرة الفلسطينية القريبة من حيفا وشعرت خلال الأيام التي قضيتها هناك في فلسطين بأن الوحدة العربية في فلسطين هي نسيج بين الأديان المختلفة بلا تفرقة.
٭ وكان موقف الضابط المسؤول عن ادارة تحقيق الشخصية مثيراً للتقدير إذ أنهم يخصصون أياماً للرتب المختلفة ورتبة رائد في يوم غير يوم رتبة اللواء ولكنه عندما علم ان دفعتي كلها في رتبة اللواء جعلني ألحق بهم وجدد لي تذكرة العلاج.
٭ الوقت الذي أمضيته في منشيه البكري أعاد لي ذكريات شخصية عزيزة عن الجيش.. عندما كنت أعمل خلال حرب فلسطين ضابطاً مناوباً لسلاح المدفعية أتلقى أخبار ميدان القتال في فلسطين وما نفقده من ضباط وجنود استشهدوا في سبيل العروبة وذلك إلى جانب البطولات التي قام بها الضباط والجنود في حرب الاستنزاف التي امتدت ثلاث سنوات وشهرين كانت تتكبد فيها اسرائيل خسائر شبه يومية وحرب اكتوبر التي أذهلت المراقبين لشجاعة الجنود المصريين أثناء اقتحامهم قناة السويس واحتلال خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة خلال ساعات وحققت أعظم الانتصارات..
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
الأستاذة القديرة آمال عباس لك إحترامى ..
جيلكم هذا متى يتوقف عن قصة مصر والمصريين والعبور ووووو ..! صراحة لقد سئمنا هذه السيرة .. حدثينا عن فترة الصحافة التى عشتموها فى الزمن الجميل ..!
حليل جيشنا
ثورة مايو تفجرت في السودان قبل اكثر من اربعين سنة ورغم ما يكيل لها المتحاملون عليها وعلى قائدها ابن السودان البار الرئيس المشير جعفر محمد نميري فهي قد نقلت السودان من الظلمات الى النور وهذا الكلام لا يعرفه انسان العاصمة ولا اهل المدن ولا ناس الشمال بل اهل القرى والارياف في جميع اصقاع السودان في الاقليم الاوسط وغرب السودان والجنوب بداية بمشروع محاربة العطش في الغرب وثورة التعليم في جميع ربوع السودان ولكنها كانت اشمل في المناطق المهمشة والتوسع فيه بنسة الف في المئة والطرق والكباري التي ربطت السودان بشبكة طرق مسفلته لم يشهدها في تاريخه واتفاقية اديس للسلام التي جعلت الجنوب ينعم بالسلام والاستقرار لعشرة سنوات سكتت فيها البندقة وذاق فيها الناس طعم السلام والاستقرار والمشاريع الزراعية العديدة ومن اهمها مشاريع السكر التي يعتمد عليها الناس الآن ولم يزيدوا عليها شئ وهناك وهناك وهناك… كل ذلك الاستاذة آمال عباس شاهد عيان على تلك الانجازات الضخمة ومن الاولى لها التفرغ للكتابة عنها ويعتبر ذلك جزء من تاريخ السودان الذي يحتاج للكتابة من شهود العيان قبلما يصبح موضوع كتابة لذوي المقاصد والهوى في تشويه التاريخ واظن ذلك واجب على الاستاذة امال عباس لعلها توفي الرئيس نميري وثورة مايو شئ مما تحمله لذلك العهد من دين لأنها قد لمع نجمها الصحفي في ذلك العهد وصارت صورتها تذكرنا به كلما رأيناها في احد مواضيعها وبصراحة دئما نتوقع منها عن شئ كانت عليه شهود عيان وليس نقلا عن روز اليوسف او دار الاهرام ولا اطن انها ستجد مجالا للكتابة اخصب من فترة العصر الذهبي الذي عاشته في مايو……
ومتين حتكتبى عن ذكرياتك فى الاتحاد الاشتراكى