ملائكة المشروع الحضاري وشياطين المواطنين!!!

ملائكة المشروع الحضاري وشياطين المواطنين!!!

منى بكري ابوعاقلة
[email][email protected][/email]

درجت دولة المشروع الحضاري الإسلامي على إفهامنا بأن هدفهم هو إقامة وتطبيق شرع الله، وأن من يمثلونها هم ملائكة لهم صفاتاً كريمة تتناسب وطهارة خلقهم وأعمالهم منزهون عن الأعراض البشرية وهم معصومون من الذنوب والمعاصي لا يقربونها، وهم مع عصمتهم من الذنوب والمعاصي لهم حصانة واجبة بنص القانون. وهم مكلفون وموكولون بقهر أعداءهم الشياطين وإن أدى الأمر لقتلهم.

وفي المقابل هنالك شيطان اسمه المواطن وهو عاتي متمرد رافض للحق محب للباطل، وأن هدف دولة المشروع الحضاري هو تطهير الوطن من شيطان المواطن، ومن دنس الشرك والريبة والآثام التي لحقت به وتعليمه دستور السماء ثم وجوب العمل بما تعلموه وتطبيق ذلك تطبيقاً كاملاً في جميع مرافق الحياة، وأن تحكيم غير ذلك في مجال علاقات الأفراد والأسر والجماعة يعد كفراً وظلماً وفسقاً وذلك مصداقاً لقول الله تعالى ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ” . (الآية 44 سورة المائدة)

وليتم ذلك لابد من آليات عديدة للتنفيذ، أحدها هو ملائكة الشرطة الذين يهدفون إلى تأديب وتزكية وإصلاح شيطان المواطن وتحريره من الظلم والفسق والفجورولا بد من استعمال السلطان لوازعه لحملهم على طاعة الله ورسوله .

إذن المواطن السوداني هو الشيطان المجرم، الفاجر، السكير، العربيد، الفاسق والزاني لافرق في ذلك بين رجل وإمراة، فالكل بتساوى من حيث المسئولية الجنائية والأصل في حالة المواطن السوداني ليست هي البراءة وإنما هو الجرم المرتكب مسبقاً حتى دون الحاجة للاثبات والتحقيق والتحري، وليس هنالك شك يفسر لمصلحة المتهم الذي هو في الأصل ليس سوى مجرم مدان منذ أن وطئت دولة المشروع الحضاري الاسلامي أرض السودان، وأن ملائكة الشرطة إنما هم منزهون، مقدسون، أنقياء، أتقياء ومبرءون من كل عيب، وهدفهم السامي هو تطهير المواطن السوداني ذلك الملوث بدنس الخطيئة وشرورها وآثام الشرك الخفي، ولذلك يعمل أفراد الشرطة ليل نهار بتفانٍ وهمة عالية، لا يفتر لهم عزم أو يوهن، بذلوا كل غالٍ ورخيص فداءاً وحرصاً على سلامة الوطن وتنزيل وإعمال قوانين دولة المشروع الحضاري الاسلامي.

في دولة المشروع الحضاري، ليس من المفترض التشكيك بملائكة الشرطة الذين لا يعصون الله ما أمرهم في سبيل تحقيق قيم الدين الاسلامي، ورغم ذلك فإن شيطان المواطن ذلك الزنديق الفاجر الذي يقف عثرة في طريقهم، فكلما جدوا في سعيهم وعملهم في المرور ليلاً بالدوريات حيث لا يغمض لهم جفن أو يهدأ لهم بال، إلا وجوبهوا بالسكارى والمخمورين والداعرين أمامهم وفي طريقهم، فماذا يفعل ملائكة الرحمة في هذه الحالة؟؟؟ هل يتركون الجريمة تسود وتنتشر؟؟؟ هل يسكتوا أمام شيطان المواطن ويجبنوا عن تطبيق شرع الله؟؟؟ أليس من واجبهم تطهير الدنس وشر الشياطين؟؟؟ وكيف إذا تآمرت عليهم شياطين مواطنين “الديم” وتكالبت عليهم أثناء تأدية أعمالهم الرسمية؟؟؟ أليس من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم؟؟؟؟ كيف لا وحق الدفاع الشرعي جائز شرعاً وقانوناً؟؟؟ هل أذنبت ملائكة الشرطة حين أطلقت رصاصة الرحمة على شياطين الديم وأصابت من أصابت؟؟؟ هل يكون ملائكة الشرطة مذنبين وهم الذين ضحوا بأنفسهم وغال أرواحهم حتى تشاع الطمأنينة والسكينة والأمن والأمان في ربوع دولة المشروع الحضاري بتخليصها من كل مواطن آثم بقتله؟؟؟؟

أصابت الدهشة ملائكة الشرطة في مقتل، وتساءلوا في أنفسهم متعجبين، لماذا قامت الدنيا في “الديم” ولم تقعد لمجرد أنهم يمارسون (منح التهم، والضرب، والاعتقال، والقتل) أعمالهم الروتينية، الأمر الذي جعلهم يدافعون عن أنفسهم أمام شياطين المواطنين الذين ما فتئوا يرتكبون الرذائل والفجائر ليل نهار؟؟ وما العيب إذا مات أحد الشياطين وكسرت يد أخر وجرح رأس أخر أيضاً؟؟ إن هذا لأمر عجاب!!!!!، وبلغ الأمر مداه، من تطاول الشياطين وخاصة عندما اندلعت مظاهرات احتجاجاتهم، فكيف لهم أن يتجرأوا، ويا عجبى إن هؤلاء الشياطين المتظاهرين يستحقون الموت جراء تحديهم السافر لملائكة الشرطة!!!!!!.

استبد القلق بملائكة الشرطة من التحول الذي طرأ على شياطين المواطنين ومن الجرأة على الباطل التي أصبحت تنتابهم!!!!. وطاف بخاطر ملائكة الرحمة ما فعله شياطين أخرين بمدينة كسلا وذلك حين قام ملائكة الرحمة بمطاردة شاحنة واللحاق بها حتى يتمكنوا من قبض شيطانها، ولكن فجأة أعترض طريقهم شيطان صغير لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة ودهسته ملائكة الشرطة!!!!!!، وعندها قامت الدنيا ولم تقعد بمدينة كسلا!!!!!!. ورغم أن الشيطان الصغير أخطأ باعتراضه عربة الملائكة، ولكن الشياطين الآخرين ثاروا وغضبوا لذلك!!!!!. حار دليل الملائكة حول تصاعد غضب شياطين المواطنين في الأونة الأخيرة وانصرف تفكيرهم إلى أن شوكة الشياطين قد قويت ولابد من كسرها، وأن من أسوأ السوء هو مجاهرة الشياطين وتحديهم لملائكة الشرطة وأنه آن الآوان لوضع حد لتطاول الشياطين وضعضعتهم!!!!!!.
اجتمع ملائكة الشرطة وتحدثوا مع بعضهم البعض وأتفق رأيهم على وضع استراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى هدفها الأوحد هو إضعاف شياطين المواطنين بكل ما أوتوا من قوة، وقال كبيرهم، أن شياطين المواطنين قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وأنه لابد من تعزيز قوة الملائكة وتقديم الدعم الفني واللوجستي لتمكين سلطتهم ودحر فلول الشياطين وتمردهم وبالطبع لم يستعبد قتل الشياطين وابادتهم (كما حدث بدارفور، ويحدث الآن بجنوب كردفان والنيل الازرق) وذلك حتى يستقيم عود الشياطين وتثوب إلى رشدها وإلى أخلاق المشروع الحضاري ومبادئه وأعرافه منذ العام 1989م.

تعليق واحد

  1. فعلاً يا أستاذه مني المواطن السوداني الشريف بقه مواطن شيطان في عهد الإنقاذ لعنة الله عليهم …مقال جميل نشكرك عليه.

  2. والله العظيم الواحد بقى يحجل من نفسه من عمايل الجماعة ديل لكن الثورة قادمة وحنلقى النسوان الشجاعات امثال منى ابوعاقلة ديل واقفات قدامنا وقايداتننا

  3. أحييك يا أستاذة منى و الساكت عن الحق شيطان أخرس بارك الله فيك في إظهار الحق ولا جف لك قلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..