من أين سيبدأ الرئيس؟!

إن التجارب المريرة التي عاشها المجتمع السوداني والمعاناة الهائلة التي يتحملها الآن على مدار الساعة، يجب أن تمثل دافعاً قوياً لكل الفاعلين في العمل العام بكافة مجالاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، للعمل من أجل السلام والاستقرار بهمة ونشاط وعزيمة. إننا نحتاج إلى التفاؤل بدلاً من أن نجلس لنتشاءم ونتنبأ بالأسوأ. ولا توجد أمة لم تعرف الظلم لكن كيف نوظف العقل والخبرات والقدرات لمواجهة الواقع المظلم؟
إن الدعوة للتفاؤل في ظل هذا الواقع تحتاج الى شجاعة متناهية، ويمكن أن يُنظر اليها على أنها نوع من التهور إن لم يكن نوعاً من السفه والعبط، لكن الايمان بقدرات المجتمع السوداني وقدرته العالية ــ بفضل الله سبحانه وتعالى ــ على تجاوز المحن والإحن تجبرنا على رؤية شعاع الأمل المرسل من روح هذا المجتمع المؤمن الصابر النبيل الذي يعرف متى يثب ومتى ينتفض ومتى يثور ومتى يساير. ولا يمكن لعاقل أن يتفاءل بالسلام والاستقرار والطمأنينة العامة في ظل غياب المساءلة والمحاسبة. فهل سنبدأ ببسطهما؟ كذلك لا يمكن أن يدعو عاقل الى التفاؤل في ظل غياب الثقة! لقد انتهت الثقة في القرارات المركزية في الخرطوم، وغابت الثقة حتى بين قرارات الولايات ومحلياتها. وغابت الثقة بين الرفاق بعضهم البعض وبين الأحباب والإخوان.
وانعدمت الثقة في الطبيب والمعلم والمهندس، وتزعزعت الثقة في المؤسسات التعليمية في مختلف مراحلها، ولم يعد الآباء والأمهات يحلمون بأن يتخرج أبناؤهم أطباء أو مهندسين أو معلمين… الخ، بل باتوا يخشون أن يتخرج أبناؤهم مدمنين، لقد انعدمت الثقة في تاجر الجملة وسيد الدكان، سيد الدكان الذي يبيع السلعة بثلاثة اسعار مختلفة في اليوم الواحد.
ولم يعد المجتمع السوداني يعاني من انحدار المعايير الاخلاقية بل صار مرعوباً من تغير الأفكار.
كيف لنا أن نتفاءل ونحن دون شعوب الأرض نتقهقر إلى الوراء بمفارقة عجيبة، إذ بينما كانت السلطنات والدويلات من حولنا تعيش نظاماً قبلياً عائلياً كنا نحن مجتمعاً مندمجاً يملك مؤسسات حديثة وجيشاً نظامياً دائماً، وأبعد من ذلك فقد ظللنا نساهم بخبراتنا وقدراتنا وانضباطنا في بناء مؤسسات وجيوش تلك الدويلات والمشايخ والسلطنات حتى أصبحت دولاً يعتد بها، وللمفارقة أصبحت «تربط وتحل» في شؤوننا.. وتراجعنا نحن إلى حالة التفكك الاجتماعي القبلي العصبي، وتراجعت المدن وأصبحت «المدينة/ الريف» ولم يقف التشظي عند هذا الحد، بل طال حتى المذاهب والمرجعيات، لقد انتقلنا إلى حالة من التفكك الفكري والاجتماعي والأخلاقي. وفي هذه اللحظة بالذات يجب أن نتفاءل لأننا جميعاً «فهمنا» وأدركنا ما فاتنا، ولأننا جميعاً نؤمن بقدراتنا وما ينقصنا فقط هو إيقاظ رغباتنا في التوجه نحو بناء الدولة والأمة، لذلك تساءلت من أين سيبدأ الرئيس؟
ولا يمكن أن يتم إصلاح في ظل انعدام الثقة! ولا يمكن أن تُبنى الثقة إلا إذا اطمأننا إلى القرارات التي سيتخذها الرئيس، بمعنى آخر إنه ليس مهماً نوع القرارات التي يستخذها الرئيس ولكن كيف تصنع هذه القرارات وما هي المؤسسة التي تحلل المعلومات وتساعد الرئيس في اتخاذ هذه القرارات؟ وما هي المؤسسات التي ستنفذ هذه القرارات؟ ومن هم الرجال والنساء الذين سيعتمد عليهم الرئيس ليخرجوا ويقفوا أمام الجماهير بشجاعة وصدق ويعترفوا بأخطائهم وقصورهم وبمعاناة الجماهير، ويطلبوا من الجماهير أن تصدقهم وتعمل معهم وتدعمهم، لأنهم سينفذون برنامجاً متكاملاً للإصلاح؟!
إن أكبر معضلة يواجهها مشروع الإصلاح هي تفكك شبكة العلاقات الاجتماعية والثقافية، وقد قلت في مقال لي نُشر بجريدة «السوداني» عقب انتخاب الرئيس «إن ما يواجهه الرئيس ليس استكمال النهضة» كما جاء في شعاره الإنتخابي «بل حفر أساس جديد لتقوم عليه دعائم النهضة، ولعل أهم هذه الدعائم الاهتمام بالمجتمع فعاليته وديناميته». لكني اليوم أقول للسيد الرئيس إن التحدي الذي يواجهه بالإضافة إلى انهيار شبكة العلاقات الاجتماعية والثقافية معضلة حزب المؤتمر الوطني نفسه الذي يعاني من الانحسار الفكري والروحي والتنظيمي في الولايات والمحليات وفي مركزيته، والحزب موجود فقط ومتماسك بالسلطة، وحتى السلطة لم تستطع أن تمنع أعضاء المجلس التشريعي والمكتب السياسي للحزب في إحدى الولايات من أن يركض كل عضو إلى قبيلته ليس بحثاً عن التأييد والمناصرة بل للحماية من الذبح والقتل، والأدهى والأمر ونحن نعيش هذا الواقع المزري أن يتوجه د. نافع لقيادة الأحزاب الإفريقية باذلاً طاقته وامكانات البلد للأحزاب الافريقية متجاهلاً الأحزاب السودانية التي سبقت الأحزاب الافريقية فكراً وتنظيماً! لماذا لا توجه الطاقات الفكرية والمادية لدراسة الأسباب التي أدت لتردي الأحزاب السودانية وانهيار مؤسسات الدولة الخدمية وغيرها؟ وإذا كنا مهتمين بإفريقيا وشعوبها وأحزابها لماذا لم نحافظ على جنوب السودان؟إن أكبر مساهمة لنا في تقدم إفريقيا وازدهارها كانت ستكون في بناء دولة السودان بمكوناتها المختلفة، وكان بإمكاننا أن نحافظ على التنوع بمزيدٍ من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفك الاقتصاد عن السياسة وتقديم السودان بقدراته البشرية الهائلة وموارده الضخمة بوصفه صمام أمان لإفريقيا، لكن أن نضعف الأحزاب السودانية ونفصل أهم جزء يمثل إفريقيا فيه ونركض بعد ذلك خلف الأحزاب الإفريقية لندلل على ماذا؟! إن دور الدولة لا يقتصر على إدارتها للجهاز السياسي، بل تقوم بالاضافة الى ذلك بدور مهم في تمثيل الأمة أو الشعب في علاقاته مع الشعوب أو الأمم الأخرى، فهل يبدأ الإصلاح من هذه النقطة، أي إعادة الدولة في علاقاتها الخارجية لإرادة المجتمع السوداني لتتسق مع أولوياته ومصالحه. ويجب أن تمثل عملية الإصلاح مشروعاً متكاملاً لأن الإصلاح إذا اختزلناه في الجانب السياسي وأهملنا مسألة إعادة بناء المؤسسات السيادية منها والخدمية وتجاهلنا مسألة إعادة بناء شبكة العلاقات الاجتماعية في أبعادها الجغرافية والثقافية، فلن نجني ثماراً بل سنهدر وقتاً.
إن عدم تحديد ماهية الصراع السياسي وعلاقته بالصراع حول الموارد وغيرها من إشكالات، أدى لغياب الرؤية المشتركة حول الإصلاح. إن الانقسامات السياسية داخل الأحزاب والصراع داخل الحكومة لم تقم من أجل مشروعات الإصلاح بل من أجل الهيمنة والإقصاء، مما يجعل قضية الإصلاح هي الفريضة الغائبة! وللأسف حتى الضغوطات الخارجية لا تتم لإجبار الحكومة على تبني برنامج إصلاحي محدد ومعلوم وبمناهج محددة وآليات معروفة وجداول زمنية معلومة تعود بالقيم السودانية إلى عافيتها وتستنهض مقومات المجتمع السوداني وكرامته، بل للاسف تستغل القوة الخارجية الانقسامات الداخلية لمزيدٍ من التفكك والإضعاف.
إذاً لماذا لا يكون موضوع الإصلاح قضية متكاملة ومشروعاً تستنفر له المؤسسات البحثية وتشكل له اللجان القومية وتطرح كل الملفات بشجاعة وعزم وتصميم على الإصلاح، من أجل المستقبل ومن أجل استعادة الدولة ومن أجل استنهاض المجتمع، وليس من أجل التمكين أو المحاصصة أو من باب المن والهبة.
إنني متفائلة لأن المجتمع السوداني بات يدرك أن مشروع الإصلاح هو الأمل المنشود، وأن من لم يُحط بتطلعات هذا الشعب للسلام والاستقرار فإن الشعب سيتجاوزه مثلما تجاوز عقبات كثيرة وظل صامداً، فمن أين سنبدأ مشروع الإصلاح؟ وقبل ذلك مَنْ وما هي المؤسسات التي ستضم مشروع الإصلاح؟!
الصحافة
تشكرى يا مريم على هذا التفاؤل الذى اصبح سرابا . من اين لك المعطيات التى تجعلك تتفاءلى ؟؟ كل يوم يصبح علينا اسوأ من سابقه ونتمنى الذى قبله وكذلك السنين كل عام مر علينا نتحسر على فراقه رغم قساوته حيث ان العام الذى يليه اسخن واصعب منه !!! الوضع عندنا يدعو الى التشاؤم والاحباط ولا زلنا فى انتظار القائد الملهم . نسال الله ان يخرج لنا سيسى سودانى من قوات المؤتمر الوطنى هذه ويكون فيه خير .
1-
أختي العزيزة،
—————–
***- البشير انتهي شعبيآ،
***- ومحليآ،
***- وعالميآ،
***- وعسكريآ،
***- وسياسيآ،
***- واخلاقيآ،
***- واسلاميآ،
***- ومطارد دوليآ،
***- ومطلوب القبض عليه جنائيآ بتهم جرائم الابادة،
***- ومكروه عربيآ بسبب ايران،
***- ومحل سخريات اجهزة الاعلام المصرية،
***- وممنوع من زيارة مبني الامم المتحدة مثل باقي رؤساء الدول الاخري،
***- وتم ارجاع طائرته للسودان وهي فوق سماء السعودية،
***- ويخاف من زيارة دارفور،
***- ومشهور بالفساد هو واخوانه،
***- ومعروف عنه ايضآ بالفساد السياسي،
***- وسياساته الرعناء كانت السبب في انفصال الجنوب،
***- ومنذ 24 عامآ وهو يصر علي حل مشاكل البلاد بالسلاح،
***- هو وراء هجرة 10 مليون سوداني للخارج،
***- هو “الرئيس!!” الوحيد في العالم يشتم شعبه،
***- وهو “الرئيس”!! الوحيد بين الرؤساء العرب وتم قذفه بالحذاء،
***- ضربت اسرائيل الخرطوم وبورتسودان..فقصف هو السودان الجنوبي،
***-
***-
***- وبعد ده يأختي الحبوبة تطرحي سؤال يقول: من أين سيبدأ الرئيس؟!…. “الرئيس”!! ده مات وشبع موت ومعاه نظامه النتن!!
2-
رابط له علاقة بالموضوع:
رئيس لاكرامة له (يعني) دولة متسولة!!
**************************
المصدر:
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-114935.htm
( المشير بجلالة قدره وعلو شأنه تنزل من مقامه السامى وتواضع وزار الامام فى الملازمين وربما الشيخ فى المنشية ومولانا سيد الختمية هؤلاء هم من أقرب اليه من حبل الوريد خصوصا وأنهم من أهل الملة والمذهب والمقصد “اسلامية” حتى اذا تجمل الامام بدمقراطيته التى لم نراها فى أرض الواقع ولا يعبر عنها حزبه،ولا الشيخ بتوادده وتقاربه من اليساريين بمختلف مسمياتهم فى عصر قيادته للمعارضة وهؤلاء لايسعى المشير اليهم بل عليهم تلبية النداء فى معية واحد من نواب مافيا المؤتمر العديدين ورغم ذلك يهبل رئيسهم ورئيس الدولة نفسه والبلد والشعب الذى انتهوا من تهبيله واستحماره قبل سنوات فلم يتبقى الى دول المحيط الاقليمى وهذه بدأت بوادره تلوح باتخاذ مواقف وتراجع عنها كما حدث فى العديد من المواقف)…
الكلام ده قوليهو للبشير لانو هو رأس الحية وهو عنوان اي تغيير واصلاح اذا اراد ..
هل تبحثين لكى عن منصب جيد فى التغيير المزعوم ولو وزيرة فى حكومة كاشا بالضعين،، يعنى ما كفاكى منصبك الحالى كعضو فى مجلس حقوق الإنسان الصورى؟ كلكم تجرون وراء المؤتمر الوطنى لأهداف شخصية،،
قالت: وقد قلت في مقال لي نُشر بجريدة «السوداني» عقب انتخاب الرئيس «إن ما يواجهه الرئيس ليس استكمال النهضة» كما جاء في شعاره الإنتخابي «بل حفر أساس جديد لتقوم عليه دعائم النهضة، ولعل أهم هذه الدعائم الاهتمام بالمجتمع فعاليته وديناميته»،، دة مجرد تكسير تلج،، أى نهضة وأى بطيخ،، فاقد الشيئ لا يعطيه،،
سلمت يداك
قالت والخوف بعينيها ((إن دور الدولة لا يقتصر على إدارتها للجهاز السياسي، بل تقوم بالاضافة الى ذلك بدور مهم في تمثيل الأمة أو الشعب في علاقاته مع الشعوب أو الأمم الأخرى، فهل يبدأ الإصلاح من هذه النقطة؟)) وهل اختي الكريم دور الولة ان تجرنا الي وراء ان تقصف بنا الي هذه الهاوية؟؟ لا أظن الاخوان الذين يحكمون لديهم المعرفة او الثقافة للإصلاح .. فهم مدمرون حتي حزبهم دمروه الي حزيبيات صغيرة والغريب يحكمون!!!!!!
……………………………………………..
قالت قالت خلفته قد مات من كمد((وتزعزعت الثقة في المؤسسات التعليمية في مختلف مراحلها، ولم يعد الآباء والأمهات يحلمون بأن يتخرج أبناؤهم أطباء أو مهندسين أو معلمين… )) استغرب جداً وازيد في الاستغراب هل الاخت من خارج الدولة ؟؟ كيف هي الثقة .. لم تتزعزع الثقة في المؤسسات التعليمية.. ولكن اين هي فرص العمل ؟؟ الصين الشعبية .. اي خريج يجد فرصة عمل وما نحن من تعداد الصين.. الهند الفقيرة .. وتعدادها معروف لديها فرص لخرجيها بل وتبعثهم الي الخارج.. اما آن لنا ان ننضج ولا نبحث عن مشاريع من هذا الرئيس … فهو قد احترف الرقص …. وكفي
من أين سيبدأ الرئيس؟!
عندما يتنحى ويسلم نفسه للمحكمة الدولة
إن الدعوة للتفاؤل في ظل هذا الواقع العبط والعوارة انتهي التفاول وبناء الاحلام واصابة الهدف بسبب ما تطلقي علية السيد الرئيس ده رئيس هو ما شاف الرؤساء والاغرب ادعاؤه بانة اسلامي من بيت دين هل هي هذه تربية الاسلام لو كان الجواب ايجابا هذا طرفنا من الاسلام فلنبخث عن ديانة جديده ولنج
من بيتكم طوالى
ليه الحيرة يا ست مريم:من اين يبدأ الرئيس ؟ !!! بسيطة …يبدأ بالعـــــــــدل !!!! العدل في كل شي و محاسبة المتجاوزون و لصوص الدولة الذين حسب عرف الانقاذ لن يرتقون الى اعلى الا بمقدار ما افسدوا و نهبوا ….و فساد الدولة صار على كل لسان في غياب الرقيب الذي هو افسد من المراقب ..فليبدأ رئيسكم الهمام بتفعيل قدرات العدالة و اطلاق يدها لردع المتجاوزون و تحذير من تسول له نفسه بهدم امة يجب ان تنهض ..لغياب العدل و الردع ها هو اقليمك ينزف و من نتوقع منهم ارتقاء و اخماد الفتن يتقوقعون الى اضيق الجحور ….القبيلة…فهي لن تبني وطن بل سوس ينخر في عظام امة…الهم الطف بقوم ظالمون…