عين على سوريا: ماذا بعد تراجع أوباما عن قراره القاضي بتوجيه الضربه العسكرية المحدودة؟

عين على سوريا: ماذا بعد تراجعأوباما عن قراره القاضي بتوجيه الضربه العسكرية المحدودة؟
هل تلاشى شبح الحرب أم أنه لازال مخيما؟
بقلم الدكتور محمد مراد
يتابع المواطنون بحزن وقلق شديدين تزايد فصول الحرب الدمويه التي يشنها النظام السوري واعوانه على الشعب السوري والتي آخرها ضرب سكان الغوطة بالسلاح الكيماوي والذي تسبب في قتل مايقارب 1600 من المواطنين بينهم 426 طفلا.
كل الاطراف المتواجدة على ارض منطقة الغوطة سواء كان من السلطه أو من عناصر الجيش الحر وغيرهم او المواطنين الذين مازالوا على قيد الحياة اكدوا حدوث المأساة يضاف الى ذلك ان الشهادات التي ادلى بها شهود العيان تؤكد ان الاعراض التي تعرض لها الضحايا ,تشابه تماما ماحدث في خان العسل الذي استخدمت فيه قوات النظام السلاح الكيمياوي من قبل. السكوت والصمت على الجريمه التي ارتكبت في خان العسل سواء من قبل النظام او المجتمع الدولي , يكشف التواطؤ والنوايا السيئه وعدم المصداقيه التي يعبر عنها بأهداف تبدو في أول الامر أصيله ونبيله سرعان ما انكشف عنها زيف بطلانها, الان وبعد أن تأكد ان السلاح الكيماوي قد استخدم في ضرب السكان في منطقة غوطة دمشق,لابد من كشف النقاب عن من يملك ذلك السلاح ومن الذي يستخدمه؟
وماهو الهدف من ارتكاب هذه الجريمه البشعه التي شهدنا مثيلاتها في العراق عندما ضرب الطاغية صدام حسين المجرم مدينة حلبجة بالكيماوي. والمعلومات المتوفرة لدى مخابرات الدول الكبرى ومراكز الابحاث التي تعنى بعناية الاسلحه النوويه والكيماويه: تؤكد ان النظام السوري يمتلك اسلحه كيماويه وبالتالي يظل النظام المتهم الاول الذي استخدم تلك الاسلحه سواء كانت في دير الزور عندما دخلت الطائرات المقاتله الاسرائيليه مخترقة الاجواء السورية وضربت مستودعا اعلنت انه مقر عسكري يحوي سلاحا كيماويا. الجانب الاخر في هذا الخصوص ان الجيش العربي الحر مكون من مجموعات من المحاربين يستخدم تاكتيك الكر والفر حتى يسيطروا على مناطق بصورة دائمة, مستقرة توجد بها مخازن بها مواصفات خاصة لتخزين الاجهزة الكيماوية وامتلاك القدرة على تأمينها من الضربات الجويه والصواريخ التي تنهال من الارض والجو ومن كل اتجاه.
لايغيب عن البال ان النظام السوري لايسمح للمبعوثين المراقبين والمفتشين الدوليين بمباشرة مهامهم دون قيود يضعها والتي تحد من تحركهم بصورة مطلقة يوفر امكانية انجاز مهام وفق ما تتطلبه المهمة المعينه, لذلك فشلت كل المبادرات التي ارسلت سواء أكان مبادرة كوفي عنان او الاخضر الابراهيمي والجامعه العربيه. وكذلك مهمة اللواء الدابي الدائمه لوقف القتال, الامر الاهم لكلما سقناه ان النظام السوري لم يستمع الى صوت الشعب الذي ينادي بالحرية والديمقراطيه والتغيير, جابهه بالرصاص واليوم الاسلحة الكيماوية, الا ان النظام لم يحسب اي حساب بل ينادي لما يطالب به المجتمع الدولي ممثلا في منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن والجمعية العامه ومنظمات حقوق الانسان, ميثاق الامم المتحدة يطالب الدول الاعضاء المحافظة على الامن والسلام في كل بقاع العالم. ومن يخرج على هذا الميثاق ويهدد الامن والسلام لابد من محاسبته ومعاقبته, وفقا لماتنص عليه قواعد القانون الدولي.
النظام السوري اليوم موضوع في قفص الاتهام من قبل هيئة الامم المتحدة ولذلك ارسل الامين العام مجموعة المفتشين الدوليين المختصين في مجال الاسلحة الكيماويه والنوويه لكي يكشف حقيقة استخدام الاسلحه الكيماويه في غوطة دمشق ويقدموا تقريرا حول استخدام تلك الاسلحه. ومع موافقتنا على الخطوات التي اتخذها الامين العام للامم المتحدة والجهود التي بذلها في بعثة المفتشين علينا ان نضع في الاعتبار ان تقرير المفتشين سيوضع في يدهم حق الفيتو عند اصدار اي قرار لاعضاء المجلس المنقسمين على نفسهم فيما يخص النظام السوري المتهم. روسيا والصين متفقان ضد امريكا وبريطانيا وفرنسا والجميع في نهاية المطاف يدافع عن مصالحه الاستراتيجيه. روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو واجهضتا مشروعين تدعوان لوقف الحرب في سوريا وادانة النظام الذي يمارس سياسة القتل والابادة ويرفض الحل السلمي مع المعارضة, , الشروط التي يقدمها في مقابل ذلك قررت امريكا وفرنسا البحث عن حل خارج اطار مجلس الامن مع التركيز على الحل السياسي بناء على ماتم الاتفاق عليه في جنيف الاولى أو في جنيف الثانيه الى الطريق جنيف الثانيه , لم يكن مفروشا بالنوايا الحسنه والتفاؤل من قبل الطرفين حقنا للدماء التي تسيل يوميا على الارض السوريهوعلى مدى اكثر من عامين, اطالة امد الصراع في سوريا وتدخل حزب الله والحرس الثوري الايراني عسكريا اجج نار الصراع ورفع من وتيرته. الامر الذي اثار غضب القوى الاقليمية الحاكمة, السعوديه ,دولة الامارات العربيه,قطر,تركيا التي استشعرت الخطر القادم من ايران والعراق اي الممانعة والمقاومة التي تغير محوره الاساسي في الوقت الحاضر. المملكة العربية السعوديه القت بثقلها في الصراع الدائر على السلطة في بلدان الشرق الاوسط وخاصة مصر وسوريا, هذا بعد أن تولت المملكة القيادة في منطقة الخليج بعد التغيير الذي حدث في قمة السلطة في قطر. وكان الامير بندر بن سلطان يتولى مسئولية الامن العام في المملكة يولي اهمية كبيرة في هذا الظرف الذي تمر به دول المنطقة العربيه وعلاقة دول الخليج بالولايات المتحدة الامريكيه في المجالين الامني والاقتصادي.
الخطاب الذي ألقاه وزير خارجية المملكة العربية السعوديه سعود الفيصل في الجلسه الافتتاحيه لاجتماع الدورة المائة واربعون للجامعة العربية كان واضحا في توجه السعوديه وسياساتها تجاه حل الازمة السورية. وفي اعتقادي ان كل الخطوات التي تتذها المملكة العربيه السعوديه والجهود التي تبذلها والاموال التي ترصدها لتقوية التحالف السعودي والامريكي ورغم مستوى التنسيق بين الدولتين تجاه الخطر الذي يمثله المحور الايراني السوري وحزب الله على امن دول الخليج والمنطقه العربيه خاصة الدول المجاورة لسوريا, وهذا الموقف بالتأكيد يصب في مصلحة الاستراتيجية الامريكية بالرغم من التباين والخلاف في المواقف حيال القوى المنصهرة في الصراع الدائر كالاخوان في مصر والتيارات السلفيه والجهادية الموجودة في سوريا وبقية البلدان العربيه.
ممالاشك فيه ان المواقف المعلنه وغير المعلنه التي اتخذتها السعوديه وبقية دول التعاون الخليجي في المجال العسكري والامني بين تركيا وامريكا ثم التعاون بين الاردن وامريكا في عدة مجالات ابرزها الجانب الامني والعسكري, اكتسب اهمية كبرى بالنسبة لتحرك الادارة الامريكيه التي تفقد هيبتها وكانتها كدوله كبرى نتيجة التباطؤ والغموض والارتباك الذي شاب السياسة الخارجيه الامريكيه, لذلك جاء قرار الرئيس الامريكي الذي اعلنه يوم السبت الموافق الحادي والثلاثون من شهر اغسطس المنصرم والقاضي بتوجيه ضربه عسكريه محدودة وضيقه للنظام السوري مفاجئا للراي العام الدولي وخيم شبح الحرب على اجواء العالم العربي الذي اصبح يتوقع ان تحدث الضربه بعد عدة ساعات او بعد يوم واحد, هذا التوقع لم يأتي من فراغ.
المقدمات والترتيبات الخاصة بالاستعداد للعمل العسكري كانت ظاهرة للعيان متمثله في البوارج الحربية حاملة الجنود والصواريخ والطائرات المقاتله. هذا بالاضافه الى حالة التأهب والاستعداد للقواعد العسكريه الامريكيه المنتشرة بالقرب وداخل منطقة الشرقالاوسط وفي البلدان العربيه المحيطة بسوريا.
أوباما تراجع عن تنفيذ قراره بالسرعه التي لم يكن يتوقعها المجتمع الدولي, الا أنه لم يلغي قراره الخاص بتنفيذ الضربة العسكريه المحدودة وعليه ظل شبح الحرب قائما.
في تقديري ان هناك اسبابا موضوعيه جعلت اوباما يؤجل تنفيذ قرار الضربه العسكرية والتي من بينها حشد التأييد للقرار من قبل الكونقرس الذي يمثل الرأي العام الامريكي. بالاضافة الى ذلك اراد ان يضمن تأييد حلفائه الاوربيين بعد الموقف غير المؤيد الذي اتخذه مجلس العموم البريطاني والذي أحرج ديفيد كاميرون أمام حليفه الذي يعول عليه كثيرا كما كان الحال والعلاقه بين توني بلير وجورج بوش, يبدو من كل المعطيات المتوفرة ان الخطوة التي اتخذها اوباما لم تكن محسوبه بصورة محكمة تضمن نجاح خطته التي تبدأ بالضربه العسكريه المحدودة. هذا على الرغم من ان الدستور الامريكي يمنح الرئيس سلطات واسعه في مجال السياسة الخارجيه ومن حقه حسب نص الدستور كذلك اعلان الحرب دون الرجوع الى الكونقرس ومجلس الشيوخ.
الان اصبح اوباما محكوما بتاييد الاغلبيه في الكونقرس والديمقراطيين والذي يعبر عن تأكيد الراي العام الامريكي. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيحدث اذا ضمن اوباما تأييد الكونقرس الامريكي وحلفاءه الاوروبيين بريطانيا وفرنسا هل سيقدم على تنفيذ قراره فورا ام سيقوم بادخال تعديل على خطته بصورة تناسب وتتماشى مع نتائج التحرك الايجابي؟. علينا ان نراقب ونتابع ماتحمله الاسابيع القادمة من جديد في المشهد الدولي واضعين في الاعتبار الحقائق الاتيه:
-. النظام السوري فقد شرعيته وان الرئيس الاسد وحكومته وكل اركان نظامه يتحملون المسئوليه فيما آل اليه حال الشعب السوري والجرائم التي ارتكبت في حقه , فان المجتمع الدولي مسئول من ادانته ومعاقبته.
-. مجلس الامن لايعول عليه في تحقيق الامن واللم ودرء شبح الحرب بعد ان افشل الفيتو الصيني اتخاذ خطوات جادة تجاه الازمة السورية والتي اتخذت طابعا دوليا.
-.الادارة الامريكيه لن تسمح بالتغيير في ميزان القوى الدوليه بالذات مصالحها الاستراتيجيه حتى ان اقتضى الامر الى الحرب.
-. منطقة الشرق الاوسط تصبح مسرحا اذا اندلعت الحرب والتي تعني الخراب والدمار وربما الابادة اذا استخدمت اسلحة الدمار الشامل.
في الختام نعلن ونؤكد بصورت عال دون تحفظ ان مواربة موقفنا المبدئي الثابت ضد اشعال اي نوع من انواع الحروب كوسيلة لحل الازمات وتحقيق اهداف ومصالح سياسية واقتصاديه اوعسرية وماليه.
نحن مع السلام والامن والاستقرار والتعايش السلمي بين شعوب العالم وانظمته المختلفه, يكفي شعوب البلدان العربيه العذاب والظلم الذي عانته ومازالت تتحمله على مدى عشرات السنين جراء السياسات والاستبداد وجرائم الانظمة العربيه الديكتاتوريه.
النظام الذي ورثه بشار الاسد عن ابيه ليس استثناء ولن يكون الاخير لذلك لابد من اقتلاعه من جذوره والشعب السوري المناضل الجسور كفيل بانجاز هذه المهمة اذا ماتوفر له سند من الشعوب العربيه والمساعدة الماديه والعسكريه , كيما يحمي نفسه ويحرر ارضه ويبني دولته الوطنيه الديمقراطية.
لايفةتنا ان نذكر ان الرئيس بشار الاسد قد ارتدى البدله العسكريه ايذانا بقيادة المعركة العسكرية القادمة ولسان حاله يقول (علي وعلى اعدائي) والمثل الشعبي يقول (أسد ميت أفضل من حمار ميت)

تعليق واحد

  1. الطاغية بوش الصغير استخدم اليورانيوم المنضب ضد الشعب العراقي في غزوه المشؤوم للعراق …
    ___________________________________________________________________________________

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    قضية استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد أكراد العراق

    بقلم : الدكتور عبدالاله الراوي*

    كلمة لا بد منها :
    هذا المقال في الأصل تم كتابته عام 2000 ? وتم تطويره فيما بعد ? وأخذته معي إلى بغداد بمناسبة حضور مؤتمر الأحزاب والمنظمات العربية الشعبية ضد الحصار، وحاولنا نشره في الصحف العراقية دون جدوى.. والظاهر أن لدى الصحف تعليمات بعدم نشر أي مقال يتعلق بهذا الموضوع. ولا زلنا نجهل السبب.

    وقبل أيام قليلة اتصل بي من باريس أحد الأخوة، والذي كان معي في المؤتمر المذكور طالبا المقال لكون لديه نية بالقيام بمحاضرة حول الموضوع، فأرسلته له والظاهر أنه قام بإرساله إلى موقع التجديد العربي الذي قام بنشره مشكورا.
    وسسب عدم نشري لهذا المقال بعد الاحتلال لكوني كنت أفكر بتطويره أكثر ولكن طالما أنه تم نشره لذا سأعمم نشره. وإليكم المقال كما هو مع بعض التعديلات البسيطة.

    في كل مرة يتم فيه الاعتداء على العراق أو يطرح موضوع رفع الحصار عن الشعب العراقي تثار قضية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد أكراد العراق.
    وهذه القضية يعتبرونها إحدى الذرائع لاستمرار الحصار وإبقاء الشعب العراقي رهينة بيد القوى الباغية.

    وبدون القيام بعمل إحصاء لعدد المرات التي أثيرت فيه هذه القضية، سنكتفي بذكر الظروف التي دعت أعداء العراق والأمة العربية لإعادة إثارة هذا الموضوع، وبشكل مركز، خلال هذا العام والعام الماضي :
    1- في أواسط شباط 2001 اثر العدوان الذي قامت به القوات الأمريكية والبريطانية بقصف بغداد بدون أي مبرر سوى إظهار، بما لا يقبل الجدل، الهيمنة الأمريكية على العالم وكيلها بمكيالين أحدهما ضد العرب والمسلمين والثاني مساندة غير مشروطة للكيان الصهيوني والدفاع عنه رغم ما يقوم به من مجازر وحشية ضد الشعب الفلسطيني.
    وبالأخص أنه بعد ضرب بغداد فإن بوش الابن ووزير خارجيته صرحا بأنه يجب أن يبقى العراق تحت الرقابة المشددة لأن النظام العراقي لم يتردد في قتل شعبه بالأسلحة الكيماوية. {1}

    2- أعيد إثارة هذا الموضوع ? موضوع استخدام الأسلحة الكيمياوية ? عشية وصول حوالي تسعمائة من أكراد العراق{2} إلى الشواطئ الفرنسية بتاريخ 17/2/2001. حيث أن كافة وسائل الإعلام الفرنسية ركزت بشكل مباشر على أن استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل القوات العسكرية العراقية باعتباره أحد الأسباب الرئيسة لهجرة هؤلاء الأكراد.{3} ومما يثير الاستغراب أن وسائل الإعلام هذه تتناسى بأن إقليم الحكم الذاتي في شمال العراق لا تسيطر عليه بأي شكل من الأشكال السلطات العراقية عند لجوء هؤلاء الأكراد إلى فرنسا، لأنه حاليا تحت الحماية الأمريكية والبريطانية.
    إضافة لذلك فإنه ظهر بعد عدة أيام من وصول هؤلاء اللاجئين بأن أغلبهم ليسوا عراقيين.

    ونرى أن نشير هنا بأن السبب الرئيس لهجرة إعداد كبيرة من العراقيين من مختلف القوميات والأديان يعود لاستمرار الحصار المفروض على الشعب العراقي بكافة قومياته وأديانه. اللهم إلا إن تكون هجرة هؤلاء الأكراد لعبة دولية أريد من ورائها إثارة الرأي العام العالمي ضد العراق لإدامة الحصار الظالم. وبالأخص فإن وصول هؤلاء الأكراد إلى فرنسا جاء متزامنا مع القصف الأمريكي البريطاني لبغداد والذي أدين من قبل أكثر دول العالم.

    إن إعادة إثارة موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية وفي هذا الظرف بالذات يكمن وراؤها ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من إدامة الحصار على الشعب العراقي وبالأخص بعد أن شعرت هذه القوى بأن هذا الحصار بدأ يتراجع إثر وصول أعداد كبيرة من الطائرات المدنية إلى بغداد من كثير من البلدان العربية والأجنبية، إضافة إلى الاتفاقات التجارية والاقتصادية مع عدد لا يستهان به من الدول العربية والدول المجاورة.

    ومن جهة أخرى فإن هاتين القضيتين ? قصف بغداد ووصول الأكراد إلى فرنسا ? إضافة لجولة وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة العربية لمناقشة قضية الحصار ضد العراق ما هي إلا محاولة قذرة لتطويق الانتفاضة الفلسطينية وإشعال الرأي العام العالمي عما يقوم به الكيان الصهيوني من أعمال بربرية ضد الشعب العربي الفلسطيني.

    3- وأخيرا وليس آخرا تصريح بوش الابن بتاريخ 30/1/2002 أمام (الكونغرس) الأمريكي عندما هدد بعض الدول التي قال عنها بأنها تساند الإرهاب وتقوم بتطوير أسلحتها وهي كوريا وإيران والعراق.
    ثم ركز بشكل خاص على ما يقوم به النظام العراقي من جرائم ? حسب ادعائه ? وعدم تردده من قتل شعبه من الأكراد بالأسلحة الكيمياوية.

    وفي اليوم التالي طالعتنا أكثر الفضائيات الفرنسية وفي أكثر دول العالم- الغربي بشكل خاص – بهذا التصريح مع إبراز صور مختلفة عن الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الكثير من إخواننا الأكراد في حلبجة. ومن هذه الصور التي عرضت : صورة امرأة قتلت مع طفلها وهي تقوم برضاعته.

    بهذه الوسيلة وغيرها من الوسائل القذرة تقوم وسائل الإعلام بإثارة مواطني دول معسكر الشر ليقفوا معهم وليساندوا كافة الجرائم البشعة بإبادة الشعب العراقي والفلسطيني وكافة الشعوب التي تطالب بحقوقها المشروعة.
    ومنذ تصريح بوش الأخير وإلى هذه الساعة، وفي كل مرة يتم تهديد العراق من قبل أي مسؤول أمريكي، فإن هذا الموضوع ? استخدام الأسلحة الكيمياوية ? يثار مجددا باعتباره أحد المبررات التي تبيح لهم الحق بتحطيم العراق وإبادة شعبه.

    إنهم بطرحهم الموضوع بهذه الطريقة ينسون أو يتناسون بأن العراق لم يستخدم نهائيا أي سلاح كيماوي كما سنوضح ذلك في هذه الكلمة.
    أي أن نعود إلى موضوعنا الجوهري ألا هو محاولة معرفة من الذي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبنا الكردي في العراق.

    لقد اتهم العراق باستخدام هذه الأسلحة مرتين الأولى ضد سكان مدينة حلبجة والثانية بعد إعلان الهدنة بين العراق وإيران اثر موافقة السلطات الإيرانية على تطبيق قرار مجلس الأمن 598.

    أولا : قضية قصف حلبجة
    بتاريخ 18/3/1988 اتهمت إيران القوات العراقية بقيامها بقصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي مما أدى إلى مقتل ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف مواطن من الأكراد.
    وقد استدعت طهران في حينها ما يقارب من مائة صحفي من مختلف أنحاء العالم لتغطية هذا الحدث متهمة الطائرات العراقية بالقيام بهذا القصف الوحشي.
    اثر هذه الحادثة فإن كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ركزت على هذا الحدث بشكل لا مثيل له في التاريخ متهمة العراق بقتله لشعبه من الأكراد بهذه الوسيلة البشعة.
    ورغم تكذيب العراق لقيامه بهذه العملية إلا أن وسائل الإعلام استمرت على إصرارها بأن القوات الجوية العراقية هي التي نفذت هذه المجزرة.

    ولكن بعد أكثر من سنتين من هذه الضجة قامت وزارة الدفاع الأمريكية بإصدار تقرير سري يبرئ العراق من هذه التهمة.
    وإن أول من قام بنشر موجزا لتقرير البنتاغون المذكور هي جريدة واشنطن بوست في عددها الصادر يوم 3/5/1990، وفي نفس اليوم قامت وكالة الأنباء الفرنسية بنشر موجزا لهذا الخبر.
    للأسف لم نستطع الحصول على تقرير وزارة الدفاع الأمريكية المذكور، ولكن لدينا ما نشرته الواشنطن بوست والخبر الذي وزعته وكالة الأنباء الفرنسية.
    ومن خلال هاذين المصدرين نستنتج : “أن إيران قصفت بالأسلحة الكيمياوية المدينة الكردية حلبجة {العراق} في مارس 1988.
    لحد الآن فإن منظمات لحقوق الإنسان ومجموعات كردية اتهمت العراق بأنه لوحده يتحمل المسؤولية في هذه المجزرة ولكن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية يؤكد بأن إيران تتحمل قسطا من المسؤولية في هذه القضية.
    وهنالك احتمال كبير بأن تكون إيران أول من قصف حلبجة بقذائف معبئة بالسييانور {الخردل}.”
    حسب خبراء البنتاغون، ليس من السهولة تحديد أي من الدولتين التي تتحمل المسؤولية لقتل أكبر عدد من المدنيين. ولكن هؤلاء الخبراء يؤكدون بأن إيران اتهمت نفسها بدون قصد عندما صرحت في 20/3/1988 بأن أغلب ضحايا حلبجة ماتوا متسممين بالسيانور {الخردل}
    ويؤكد التقرير بأن أحد الخبراء المسؤولين في البنتاغون أكد ” بأننا نعلم في الحقيقة بأن العراق لا يستعمل أي غاز له علاقة بالسيانور”.وهذا التقرير يؤكد ” بأننا نحن لدينا معلومات جيدة عن تطور صناعة واستعمال الأسلحة الكيمياوية من قبل العراق ونحن نعلم بأن العراقيين لا يستعملون السيانور، وبالعكس نحن متأكدون بأن إيران تستعمل غاز كيمياوي من مشتقات السيانور.”
    بالإضافة إلى ما ذكرناه آنفا فإن عدة مقالات ظهرت في صحف ومجلات أخرى ناطقة باللغة الإنكليزية أكدت بشكل لا يقبل الجدل بأن العراق لا يملك السلاح الكيمياوي الذي استعمل في قصف حلبجة.{4}

    ومما يؤكد قيام إيران بهذه المجزرة باستعمالها للخردل، وصول مصابون عسكريون عراقيون، إلى فرنسا، كانوا في تلك الفترة في منطقة حلبجة وتم فحصهم في إحدى المستشفيات الفرنسية وبعد فحصهم، صرحت الدكتورة “شانتال بيسموت” مديرة فرع العناية بالحروق الجسدية في مستشفى “فرنان فيدال” التابعة لجامعة باريس السابعة بأن حالة العسكريين العراقيين الصحية “هي جيدة بشكل عام” لكنهم يعانون من مشاكل في المجاري التنفسية، وفي العيون بالإضافة لحروق في بعض مناطق أجسادهم. وأضافت “بأن هذه العوارض تعني إصابتهم بغاز السيانور {الخردل}.{5}

    طبعا نحن لا ننتظر من الإدارة الأمريكية أن تبرئ العراق بشكل قاطع وواضح من مجزرة حلبجة وبالأخص فإن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية المذكور “يأتي في وقت لا تمر فيه العلاقات العراقية- الأمريكية بأحسن حالاتها وإلا لماذا سكتت وزارة الدفاع الأمريكية عن كشف هذه الحقائق طوال هذه المدة؟ ولماذا وجهت ولا زالت توجه الاتهامات زورا إلى العراق”{6}

    ولكن ما قدمناه من تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية تدل دلالة قاطعة بأنه ليس للعراق أية علاقة بالمجزرة الشهيرة لسكان مدينة حلبجة.

    ثانيا ؛ قضية قصف الأكراد بالأسلحة الكيمياوية اثر قبول إيران بتطبيق قرار الأمم المتحدة 598.
    بعد موافقة إيران على وقف إطلاق النار، قامت القوات العراقية بمحاولة للسيطرة على شمال العراق وذلك بتحييد المتمردين من الأكراد.
    وفي شهر أيلول 1988 أثيرت ضجة إعلامية أخرى شبيهة بسابقتها ” قضية حلبجة ” متهمة العراق باستخدام السلاح الكيماوي ضد الأكراد. أين هي الحقيقة؟

    في سبيل الإجابة على هذا السؤال سنشير إلى ما نشرته بعض الصحف والمجلات في هذا المجال :
    ف [جون إفريك] في إحدى المقالات المهمة تساءل كاتبها : هل استخدم القادة العراقيون أسلحة كيماوية ضد المدنيين الأكراد أم لا؟
    وكان الجواب على هذا التساؤل :
    ” حتى الآن لا يزال السؤال مطروحا بشكل كامل. فالغازات التي استهدفت نظريا المقاتلين الأكراد قتلت العديد من الضحايا المدنيين وأدت لنزوح كبير للأكراد إلى تركيا ولكن كيف يمكن الكشف فيما إذا وجد ضحايا بالسلاح الكيماوي.

    إن الأطباء الذين فحصوا اللاجئين الأكراد في تركيا ? في أواخر أيلول وأوائل تشرين الأول ? أدلوا بشهادات متناقضة ؛
    فالطبيب البلجيكي {بيندتي} من جمعية {أطباء العالم} كشف عن حالات رمد في عيون البعض وعن أمراض جلدية لدى البعض الآخر لكنه لم يكتشف أية حروق يمكن نسبتها مباشرة لغازات كيمياوية.
    كما أن تحاليل البول والدم التي أجراها أطباء فرنسيون وبلجيكيون وأمريكيون على اللاجئين الذين ادعوا بأنهم تعرضوا لأسلحة كيمياوية كانت سلبية”{7} وبالرغم من كل هذه الأدلة العلمية على عدم استخدام الأسلحة الكيماوية فإن “ثلاثة أطباء أمريكيين يظنون باحتمال استخدام سلاح كيمياوي مستندين على تطابق أجوبة قسما من اللاجئين على قسيمة أسئلة وعلى ملاحظات لحروق جلدية”{8}

    من المؤكد أن هؤلاء الأطباء الثلاثة بنوا ظنهم ? وهو ظن فقط، وقد قال سبحانه وتعالى “يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم..” ? ليس بناء على قناعة علمية ولكن لأغراض سياسية معروفة.

    وهنالك مقال آخر في مجلة تروتسكية يوضح بأن هذه الضجة وما قام به مجلس الشيوخ الأمريكي باقتراح فرض عقوبات اقتصادية على العراق جميعها مدعومة من قبل الكيان الصهيوني لأن “إسرائيل لم تخف خيبتها تجاه الانتصارات العسكرية العراقية ولذا قامت بتحريض واشنطن ضد بغداد”{9}
    إضافة لذلك فإن بعض الخبراء من الأمم المتحدة الذين زاروا شمال العراق لم يجدوا أي دليل لاستخدام العراق لأي سلاح كيمياوي ضد الأكراد.{10}
    وأخيرا فقد ظهر تقرير من مركز بحوث عسكري أمريكي يؤكد بأن العراق لم يستخدم السلاح الكيمياوي ضد الأكراد في أيلول 1988.{11}

    إذا كل ما أثير حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل العراق ما هو إلا محاولة صهيونية أمريكية أريد بها تشويه سمعة العراق بشكل خاص والعرب بشكل عام لكي لا يناقش الرأي العام العالمي ما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم باستخدامه كافة الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعبنا المناضل في فلسطين هذا من جهة ومن جهة أخرى ليمهد الطريق لأمريكا ولبريطانيا لاستخدام اليورانيوم المنضب وغيره من الأسلحة المحرمة دوليا لإبادة الشعب العراقي والشعب العربي. لأن الكل يعلم اليوم بأن اليورانيوم المنضب سيكون تأثيره مأساويا على المنطقة بأكملها.
    بعد كل هذه الدلائل هل ستخرس الألسنة.. من المؤكد لا.. لأننا نحن العرب إعلامنا ضعيف جدا.. ويا للأسف وبالأخص فإننا لا نملك وسائل إعلام مؤثرة باللغات الأجنبية المختلفة.
    ————————–
    المصادر:
    1- وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية ليوم 16/2/2001 والأيام التي تليه.
    2- وسائل الإعلام الفرنسية 17/2/2001 وبالأخص صحف يوم الاثنين 19/2/2001.
    3- وسائل الإعلام 30/1/2002.
    4- جيري ليميك : الهجوم الكيمياوي والأكراد، فيدل ايست رابورت، كانون الأول 1991.
    وعدة مقالات حول هذا الموضوع في نفس المجلة في عددها رقم 171، تموز ? آب 1991.
    5- لو فيغارو : 14/4/1988.تحت عنوان {العراق يعرض جرحاه}
    ولو كوتيديان دي باري : 14/4/1988 تحت عنوان {حول المؤتمر الصحفي الذي عقد في 13/4/1988 في منزل السفير}
    6- الوطن العربي : 11/5/1990 كلمة تحت عنوان {أمريكا تعترف أخيرا : إيران هي التي قصفت [حلبجة] بالسيانسد}
    7- بينيديكش وفاليكور : غازات الحرب تحقيق لا جدوى له في كردستان. جون إفريك 28/10/1988.
    8- نفس المصدر.
    9- مجلة أمبريكور : أيلول 1988 بعنوان {انتهت الحرب}.
    10- لإديو انترناسيونال : 16/8/1989 بعنوان {قضية الأكراد}.
    11- هيرالد تريبون : 19/12/1990. بعنوان {معهد بحوث أمريكي يؤكد عدم وجود دليل لاستخدام العراق الغازات السامة ضد الأكراد}.
    ولإديو انترناسيونال : 15/4/1991، بعنوان {كرد سوارا} و{كرد سوارا تابع}.

    الدكتور عبدالإله الراوي
    دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
    [email protected]

  2. اذا كان زي مراد دا عايز امريكا تضرب وهو متأكد الضربة دي تدمر قدرة بلاده وتكشف ظهرها العسكري وتجعلها لقمة سائقة في بلعوم اسرائيل عايز يجي يحكم بى شنو وبحافظ على دولته كيف بعدم تدمر ؟
    والله سوريا فا يفضل فيها شيء واول دولة حتستعمرها حفاظا على امنها الداخلي هي تركيا حتى لا يستغل اكراد سوريا حالة الوهن ويتحدوا مع اكراد تركيا والعراق ويقيموا دولتهم .
    غايتو اغبى من العرب واحقد منهم على بعضهم مافي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..