حنية الإنقاذ في زنقة القمح والجاز .. لماذا ؟

كما أسلفنا في المقال السابق المتصل بموضوع اليوم أيضاً..فإن حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني ومن خلفها الحركة الإسلامية ، فهي تسعى للخروج من ورطتها بتمرير قانون الدعم عن المحروقات وبعض السلع الضرورية وإيجاد بدائل هزيلة لترضيات يسّوق لها قادة النظام في خوف ٍو يأس من خلال جر أرجل الأحزاب الأخرى المتألفة معها مصلحياً أو تلك التي تقدم رجلاً وتؤخر الثانية في تعاطيها المريب حيالها ، والقصد أن الحكومة تريد أن تُضفي شرعية شعبية متوهمة على قرارتها القادمة ، وبالتالي تصطاد عصفورين بحجر الخبث وهما .. ترميم عمودها الفقري الإقتصادي الذي نخره سوس الفساد وسوء إدارة المال العام وعدم الإستفادة من الموارد ، وبالتالي تتجنب الغضبة الشعبية التي قد تنفجر كرد فعل متوقع لا محالة ومن ثم تقول ، ما فعلناه كنا أنا والكاشف أخوى ولست ُ وحدي في الجوى!
أما الهدف الثاني ، فهو كسب المزيد من الزمن بغرض لملمة أطراف وشعث الحركة الإسلامية التي إستشعرت الخطر الداهم من ذلك الإنقسام عليها لاسيما في هذا الظرف الدقيق والتي تمر به الجماعة في اكثر من مكان، فكلهم في الهم والآمال كوز في نهاية الأمر مهما إختلفوا أو تظاهروا بذلك الأمر ..!
فحينما كانت الإنقاذ في فورة غرورها وهوجها السياسي وهوسها الديني لم ترض أن يشاركها في إتخاذ القرارات المصيرية أحد ، فتأبت على الكل أن يذهبوا معها في محادثات نيفاشا على سبيل المثال وما سبقها من تمهيد فانفردت بأخطر قرار في تاريخ السودان وهو إعطاء الجنوبيين حق تقرير المصير الذي كان سيفضي الى نتائج مختلفة لو أدارته إرادة سودانية مشتركة والكل يعلم النوايا التاريخية للحركة الإسلامية المبيتة في هذا الشأن التي كانت تتمحور في أسلمة الجنوب على طريقة الفتوحات أو تطبيق سياسة الأرض المحروقة بإحراق بشره وشجره ومن ثم زراعة إنسان آخر بمواصفات تتطابق وفكرة الدولة العروبية الإسلامية المزعومة .. وحينما فشل ذلك الدأب أتى خيار تقرير المصير كحل يمكن تعليقه على شماعة إرادة الجنوبيين .. الذين نقدر لهم هروبهم عن جحيم الإنقاذ في هذا الظرف ونتفهم فرح الحركة الشعبية بما يطلق عليه مجازاً الإنفصال وهو في نظرهم إستقلال من محتل جديد تركوه راكباً بتشبث على بقية جسد الوطن وليعمل فيه حريقاً بعد حريق !
الآن عرفت الإنقاذ إن الله حق ، فجاءت ناكصة على أعقابها تتلمس في شيخوختها وتلف رأيها مشورة الآخرين..الذين ينطبق عليهم مثل عبد العين الذي يبحث هو الآخر على من يعينه !
فلن ينجو الوطن إلا بالعودة الى مواطنيه وعودة مواطنيه اليه بارادتهم الحرة بعد أن فرقت بينهما إحن الطائفية و تنطعات الإيدلوجيات التي باتت تتساقط بعد أن أماطت تجربة الحكم اللثام عنهم مجتمعين وتطايرت أوراق شعاراتهم مع رياح الوعى .. الذي سيرفض جميع الذين خانوه وخذلوه وأعادوه الى مربع القبلية وحروب الفتن وشتتوه في جهات الأرض متسكعاً خلف اللقمة الكريمة بعد أن عزت في بلاد ينسب الخيرُ كله لها وهو يعتزُ حين ينتسب !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بأخي برجاوي المشكلة ليس في الإنقاذ وحدها فقد عرفناها كجوع بطوننا ….المشكلة في أحزاب المعارضة فكلما وصلت التراق وظننا انه الفراق اصدروا لها صك غفران …..أننا أصبحنا لا ندري هل هم مع أشعب أم ضده……والغريب في الأمر تجاهل الإنقاذ لهم في غير أوقات الشدة. ….في حليلة وضحاها ينسون كل جمل السباب …..الزارعنا اليقلعنا…..الرجل اليطلع لينا بره وغيرها من بذاءات. نافع علي نافع وكان شيئا لم يكن…….أما هذا الصادق فهو المسؤول الأول عن إطالة عمر الإنقاذ وقد سمعنه يهذي امس وينفي عرض رياسة الوزراء عليه مما يدل علي انه لم يزل يحلم بها….لقد ضاق بنا الحال حتي تذكرنا أبيات أبو العلاء المعري
    وهل يابق الإنسان من ملك ربه
    فيخرج من ارض له وسماء
    لقد بدا الناس الخروج من السودان وخاصة الشباب تاركين الوطن لجماعة الإنقاذ وعجائز ما يسمي المعارضة وهو أمر خطير في المستقبل القريب قبل البعيد
    آه ياوطن……..آه لمن كان يسمي وطنا

  2. أبا ماهر صح لسانك ??لقد أثرت المواجع……إنهم يريدون أن يفرقوا دم ورطة رفع الأسعار على قبائل الأحزاب ??ياحليلهم ..حينما كانت الإنخاس فى فورة غرورها وكانت العصبة ناموسهم يتطاير وتوعدوا الشعب الفضل بحكم إلى آخر الزمان ..أى أنهم سيسلمونها عيسى ..شعبيهم ووطنيهم لا فرق…إلى أن إستبانوا أن الله واحد فظنوا راغمين أن بفصلهم الجنوب سيخلوا لهم الجو ويتحكمون فى رقاب الشعب الشمالى بالكلاشينكوف….حتى أرعفت أنفهم فى أم درمان فى غزوة خليل…..ومرغت بالتراب فى أبو كرشوله ومازال الحبل على الغارب….المهم إن هذا الأبى صارم القسمات حى الشعوب يتململ ويراقب …وبدأ ينتفض فأبقوا رجال قبيلة بنى كوز وأرجوا الجاياكم …أو أفرشوا زى ود تورشين…(.وأحسبهم ).وقد بلغت قلوبهم الحناجر بعد أن إنقطعت دوحتهم التى سالوا إلينا منها ..من جذورها ..وإنسد ت ثقوب القرون الماضيه التى سقطوا منها….وغمضنا وفتحنا ولقينا أنفسنا فى آخر الشعوب بما اجترحوه فى حق هذا الوطن…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..